"تبكيك الجوامع وحِلَقْ الذكر" صديقى ياسر يرثى والده عثمان حامد.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-16-2025, 11:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-15-2010, 10:45 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"تبكيك الجوامع وحِلَقْ الذكر" صديقى ياسر يرثى والده عثمان حامد.

    Quote: تبكيك الجوامع وحِلَقْ الذكر



    جوف الليل يسأل عنك,

    والثلث الأخير من الليل يفتش عنك,

    والمآذن العتيقة تناجيك,

    والفجر يسأل عن تراتيلك الرخيمة,

    والمسجد يسأل عن حمامته التي طارت في السماء,

    وأنا أسأل الله لك القبول والدي العزيز.

    كان يوماً عبوساً قمطريرا حين دقت ساعة الرحيل وبلغت الحلقوم وأنا اناظر المَكْ الأصيل ذو الجسم النحيل مسجّىً في هدوءٍ, حينها علمت أن طيفاً قد رحل وحزناً قد أطل, وأن نخلةً باسقةً قد هوت, وأن رجلاً بقامة الشمس قد انتقل, وأن ستاراً لمسرح حياة قد إنسدل فيا وجعي ووجع المُقل, سبحانك ربي فيما اخترت ولا اعتراض في حكمك, لكني حينها فقدت توازني وتحسست الأشياء من حولي وأول ما تحسست الهواء الذي نفد من صدري فكيف لي بمخرج من فوهة الحزن, فقبعت حينها في قوقعة بلهاء!! ولكنَّ الله كان بي لطيفاً حين أفرغ عليَّ صبراً جميلاً وثباتاً محروساً وأحسست بهذا الرحيل الموجع كنسمة هبت من النافذة وعبرت من الباب!



    الفقد عظيم لا سيما أن الرجل كان عظيماً, عشا ضيفان, مكافحاً كعم عبدالرحيم الحُر وصحبه الذين خاضوا معاركاً كثيرة مع الحياة وكابدوا الجوع والمسغبة بحفنات من الورع والتبتل والزهد بما لا يتجافى مع ديدنهم في علو الهمة وشموخ الجبين, فلا يستطيع أحد أن يسرق دفء الشمس منهم في زمهرير العاديات من الأيام, ولاتستطيع قوة أن تقهر تقدمهم في مسيرة حياتهم وتعليم أبناءهم وتربيتهم على طريقتهم, دخلوا فقراء الى الدنيا وعاشوا فيها دراويشاً عفيفي اليد واللسان وبعفتهم انتثر العطرالجميل وفاح أرج الرجال, وخرجوا كما دخلوا منها.



    كان إيثار النفس عقيدةً راسخةً عندهم والإباء عمامة لاتفارق رؤوسهم العالية وكان سلاحهم آيات الله التي سكنت قلوبهم وحفظوها في الشغاف قرباناً الى الله فحفظتهم وحفظت جوارحهم الى أن سكن الخفقان وانقطع الهواء. ما أروع أن تتعلم دروس الحياة من الذين رسموا أجمل لوحات الحياة, وما أروع أن ترشف من سواني بيت السقيا.



    بعد التغلب على الحزون والشجون أحسست باليُتْم بَيْدَ أنَّ هذا الرحيل الموجع ترك في نفسي فجوةً سحيقة تؤرقني كلما هبت عليها نسمات الذكرى, أحسست بانقطاع الأنس الجميل والطلة البهية والبساطة الراقية والقفشة العفوية, أحسست بأن الشمعة التي هزمت العتمة قد خبت, أحسست بأن كل المدائن قد هاجرت, أحسست بأن المنافي والمسالك المغلقة قد أصبحت حائلاً, أحسست بالتوهان في أفلاك البعاد السرمدي, أحسست بالحزن النبيل, أحسست باليُتْم الحقيقي سيما وتربطني أُلفة خاصة بوالدي من نوع يصعب تفصيله, فهو والدي وشيخي وصديقي وتُمامة كيفي, ولكني سرعان ما أهرب من هذه الكؤوس الملئى بالسراب حيث مجرد التفكير فيها يرهق النفس ويذهب بالعقل في أغوار الميتافيزيقيا, والحشا المحترق والدمع المسفوح يتماشىيان مع فرضية الواقع بعيداً عن الحبور!



