بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 09:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2010, 10:25 AM

مركز الخاتم عدلان
<aمركز الخاتم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-21-2008
مجموع المشاركات: 3485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . (Re: مركز الخاتم عدلان)

    3
    يوم الثلاثاء 22 ديسمبر 2009 , قدم المركز ندوة تحت عنوان
    (رؤية حول الإنتخابات فى كردفان)
    المتحدث :-
    أ/ مكي على بلايل .
    المعقب :-
    د. صديق تاور .
    ادارة الندوة :-
    أ/ المنذر ابو المعالى .
    *
    أ/ مكى على بلايل :-
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم الحضور الكريم والصلاة والسلام على سيدنا محمد
    الشكر على هذا الموضوع الذى لا تخفى اهميته , هناك خصوصية أشد فى جنوب كردفان عن بقية المنطقة ولكن عنوان الحديث هو حول الإنتخابات فى كردفان وكنت اتمنى ان يكون العنوان اكثر دقة وان نتحدث الليلة عن الإنتخابات فى جنوب كردفان .
    كما تعلمون فان كردفان الكبرى تنقسم الى شمال وجنوب كردفان , الشق الشمالى ليس له خصوصية تُذكر عن بقية مناطق السودان الطرفية , قد تكون هناك بعض الخصوصية ولكن ليس لدرجة التبرير بالحديث عنها بنوع من الاسهاب .
    الخصوصية الحقيقية والأساسية هى جنوب كردفان , لكن طالما ان الحديث عن مُجمل كردفان فاننى سوف امس شمال كردفان مساً خفيفاً .
    ربما تترتب على الإنتخابات – واقول ربما - , اذا جاءت بطريقة غير واقعية وافرزت نتائج غير واقعية فسوف يؤثر هذا على المستقبل وهناك خطر ان يتم اعادة انتاج ازمة الجنوب فى جنوب كردفان .
    ابدأ كمدخل للتسسلل المنطقى للحديث بالحديث عن أهمية الإنتخابات القادمة بشكل عام وعن أبعادها السياسية , هناك أشكالات قومية تواجه هذه الإنتخابات وهى معلومة لنا لحد كبير , وطالما ان هذه الأشكاليات قومية وتنطبق على الكل فانها تنطبق على كردفان شمالها وجنوبها ثم هناك الأشكاليات الخاصة التى تنطبق على كردفان وعلى جنوب كردفان بوجه الخصوص .
    نعلم ان هذه الإنتخابات لديها أهمية سياسية تفوق اى إنتخابات آخرى جرت فى تاريخ البلاد , لانها تأتى بعد صراع سياسى واجتماعى طويل , وتأتى بعد أتفاق سلام يُراد له نظرياً على الاقل ان يقوم بترتيب الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى السودان عموماً , والإنتخابات جاءت كاستحقاق دستورى , ولاهمية الإنتخابات بهذه الكيفية هناك اشياء كان يجب ان تسبق هذه الإنتخابات حتى يتم التحول من نظام شمولى الى نظام ديمقراطى , وهذا يحدث فى تاريخ السودان لاول مرة لان كل الإنتخابات الحزبية التى جرت لم تجرى لنقل البلاد من الشمولية الى نظام ديمقراطى حيث انها كلها فى 1964 وقبل 1964 وفى 1986 كانت فى ظل حكومات أنتقالية , لكن الإنتخابات القادمة ستكون فى ظل سيطرة حكومية على الاوضاع والإنتخابات , بهدف نقل البلاد نظرياً من الشمولية الى الديمقراطية وهذا فرق اساسى جداً .
    كان شرط الإنتخابات القادمة هو الاحصاء السكانى الشامل بنص الاتفاقية والدستور , كان المطلوب هو الدقة فى هذا الاحصاء حتى يتم التوزيع العادل للسلطة والثروة والذى يُترجم فى توزيع الدوائر الجغرافية .
