|
Re: عزلة المبدع .. نكوص أم إغواء؟!..صلاح شعيب و أبوعسل ... (Re: حامد محمد حامد)
|
الصديق الشفيف معتز تروتسكي
سلام، وبعض حبور
ما كنت أفضل أن أقطع سلسلة أفكارك، خصوصا وأنني أراك هنا تنضجها رويدا رويدا، على نار هادئة، للوصول إلى متن مبتغاك النبيل، الوريف. وهكذا أنت دائما، كما عهدتك، تبحث عن صروف الحق والخير والجمال، وإن كان ذلك بيت تلافيف أفكاري المتواضعة التي تتراوح بين مس شغاف الأدب والسياسة بطرف، وما أنا إلا بصحافي، وكاتب، أتوق دوما لتجويد أدائي المهني، وتفادي نقص التمام في كتابتي. وأرجو ألا تعتبرني متواضعا بزيف، فحقا أنني لا أملك شيئا حتى أتواضع به، فعلمي بالصحافة لا يزال في مرحلة فعل التراكم، أما وإن جاز السؤال عن أسرار الكتابة، ومضامينها، فحسب صديقك أنه يتحين الفرص لمدارة أخطائه اللغوية، وجهله المعرفي بطبيعة هذا الكون الذي لا يفك مغاليقه هذا العمر الإفتراضي المخجل، وسيجوز التعبير. والدعاة، أنه ربما لو عاش الأنبياء، والفلاسفة، والمفكرون، وقائع عصرنا هذا لبكوا بحرقة من نتاج هذه الترجمة السيئة لأفكارهم، وربما تراجعوا عنها، أو شككوا في دفوعاتها. إذن، نيابة عن نفسي وربما أخوي الكاشف المبدع أبو عسل، يشرفنا أن نجد في (حروفك الدفلى) ما يقوم مسارنا، ويكشف عثراتنا، ثم يقيلها. ولا بد أن مضاء قلمك الذي سيجوس بين تلك التلافيف سيقبض على مفاصل الضعف في رؤيتنا ورؤانا المنثورة في هذا الصريف الإليكتروني. ولا مناص لنا إلا أن نكر البصر مرات، ومرات، على قلمك المرآة، والذي هو حتما سيفكك بناءات كتابتنا، ويعيد تركيبها بأحسن من ما تصورنا. من جهة أخرى، آمل أن تكون بخير وسط هذا الزحام من ذيول الإحباط، والتي كادت أن يفتك بهمتنا، ولكن هيهات. ففي المحكات العصية لا بد لخيول الكتابة الجامحة أن تنطلق، وما على فراس اللغة والموقف الأسفيرين هنا، وفي أصرفة أخرى، إلا أن يمخروا في العباب اللجي لمقاومة سلطة السالب، والغياب. وغدا سوف نردد مع الشاعر العظيم محمد عبد الحي في عودته البسطامية: افتحوا للعائد الليلة أبوابَ المدينة افتحوا الليلة أبواب المدينة. - "بدوىُّ أنتَ ؟" "لا –" - " من بلاد الزَّنج ؟" " لا –" أنا منكم. تائه’’ عاد يغنِّى بلسانٍ ويصلَّى بلسانٍ من بحارٍ نائياتٍ لم تنرْ فى صمتها الأخضرِ أحلامُ المواني. كافراً تهتُ سنيناً وسنينا مستعيراً لى لساناً وعيونا باحثاً بين قصور الماء عن ساحرةِ الماء الغريبة مذعناً للرِّيح فى تجويف جمجمة البحر الرهيبة حالماً فيها بأرض جعلت للغرباء - تتلاشى تحت ضوء الشمس كى تولد من نار المساءْ _ ببناتِ البحر ضاجعنَ إله البحر فى الرغو... (إلى آخِرِهِ ممّا يغنِّى الشعراءْ!)
|
|
|
|
|
|
|
|
|