بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 03:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2010, 10:00 AM

مركز الخاتم عدلان
<aمركز الخاتم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-21-2008
مجموع المشاركات: 3485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . (Re: مركز الخاتم عدلان)

    2
    يوم الثلاثاء 24 نوفمبر 2009 , اقام المركز ندوة تحت عنوان
    مالآت الإنتخابات فى دارفور
    تحدث فيها
    المتحدث: الأستاذ عبد العزيز محمود عبد العزيز- الباحث والكاتب الصحفي
    معقبون:
    الأستاذ الصادق على حسن - المحامي
    د. آدم محمد أحمد عبد الله - عميد كلية العلوم السياسية والدراسات الإستراتيجية جامعة الزعيم الأزهري
    *
    أ/ عبدالعزيز محمود عبدالعزيز :-
    السلام عليكم ومساء الخير
    الإنتخابات فى عموم السودان تأتى فى وضع صعب , قدمت ورقة تتكون من ثلاث محاور , المحور الاول ملمح عن الإنتخابات العامة فى السودان فى الماضى والحاضر .
    المحور الثانى عن الصراع فى دارفور , لان الصراع هناك مُعقد , وانا أغضب جداً من تعبير ان الصراع اندلع فجأةً فى دارفور فى عام 2003 , والانسان من الممكن ان يتحدث من عام 1980 حتى الان , من بداية المجاعة والحكم الاقليمى حتى الوصول للحركات المسلحة والانشطارات ومسلسل الذهاب والرجوع من المفاوضات .
    والمحور الثالث هو واقع دارفور والإنتخابات , وهذه هى المحاور التى سوف اتكلم عنها بسرعة .
    الإنتخابات حق من حقوق الانسان , كل الدساتير والمواثيق ذات العلاقة بالحقوق المدنية والسياسية اكدت على حق الانسان فى ان يُمارس حقه فى ترشيد العمل العام وأختيار من يُمثله فى الدولة والمجتمع ونصت عليها الاتفاقيات فى ابوجا ومشاكوس الخ .
    الإنتخابات القادمة هى غير الإنتخابات السابقة فهى نقطة تحول جوهرية فى مسيرة التطور السياسى للدولة السودانية , ليس لانها جاءت بعد عشرين عاماً من عدم الاستقرار السياسى نتيجة لحكم الحزب الواحد , وليس لانها تُحدد مستقبل البلد السياسى , وانما هى مؤشر لوحدة السودان او تشرذمه وهى قضية خطرة جداً , بالمناسبة
    الإنتخابات تأتى فى ظرف دقيق جداً وحساس , هناك أتفاقية السلام الشامل وأتفاقية ابوجا وأتفاقية القاهرة وأتفاقية الشرق , عدد كبير من الأتفاقيات .. وهناك زخم وجود حركات مُسلحة , وانتهاكات حقوق الانسان .
    وهناك موجة الجهوية التى ضربت كل أصقاع السودان , وحركة النزوح الواسعة وتبدل الحالة الاقتصادية للمواطن السودانى .
    عالمياً نحن فى ظرف حرج باعتبار ان رئيس السودان هو اول رئيس دولة على سدة الحكم تصدر بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية .
    هذا هو الظرف العام , بالنسبة لدارفور هناك خصوصية أكثر لان حسب أتفاق سلام دارفور الموقع فى ابوجا نجد ان الإنتخابات مرتبطة بالاستفتاء , ومرتبطة بنهاية السلطة الانتقالية , بنص المادة كم وخمسين فى أتفاق سلام دارفور بما لا يتجاوز 12 شهراً , والمادة 63 حددتها بما لا يتجاوز يوليو 2010 , يتم استفتاء اهل دارفور حول رغبتهم فى ثلاثة اقاليم او اقليم واحد , ثلاثة ولايات او ولاية واحدة , وحتى ذلك الحين تظل دارفور بحدود عام 1956 ودستورياً بعد الإنتخابات يتم حل السلطة الانتقالية .
