|
|
من الذى خان الآخر - الحركة أم المعارضة الشمالية
|
لم يكن بودى الخوض فى هذا الموضوع الآن سيما وأن المعركة لازالت قائمة. بل أن المعارك لا زالت قائمة ولكن لأن هناك الكثير من الحديث يدور عن صفقة تمت بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى. وهذه فرضية تخدم المؤتمر الوطنى قبل الحركة يروج لها الذين أعمتهم انتماءاتهم السياسية عن الرؤية الواضحة. الشاهد أن الحركة الشعبية بإتفاقها مع المؤتمر الوطنى فى نيفاشا أصبحت شريك أصيل فى الحكومة الحالية. ولكنها وعن قصد كانت تلعب دور المعارض مما أظهرها فى بمظهر التناقض. ثم أن التحول الديمقراطى الذى نصت عليه الاتفاقية نحن على يقين تام بأن المؤتمر الوطنى وافق عليه مرغما. اذن للحركة الشعبية اليد العليا فى عملية التحول الديمقراطى على الرغم من أنها أصلا غير معنية به وحتى لا نظن أن الداعمين لنيفاشا هم من وضعوه ارضاء للمعارضة الشمالية يمكن أن نتذكر أن الحركة ظلت تقف فى صف المعارضة طيلة فترة شراكتها الفائتة على الرغم من أنها استهلكت وقتا طويلا فى ترتيب صفها بعد وفاة المرحوم جون قرنق. فى هذه الأثناء لم يظهر على السطح أى بشائر تدل على أن المعارضة الشمالية تعلم وتعمل وتستعد للتحول الديمقراطى الموعود. ثم جاء التسجيل وظل الغياب سيد الموقف ورأينا بأعيننا أن المؤتمر الوطنى وبالقرب من مراكز التسجيل يأخد بطاقات البسطاء من الناس والنساء والرجال كبار السن فى خلط واضح بين التسجيل والتصويت فى خطوة استباقية واضحة للإستحواز على هذا الصوت (صوت البسطاء). ومن ثم انتقلنا للترشح للرئاسة ورمتنا الأحزاب بفلزات أكبادها من المخضرمين وكبار السن غير المقنعين لقطاعات كبيرة من الشباب وغير مراعين بذلك لفلسفة العالم اليوم واشواقه لروح التغيير والفكر الحر وغير مهتمة بأن من كان مقنعا قبل عشرين سنة غير مقنع الآن. ولكن الحركة الشعبية قدمت الأستاذ ياسر سعيد عرمان وكأنها تقول للشماليين أن هذا الرجل الذى كان يسبح عكس التيار والذى مارس الوحدة الطوعية داخل أسرته نقدمه لكم اليوم لكى تعلموا أننا لا يهمنا دين ولا لون بقدر ما تهمنا وحدة الوطن. وهو ليس بالشخصية الهزيلة الرمادية وله كاريزما أضافت الكثير للحركة فى فترة الحملة الانتخابية. وعلى صعيد السباق الرئاسة كان أقرب للبشير الذى استغل موارد الدولة فى دعايته الانتخابية. بل أنه فى مواقع كثيرة فاقت الحشود التى استقبلته البشير كما حدث فى دارفور وفى ولاية نهر النيل. فى هذا الوقت لم تقدم الاحزاب الشمالية ما يدل على انها فى سباق رئاسى تستطيع به إقناع الناس على أنها أتت بروح جديدة. ما يهمنا من هذا السرد المطول هو أن الحركة الشعبية تستند على معطيات قوية تجعلها هى الأحق بأن يكون مرشحها هو الرئيس القادم. أولا: لأنها الشريك الرئيسى فى الاتفاقية التى أتت بالتحول الديمقراطى ثانيا: لأنها لعبت دور ايجابى بانحيازها للمعارضة على الرغم من أنها شريك لغير المعارضة ثالثا: لأنهاقدمت شخصية لها رمزيتها الوحدوية رابعا: لأنها كانت الأقوى فى السباق الرئاسى خامسا: لأنها الأقوى فى حماية الديمقراطية بحكم انها مرتبطة بحق تقرير المصير سادسا: رد رسالة الوحدويون الجنوبين وارسال رسالة مقابلة للإنفصاليين الجنوبين بأن الشمال يريد الوحدة ( حتى ولو خسر مرشحهم السباق) سابعا: لأن الانتخابات مزورة مسبقا وانسحاب الزمور الوطنية المتمثلة فى (الصادق - الميرغنى- الترابى) منها ينزع منها شرعيتها ثامنا: لقطع الطريق على الحركة الشعبية فى حال أنها قررت عقد صفقات فأى صفقة لن تكون أفضل من دعم ترشيح ياسر للرئاسة. تاسعا: لأن الحركة أصلا لا يعنيها التحول الديمقراطى بقدر ما يهمها حق تقرير المصير. اذن كل المعطيات السابقة تحتم على المعارضة الشمالية الانسحاب لمرشح الحركة الشعبية لأثبات أن قلوبهم على الوطن الواحد. الصفقة: إن اعتبرنا أن هناك صفقة بين المؤتمر والحركة فالأفضل للمؤتمر الوطنى استمرار ياسر فى السباق (طالما أن التزوير تم) ثم أن الأحزاب فى اول اجتماع لها بعد التسجيل قررت أنها ستنسحب ولكنها أرجأت موضوع الانسحاب للإستفادة من فترة الحملة للوصول لقواعدها وتعريف الشارع السياسى بضرورة التحول الديمقراطى. بمعنى أن انسحابهم لياسر سيكون تحصيل حاصل.
اذن من الذى خان الآخر ؟؟ المعارضة الشمالية أم الحركة الشعبية
|
|

|
|
|
|