مصطفى سيد أحمد ...تُرى مارأيك فيما يلي ( توجد صور )

Quote: 10ـ من خلال هذا التنوع في مصادر الشعر تستبين قدرات مصطفى التلحينية، حيث ترجم هذه القصائد إلى أعمال موسيقية قربت المعنى أكثر وأكثر في ذهن المتلقين، والقاعدة تقول أن الشعر الجيد ينتج اللحن الجيد واللحن الجيد ينتج الإخراج الموسيقي الجيد، ومن هنا تقبل تذوقي الدور الموسيقي الكبير في إخراج إلبوم (الحزن النبيل والبت الحديقة). إذا لم يسع نقادنا الموسيقيون للإعتراف بفضل مصطفى في حقن لحن الاغنية نوعيا وعجزوا عن موضعة لحنه في إطار تجارب الغناء بدعاوي مثل الإحساس بالموت فهو أمر مؤسف والمؤسف أكثر أن يخبئوا بستانه كله في صوته من دون الإشارة لقدرته البارعة في تلحين عمل كبير مثل عم عبد الرحيم، ناهيك عن المسافة، عباد الشمس، سافر، مريم الأخرى، عجاج البحر، الدنيا ليل غربة ومطر، وضاحة، الحزن النبيل، يا جرح عزة هوانا، يا مطر عز الحريق، ما بين زمنا متمنيهو، وطوريتك، في عينيك عشم باكر، واقف براك، ضليت هرب مني الأمل، سحابات الهموم، قلت ليها، كوني النجمة، يا سر مكتوم، نشوة ريد، ويا أستاذنا الكريم هذه الأعمال جميعها إستمعنا إليها قبل مغادرة مصطفى السودان وهناك كثر، ولن أغالط في أن معظم ألحان مصطفى كانت قبل خروجه، ولكن ألا تستوجب ألحانه التي لم يصارع بها الموت القول إنها لا تقل ثراء عن ألحان مجايلييه، وهي أيضا ألحانه التي تمثل الضلع الأهم الذي يكمل الأضلاع الأخرى، هذا بدلا عن السعي لإثبات أن معظم أعماله كانت خارج السودان ما يوحي ذلك تعزيزا لقصة أنها متشابهة وكان يلاحق بها الموت، والحقيقة أنني أرى أغنية واحدة مثل (المسافة) ناهيك عن كل أعمال مصطفى تعتبر واحدة من أعظم الألحان التي أضافت للأغنية السودانية الكثير، وأعتقد أن مصطفى ظلم المسافة وحاجة فيك والدنيا ليل حين لم يعطعهم أولوية في إلبومي حصاد دون أن يعني هذا تقليلا للأعمال التي قدمها عبر ألبومي الحزن النبيل وكتبت ليك. ـ وختاما دعنا نسأل إن كان هناك (معيار محدد) ومتفق عليه لتحديد تقدم ألحان وردي على ألحان محمد الأمين أو العكس، أو تقدم لحن عقد الجلاد على لحن أحمد شاويش، أو العكس، ما دام أن الاستاذ ربيع أوحى لنا أن هناك لحنا صعبا هو أفضل من لحن سهل، وقديما قال عبدالله الطيب في مناوشة مع أحد الذين تحدثوا عن أسلوبه السهل في الكتابة والتحدث (ظن الجاهل أنه سيأتي بمثله)!