    لو قمنا بعملية جرد للعمليات الإنتخابية التى حدثت فى السودان سنجد ان نسبة التصويت فى اول إنتخابات وطنية عام 1953 وصلت الى اكثر من 80% , إنتخابات 1957 وإنتخابات 1986 تشترك فى نسبة التصويت 76% عدد السكان فى 1953 كان 8 مليون نسمة , عام 1986 كان 20 مليون نسمة , والان هم تقريباً 40 مليون لو كان الاحصاء الاخير صحيح .
    اول تغيير فى قانون الإنتخابات كان فى 1965 بمنح المرأة حق التصويت .
    الدوائر الإنتخابية زادت من 92 دائرة , سنة 1986 كانت 273 دائرة , والان العدد معروف , هناك ملاحظة فى العدد ان هناك 23% من الدوائر فى جنوب السودان و 76.4% فى الولايات الشمالية .
    قانون الإنتخابات خلق جدل , وهناك من هم ضد القانون من الاحزاب والحركة الشعبية ووقفوا كثيراً فى قضايا القوائم المنفصلة للنساء وغيرها .
    عن دارفور والإنتخابات , دارفور لديها تاريخ مع الإنتخابات يبدأ منذ مشكلة تصدير النواب عندما كانت الاحزاب تُرسل مرشحين من العاصمة للاقليم ليعبروا عن اهله وكأن دارفور لا يُوجد بها من يستحق ان يُمثل , رغم ذلك كانت هناك مُشاركات فى البرلمانات السابقة , ومُشاركات فى الحكومات العسكرية وتتراوح بين ضعيفة ومعدمة وكمثال حكومة سوار الدهب لم يكن فيها شخص من دارفور فى المجلس العسكرى .
    يبدأ الصراع فى دارفور فى عام 1980 عندما أجاز المؤتمر القومى للاتحاد الاشتراكى تطبيق الاقليمية فى السودان وتم تقسيم دارفور لمدريتين , شمال وجنوب دارفور وتم تعيين شخص من غير ابناء دارفور وهو من كردفان وقامت أنتفاضة الفاشر وبعدها اضطر نميرى لتعيين احمد ابراهيم دريج كاول شخص يحكم الاقليم من ابنائه منذ الاستقلال او سقوط السلطنة فى 1916 , الغريب ان نميرى عندما ذهب لدرافور لوضع قانون الزكاة وقوانين سبتمبر , نواب المجلس فى الفاشر تحدثوا معه عن المجاعة فقام نميرى بتحميل دريج كل المسؤولية , وبعد ذلك خرج دريج من السودان مضطراً وهو متهم بالفساد والحقيقة غير ذلك .
    كان هناك من يتهم دريج بانه عنصرى , وكانوا يطلقون عليها حكومة الزُرقة او حكومة الفور لان دريج مكن بعض اهله .
    فى فترة الديمقراطية الثانية حزب الامة فاز ب 39 دائرة من اصل 40 دائرة فى دارفور , حزب الامة كان من الممكن ان يكون اداة فعالة للتعبير عن اهل دارفور , وبرزت فى إنتخابات 1986 قيادات كان من الممكن ان تقود مستقبل الاقليم بطريقة جيدة , على مستوى السلطة المركزية كان هناك على حسن تاج الدين عضو مجلس راس الدولة , مادبو وزير الطاقة , اسماعيل البدوى وزير الاسكان , محمد بشير صالح وزير الرى .. وفى الجمعية التأسيسية كانت هناك أسماء كثيرة جداً امثال , عبدالله على مسار , بابكر نهار , الخ , لكان كان هناك اساءة لاستخدام الديمقراطية ادخلت ليس دارفور فقط ولكن كل السودان فى وضع غريب جداً وسوف اتحدث عن الجانب الخاص بدارفور .
    بعد ميثاق حكومة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة قومية من تحالف ثلاثى بين الامة والاتحادى والجبهة الاسلامية , اتجه حزب الامة لمنحى غريب فى السياسة .. والمليشيات التى دخل بها حزب الامة فيما كان يُعرف باسم حرب المرتزقة , اخذت هذه المليشيات طابع آخر بمباركة ليبيا واللجان الثورية , وظهر أسم التجمع العربى , والحرب بين الفور والعرب استمرت من 1987 حتى 1989 , ورغم المحاولات الصادقة جداً التى قام بها التيجانى سيسا لم يستطع الوصول الى حل , ولاول مرة على ما اعتقد يموت جنود سودانيين فى النزاعات بين القبائل وعددهم اثنان تقريباً .
    ظهر التجمع العربى , والصادق المهدى ارتكب خطأ جسيم باستلامه مذكرة التجمع العربى واستجابته لبعض المطالب فى المذكرة وعين بعض الوزراء الاقليمين , وظهرت المليشيات والفرسان وظهر مصطلح الجنجويد فى تلك الفترة وتطور هذا المصطلح حتى الحالة الراهنة التى نعرفها الان .
    مذكرة القوات المسلحة قبل الانقاذ أشارت لاربعة نقاط واحدة منهم الصراع الدائر فى دارفور وعندما جاءت الانقاذ قال البشير فى البيان الاول ان واحد من الاهداف الخمسة لهم هو وقف الصراع الدائر فى دارفور وبالفعل وقف الصراع بين العرب والفور والذى مات فيه الاف الناس وكان صراعاً دامياً اتخذ طابع عنصرى مقيت فى اول شهر من حكومة الانقاذ وكان كل وفد يزعم ان الصلح هدية للحكومة الجديدة , وفى عهد الحكومة الجديدة حدثت اشياء كثيرة جداً , ونكسة مؤتمر الصلح قادت لثورة داود يحيى بولاد احد ابرز كوادر الاسلاميين , الثورة كانت لان بنود مؤتمر الصلح انتكست على الرغم من تصنيف الحركة الاسلامية لبولاد بانه خائن وانه تحالف مع الحركة الشعبية العدو الاستراتيجى وان الحركة الشعبية تقوم بتلميعه باعتباره بطلاً من أبطال ثورة المهمشين .. من يذهب لمناطق وادى صالح وجبل مرة يعرف نظرة الناس لبولاد بانه مُخلص قومى مات وهو يحاول أنقاذ الناس .
    فى عهد الصادق المهدى كان الناس يتوقعون ان تضع الحكومة الاقليم على خارطة التنمية لكنها احلام تم اجهاضها والديمقراطية فشلت .
    بعد ثورة بولاد جاءت مشاكل كثيرة , حُكم الطيب ابراهيم محمد خير وجمعه للسلاح تم وصفه بانه انتقائى ويتم لاغراض اعلامية وانه مكن الرُحل من ضرب القرى , ثم جاءت الفتنة بين المساليت والعرب وهى فتنة نتيجة لقرار اتخذه والى الولاية قام فيه بتقسيم الادارات الاهلية الى 13 ادارة اهلية ومنح منها 9 ادارات لناس لا اراضى لهم و 4 للمساليت , فقام المساليت بتكوين جبهة تحرير المساليت واستمرت من 1996 حتى 1998 , ترافق مع هذا فتنة الزغاوة والعرب فى الضعين فى 1994 , وفتنة العرب والرزيقات والزغاوة فى الضعين 1996 .
    فى 1999- 2000 كانت القشة التى قصمت ظهر البعير وهى أنقسام الاسلاميين وخروج معظم ابناء دارفور من التشكيلة الحاكمة ومن مؤسسات الدولة المختلفة مثل جهاز الامن الخ .. نظرة الناس فى دارفور للاسلاميين هى ان هذا الحزب الاسلامى طارد للغرابة , وحتى فى مؤتمر المؤتمر الوطنى الاخير التيجانى مصطفى جاء بالاستكمال , والاستكمال هذا مثل سكر اللقيمات ولو انا فى مكانه فلن اقبل .
    عام 2001 تكرر صراع عرب وغير عرب وهى الاحداث فى كبكابية وكانت مذبحة تم حرق ا اكثر من 100 قرية فيها .
    فى حرب المساليت والعرب تم حرق 104 قرية منها 30 قرية تمت ابادتها بشكل كامل وهو ليس كلام الامم المتحدة بل هو مسح وزارة الشؤون الاجتماعية بغرب دارفور .
    وبدأ تكوين الحركات ودخلنا فى مسلسل المفاوضات .. وهذا طبعاً غير فتنة طريق الانقاذ بسبب انقسام الاسلاميين , والترابى عندما تم تقليص سلطاته فى المؤتمر العام بعد مذكرة العشرة بدا فى محاولة احراج الحكومة بان يقوم باستيضاح الوزراء , وابرز استجواب عالق فى الاذهان هو استجواب على الحاج وعبارة وخلوها مستورة الشهيرة , والبشير ذهب للفاشر وقال عن من أكل اموال طريق الانقاذ الغربى خليناهم لى الله .
    هذا هو تاريخ الصراع بايجاز فى دارفور .
    الان الواقع ان هناك أتفاقية سلام , وبعد الزخم الثورى فرحاً بالأتفاقية وترك اعضاء فى التحالف الفيدرالى تنظيمهم وانضمامهم للحركة , وبعد مؤتمر حسكنيتة والصراع فى الفندق , وجاء عبدالرحمن موسى كبير المفوضين ووقع وحدث التشرذم , والناس كل يوم يزداد احباطها بعد الزخم الثورى الهائل , والحركات نفسها احبطت الناس .
    سوف اتحدث عن أوضاع المعسكرات , والوضع الامنى فى الاقليم , والفتنة العرقية وتأثيرها على الإنتخابات , والحركات المسلحة والوضع السياسى .
    فى أوضاع المعسكرات هناك اوراق رسمية صادرة من العون الانسانى اعتمدتها مفوضية اعادة التأهيل والتوطين تقول ان عدد القرى التى تم تدميرها فى الحرب هى 600 قرية وهى قد دمرت بالكامل , والقرى التى دمرت جُلها هى 800 قرية , دمرت جزئياً 100 و 600 قرية , والمجموع 3000 قرية .. اين ذهب أهل هذه القرى ؟ .
    مصادر المياه فى غرب دارفور 244 مصدر , فى شمال دارفور 413 , فى جنوب دارفور 207 المجموع 360 مصدراً للمياه .
    مجمل الوضع قاد الى النزوح واللجوء , نسبة النازحين لعدد السكان فى شمال دارفور 21% , فى جنوب دارفور 15% , فى غرب دارفور 74% .
    عدد الاجئين , فى تشاد 200 الف لاجىء , فى ليبيا 150 الف , آخرى 190 الف لاجىء الجملة 5 ملايين و 54 الف لاجىء .
    عدد المتأثرين بالحرب لاجئين زائد نازحين وفقاً للاحصاءت الرسمية نسبتهم 28% من عدد السكان وهم لا يملكون وثائق و اوراق ثبوتية , وبحسب خطط الدولة فان هؤلاء يحتاجون ل 14 مليون و 500 الف دولار من اجل استخراج الاوراق الثبوتية لهم , فكيف ستعرف السودانى منهم من غير السودانى وكيف ستستطيع معرفة الاعمار من اجل الاقتراع ؟ .
    هناك تشاديين , وهناك أشخاص من افريقيا الوسطى , وهم بحسب معتمدية الاجئين عددهم اكثر من 3 ملايين , وانا متأكد ان الرقم اعلى من هذا .
    فى ظل هذه الصورة لا اعرف مدى أمكانية قيام إنتخابات , ستكون معقدة ان لم تكن مستحيلة .
    الوضع الامنى , حالياً نستطيع القول ان الاقليم يعيش مرحلة ما بعد الحرب وما قبل السلام , الحرب فعلياً غير موجودة على نحو 2003 و 2004 , لكن هناك أثار هذه الحرب من فوضى أمنية ونازحين ومتأثرين بالصراع ومقاتلين سابقين ونفوس مشحونة بالكراهية وهناك اعتداءات من جانب المسلحين على المدنيين وهناك نهب .