    الدعاء متصل والذكر قائم في حِلَقِه, ومكانك والدي هوةٌ تهِبُّ فيها رياح الجنة .. تراتيلك أسمعها في عالمي الخاص .. عبقك مختزنٌ في خياشيمي .. همهماتك اسفير في اذني .. فأنت حاضر مقيم في ذاتي .. ياله من فقد .. ويا له من خُسران!



    ربي أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن ترحم عبدك الفقير اليك وأن تسكنه أعلى فراديس الجنان وأن تجعل ملائكتك المقربين يدخلون عليه من كل باب .. سلام عليه بما صبر ونعم عقبى الدار وأن تنقله من ضيق اللحود والقبور الى الدور والقصور في سدرٍ مخضودٍ و طلحٍ منضودٍ وظلٍ ممدودٍ وماءٍ مسكوبٍ وفاكهةٍ كثيرةٍ لا مقطوعةٌ ولا ممنوعة, وفُرشٍ مرفوعةٍ مع الذين أنعمت عليهم من الصديقين والشُهداء وحَسُنَ أولئك رفيقاً.



    والدي العزيزي نُم قرير العين تؤنس وحشتك الزهراوان وتحرسك أم الكتاب والسنام وتنير ظُلمتك النازعات والفرقان, وتوسد مرقدك برا وسبحان, ومن خلفك الزخرف والدخان, ومن أمامك الواقعة والرحمن, وعلى يمينك الأعراف والإنسان, وعلى يسارك الحاقة والعمران حرساً شديداً من كل دابةٍ أو شيطان, أُنساً جميلاً الى يوم الجمع الذي فيه نلتقيان.



    كان لا بد لي أن أشكركل من شاركنا الأحزان في جميع مناكب الأرض وأخص بالذكر الأخوة والأخوات أعضاء منبر كردفان أونلاين وسودانيز أونلاين والجالية السودانية وأصدقائي بمدينة جدة الذين كان لوقفتهم معي أثر بالغ في نفسي وأهالي مدينة الأبيض العظماء الذين تقاسموا معنا الأحزان وجعلوها تتراخى, وزملاء وأصدقاء إخواني وأخواتي وأحباب الوالد ومُريديه .. ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز, وانشاء الله آخر الأحزان.
                  

04-15-2010, 10:51 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "تبكيك الجوامع وحِلَقْ الذكر" صديقى ياسر يرثى والده عثمان حامد. (Re: jini)

    برحيل الوالد عثمان حامد صالح مدنى تفقد مدينة الأبيض ركن... وعلما من اعلامها!!.
    Quote:
    بالأمس وبمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ودع دنيانا الفانية الى دار البقاء التقى النقى الورع الوالد عثمان حامد صالح مدنى اثناء رحلة استشفاء قصيرة وقد تمت الصلاة على جثمانه بمسجد الثنيان الكبير والتى امها جمع كبير ومن ثم ورى جثمانه الطاهر ثرى مقبرة الحرازات.
    الكلمات أعجز من أن تصف العم عثمان حامد وجيله الذى حمل على عاتقه تجسيد رسالة المصطفى باتمام مكارم الاخلاق فقد عاش العم عثمان حياته المديدة انموذجا حيا فعلا لا قولا عاش بين الناس يجسد قيم المصحف الشريف الذى حفظه عن ظهر قلب سمحا متسامحا ودودا لا يغيب عن اتراحهم وأفراحهم لاتفارق ابتسامة الأطفال البريئة محياه الجميل ولا تفارق القفشة ثغره البليل!
    يقينا ان امثال الراحل المقيم وجيله هم الذين منحوا اهل السودان هذا الخلق الطيب والسمت النبيل والوداعة والاريحية التى ميزتهم عن سائر اهل الارض فقد عاشوا يمشون بين الناس مجسدين لقيم الخير والحب والجمال يتحرون الحلال فى رزقهم متجنبون لمواقع الزلل والشبهات .
    الجيرة وصلة الرحم عندهم خطوط حمراء لا يمكن العبث بها!
    جيل الراحل جيل لا يرى رادعا للرجل أكثر من كلمة عيب وأعوج عليك تقال له كرادع!
    حفظوا كل ذلك وحفظ ابناهم من بعدهم هذا الارث الجميل وحملوه معهم اينما ساروا فى حلهم وترحالهم!
    عالم جميل يوارى الثرى كلما وورى الثرى أمثال العم عثمان وجيله!
    فياله من جيل!
    جيل ليس له قطع غيار!

