الرسالة الأخيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 02:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2010, 08:03 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرسالة الأخيرة

    بإعلانها سحب مرشحها ياسر عرمان من الانتخابات الرئاسية على مستوى الشمال؛ سددت الحركة الشعبية ضربة موجعة ليس فقط لقوى تحالف جوبا، وإنما لقطاعات واسعة من جماهير الشعب الذي عقد آمال عِراض على الحركة وعلى مرشحها [نصير المُهمشين] كما أطلقوا عليه، حتى أن كثيراً من قواعد الأحزاب السياسية أعلنت مناصرتها ودعمها الكامل لياسر عرمان [روبن هود السودان] ليُصبح المشهد السياسي بعد هذا الإعلان أكثر قتامة من ذي قبل، ويصعب التكهن بما سوف تؤول إليه الأمور.

    وفي مؤتمره الصحافي علل ياسر عرمان قرار الانسحاب بفساد وعدم نزاهة الانتخابات، وهو الأمر الذي كان معروفاً سلفاً حتى قبل مرحلة تسجيل الناخبين الأمر الذي يدعم بوضح نظرية الصفقة، وبالتالي تأكيد خيار الانفصال بتركيز الحركة مشاركتها الانتخابية في الدوائر الجنوبية فقط، لتكون أكبر صفقة يشهدها تاريخ السودان [الشمال للمؤتمر الوطني = الجنوب للحركة الشعبية] وثمة سيناريوهات محتملة وقائمة لموقع إقليم دارفور مما يجري الآن، فهل يتوصل المؤتمر الوطني إلى تسوية شاملة مع الفصائل الدارفورية المُسلحة؟ أم سوف يقوم تحالف بين هذه الفصائل وبين الحركة الشعبية لتشمل دولة الجنوب الجديدة إقليم دارفور كذلك؟ كل السيناريوهات واردة ولا يُمكن وضع تخمينات تقريبية، غير أن الشيء الوحيد الأكيد هو أن الهزيمة الساحقة التي مُنيت بها القوى الوطنية ومن ورائها الجماهير التي عقدت آمال كبيرة في التحوّل الديمقراطي وتغيير الواقع السياسي المتردي في السودان.

    نعم! لقد غدرت بنا الحركة الشعبية، ولكننا لا يجب أن نلقي اللائمة عليها، فجميعنا كان يعلم هدف الحركة الشعبية منذ اللحظة التي خذلت فيها قوى تحالف جوبا للمرّة الأولى بعد أن توصلت إلى اتفاق مبدئي مع المؤتمر الوطني حول إجازة قانون الاستفتاء في شهر ديسمبر/كانون الأول 2009م وتركت بقية القضايا العالقة لم تبرح مكانها، وفي الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن الوحدة الجاذبة والانفصال كخيارات مطروحة في إطار الحراك السياسي المحموم الآن فإننا ننسى أو نتغافل في الحقيقة عن كثير من الشواهد التي تنم عن وقوع الانفصال بشكل فعلي، وأن هذا الانفصال لم يقع الآن فقط بل هو واقع فعلياً منذ عام 2006م/2007م، وأن الحركة الشعبية فقط تنتظر الإعلان الرسمي عن قيام دولتها في الجنوب؛ لاسيما وأنها خطت خطوات حثيثة وكبيرة نحو تعزيز هذا الخيار: كقيامها بفتح قنصليات وسفارات في ثمانية عشر دولة أفريقية وأوربية وعربية هذا إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية الراعية الرسمية لدولة الجنوب.

    إن انفصال الجنوب أيها السادة لم يكن مُجرّد أحد الخيارات المطروحة في أجندة الحركة الشعبية، بل هو مشروعها الأول والأخير، وثمة من الشواهد ما لا نريد أن نراها أو أن نقرأها على وجهها الصحيح، فبالإضافة إلى إقامة القنصليات والسفارات في عدد من الدول فإن الحركة الشعبية قامت فعلاً بإنشاء بنك مركزي خاص بدولة الجنوب وبدأت فعلياً في صك العملة الخاصة بها، كما أنها أنشأت وكالة أنبائها الخاصة؛ أفلا نقرأ كل ذلك على أنه وضع سيادي مُعد سلفاً، أم نصر على دفن رؤوسنا في الرمال معتمدين على بذور [علّ وعسى] التي غرسناها في شخوص الحركة أن تثمر حقائق وطموحات على الوجه الذي نريد؟

    كيف بإمكاننا إغفال كل الشواهد الواضحة التي تدل على مخطط كبير ومنفذ على أرض الواقع يدل بما لا يدع مجالاً للشك على قيام دولة جنوب منفصلة عن الشمال؟ هل سوف ننكر أن الحركة الشعبية أجرت مفاوضاتها مع عدد من شركات الاتصالات العالمية من أجل الحصول على خدمات اتصال خاصة بدولتها وبرمز دولي International Code خاص بها؟ هل سوف ننكر أنها قامت بتغيير لوحات المركبات العامة والخاصة في الجنوب وترخيصها بطريقة مخالفة لما هو مطبّق في السودان الحالي؟ هل سوف ننكر الانسحاب الكامل للجيش السوداني من الأراضي الجنوبية؟

    ما يجب علينا معرفته بشكل يقيني وقاطع أن هنالك بالفعل دولة جنوب قائمة: لها جيشها الخاص، وعلم سيادتها الخاص، وعملتها القومية الخاصة، ومناهجها التعليمية الخاصة والمنفصلة عمّا في الشمال، وشبكة اتصالاتها الخاصة، وشبكة تلفزيونها ووكالة أنبائها الخاصة، وسفاراتها وقنصلياتها ومكاتبها الخاصة في كثير من الدول، وأن الأمر فقط هو انتظار الوقت المناسب للإعلان رسمياً عن قيام هذه الدولة. فيُصبح الأمر الذي يطرح نفسه الآن: إذا كانت دولة الجنوب قائمة بشكل فعلي فماذا كان يُمثل ياسر عرمان؟ ما هو الدور الذي كان يمثله ياسر عرمان في الفترة الأخيرة؟ ولماذا؟

    لقد ظلت القيادات والأحزاب السودانية منذ الاستقلال في عام 1956م تمارس السياسات التي تصب مُباشرة في مصلحتها الحزبية والشخصية، ولم تلتفت يوماً لقضايا الشعب ومشكلاته ولم تكن حريصة على ما يُعانيه وما يحلم به، هذه القضايا كانت نوتة يعزف عليها القادة كلما استشعروا الحاجة إلى التأييد الجماهيري، ولأننا شعب بلا ذاكرة فإننا كنا نهلل لهم بكل غباء حتى أصبحنا بجدارة {شعب كل حكومة}.

    [السودان] أنظر الآن بكل حزن إلى هذه الكلمة، وفي المرسم الذهني تتشكل خارطته التي بدأت تتقسم شيئاً فشيئاً، لتختفي ملامح القسم الجنوبي عنه، ثم بعد حين تختفي ملامح القسم الغربي، وربما تختفي ملامح القسم الشمالي ثم الشرقي إن استمرت الحكومة في سياساتها القمعية والتهميشية المعروفة، ليُسجّل التاريخ أول حالة عودة زمانية إلى مرحلة الدولة المهدية حيث تكون السودان هي أمدرمان وسوبا والجزيرة؛ فهل تصدق التوقعات؟ كل ما علينا فعله الآن بعد أن خذلنا الساسة، هو أن نمسك زجاجات المياه الغازية والجنك فوود ونتفرّج في هدوء ما سيتفتق عن عقولهم، ولنشهد تمزق السودان قطعة قطعة. ومرحباً بألف عام جديد من الاغتراب.



    +

    (عدل بواسطة هشام آدم on 04-01-2010, 08:12 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الرسالة الأخيرة هشام آدم04-01-10, 08:03 AM
  Re: الرسالة الأخيرة هشام آدم04-01-10, 08:39 AM
    Re: الرسالة الأخيرة Abureesh04-01-10, 09:05 AM
      Re: الرسالة الأخيرة زهرة حيدر ادريس04-01-10, 09:10 AM
    Re: الرسالة الأخيرة عمر عبد الله فضل المولى04-01-10, 09:14 AM
      Re: الرسالة الأخيرة محمد فرح04-01-10, 10:05 AM
      Re: الرسالة الأخيرة هشام آدم04-01-10, 10:22 AM
        Re: الرسالة الأخيرة وليد محمد المبارك04-01-10, 10:32 AM
          Re: الرسالة الأخيرة معاذ حسن04-01-10, 10:38 AM
            Re: الرسالة الأخيرة هشام آدم04-01-10, 10:42 AM
        Re: الرسالة الأخيرة Abureesh04-01-10, 11:11 AM
          Re: الرسالة الأخيرة هشام آدم04-01-10, 11:39 AM
            Re: الرسالة الأخيرة Abureesh04-01-10, 12:01 PM
            Re: الرسالة الأخيرة مازن الجمّال04-01-10, 12:06 PM
              Re: الرسالة الأخيرة هشام آدم04-01-10, 12:19 PM
                Re: الرسالة الأخيرة Abureesh04-01-10, 02:34 PM
                  Re: الرسالة الأخيرة عمر سعد04-01-10, 07:10 PM
                    Re: الرسالة الأخيرة هشام آدم04-03-10, 07:31 AM
                      Re: الرسالة الأخيرة رؤوف جميل04-03-10, 08:35 AM
                        Re: الرسالة الأخيرة هشام آدم04-04-10, 09:59 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de