|
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
Quote: صديق البادي لقد كانت ابنة الاستاذ الراحل محمد صالح عمر طفلة صغيرة في نحو السابعة من عمرها عندما فقدت اباها في احداث الجزيرة ابا في عام 1970م واضحت يتيمة وبعد اكثر من ثلاثين عاماً اعلنت رسمياً من خلال أجهزة الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة انها قد تسامت على جراحها الخاصة ولا تحمل في نفسها مرارات تجاه احد وانها صفحت وعفت لوجه الله سبحانه وتعالى. وبالطبع ان لكل قضية ملابسات وظروف محيطة بها وتحتاج لتحريات دقيقة مع كافة الاطراف اذ لا يمكن اصدار احكام جزافية قطعية بلا ادلة وبراهين وقد قفلت الاستاذة المحترمة هذا الملف رغم ان من حقها ان تطالب بالتحقيق ولا ريب ان تصرفها يدل على اصالة معدنها ونبلها وسمو اخلاقها، وكان مولانا الشيخ الجليل محمد محمد الصادق الكاروري من الذين خرجوا من الجزيرة ابا مع الامام الهادي في طريقهم لاثيوبيا وتم القاء القبض عليه ضمن آخرين هناك وقدم للمحاكمة وقضى سنوات بالسجن حتى افرج عنه عند اسقاط النميري لبقية العقوبة عن كافة المحكومين بالسجن في تلك القضية ولم تترك تلك الاحداث اثراً سيئاً في نفس الشيخ الكاروري وتسامى عليها وهو الآن حمامة سلام ووئام ووفاق بين قيادة الانقاذ وقيادة مايو السابقة وتربطه صداقة متينة بالرئيس الاسبق جعفر نميري وقد طويا على المستوى الشخصي صفحة احداث الجزيرة أبا. لقد مضت الآن ستة وثلاثون عاماً بالتمام والكمال على احداث الجزيرة ابا وود نوباوي وكما قال ابو العلاء المعري «لا تظلموا الموتى وان طال المدى» وقد اضحى الراحلون من الجانبين في رحاب الله سبحانه وتعالى وان عدالة السماء لن تظلم احداً. وبالطبع ان كل راحل عن الدنيا لن يعود اليها ولكن كان على الكيان الطائفي والحزبي الذي ينتمون اليه وضحوا من اجله ان يهتم بالجانب الانساني باقامة جمعيات خيرية للبر والاحسان وتقدم في حدود استطاعتها العون المعنوي والمادي للايتام والارامل الذين خلفهم القتلى من الانصار في تلك الاحداث وهذا بالطبع كان منذ السبعينيات افيد وانقع من رفع شكوى للامم المتحدة بعد ستة وثلاثين عاماً. وان فتح تلك الملفات يقتضي نظرة كلية فاحصة لمجمل الاوضاع والظروف والملابسات مع الاخذ بافادات كل الاطراف ومن الظلم الاكتفاء بسماع افادات طرف واحد. وقد اعددت كتاباً عن احداث الجزيرة ابا وود نوباوي اوردت فيه القصة الكاملة بكل تفاصيلها الدقيقة وطبع الكتاب ونشر في عام 1998م وتم توزيع جزء من الكمية المطبوعة ثم جمد توزيع الكمية الباقية وتم اعتقال الكتاب والحقائق والمعلومات التي يحويها اعتقالاً تحفظياً لاسباب غامضة لا زلت اجهلها.. ولو عاد الزمان القهقري لعام 1970م وهذا من المستحيلات وتمتع الطرفان المتصارعان بقدر من المرونة والاعتدال وسعة الصدر والافق لما وقعت تلك الاحداث المؤسفة ولكن ما جرى هو قدر مقدور وقضاء مسطور مكتوب منذ الازل. وسترد ان شاء الله في كتابي القصة الكاملة للجبهة الوطنية من نقطة البداية حتى محطة النهاية وفيها تفاصيل دقيقة عن التعويضات في احداث الجزيرة ابا وود نوباوي وغيرها وكيف اخذت من الدولة وكيف صرفت مع فتح ملفات الاحزاب المتعلقة بالتمويل والصراعات والانجازات والاخفاقات وهي الكفة الراجحة».. والخ. وتتعدد الاسباب والموت واحد ولكل اجل كتاب وقد رحل الامام الهادي المهدي عن الدنيا في مارس عام 1970م وقد لحقه للرفيق الاعلى زملاؤه الذين درسوا معه بكلية فكتوريا الثانوية بالاسكندرية ممن كانوا في دفعته او الدفعة التي تليه ومنهم السيد اسحق محمد الخليفة شريف والشريف الحسين الهندي والسيد مامون بحيري رحمهم الله جميعاً والموت هو سبيل الاولين والآخرين. لقد اعد نصب تذكاري بالجزيرة ابا كتب عليه اسماء القتلى في احداث الجزيرة ابا وود نوباوي وقام السيد الصادق المهدي أخيراً بزيارة للجزيرة ابا واستقبله الانصار بالهتافات الداوية وقد درجوا على ذلك معه طيلة الاربعين سنة الماضية وليس في الامر عجب واصبحت هذه الهتافات الحماسية امراً عادياً ولا ينكر احد ان السيد الصادق كسبه الشخصي الفكري المقدر وما فتئ الرجل يكتب ويبحث ويؤلف وينشر ويحاضر ويعد ويقدم اوراق عمل يأخذ بعضها بخناق بعض في الداخل والخارج وهو نجم متألق في كافة المنتديات والملتقيات الفكرية. وقد اتجه مع الآخرين للنصب التذكاري والقى ممثل الانصار كلمة حماسية طالب فيها بتقديم شكوى للامم المتحدة تتعلق