    أشكاليات لا اُريد ان اُكررها وتعلمونها , وهى أشكاليات ناتجة عن حقيقة أساسية فبينما تُريد الأحزاب ان تكون هذه الإنتخابات نقلة حقيقية الى التحول الديمقراطى عن طريق التدوال السلمى للسلطة وتحقيق مبدأ الاقتسام العادل للسلطة والثروة , نجد ان المؤتمر الوطنى الذى يحكم البلاد يُريد من الإنتخابات كما هو واضح الحفاظ على السلطة اولاً , وثانياً أكتساب شرعية إنتخابية مفقودة وهما هدفان رئيسيان له , وانا دائماً اقول ان الحزب الذى يتولى مقاليد السلطة يتوقع انه اذا خسر إنتخابات فانه سوف يعود فى الجولات الإنتخابية القادمة , لكن ليس هذا هو منظور المؤتمر الوطنى , لانه صاحب مشروع استثمر فيه استثمار كبير جداً كلف كثير من المال وكثير من الدماء وكثير من الاحقاد والثأرات داخلياً وخارجياً , لذلك من غير المحتمل للمؤتمر الوطنى ان يخسر هذه الإنتخابات .
    هذا هو ما انتج كل المشاكل الخاصة بالإنتخابات التى تنطبق على اى بقعة فى السودان وبالتالى تنسحب على كردفان ومنها ان الإنتخابات سوف تكون فى ظل قوانين مقيدة للحريات امتنع المؤتمر عن تغييرها , وخمسة سنوات منذ أتفاق السلام الشامل مرت ولم يتم تغيير ها , وللمفارقة وفى الحالات التى تمت فيها سن قوانين جديدة كانت اسوأ من سابقتها بكثير وما قانون الامن الوطنى الذى تم التصويت عليه بالامس الا نموذج لما اقول .
    ستتم الإنتخابات فى ظل تحكم كامل على اجهزة الدولة من قبل المؤتمر الوطنى من موظفين وأمكانيات مالية وسيارات واعلام , ستتم الإنتخابات والقانون يمنع فعلياً العمل السياسى من فض للمسيرات , ومنع الندوات الجماهيرية , نجد انه فى الجزيرة والابيض وكسلا ونيالا والقضارف تم منع ندوات التحالف , ربما كانت للخرطوم ميزة انها مركز اعلام ومركز نشاط سياسى والرقابة الاعلامية ومنها الخارجية قريبة لكن فى الولايات البعيدة مثل كردفان هذا الامر غائب .
    هناك أشكاليات خاصة بكردفان بالاضافة لكل الأشكاليات السابقة , ومنها اننا لو نظرنا لكردفان فاننا نجد انها من المناطق الطرفية التى كانت منطقة نفوذ لحزب الامة فى الشمال الكردفانى وللحزب القومى السودانى بصورة أساسية فى الجنوب الكردفانى , والمؤتمر الوطنى فى ترتيبه للعملية الإنتخابية بدايةً بالاحصاء السكانى وفى المناطق التى تُعتبر مناطق نفوذ للقوى المناوئة له قام المؤتمر بالتلاعب فى نتائج الاحصاء السكانى وسوف اقوم بذكر أمثلة بالتحديد فى جبال النوبة ودرافور حيث تُصبح الدوائر الجغرافية محدودة فى مناطق معينة اكثر عدداً فى مناطق آخرى .
    فى عملية التسجيل , رصدنا وكتبنا عن أمثلة مثل مناطق دار حمر فى شمال كردفان وهى مناطق نفوذ تقليدية لحزب الامة , مراكز التسجيل هناك كانت فى المناطق النائية بعيداً عن التجمعات السكانية فى معسكرات الزراعة الموسمية بدون ماء او ظل وفى مسافات بعيدة من القرى والحزب الذى يمتلك سيارات يستطيع نقل ناخبيه والذى لا يمتلك فان على ناخبيه اما الامتناع عن التسجيل او المشى على اقدامهم وكانت هناك حالة فى منطقة (ام عشيرة) شمال , شمال الابيض ب 40 كيلو , ومواطنى مركز التسجيل فى (كازجيل) جنوب الابيض 60 كيلو وكان على المواطن ان يسافر 100 كيلو .
    لان كردفان مناطق نفوذ لقوى منافسة حدث هذا الامر , ولكى يتمكن الحزب الذى لديه الامكانيات وهو المؤتمر الوطنى وعلى محدودية مؤيديه ان يتم نقلهم الى مراكز التسجيل والأحزاب الآخرى تعجز عن ذلك لانها فقيرة مادية , وتسجيل القوات النظامية والتسجيل الموازى هذا معلوم ولا اُريد تكرره وعند التصويت ستحدث نفس هذه التجاوزات , ماذا يعنى هذا ؟ .