    الان انت لديك مشكلة فى تأمين الاقليم وتستعين بأشخاص من الخارج لتأمينه فكيف ستقوم بتأمين إنتخابات خاصةً ان هناك بعض الحركات مثل العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد اعلنوا انهم سيقومون باستهداف مراكز الإنتخابات وسيتم اعتبار أتيام الإنتخابات بانهم عناصر أمن فى ثياب مدنية .
    هناك تقرير لجنة الخبراء التى كونها مجلس الامن بموجب القرار (15) (91) يوم 27 أكتوبر 2009 , فقرة من التقرير تقول ((واصلت غالبية الجهات الفعالة المسلحة الرئيسية فى دارفور ممارسات خياراتها العسكرية , ومازال سكان دارفور يقعون ضحية للممارسات المترتبة على الهجمات والهجمات المضادة )) .. وتحدث التقرير ان ليس هناك ايفاء بالالتزامات , وان الجميع اخفق فى الامتثال لقرارات مجلس الامن وغيره , وان الوضع الان هو صراع على الارض والموارد بين الدارفوريين الرحل والمزارعين , والعنف المرتكب نتيجة لحالة الفوضى والافلات من العقاب ضد نساء دارفور , والحرب الدائرة بين جماعات المعارضة المسلحة وقيادتى السودان وتشاد حيث ان العدالة والمساواة تعمل فى تشاد كمرتزقة للحكومة التشادية بتنفيذ اجندتهم فى السودان والمعارضة التشادية الموجودة فى السودان , والغريب ان التقرير انتهى بصورة غريبة جداً حيث فيه صورة من خطاب مختوم وموقع من تيمان اردمى وهو الشخص الذى قام بتوحيد 8 فصائل تشادية معارضة وهو يقود الان جناح قوى جداً فى المعارضة التشادية وهو خطاب موجه لمدير الامن والمخابرات السودانى ويشكر فيه السودانيين على دعمه بالاسلحة , وهذا تقرير رسمى صادر من الامم المتحدة , ايضاً يقول التقرير ((الهجمات المسلحة التى تشنها القوات المسلحة السودانية والتشادية عبر الحدود وليس هناك بالضرورة علاقة استبعاد متبادلة بين فئات النزاع الاربعة هذه )) .
    هذا هو وضع الاقليم الان , حتى شهر فبراير 2008 انا كنت فى الجنينة وجدت ان حظر التجوال يبدأ بعد صلاة العِشاء وحتى لم تمكنت من السير بقدمك فممنوع ان تتحرك اى عربة وتعليمات بفتح النار على اى عربة (لاند كروزر) لانها لو كانت تابعة للحكومة ستقوم المعارضة بنهبها , ولو كانت تابعة للمعارضة ستقوم بضرب المدنية , غير العربات التابعة للمعارضة التشادية , كيف ستؤمن إنتخابات فى ظل هذا الوضع الأمنى المتردى ؟ .
    اتكلم عن الفتنة العرقية , ربما يستغرب البعض عند الحديث عن الفتنة العرقية فى دارفور , ولكن انا اقول ان هناك فتنة عرقية وهى فتنة حادة , هناك أتهام ان قبائل عربية وافدة او جزء كبير منها وافد والحكاية بدات منذ حروب الفور والعرب وبنود الصلح وردت فيها أشارة صريحة الى العرب الوافدين , وهذا الامر تكرر بين المساليت والعرب .
    وهناك القرار الذى اتخذه بابكر جابر كبلو وقام من خلاله بتوطين العرب اولاد منصور فى منطقة يارا , وخلق القرار مشكلة كبيرة جداً , الذين اجتمعوا فى الدوحة قبل ثلاثة أيام قاموا بوضع توصية بمراجعة الجنسيات لان هناك من يحملون الجنسية السودانية وهم ليسوا بسودانيين .
