إإلان ..! قادة جنوبيّون إنفساليّون يريدون يألمون قادة شماليّون ديمقراتيّة هزبية ويييييييييييييي

Quote: الخطاب الذي قدمته الأستاذة هالة عبد الحليم رئيسة حركة حق احتفالا بذكرى انتفاضة مارس/ ابريل بدار حزب الأمة موضوع هذه الندوة هو الوضع السياسي الراهن، أو هكذا قيل لنا، والوضع السياسي الراهن في السودان لا يحتاج إلى حديث، وإنما يحتاج إلى عمل. حينما يتحدث الناس عن "الراهن" فهم يعنون أن هناك ماضي وأن هناك مستقبل، هم يعنون أن هناك حركة وأن الأشياء تتغير وأن هناك فرق بين الأمس واليوم والغد. ولكن الوضع السياسي في السودان ظل كما هو لفترة طويلة جداً مضت، كما أنه، وفقاًً لكل المؤشرات، سيظل كما هو لفترة طويلة قادمة أيضاً. فهل، والحال هكذا، نكون على أي قدر من الدقة عندما نصف الوضع السياسي في السودان ب"الراهن"؟ أليست كلمة الراهن هنا تزيد لا معنى له ولا أثر؟ أما كان يكفي أن نقول "الوضع السياسي في السودان" وكفى؟ السمات العامة للأوضاع في السودان والحقائق الرئيسية فيه هي أولاً: أن هناك حزباً واحداً، حزب المؤتمر الوطني، يمسك بكل مفاصل السلطة ويسيطر على كل مقدرات البلاد، وأن الآخرين جميعاً، بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان، هم على هذا القدر أو ذاك من التهميش. وثانياً: أن المؤتمر الوطني ليس في ذلك الوضع بفضل قوته أو إنجازاته، وإنما بفضل ضعف وفشل الآخرين، وأنه كلما ازداد المؤتمر الوطني ضعفاً كلما ازداد ضعف معارضيه أكثر وأكثر، وهكذا، مما يعني بل ويؤكد في نهاية المطاف الحقيقة الرئيسية الثالثة والأخيرة وهي أن هذا الضعف المتبادل، هذا الكساح وهذا الشلل الشامل يدفع البلاد دفعاً نحو هاوية بلا قرار. نحن الآن أمام سلطة سقطت كل شعاراتها وكل برامجها، بل ولم يبق لها إلا أن تسقط هي أيضاً، ولذلك فإنها لم تعد تفعل شيئاً سوى ابتياع الزمن. إنها سلطة رزق اليوم باليوم ليس إلا، وبعد أن فقدت كل مبررات وجودها واستمرارها، تعيش على افتعال واصطناع وفبركة مبررات جديدة، وآخرها كانت الحرب الهوجاء والغوغائية الموجهة شكلاً وشعارات ضد المحكمة الجنائية الدولية باسم السيادة الوطنية، والموجهة مضموناً اعتقالا وتعذيبا وتهديدات بتقطيع الأوصال ضد الشعب. ففي الوقت الذي كان فيه النظام يتبجح بقدرة رئيسه على السفر، كانت الطائرات والصواريخ الأجنبية تخترق المجال الجوي السوداني وتمزق أوصاله كما تشاء وكما يحلو لها وتقصف وتدمر القوافل وغيرها دون أن يجرؤ النظام ولمدة شهرين على مجرد الإعلان عن انتهاك السيادة الوطنية، ودون أن يستطيع حتى اليوم تحديد هوية المعتدين دع عنك القصاص منهم أو تقطيع أوصالها. غير أن النظام لا يتردد مطلقاً في تقطيع أوصال المواطنين العزل والطلاب المسالمين، ولا يكف عن تصعيد الحرب على مواطنيه حتى داخل معسكرات النزوح ولاعن حرمانهم من أسباب المعيشة والحياة. لقد تحدثنا كثيرا، ولكننا لم نفعل النذر اليسير. ودلت التجربة أنه كلما كان حديثنا أكبر، كلما كان إنجازنا أصغر. ظللنا نتحدث عن الإجماع الوطني حول كل القضايا الوطنية، وندعو لكل أشكال المؤتمرات القومية والوطنية والدستورية والجامعة والتي لم ينعقد واحد منها حتى اليوم. ولكننا بدلا من دراسة التجارب واستخلاص العبر والدروس من أسباب فشل هذه الدعوات في