    شمال كردفان من المناطق شبه المؤزومة , وجنوب كردفان من المناطق المؤزومة , قامت حركة فى الخارج اطلقت على نفسها أسم (قات) وهى حركة أحتجاجية تنسب نفسها لكردفان وتحاول ان تخلق لنفسها موقع نفوذ وكردفان مجاورة لدرافور كما تعلمون وهناك تداخل قبلى وسكانى وهناك ذلك الشعور الذى يربط بين سكان غرب السودان , وبالتالى فان اجراء إنتخابات فى كردفان وظهور نتيجة فيها تكون بها مفارقات ولا تعكس الواقع الحقيقى وهو الامر الوارد تماماً فسوف ينتهى الامر الى ازمة سياسية , ومن الممكن ان يتطور الوضع شبه المؤزوم فى شمال كردفان الى وضع خطير .
    المؤتمر الوطنى من الممكن ان يتعامل مع شمال كردفان كبقية المناطق الآخرى ماعدا دارفور وجبال النوبة فى المناطق الشمالية وجنوب النيل الازرق بخصوصية خاصة , التركيبة الاثنية لشمال كردفان الغالبة هى واضحة ولا تحتاج لتفكير كثير حيث نجد الحمر والجوامعة والبدرية ودار حامد والكبابيش وغيرهم , وهى قبائل مصنفة بانها فى الاطار العربى الاسلامى ليس لديها خصوصية فى نظرة المؤتمر الوطنى , وما ينطبق على القضارف او كسلا يمكن ان ينطبق على شمال كردفان .
    الوضع فى جنوب كردفان مختلف تماماً , بسبب عديد من الأشياء , ومنها التاريخ السياسى لهذه المنطقة وطبيعة الصراع السياسى فى هذه المنطقة مع المركز وداخل الاقليم نفسه بين المكونات المختلفة , الوضع الجغرافى للمنطقة بسبب قربها من الجنوب وهو موضوع هام .
    ماهى نظرة المؤتمر الوطنى لهذه المنطقة فى حالة انفصال الجنوب وهو الامر الوارد حتى الان ؟ طبيعة مشروع المؤتمر الوطنى يحمل أسم المشروع الحضارى ولكنه تحول الى مشروع لتمكين الفئة الحاكمة بغطاء عروبى وهذا واضح فى جنوب كردفان ودارفور .
    عند الاحصاء السكانى الجنوب من الثلث نزل الى 21% , وبعض الخبراء ومنهم د. عوض حاج على قالوا ان نسبة الجنوب 26% وليست 21% , والان نجد ان جملة الناخبين المسجلين فى السجل الإنتخابى فى الجنوب يشكلون 30% من جملة التسجيل القومى .
    فى دارفور نجد ان البدو او السكان الرحل فى الاحصاء الاخير اصبحوا ثلاثة اضعاف من اخر احصاء , وفى المقابل دوائر الفور هبطت الى اقل من الربع , ولا توجد اى دائرة للزغاوة .
    فى جنوب كردفان , فى كادوقلى فى إنتخابات 1986 من مجموع 280 دائرة جغرافية , كادوقلى كان بها 5 دوائر , والان الدوائر الجغرافية 270 والاحصاء السكانى قال ان كادوقلى لم تكمل نسبة الدائرة الواحدة والحقت بها منطقة حتى تكتمل النسبة , الذى حدث فى التسجيل الفعلى , نجد انه فى منطقة (الكواليم) وهى منطقة ممتدة فى شرق الدلنج كانت نسبة الاحصاء فيها 800 نسمة , رغم انها ظلت دائرة جغرافية منفصلة منذ اول إنتخابات فى 1953 , والان فى التسجيل الإنتخابى هم اكثر من 10 الف نسمة .
    ريفى (برام) حسب احصائيات المنظمات التى كانت تقدم الخدمات هم 67 الف نسمة , وهى منطقة تمثل اقل من سدس سكان كادوقلى .
