النيلُ مملكة المياه وأعراسها أجراس صلصلة الحياة تسابيح ضفتين صلاة موج وابتهال
والشمس تلوح بمنديل من خيوط الفجر لليابسة السمراء الحنين وتهمس شعراً لا يقال
والغيم طفل البحر يلهو بحبات المطر ثم يمعن في الخيال
الأرضُ عاشقةٌ ... تومئ لمن تحبُ أن .. تعالْ
لكنه الليل سادر .. في عَتمةِ حَلكَتِه
في غَيِّ سلطته
في حصار مَنْ نُحِبُ شموسَها ونشتهي
عبيرَ نداها و بُنَّ ضُحاها والعشقَ إذ يغشاها والشعرَ إذ غناها ومن والاها وما تلاها من عبيرٍ ... ومن طيوبٍ
نموتُ ثم نموتُ ونشتهى ... ثم نموتُ ونشتهى ثم نقيمُ الصلاةَ على غيابِنا صمتاً .. ونستقيمُ على الأسى والسكوتْ
الليلُ تميمةُ الموتِ المُعلَّقِ في الشوارعِ .. والزقاقاتِ الأليفة الغباش .. وأعناقِ الرجال .. وصمتِ البيوت ..
الليلُ ... سلاسلٌ تلتفُ في خصرِ الحبيبة تمتدُ من سُرةِ حيائها قسرا حتى سُرة قصرِ السلطان سبحانه الذي لا يفوت .. كسائه الذهب وعرشه الياقوت ..
تبّت يداه تباً لنا ترِبَت يداك أيها الوطن الولود
ابريل جاءَ معانقاً فيك الصباح .. من الحدود إلى الحدود ابريل ... و إن عاد الظلامُ.. حتما يعود
من هامة نخل يأتي ومن أطراف غابة .. يأتي عشقاً ووجداً وصبابة شرقا يأتي كالشموس تضئُ سراديبَ الكآبة من دعاء فقير في الغرب يأتي - من مسيد - كصلاةٍ مستجابة من لوزةِ قطنٍ في الجزيرة من قطعةِ صمغِ صغيرة من هشابة ..
ابريل يأتي ... من رحم ألف سؤال ، وسؤال .. إجابة من تواريخِ النضالِ من دم الشهداء.. ابريل منسرباً بين مسام الأرض ذوبا من ندي الفجر والإيمان والصلابة
يا كلمة الشعب تمشى على عشب ابريل توئدةً يا نشيداً من قرع طبول الاستواء ورقص البنات/الاشتهاء وإيقاعِ نوبةٍ و صوتِ ربابة
ابريل مشنقةُ الطغاةِ طريقهم نحو جحيم الانزواء داخل سور ذواتهم وعفونة إهابهم يتحللون بمزابل التاريخ نحو الزوال والى الزوال
ابريل فينا وما يزال ... هتافا في الحناجر .. ومآثر ورجع ألف نشيد وانفعال ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة