|
آخر نكتة...للسيد محمد عثمان الميرغني...ليس القاش بل الكش والقش والكاش
|
ليس القاش بل الكش والقش والكاش. بشفافية . حيدر المكاشفي.. لم أكن أعرف أن مولانا محمد عثمان الميرغني راعي الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل «نكتنجي» لاذع، ليس في رواية النكتة بل تأليفها باجادة لا تقل عن فرقة الهيلا هوب، ولم أكن أتصور أنه ساخر للدرجة التي تؤهله لمنافسة أبو الجعافر وجبرا، إلا عندما اطلعت على تعليقه الذي أطلقه عشية مغادرته البلاد إلى مصر والسعودية والذي أبدى فيه إستياءه البائن من الطريقة التي أديرت بها الانتخابات ورفضه لنتائجها التي سوّت بحزبه الارض، «سوات العاصفة بي ساق الشتيل الني» واكتسحها حزب المؤتمر الوطني اكتساح السيل الذي حين يكتسح فإنه لن يُبقى أو يذر شيء كما غنى وردي من كلمات أبو قطاطي، أمد الله في عمر الأول وأسبل ثوب عافيته على الثاني، لقد قال حينها مولانا عبارة إحتلت مكانها بجدارة بين أذكى النكات الانتخابية التي توالى إطلاقها تباعاً منذ لحظات التصويت الاولى حين طارت الحمامة ولم ترك وانسخط النمر فأصبح حصان و«كشَّ» القطر فصار عجلة وغيّبوا الحاضر وأحضروا الغائب وبعثوا الموتى وفرّقوا حتى بين المرء وزوجته وجعلوا إخوته وبنيه وأمه وأبيه يفرون منه فرارهم يوم القيامة، قال مولانا حين صعقته وأذهلته النتيجة الصفرية التي حصل عليها حزبه في دوائر كسلا معقل المريدين والاحباب وحصن الختمية الحصين ومرقد «سيدي الحسن» وهو الذي كان قبل أيام يكاد أن يقول مفاخراً بين الحشود الحاشدة والالوف المؤلفة التي هبت لاستقباله وهتفت لحزبه بكسلا «أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيها وأعطي فاتحتي لمن يبتغيها»، فتساءل مستعجباً ومستنكراً «وأين ذهبت كل تلك الحشود، هل شالها القاش» ثم يضيف بتعجب أكبر «مع أن الوقت ليس وقت فيضان القاش»، إنها مأساة أن يقبر السيد نافع علي نافع هذا الحزب التليد العريق بهذه الطريقة المذلة، أم كان الرجل يظن أنه يُحسن صنعاً بقبره إلى جوار سيدي الحسن أبو جلابية راجل كسلا والسبط الختمي الكبير، إنني والله آسي لحال هذا الحزب الذي بذل فيه والدنا ماله وأنفق عمره ولا زال يعيش على ذكرى الازهري والهندي والسيد علي وزروق وحسن عوض الله وكل الاماجد من ذاك العقد الماسي، ولا نملك ما نواسي به مولانا على هذه المأساة سوى أغنية فراش القاش وتحديداً مطلعها الذي يقول: مين علمك يا فراش تعبد عيون القاش الخضرة في الضفة وهمس النسيم الماش على حمرة الوردة وحب الندى الرقاش غافل وما عارف إنو الزمن غشاش بالله ليه يا فراش خلاّك وراح القاش ولا بأس من تريد كوبليه غافل وما عارف إنو الزمن غشااااش أكثر من مرة لتوكيد وتأكيد المأساة... إننا نعلم أن مولانا يعلم أن أصوات مريدي الختمية ومؤيدي الحزب وهم بالآلاف لم «يشيلها القاش»، ونعلم أنه يعلم أنها «لحقت أمات طه» اللائي ذهبن في أثره ولم يعدن ولا عاد طه، مثل حكاية ام عمرو مع الحمار التي قيل فيها لقد ذهب الحماربأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار، ونعلم أنه حين قال «هل شالها القاش» إنما كان يسخر على طريقة إسمعي وإياك أعني يا جارة «إسمع يا قاش وإياك أعني يا مؤتمر وطني» أو ربما كان يقتدي بتكتيك الطريفي صاحب الجمل الذي صارت حكايته مثل، حين سلك طريقاً معاكساً للذي طرقه من نهبوا جمله الوحيد بحجة أنه يريد أن يعرف من أين أتوا وليس إلى أين ذهبوا، فلا شك أن مرشحي الحزب بكافة الدوائر وعلى مختلف المستويات ووكلاءهم وجماهيرهم قد أحاطوا مولانا علماً بما فعلته بهم عمليات «كش الملك» و«قش الولد» والكاش الذي يقلل النقاش وليس القاش المسكين والذي لو قُدّر له أن «يشيل» فانه لن يسع هذا العدد المهول.
|
|
|
|
|
|
|
|
|