    لو تم اجراء الإنتخابات وفاز بها ناس دون آخرين فانها سوف تؤدى الى تعميق الفتنة الموجودة اصلاً , ونحن فى نيالا فى نهاية عهد عطا المنان وكان هناك أجتماع مجلس الادارة الاهلية فى جنوب دارفور والناظر سعيد مادبو كان موجوداً , قلت لهم اننى اريد القيام باستطلاع بعد نهاية الاجتماع لان هناك من كان يُريد الحاج عطا المنان وهناك من كان يُريد عبد الرحمن الزين , وكان هناك كلام ان الخرطوم تُريد عبد الحميد موسى , المرحوم الهادى عيسى كان موجوداً وهو كان رجل حكيم قال لى ((يا ولدى تعال , عطا المنان قام يتعمير المدنية وهو ليس من أهل البلد , ولو جاء شخص من أهل هذه البلد فان الباقين سوف يتعنصروا ضده واهله سيقفون معه وتتعقد الامور )) دارفور كانت أقليم واحد وتم تقسيمها الى جنوب وشمال دارفور , والان جنوب دارفور فيها 13 او 14 محافظة كل قبيلة خلقوا لها محافظ ومعتمد وهذه عرقية بمستوى مخيف .
    سوف اتحدث عن الجماعات المسلحة وليس الحركات المسلحة لان الجنجويد والمليشيات الآخرى تدخل فى هذه الجماعات لانها تحمل السلاح , هناك أشارة مهمة وهى انه بعد مهاجرية وقيام مشكلة والجيشين ضربوا بعضهما ونصف الجيش تمرد على منى اركو مناى ورجعوا مع خليل , الحكومة جهزت ناس فى بُرام حتى يلحقوا بخليل شرق الجبل وجاءت الانباء ان مُتمردى بنى هلبة اخبروا خليل بوجود قوات الحكومة فعاد خليل وضرب بُرام واعلن انه قام بأخذ عدد من الجنجويد كاسرى وضابط برتبة مُقدم والجيش السودانى اعلن انه قام بصد هجوم للعدل والمساواة , خليل قال لنافع فى الدوحة ((نحن فى موقف سياسى قوى , وموقف عسكرى اقوى)) ورفض التوقيع على الترتيبات الأمنية .
    لماذا تمرد البنى هلبة ؟ رغم انهم فى يوم من الايام كانوا المليشيات التى قاتلت يحيى بولاد ! كانوا أساس المليشيات .. السبب هى المرارات , وحديثهم انهم قاتلوا مع الحكومة ودافعوا عنها لكنها قامت باعطاء المناصب للزرقة , والكلام يُقال هكذا بالمناسبة وانا اتكلم بكل وضوح .
    عندى ملاحظات سريعة اخيرة أختم بها كلامى عن الدوائر الجغرافية , وهى حسب مفوضية الإنتخابات فى شمال دارفور 14 دائرة , فى جنوب دارفور 28 دائرة , وفى غرب دارفور 9 دوائر , تم توزيع خريطة دارفور الادارية لكم فى الندوة , ستجدون فيها المحافظات والوحدات الادارية , نُلاحظ فى ولاية جنوب دارفور ان معظم المحليات تم منحها دائرتين لكن فى شمال دارفور باستثناء الفاشر ذات الكثافة السكانية العالية نجد ان كل محلية تُمثل دائرة على احسن تقدير وتم دمج محلتى ام كدادة وكلمنجو وتم اضافة محليات آخرى لمدنية الفاشر , فى غرب دارفور نلاحظ ان ام خير وهى وحدة ادارية تتبع لوادى صالح تم دمجها مع ازوم التابعة لمحافظة زالنجى .
    لو قامت إنتخابات فستكون فى مناخ غير صحى ان جاز التعبير ولن يُشارك فيها جزء كبير من السكان وبالتالى فان نتيجتها ستكون غير حقيقية , والنتيجة الغير حقيقية ستزيد من تأزيم وتعقيد الوضع .
    *
    أ/ الصادق على حسن :-
    اشكر مركز الخاتم عدلان , واضم صوتى للاستاذ الدومة فى تثمين الورقة المقدمة وهى بالفعل فيها معلومات جديرة بالنقاش .