    التسجيل اثبت ان الاحصاء السكانى حدث فيه تلاعب كبير , والهدف هو تقليل الدوائر فى هذه المنطقة عموماً , حيث ان الحقائق الأساسية توضح لنا ان هناك صراع بين هذا الاقليم والمركز , وهناك صراع داخلى حيث ان المركز نفسه لديه توجهات معينة تجاه المكونات الاجتماعية فى المنطقة , والمؤتمر الوطنى يعتبر نفسه حليف للقبائل العربية , وبالتالى فان قبائل النوبة هم قاعدة للحركة الشعبية او الحزب القومى او اى أسم آخر .
    هذه المنطقة اثناء الحرب تم افراغها من السكان بصورة كبيرة جداً , والتقديرات تقول ان اكثر 50% من سكان الولاية هم خارج الولاية فى المدن الكبرى الآخرى وحتى خارج السودان , كان يُفترض ان تحدث عودة طوعية حتى يحدث الاستقرار الدائم فى المنطقة , لكن الحكومة امتنعت من تقديم اى مساعدة لعودة السكان , ثم جاء من بعد ذلك التلاعب فى الاحصاء السكانى , بحيث اصبحت من جملة 32 دائرة جغرافية اصحبت هناك 20 دائرة فى مناطق تواجد القبائل العربية وهى دوائر محسومة , واصبح التنافس على 12 دائرة , بالرغم من المؤاشرات وبالذات فى التسجيل تقول ان مناطق كثافة النوبة هى التى تُشكل الاغلبية , وكل هذا تم بتدبير المؤتمر الوطنى وفى الذهن المشورة الشعبية , حيث انه يُفترض من خلال المجلس النيابى المنتخب ان تكون المشورة الشعبية , وحتى يضمن المؤتمر الوطنى المشورة الشعبية قام بالتلاعب الكبير فى الاحصاء السكانى , والتلاعب الان تم فى التسجيل .
    لو رجعنا للتاريخ سنجد ان ولاء المنطقة قد تذبذب , فى بداية الاستقلال كان هناك تقاسم للنفوذ بين الحزب الوطنى الاتحادى وحزب الامة , بعد 1964 نشاء اتحاد عام جبال النوبة , واصبح ولاء القومية النوبية لهذا الحزب بوجه عام , فى 1986 تحول اتحاد عام جبال النوبة الى الحزب القومى السودانى , وبعد نتائج هذه الإنتخابات حدثت مشاكل , لان هذا الحزب وبالذات فى المنطقة الوسطى فاز فى كل الدوائر , مع ملاحظة ان قاعدة حزب الامة هناك هى من قبائل البقارة , وبالتالى كانت هناك بذرة القتال القبلى الذى حدث بعد ذلك , وجاء من ثم تسليح القبائل وتطور الامر الى ان جاء التمرد وحدث الذى حدث من تحالف سياسى بين المنطقة والجنوب فى أطار مسيرة الحركة الشعبية .
    المؤتمر الوطنلى الان وهو ينظر لاقليم جنوب كردفان , ينظر اليه كاقليم اولاً , اقليم مُتاخ للجنوب ولو حدثت مشاكل فان الاقليم هو ارض المواجهة التى ستحدث .
    كل هذه الأشكاليات الخاصة تُضاف الى الأشكاليات العامة للإنتخابات فى السودان , ماهو المتوقع ؟ .
    فى إنتخابات الوالى ليست هناك أشكالية لان الولاية هى دائرة واحدة , لكن إنتخابات المجلس التشريعى ستفرز ارادة المؤتمر الوطنى او على الاقل الاثنية التى يرغب المؤتمر الوطنى فى ان تُسيطر على مجلس الولاية , لان المخطط هو السيطرة على الولاية وعلى المشورة الشعبية .
    لابد ان ننتبه جميعاً ً كسودانيين لخطورة أليات الإنتخابات فى جنوب كردفان , حيث انه على الورق تم تغيير الحقائق الموضوعية الاساسية .