باحداث الجزيرة ابا وود نوباوي وقتلى الانصار ووجد الامام الحبيب نفسه في وضع يحتم عليه ان يتجاوب مع الجو الحماسي المحبوب فاعلن عن تبنيه لهذه الشكوى وحولها لمجلس الحل والعقد لدراستها ونحن نثق ان المجلس الموقر وعلى رأسه الامير المحترم علي يعقوب الحلو سيكبح العاطفة ويحكم صوت العقل ولعل المجلس الموقر قد وقف على نبض الشارع الذي ابدى استغرابه لهذه الشكوى التي تمت المناداة بها بعد ستة وثلاثين عاماً والجميع يتساءلون عن الدافع لذلك في هذا الوقت بالذات ويتساءلون لماذا لم يتقدم بها السيد رئيس الجبهة الوطنية وامام الانصار عندما كان يقيم بلندن في عام 1974م ولماذا لم يتقدم بها منذ عام 1986م عندما كان رئيساً للوزراء؟! وان معظم الخدمات التعليمية والصحية والمائية والكهربائية وغيرها قد انجزت داخل الجزيرة ابا في عهد مايو وفي عهد الانقاذ وقد اقيمت جامعة باسم الامام المهدي وهذا العهد لم يحقق فترة التعددية الحزبية الثالثة شيئاً يذكر لسكان الجزيرة ابا. وقد تعاملت الانقاذ سياسياً مع الجزيرة ابا باستخفاف وحسبت ان مجرد حضور مسؤول انقاذي يلبس طاقية طويلة ويخاطب المواطنين ممجداً للثورة المهدية يعتبر في نظر الانقاذيين قد احدث انقلاباً فكريا وسياسياً داخل الجزيرة ابا التي تعاملت معها باستخفاف واعتبرتها مجرد دائرة جغرافية واحدة من دوائر السودان لا اكثر ولا اقل وتناست رمزية الجزيرة ابا التاريخية والروحية وتؤكد كل المؤشرات ان الود القديم لا زال قائماً بين الجزيرة ابا وقيادة الانصار. وفي تقديري ان الكلام لا يجدي والحديث لا يفيد والخطب لا تنفع اذا لم تقترن بالعمل ولذلك لابد ان تحدث هذه الكيانات تغييراً في مناهجها في هذه الظروف وعليها الانغماس في حراك المجتمع اقتصادياً واجتماعياً بالتركيز على الخدمات والتنمية المحلية باستنهاض الهمم واستقطاب السواعد للعمل والبذل والعطاء وشحذ العزائم للبناء والتعمير والسعي لاقامة بنك تنمية شعبية ومنظمات للعمل الطوعي الشعبي وقد عرفت قواعد الانصار بالزهد والنزاهة شأنها في ذلك شأن قواعد الشعب السوداني العريضة السليمة من كل داء ولكن موجة الفساد المصلح لدى القطط السمان وعملية افقار الشعب قد احدثت هزة عنيفة في البنية التحتية، ولكن ستظل الاصول ثابتة ولن يستمر الزلزال وهوج الرياح الى الابد.. وعلى الانصار الا يضيعوا وقتهم بالشكاوى للامم المتحدة وغيرها وعليهم ان يتمثلوا بأبيات الشاعر توفيق صالح جبريل: يا نفس عوزي بالذي ابقاك في امن وحرز حمداً لمن انجى ضميراً مرهقاً من شر وخز ما ضرنا فاضلنا فاذلنا ذهب المعز ان العفاف مع التمسك بالمبادئ خير كنز
|
http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147503122
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | سيف اليزل برعي البدوي | 04-03-10, 06:48 PM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | سيف اليزل برعي البدوي | 04-03-10, 06:49 PM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | سيف اليزل برعي البدوي | 04-03-10, 06:50 PM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | سيف اليزل برعي البدوي | 04-03-10, 06:54 PM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | بدر الدين اسحاق احمد | 04-03-10, 08:45 PM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | سيف اليزل برعي البدوي | 04-03-10, 10:28 PM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | خالد عويس | 04-03-10, 10:43 PM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | khalid abuahmed | 04-04-10, 08:26 AM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | نيازي مصطفى | 04-04-10, 08:53 AM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | سيف اليزل برعي البدوي | 04-04-10, 03:32 PM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | عوض محمد احمد | 04-04-10, 07:41 PM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | سيف اليزل برعي البدوي | 04-08-10, 10:29 PM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | سيف اليزل برعي البدوي | 04-08-10, 10:59 PM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | سيف اليزل برعي البدوي | 04-09-10, 00:24 AM |
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم | Abdelrahman Elegeil | 04-10-10, 01:37 AM |
|
|
|