    ولا تدرى نفس بأى أرض تموت!
    يقينا ان أهل الابيض سيفجعون مرتين برحيل العم عثمان مرة لفقده الموجع ومرة اخرى برحيله وهو بعيد عن مدينة الابيض والا لخرجت الابيض عن بكرة ابيها الكفيف يحمل المقعد تتبع جنازته كيف لا وهو الذى عاش فيها اغلب سنين عمره الذى ناهز التسعين مواصلا ومتواصلا مع أهلها!
    اللهم تقبل الوالد عثمان حامد مع الصديقين والشهداء واجعل الجنة متقلبه ومثواه وأنسه فى وحشته وألزم محبيه ومفتقديه الصبر الجميل!
    الراحل المقيم وهو و الد من كل الراحل عبدالمنعم الصينى ومصطفى عثمان بلندن وهاشم ومدثر بالسودان وياسر جعلص بالسعودية وشقيقاتهم.
    التعازى الحارة لآل عثمان حامد وآل قنيو وآل دبلوك فى فقدهم الموجع ولا نقول الا مايرضى الرب
    جنى
                  

04-15-2010, 10:56 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "تبكيك الجوامع وحِلَقْ الذكر" صديقى ياسر يرثى والده عثمان حامد. (Re: jini)

    Quote:
    لاحول الله ولا قوة الا بالله ، لقد فجعت لوفاة العم عثمان حامد وهزنى هذا الخبر الأليم ، فالراحل من خيرة الرجال نذكره ونحن اطفال مع الوالد فى سوق ابو جهل وكان صديقا له ، وكان حنونا بنا وعطوفا ودودا البسمة لاتفارقه وجهه ودائما ضاحكا مبتسما ، رجل مكافح عصامى فبجانب عمله ككهربائى فأنه يعمل فى محله الصغير فى سوق ابو جهل ، وأستطاع ان يربى أولاده أحسن تربية وعلمهم حتلى أعلى مراحله ، وأصبحوا بعون الله صفوة فى كل شىء ، أنقل التعازى الحارة للأخوان مصطفى ومدثر وهاشم وأخواتهم وكل آل دبلوك وارحامهم ، وأعز الابيض كله فى هذا الفقد الجلل .تغمده الله برحمته وأدخله الجنة والهمنا جميعا الصبر على فراقه، وانا لله وانا اليه راجعون.
    هاشم محمد الحسن عبدالله
                  

04-15-2010, 05:02 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "تبكيك الجوامع وحِلَقْ الذكر" صديقى ياسر يرثى والده عثمان حامد. (Re: jini)

    اللهم اغفر له و ارحمه و اجعل قبره روضة من رياض الجنة و اجعل القرآن له شفيعا.
    خالص التعازي لك يا جني و للأخ ياسر و ربنا يصبركم إن شاء الله.
                  

04-15-2010, 09:34 PM

سيف عبد العزيز
<aسيف عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "تبكيك الجوامع وحِلَقْ الذكر" صديقى ياسر يرثى والده عثمان حامد. (Re: Elawad)

    اللهم أرحم العم عثمان رحمه واسعه واسكنه فسيح جناتك
    ولكل الاسره الصبر وحسن العزاء

    عزائى الخاص للاخ ياسر ولأخوانه

    شكرا أخ عثمان على ايراد الخبر وبارك الله فيك
                  

04-17-2010, 05:58 AM

هاشم محمد الحسن عبدالله
<aهاشم محمد الحسن عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 1989

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "تبكيك الجوامع وحِلَقْ الذكر" صديقى ياسر يرثى والده عثمان حامد. (Re: سيف عبد العزيز)

    الأخ جنى ، تحياتى وأشكرك على أعادة هذه الذكرى لوفاة الوالد عثمان حامد، فصدقنى الفقد لم يكن لياسر وأخوانه بل حزن عم الأبيض بأسرها وكل من يعرف الشامخ عثمان حامد، ولقد بكيته بدمع ساخن ومما زاد حزنى أننى بالرغم من اقامتى بجدة لم اعرف بحضوره للعلاج والاستشفاء ومن ثم الفجيعة برحيله المؤلم، كنا نأمل أن يمد الله فى أيامه حتى ينورنا بآرائه السديدة ونصائحه القيمة فهو يعرف تفاصيل الأسرة وافرادها واحدا واحدا، لكن ارادة الله غلابة، ربنا يرحمه ويدخله جنة الخلد ويلهمنا وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de