    نحن نواجه خطر اعادة انتاج مشكلة الجنوب , واذا انفصل الجنوب , سيكون هناك جنوب جديد , والعملية الإنتخابية فى جنوب كردفان هى عملية مازؤمة جداً , حيث انها منطقة طرفية وفيها سطوة الامن اقوى من المراكز الولاية بعد توقيع السلام حدث فيها نوع من التسيس الاثنى الاعمى , بفهم ان الحركة الشعبية هى نصير للنوبة والمؤتمر الوطنى نصير للعرب , وهذا الكلام غير صحيح على اطلاقه وهو عبارة عن فرض اجندة سياسية خلقت نوع من التوتر السياسى فى السنوات الاولى لتوقيع الأتفاقية وقاد الى الاقتتال القبلى , حتى ان النزاعات المسلحة فى الولاية كانت اكثر من فترة الحرب , والخوف انه مع هذه الاهداف غير النبيلة ان تفرز الإنتخابات احتكاك عنيف والسلاح فى المنطقة موجود تماماً , وهناك مناطق نفوذ مغلقة , وصعب جداً على اى حزب ليس لديه مليشيات العمل فى بعض المناطق , مثل حزبنا وحزب الامة والاتحادى الديمقراطى وغيرهم , هى ليست فقط مناطق نفوذ سياسى , ولكنه نفوذ محمى بالسلاح وهى مناطق عصية حتى على الوالى نفسه لكى يدخلها , والوالى الاخير احدث نوع من الاختراق مع قيادة الحركة هناك .
    هذه هى الاشارات الاساسية لموضوع الإنتخابات , ونحن نقول اذا قامت الإنتخابات باحصاء سكانى مزور وفى ظل سيطرة كاملة على أمكانات الدولة , وظل قانون امن مقيد , لكل ذلك فان هذه الإنتخابات قد تؤدى الى انفلات مسلح ضد المركز مرة آخرى .
    *
    أ/ منذر ابو المعالى :-
    شكراً على المعلومات القيمة , وهذه اول مرة انتبه فيها انه بعد انفصال الجنوب ان جنوب كردفان ستكون هى الجنوب الآخرى , ومعنى هذا ان المؤتمر الوطنى لو واصل التعنت فان اهل امبدة سيكونون هم ايضا جنوب فى يوم من الأيام .
    نقدم لكم الان دكتور صديق تور كمعقب , وهو عميد كلية العلوم بجامعة النيلين وهو كاتب وباحث وزميل ودفعة .
    *
    د. صديق تاور :-
    بسم الله الرحمن الرحيم
    شكراً جزيلاً للاخوة فى مركز الخاتم عدلان .
    هناك توفيق فى اختيار موضوع هذه الندوة او الحلقة النقاشية وشكرا للاخ مكى على بلايل على المعلومات واتفق معه ان الجزء الشمالى من أقليم كردفان لا يختلف عن بقية المناطق الآخرى فى النيل الابيض او الجزيرة او غيره من مناطق السودان حتى تكون لديها خصوصية خاصة فى موضوع الإنتخابات عن بقية هذه المناطق .
    لكن لجنوب كردفان خصوصية , فالولاية عانت من الحرب الاهلية لمدة 20 عاماً , والنتيجة كانت تدمير كل البنية التحتية وللتنمية المحدودة التى كانت قائمة , والاكثر هو تدمير البنية الاجتماعية وللروابط التى كانت نموذجاً للتعايش وكانت مفخرة لكل ابناء الولاية وابناء السودان .
    احد الظرفاء من ابناء الولاية قال انه فى الزمن الماضى وحتى يتم نقلك لمنطقة جنوب كردفان كنت تحتاج لوساطة والان تحتاج لهذه الوساطة حتى لا يتم نقلك هناك .
    الولاية بشكل عام وقبل نيفاشا , كانت فيها هدنة دانفورس لسنوات , وهى كانت أختبار لأتفاق بدفع اجنبى فى منطقة من مناطق السودان حتى يتم تطبيقه فيما بعد على جنوب السودان فى صورة أتفاق السلام الشامل , وهو أتفاق فيه أشكالات , واحدة منها عدم تحققه بواسطة رغبة داخلية للحكومة فى الخرطوم و المجموعة التى تحمل السلاح فى الجنوب لخلق واقع سياسى جديد , ايضاً هذا الأتفاق تم تصميمه من أطراف دولية لديها مصالحها الظرفية فى استقرار الاحوال فى الجنوب وجنوب كردفان والنيل الازرق , بالنسبة لجنوب كردفان كان الدافع الاساسى لطلب الاستقرار هو ظهور البترول والاستثمار النفطى فى منطقة الوحدة وهجليج وخلافه , وبالتالى لم تكن الرغبة حقيقية من القوى الاجنبية التى فرضت هذا الاتفاق على الطرفين , أتفاق لم ينبع من ارادة حقيقية وطنية .