    سوف ابدأ بجزئية ملائمة الاجواء على الواقع الإنتخابى المتوقع وهو وضع لا يستكمل الا من خلال وضعية مرشح حزب المؤتمر الوطنى للإنتخابات وهو الفريق عمر حسن احمد البشير , وهذه الوضعية مسألة مهمة ومؤثرة فى العملية الإنتخابية خاصةً وان هناك تدابير قانونية فى مواجهة الفريق عمر البشير وتوقيف من المفترض ان يحدث , وضعية لها مالآت على المستوى الوطنى وعلى مستوى أقليم دارفور , وفيها ثلاث خيارات فقط , ان يخوض الفريق عمر البشير الإنتخابات ولا يتحقق له الفوز وتأتى قوى حزبية فان الامر الطبيعى ان تقوم بتسليمه للمحكمة الدولية , الخيار الثانى ان يتوفى الى رحمة مولاه , والثالث ان يظل فى السلطة الى حين تشكيل شكل من الضمانات الشخصية له .. هذه هى الاجواء التى ستتم فيها العملية الإنتخابية .
    حزب المؤتمر الوطنى اوجد أوضاع معقدة بمناهضته للاحزاب السياسية وقام باللجوء للمكونات الطبيعية للمجتمع مثل القبلية والجهويات حتى يجد وضعية مُعتبرة وتقنين تمكينه فى السلطة , وهى وضعية سابقة لانقسام الحركة الاسلامية , نستشهد بواقعة مهمة انه فى إنتخابات 1986 لم تكن القبلية وقضية المكون الاجتماعى موجودة , كانت الولاءات السياسية تعلو على كل ولاء .
    فى إنتخابات 1996 وهى إنتخابات المجلس الوطنى تدافع الناس عليها بالمفهوم القبلى وتطاحون فى بينهم لاسباب عرقية وأثنية رغم انهم كلهم اعضاء فى الحزب الحاكم .
    الان تصاعدت القضية لان الحكومة انتهجت نهج تغيير السلوك القبلى فى ظل أضعاف العمل السياسى , وفى بقية دورات المجلس الوطنى تدافع الناس اليه على أساس قبلى وعلى أساس التحالفات والمرشح تدعمه القبيلة , واقع يجب ان ينظر له الناس بعين الاعتبار ويجب عليهم مناقشته , والأحزاب هى أحزاب ضعيفة لا تملك برامج واضحة وهى مشغولة بقضايا غير جوهرية ولا هى المطلوبة الان وهى عليها ان تقوم بالدور المطلوب وان تسد الفراغ الحادث فى الساحة وبالذات فى مناطق دارفور .
    هناك أشياء يجب ان يتكلم الناس عنها , منها التزوير الذى بدأ فى العملية الإنتخابية من فترة مُبكرة , ومنها أستقطاب المؤتمر الوطنى للمجموعات التى يعتقد انها رصيد له , وفى جنوب دارفور لم تتم عملية احصائية صحيحة لكن المؤتمر الوطنى وجد ان هناك نسبة نمو سكانى بلغت 300% .
    فى دارفور تم تقسيم المجتمع على أساس عرقى وعشارى , والانقسام تم على أساس مجموعات عربية وآخرى غير عربية .
    سوف يقوم المؤتمر الوطنى بالتنويع فى نتائج الإنتخابات القادمة بحيث يحصل على نسبة من 60% الى 65%
    *
    د. ادم محمد احمد :-
    سعيد بمناقشة ورقة عبدالعزيز وهو من الجزيرة وانا سعيد به جداً وشاركت كثيراً فى ندواته وهو ذخيرة علمية عما يحدث فى دارفور فهو قد تجول كثيراً فى أصقاع دارفور ويعرفها قرية قرية , ويعرف افراد الحركات المسلحة فرداً فرداً , وهو مثقف جداً فى هذا الجانب .
