|
هل ما يحدث بلاء علينا أم عقاب لنا؟؟؟
|
منذ فجر أول أيام الاستقلال ، و الحكومات السودانية-بشتى أنواعه-تتناوب جاه السلطة و الحكم ، الناظرإلى تاريخ هذا البلد يرى مشهدا عجيبا قلما يتكرر في بلد عربي أو افريقي ، بل و ربما في العام أجمع ، فهذا الوطن مرت عليه جميع أصناف وأيدولوجيات الحكم السياسية في العالم ، جنبا إلى جنب مع معظم النظريات الاقتصادية السائدة ، هنالك الاشتراكية و الرأسمالية و النظام الاقتصادي الاسلامي ، جنبا إلى جنب مع الشيوعية و نظام الحكم الاسلامي و بقية النظم الاخرى ، و بين الحقبة و الحقبة ترى التدهور المريع في جميع المجالات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و غيرها ، إلا من بعض نقاط الضوء الصغيرة في تاريخ هذا البلد.
قال الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لابد من الاعتراف أن تدهور قيمة هذا البلد صحبه تدهور في قيم المواطن ، فبمرور السنين ترى خبو مكارم الاخلاق لدى المجتمع من صدق و أمانة و ووفاء و عدل و إخلاص و شجاعة و شهامة و كرم ، و ظهور الصفات السيئة في المجتمع من كذب و خيانة و سرقة و ظلم و جور و غدر و جبن و بخل.
جميعنا اصبح يتعامل بحذر شديد و لا يأمن حتى المقربين إليه لما وصلت اليه اخلاق الناس في هذا البلد الا من رحم ربي ، أذكر قبل فترة طويلة اني قرأت في أحد الكتب مقولة، - لا اتذكر اهي للرسول - صلى الله عليه و سلم - أم احد الصحابة ام السلف - و حتى لا أقع في خطأ النقل ان كانت من حديث خير المرسلين سوف أكتفي بمعنى الكلام، يقول القائل بما معناه أن الذين يولون أموركم إنما يكونوا من طينة أهل البلدنفسها.
و الله لقد صدق القائل ، كيف نفسر تردى احوال البلاد و العباد عبر الحقب بعد إذ كنا في المقدمة ، كيف يفقد الشعب كل أمل في مستقبل أفضل و حكم أعدل و عيش أهنأ و ساسة أكفأ، بل كيف يسكت هذا الشعب على كل هذا الجور و الظلم و سلب الارادة ، و هو يرى اختياره يتغير أمام ناظريه.
كل هذا و ذاك يقودنا إلى أن التغيير يجب أن يبدأ من أنفسنا قبل أن نغير أنظمتنا، نبدأ الحساب الذاتي قبل حساب الآخرين، و كان الله مع المؤمن ما أخلص إليه العمل.
|
|
|
|
|
|