    أتفاق السلام كان بعيد ايضاً عن حقائق الواقع فى جنوب كردفان والمناطق الآخرى , منطقة جنوب كردفان حظيت ببروتوكول منفصل , وهو بروتوكول لم يُشارك فيه اى من طرفى الاتفاقية من ابناء الولاية وانما كان مستند او وثيقة مقترحة وكان عليهما التوقيع .
    ايام الأتفاقية , النائب الاول على عثمان قال فى المجلس الوطنى ان ليس على المجلس الوطنى الا ان يوافق , بمعنى ان الأتفاق غير قابل للنقاش , حتى لو كان نقاش صورى , المرحوم جون قرنق فى رومبيك قال ايضاً لقواته ان الأتفاق غير قابل للنقاش , اذاً القضية ليست قضية سلام وتحول ديمقراطى وخلق واقع جديد وانما هى تلبية لمتطلبات جهات معينة مدركة لمصالحها .
    على الرغم من ذلك , وبسبب ان الناس قد ضجرت من الحرب والدماء والخراب فهى قد فرحت بالأتفاق ووضعت عليه أمال اكثر من الازم .
    بروتوكول جنوب كردفان يتضمن نصوص غير واضحة المعالم , واهمها هى قضية المشورة الشعبية , فى اول ندوة له فى جوبا بعد تعيينه مباشرةً قال عبدالعزيز الحلو ان المشورة الشعبية هى تقرير المصير لجبال النوبة , بينما قيادات المؤتمر الوطنى تقول ان المشورة الشعبية هى استصحاب اراء ابناء المنطقة حول تقييم تطبيق الأتفاقية , بمعنى انه بعد الانتهاء من تطبيق الأتفاقية تأتى إنتخابات بمجلس تشريعى مُنتخب وهو الذى يقوم بوضع الرأى حول الأتفاقية فى الولاية .
    ولم نفهم أليات المشورة الشعبية ولا حتى مفهومها , وهناك اسئلة مفتوحة حولها على الرغم من اقرار الأتفاقية ان منطقة جنوب كردفان هى جزء من شمال السودان .
    الواقع الحالى فى جنوب كردفان يقول انه نموذج لاسوأ تطبيق لأتفاق نيفاشا , تطبيق فيه مُناكفات ومناطق خارج سيطرة الدولة وحتى الوالى نفسه لا يستطيع دخول عدد من المناطق وحتى الان هناك مناطق خارج سيطرة الدولة على الرغم مما يبدو من ان هناك تهدئة .
    طرفى الأتفاق فى الولاية لم يكن لديهما اهتمام بالمواطن , ولا سؤال ماذا يريد مواطن جنوب كردفان احد الهواجس والهموم لديهما , دغدغة الطواعف القبلية وتوظيفها بشكل سياسى كانت هى الادوات التى تم استخدامها بشكل غير اخلاقى من المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية فى الولاية , بحيث اصبح الشخص البعيد عن الولاية يتخيل ان هناك مجموعة عرقية عنصرية فى صف , وفى الصف الآخر مجموعة عربية .. وهذه النظرة هى نظرة سطحية وساذجة , بسبب ان المؤتمر الوطنى او الانقاذ كدولة وسلطة على سبيل المثال طارحة المشروع الاسلامى والشريعة الاسلامية رغم انها مارست التشويه لهذه الشعارات , وهو نفس التشويه الذى احدثته لقيم العروبة والمجموعات العربية الثقافية الموجودة فى بقاع السودان .
    جنوب كردفان ليست بها حدود فاصلة بين المجموعات المختلفة مثل الجدار العازل الذى شيده الصهاينة فى فلسطين لكن المنطقة فيها تجانس سكانى , والمجموعات العرقية موزعة بشكل غير منظم وغير مخطط له , وتتعايش على هذا الاساس وتقبل هذا الواقع وتحترمه ولديها موروث ضخم جداً من العلاقات الايجابية , وهذا التنوع هو مصدر قوة وثراء للمنطقة , ولوقت قريب كان هناك الامن والكرم وحسن الضيافة .
