|
Re: هيئة علماء السودان وتطويع الدين لنُصرة حكم الظالمين (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
.
د. جعفر شيخ أدريس :
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله (ص)
أشكر لأخواننا فى هيئة علماء السودان دعوتهم لنا للمشاركة فى هذه الندوة المهمة , وأحب أن أقول أننى إنما أتكلم بصفتى الشحصية فى هذه الندوة , ولا أتكلم بإسم هيئة علماء السودان , وأرجو إن يكون كلامى كالمقدمة للقضايا التى تكلم عنها الشيخ .
أيها الأخوة , أرجو أن لا .. تُتضًللوا , هنالك كلام كثير فى السودان عن مسألة تدوال السلطة , والإنتخابات هى وسيلة من وسائل تداول السلطة . يأتى هذا الحزب الذى نال أغلبية فتكون له السلطة , ثم فى المرة القادمة تكون الأغلبية لحزب آخر , فتؤول إليه السلطة . لكننا فى السودان , مع الأسف الشديد , خلطنا بين تدوال السلطة وتداول المبادئ والثوابت !. تداول السلطة معناه : أن تكون الدولة لها مبادئ ثابتة , بل فى بعض الأحيان , سياسات ثابتة , ثم يأتى الحزب الذى يفوز بالإنتخابات ليسير وفق هذه المبادئ , وإذا أجتهد إنما يجتهد فى الفروع وبعض السياسات , لكن الذى تلاحظونه فى السودان الآن , أن الإنتخابات ليست وسيلة من وسائل الوصول الى السلطة وإنما هى وسيلة من وسائل تغيير المبادئ . فبعض المرشحين يريدون الإسلام , وآخرو يعلنون أنهم لا يريدون الدين .. فكيف ! .. ما الذى يحدث ؟؟.
إذا كانت المبادئ ثابتة والناس متفقون عليها .. وإنما هم مختلفون فى السياسات, يكون هنالك إستقرار فى البلد . وأما إذا كانت المبادئ نفسها تتغير فلا يكون البلد مستقرا . يعنى تصوروا معى .. أن الدولة يكون فيها إسلام , ويكون الإقتصاد إسلامى , والسياسة الخارجية مبنية على الإسلام , والتعليم مبنى على الإسلام , والمظاهر الإجتماعية مبنية على الإسلام , والأعلام مبنى على الإسلام .. ثم يأتى رئيس ويغًير هذا كله , يغًير النظام التعليمى , يغًير السياسة الأعلامية , يغًير السياسة الخارجية , .. يغًير , ثم ينتهى ويأتى رئيس .. وهكذا . هذا لا يمكن , هذه المسألة يجب أن تتغيًر , هذه المسألة الأولى .
المسألة الثانية , إى التى أيضا , سرنا فيها سيرا مجحفا بالنسبة للمسلمين : الإنتخابات , أو الديموقراطية , إما أن تقول إن الرأى للأغلبية , ولو كان الأمر كذلك , لما كانت هنالك مشكلة جنوب , كان على المواطنين الجنوبيين أن يقبلوا برأى الأغلبية , ولا تكون هنالك مشكلة . لكن الجنوبيون قالوا نعم , نحن مواطنون سودانيون .. لكن لنا هوية مختلفة ومصالح مختلفة لا بد أن تراعوها ! , قبلنا ذلك وأعطيناهم حكما ذاتيا , بل حكما .. يعنى .. كأنه منفصل عن الحكم فى السودان . طيب... ! المسلمون ما عندهم هوية يا أخوانا ؟؟. المسلمون ما عندهم هوية ؟؟. الآن , إذا فاز مرشح الـ .. أسمو أيه .. الحركة , فسيحكم الشمال والجنوب . هل سيحكم الشمال بالإسلام ؟ .. لا . يحكم الشمال ويحكم الجنوب , ويحكمهم بحسب المبادئ التى ذكرها هو .. ولم يخفها , وإذا لم يفز .. أستمر الحكم فى الجنوب فى يد المواطنين الجنوبين فلا يخسرون شيئا , وإذا لم يريدوا هذا ولا ذاك .. كان من حقهم أن ينفصلوا , أما نحن المسلمين .. فليس لنا مثل هذا الخيار !. إن فاز مرشحهم هم .. كنا نحن خاسرين , وإن لم يفز مرشحهم إستمر الجنوب محكوما بالعلمانية وبما يريده الجنوبيون. هذه قضية , يعنى .. مع الأسف الشديد , ربما يكون الوقت قد فات لإصلاحها .. ولكن لا بد من هذا الإصلاح .
أيها الأخوة الأعزاء , إن البلد لا يستقر أبدا إذا لم تكن فيه مبادئ وثوابت , ولن يكون للبلد مبادئ دائمة ولا ثوابت إلا إذا كانت وراءها قوة . ولا أعنى القوة عسكرية فقط , طبعا لا بد لكل دولة من قوة عسكرية , وإنما أعنى قوة رجال ونساء من أمثالكم . يجب أن نصدع بكلمة الحق , يجب إننقول أنه لا مساومة أبدا فى قضية الإسلام . نحن نساوم فيها , لا بإنتخابات ولا بغير إنتخابات . لا نساوم فى هذه القضية .. بل نحن مستمسكون بديننا .
فى مرة من المرات , سمعت أحد زعماء الحركة يقول (إن الحل لمشكلة السودان .. هو أن يكون البلد علمانيا , هذا يجمعنا نحن وأخواننا فى الشمال) , وأنا سمعت هذا الكلام كثيرا , فى السودان وفى غير السودان , وهذه خديعة أرجو ألا تفوت عليكم , لأن العلمانية , بحسب تعريفنا للدين , هى أيضا دين . فكأنه يقول أن الحل لمشكلة السودان هى أن تتخلوا أنتم عن دينكم وتتبنوا ديننا ... فلماذا ؟. نحن نقول له أيضا , إن الحل لمشكلة السودان هى أن تتخلى أنت أيضا عن العلمانية , وأن تُسلم , وأن يكون الناس فى السودان جميعا مسلمين ولا تكون هنالك بعد ذلك مشكلة !.
أيها الأخوة الأعزاء , وأخص الشباب منكم , إصدعوا بكلمة الحق ( فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) . لا بد من أن تصدعوا بكلمة الحق , لا بد أن تقولوا هذا الكلام وتكتبوه , وتقولوه فى كل مجال من المجالات التى يتاح لكم فيها أن تعبروا عن آرائكم . إذا حدث هذا وشاع بين الناس , وصار هذا الصوت صوتا عاليا بإذن الله , فإن الأمر سيتمر فى الطريق الصحيح بإذن الله .
أقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم لى ولكم .
.
|
|
|
|
|
|