Gـلـب ام G ـلـب !! ..

Quote: كلمة الميدان الوبائيات تنذر بكارثة ماحقة قادمة May 24th, 2010 شهدت العديد من أقاليم البلاد دون استثناء بما فيها العاصمة القومية خلال الفترة الماضية تفشياً ملحوظاً لبعض الأمراض الوبائية المعدية، مثل الإسهال المائي، والالتهاب السحائي، إضافة للحمي مجهولة المصدر، والتسمم الدموي وخلافه، الأمر الذي أودي بحياة الكثير من المواطنين. وبينما يساور القلق قطاعات واسعة من المواطنين بسبب تصاعد معدلات الإصابة بهذه الأمراض وانتشار رقعتها الجغرافية فان الجهات المعنية وبخاصة وزارة الصحة الاتحادية تلتزم الصمت المطبق ولا تكلف نفسها حتي إصدار بيان توضيحي وإرشادي عن مصادر الأوبئة وطرق الوقاية والعلاج منها. وغير خاف على أحد التردي المريع في خدمات الصحة الوقائية والعلاجية والتدهور البيئي بسبب قلة الإنفاق الحكومي على الصحة وإهمال الصحة الوقائية بصورة تامة وإلغاء مجانية العلاج الأمر الذي أدى لتراجع مؤشرات الصحة قياساً بما كان عليه الحال قبل انقلاب يونيو 89، إضافة للملاحظات الموثقة عن تلوث مياه النيل وإهمال محطات مياه الشرب وغيرها مما يؤثر سلباً على صحة الإنسان والحيوان معاً. الحكومة التي تنفق الأموال الطائلة على الأمن والدفاع تستكثر النذر اليسير منها لتطوير الخدمات الصحية بما في ذلك تأهيل المستشفيات والقيام بحملات التطعيم الدورية وتحسين شروط خدمة الأطباء والكوادر الصحية، ليس هذا فحسب بل تتم الآن وبصورة محمومة خصخصة المستشفيات العامة وتحويل أقسام معتبرة فيها إلي مستوصفات خاصة لجهات بعينها. إن محاولة التقليل من شأن هذه الوبائيات لا يغير الواقع الصحي الماثل الذي ينذر بكارثة ما لم يتم تدارك الموقف بصورة سريعة وعاجلة. وفي ظل هذا التعتيم الحكومي واللامبالاة فان المطلوب من الشرفاء والوطنيين في الحقل الصحي توضيح الحقائق وكشفها للرأي العام والمساهمة مع مختلف القوى السياسية والمنظمات ذات الصلة من أجل درء مخاطر الأوبئة وعلاج المصابين إننا إذ ندين الموقف الرسمي بصدد الكارثة الوبائية، فأننا نثق في أولئك المحافظين على شرف مهنة الطب والمكرسين جل وقتهم للتطبيب والعلاج وإنقاذ الأرواح، فهم حتماً على قدر التحدي ودوماً عند حسن ظن شعبنا.