    طرفى الأتفاق كانا فى حوجة للمناكفات مثل تلك التى تحدث فى الجامعات , الموجود هو الصراعات بالوكالة , حيث ان المناكفات فى المركز تتحول بصورة ألية الى المنطقة بشكل اعمى , واصبحت المنطقة حسب تقرير الأزمات الدولية فى شهر أكتوبر 2008 ان مُرشحة ان تكون دارفور الثانية نتيجة لهذه الممارسات ونتيجة لبؤر الاحتقان الكثيرة .
    العودة الطوعية كانت الشرط الاساسى حتى يعود التوازن الذى كان موجوداً فى الولاية , لكن بعض الدوائر فى الحكومة والمؤتمر الوطنى لديها نظرة منطلقة من تفكير قبلى , والاخوة فى الحركة الشعبية لا تعنيهم جنوب كردفان من قريب او بعيد , وبالتالى لم تحدث العودة الطوعية .
    هناك قطاع كبير من ابناء الولاية ارتبطوا بالجنوب فى فترة الحرب لا يقلوا عن 70 الف شخص ارتبطوا بالجيش الشعبى لقضية تتعلق بجبال النوبة , ولكنهم الان ليس لديهم الحق فى المشاركة فى العملية السياسية الإنتخابية فى ولاية جنوب كردفان , وهم قد رفعوا مذكرة للمفوضية وقاطعوا عملية التسجيل وهذه قنبلة موقؤتة موجودة ما لم يتم التعامل معها بجدية .
    لم يتم حتى الان نزع السلاح الموجود فى يد المليشيات التابعة للحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى , عملية تسريح القوات ودمج الخدمة المدنية لم تتم حتى الان , وهناك مناطق احتقان حقيقى فى الجزء الغربى من الولاية , الاف المقاتلين الذين كانوا جزء من الجيش الشعبى وهم مجموعات منظمة اغلبهم من ابناء المسيرية , وهم يعتقدون انهم منطقة انتاج رئيسية للنفط ويتم نقله امام اعيونهم ويدمر لهم البيئة الخاصة بهم , وهم ضحايا بالاضافة الى انهم كان لديهم ولاية هى غرب كردفان تم تذويبها فى أطار مساومة بين المؤتمر والحركة .
    معتمد محلية الدلنج قال فى تصريح خطير ان الفرقان فيها اسلحة تستخدم بمهارة عالية , ويقول ان الصراعات القبلية تستخدم فيها الاسلحة الثقيلة .
    المنطقة الشرقية من الولاية هى منطقة انتاج زراعى , وتُساهم فى الدخل القومى وحظها من التنمية صفر , المنطقة الجنوبية تنعدم فيها التنمية تماماً .
    المجلس التشريعى للولاية يختلف فيه الاعضاء فى كل الامور , بل حتى انهم اختلفوا فى كتابة باسم الله الرحمن الرحيم فى الخطابات الرسمية , لكن الجلسة الوحيدة التى اتفقوا فيها كانت جلسة زيادة مُخصصات الاعضاء من 5 مليون الى 7 مليون جنيه وهى جلسة كانت بدون نقاش .
    وهناك انجازات تضليلية , مثل تخفيض الوالى لمرتبه , ومثل شارع الاسفلت بين الدلنج وكادوقلى الذى ظل 10 سنوات رغم ان المسافة هى 7 كيلومترات لكنها ظلت مجمدة , ولكن وحتى تُحسب كانجاز للوالى الجديد تمت فى اقل من شهر , والمرتبات المتأخرة تم حلها اخيراً , وقد قال الجاز وغندور فى اثناء الزيارة للمنطقة ان الوالى الذى قام بجلب المرتبات عليكم ان تمنحوه اصواتكم فى الإنتخابات , وهذا توظيف لأمكانيات الدولة فى الإنتخابات فى الدعاية الانتخابية .
    هناك حقائق مُتفق عليها من كل المنظومة السياسية فى الولاية من المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية وكل الأحزاب اولها ان الاحصاء السكانى الذى تم فى الولاية هو احصاء غير صحيح ويجب مراجعته من جديد ويظهر هذا من المذكرة التى قدمها رئيس المجلس التشريعى للولاية الى رئيس الجمهورية والنائب الاول والثانى ووزير رئاسة الجمهورية , وفى هذه المذكرة انتقاد لعملية الاحصاء السكانى وذكرت ان هناك اغفال لعدد 425 قرية فى الاحصاء , وامكانية معالجة امر الدوائر الجغرافية القومية والولائية والنسبية .