الماضي، كما يفعل كل العقلاء، نصر على ضرب رؤوسنا "في الحيط"، وعلى تجريب المجرب حتى لم تعد هناك ندامة لم تحق بنا. مرة جديدة تطرح التصورات عن مؤتمر القومي لا يستثني أحدا، موجه للجميع بما فيهم بالطبع المؤتمر الوطني ذاته، ويهدف "للتوصل لرؤية وطنية موحدة حول كل القضايا الأساسية" بما فيها السلام والأمن شاملا دارفور ونيفاشا وكل اتفاقات النظام، والنزاعات الإقليمية، مرورا بقضايا التحول الديمقراطي، ومسائل أنظمة الحكم والإدارة، ثم القضايا الاقتصادية وتوزيع الثروة وقضايا الفقر والبطالة والانتاج، إنتهاء برد المظالم. نقول أن هذا المؤتمر لن ينعقد، لأن الأسباب التي حالت دون قيامه حتى الآن لم تتغير، ولأن القوى الممسكة بزمام الأمور ليست لها في انعقاده إلا إذا كان الهدف من ذلك مباركة سياساتها وممارساتها والبصم عليها بالعشرة. لذلك فإن مثل هذه التصورات لا يمكن حسبانها إلا محاولات للحفاظ على الوضع الراهن، ليس إلا بالهروب من الممكن إلى المستحيل، ومن الواقع إلى الوهم. لذلك، وبدلا من رهن مستقبل البلاد بتصورات أثبتت التجربة فشلها، وبمحاولات للاتفاق على كل القضايا أثبت التاريخ أنها من رابع المستحيلات وبمؤتمرات حتى لو انعقدت فستظل تدور في حلقات بيزنطية مفرغة حتى ينتهي أجل الوطن، وبمواثيق حتى لو وقعت فإنها لن تحترم، بدلا من كل ذلك فإننا نقترح أن نكف عن الكلام الكبير وأن نحاول القيام بأفعال صغيرة، أن نبدأ بأشياء بسيطة ولكنها عملية، تبني الثقة في النفس وتعززها بين الأطراف، تحدث أثراً وتدفعنا للأمام. إننا نقترح عليكم أن نقوم معاً بعمل رمزي يؤكد تضامننا ووحدتنا واستعدادنا للعمل المشترك، وهو كالآتي: بعد حوالي شهر ونصف تمر ببلادنا الذكرى الأربعين لانقلاب 25 مايو 1969 المشئوم، وبعده بحوالي الشهر تمر على بلادنا أيضا الذكرى العشرين لانقلاب 30 يونيو 1989 الأكثر شؤماً. إننا نقترح عليكم أن يكون ذلك الشهر الفاصل بين الانقلابين، من 25 مايو القادم وحتى 30 يونيو 2009، شهرا لتفعيل العمل الديمقراطي المعارض. فلنسمه أي شيء، المهم أن يكون شهراً من أجل السلام والديمقراطية واحترام حقوق الانسان، شهرا ضد الكبت والقهر والطغيان وضد ممارسات الاعتقال السياسي والتعذيب، شهرا ضد الفساد ونهب ثروات البلاد، شهرا من أجل حقوق المواطنين في الصحة والتعليم والبيئة النظيفة والخدمات. شهر تلتزم فيه جميع القوى السياسية المعارضة وجميع قوى المجتمع المدني المنظمة بتنفيذ برنامج عمل موحد على جميع الأصعدة يتضمن فعاليات مختلفة الأشكال تتكامل وتتصاعد من أجل تنفيذ استحقاقات التحول الديمقراطي كافة، بإلغاء جميع القوانين المقيدة للحريات وعلى رأسها حريات التنظيم والتعبير والصحافة واستبدالها بقوانين ديمقراطية شكلا ومضمونا تتفق مع الدستور، بفضح ممارسات التعذيب والتنكيل بالمعارضين، وبفضح ممارسات النهب والفساد ولمراجعة السياسات الاقتصادية من أجل تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين وتوفير الخدمات التي تليق بكرامتهم الإنسانية. إننا نقترح أن يجتمع ممثلون لنا في أقرب فرصة ممكنة للتداول حول هذا الاقتراح المبدئي من أجل تطويره وتحسينه بحيث يصبح ملكا لنا جميعا، وكذلك لوضع الخطط وتحديد وتوفير المتطلبات الكفيلة بتنفيذه. والسلام عليكم ورحمة الله