    مذكرة قادمة من المؤسسة الحكومية الرسمية فى الولاية وبالتالى يُفترض التعامل معها بما يستحق من جدية .
    وهناك مذكرة الاحزاب السياسية حول الدوائر المخصصة لجنوب كردفان والتى بدات من 8 دوائر سنة 1953 , ثم 13 دائرة فى 1958 , 15 دائرة فى 1965 , 12 دائرة فى 1968 , 18 دائرة فى 1986 , وفى 2009 نجد انها اصبحت 10 دوائر , وهى مفارقة تستحق الوقوف عندها .
    وفى الاحصاء السكانى ايضاً هناك مفارقات حيث ان هناك مناطق بها سكان ولكنها فى الاحصاء نجد انها خالية من السكان تماماً .
    فى مذكرة احتجاج حول التجاوزات فى التسجيل قدمتها مجموعة من الاحزاب , ذكرت العديد منها مثل قيام منسوبى المؤتمر الوطنى بأخذ البطاقات من المواطنيين بعد التسجيل بدعوى حفظ حقه عند التصويت , ومنع المراقبين من دخول مراكز التسجيل , وتغيير تواريخ التسجيل فى المراكز دون اخطار , وهناك حالة طالب لا يتجاوز عمره 15 عام , وترحيل طلاب مدرسة كادوقلى الثانوية بواسطة عربة اتحاد الطلاب ومن المعلوم ان هؤلاء الطلاب لا يبلغون السن القانونية للتسجيل .
    وهناك ما حدث فى قرية (شات ام سعران) وهى قرية صغيرة جنوب مدينة كادوقلى , حيث ان ثلاثة اشخاص من عناصر المؤتمر الوطنى موجودين فى مكتب التسجيل ومعهم كشف قاموا باستخراج ارقام لاسماء وهمية , واتضح ان هناك اسماء ل 147 شخص غير موجودين فى القرية او المحلية نفسها , وقد تم هذا الاكتشاف بالصدفة .
    فى ورقة داخلية للمؤتمر الوطنى , وهى ورقة قبل سنوات بعنوان (الإنتخابات القادمة فى السودان فى ظل التحول الديمقراطى , رؤية تنظيمية) , وهناك العديد من الموجهات فى الورقة واحدة منها والتى تنطبق على المسرح فى جنوب كردفان , وهى استصحاب البعد القبلى والقراءة الدقيقية لواقع كل دائرة , وكذلك اكرام المعلمين والضباط الاداريين والقانونيين قبل الإنتخابات بسداد حقوقهم ومستحقاتهم , وطبعاً مفهوم ماهو المقصود بتعبير اكرام , وكذلك استقطاب الشخصيات المفتاحية وتقديم حوافز لهم مثل بطاقات التأمين , وضخ حزمة من المشاريع التى يشعر بها المواطن بشكل حقيقى الخ .
    وكل هذا يفسر ما تحدثنا عنه , الاهم هنا ماذا يُريد المواطن من التحول الديمقراطى ؟ هل فقط يُريد استبدال الرموز الحالية بشخصيات آخرى فقط ؟ , أم ان المسالة هى تحول حقيقى فى الواقع اليومى للمواطن فى امنه واستقراره وكرامة عيشه , لو لم تصبح هذه هى الاولوية فان الإنتخابات لن تكن مشجعة , وفى جنوب كردفان اعتقد ان الإنتخابات هى مناخ , وهو مناخ غير متوفر من ناحية الحرية الاعلامية وحيادية الاجهزة القائمة , وممتلكات الاحزاب نفسها مُصادرة , والتزوير والتلاعب فى الاحصاء , لكل ذلك اعتقد ان العملية الإنتخابية فى ظل هذا الواقع هى من اجل ان يحصل المؤتمر الوطنى على شرعية متوهمة .
                  

العنوان الكاتب Date
بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 09:15 AM
  Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 09:27 AM
    Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 10:00 AM
      Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 10:25 AM
        Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 10:32 AM
          Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 11:15 AM
            Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان02-04-10, 01:16 PM
              Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان02-07-10, 08:15 AM
                Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان02-14-10, 08:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de