    اقول من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم , ومشكلة دارفور جديرة ان تنال الاهتمام منا كلنا ومشكلة السودانيين فى شمال السودان وفى الخرطوم انهم يجهلون كثيراً ما حدث ويحدث فى دارفور ولذلك فان اهتمامهم فاتر وهو ما جعل مواطن دارفور يشعر بالاسى تجاه اخوانهم فى الخرطوم .
    الورقة شاملة وكاملة وسوف اقوم بالتركيز فى نقاط معينة داخل الورقة .
    الحديث حول ان الإنتخابات القادمة هى ليست مثل سابقاتها التى مرت على السودان منذ الاستقلال وحتى الان , وانا اقول انها أخطر إنتخابات ولو لم نخوضها بحكمة بالغة فستكون نهاية المطاف لوجود السودان نفسه .
    الإنتخابات هى جزء من أتفاقية السلام بين الشمال والجنوب , ومع الإنتخابات القادمة هناك مشكلة دارفور واتهام كبير للسلطة القائمة , ونجد انه لاول مرة فى السودان ان يتحول نظام عسكرى بالإنتخابات الى نظام ديمقراطى , إنتخابات تأتى فى ظل تجذر الجهوية والقبلية , والاهم من هذا انها تاتى فى ظل العولمة ووعى الناس بالقضايا الحقوقية وبالحقوق .
    المواطنين فى دارفور كانوا لا يدركون أهمية الإنتخابات فى السابق لكن الان نجد ان اهل القرى والمناطق التى لا تتوفر فيها وسائل اعلام نجد انهم قد دخلوا المعسكرات واحتكوا بالمنظمات والخواجات وعرفوا العالم عن كثب .
    اخونا عبدالعزيز اوضح اشياء كثيرة عن أوضاع المعسكرات والمتأثرين بالصراع فى دارفور , ونجد ان معظم الريف الدارفورى خالى من السكان والناس فى المعسكرات ومن ثم فان الدوائر الجغرافية بالشكل القديم لن تكون موجودة .
    دارفور الان تعج بالحركات المسلحة واجراء إنتخابات فى كل انحاء دارفور هو ضرب من الاستحالة , فهذه الحركات تتواجد فى الريف ولها أماكن تحتلها ولن تسمح باجراء الإنتخابات فيها , بل حتى ان عملية الاحصاء السكانى لم تحدث فى اجزاء كبيرة من دارفور , وكذلك عمليات التسجيل الجارية الان لم تتم فى دارفور بسبب الوضع الامنى .
    القضية المهمة هنا هى قضية الاحصاء السكانى وتوزيع الدوائر اإنتخابية , كثير من الناس يظنون ان هذا الاحصاء لم يتم بصورة صحيحة وسليمة لانه فى نتائجه قام بتضخيم اعداد سكان بعض المناطق وجردت بعض المناطق الآخرى من ساكنيها , بالمقارنة مع نتائج آخر احصاء سكانى فى 1990 وآخر إنتخابات فى 1986 تجد ان الفرق كبير جداً وكأن بعض المناطق لم يُنجب فيها احد ومناطق آخرى تضخم فيها معدل الآنجاب .
    فى الدوائر نجد ان جنوب دارفور فيها 28 دائرة جغرافية , وغرب دارفور 9 دوائر , 14 دائرة فى شمال دارفور , وهذه مُفارقات كبيرة جداً والمُقيمين فى دارفور يعرفون حقيقة كيفية توزيع هذه الدوائر وكيف ان المناطق الغير موالية للحكومة تم فيها تقليص لعدد الدوائر , وهذا يُودى الى مزيد من الغبن .
    مناطق جبال مرة هى من مناطق الفور التقليدية وكل الاحصائيات تُشير الى ان قبيلة الفور هى اكبر قبيلة ان لم يكن فى السودان ففى دارفور حتى ان هناك بعض الارقام تتحدث عن انهم لا يقلون عن 3 مليون نسمة , لكن فى الاحصائية الاخيرة وكانما مناطق جبل مرة خالية من السكان , واحب التذكير بان منطقة شرق جبل مرة التى لم تتأثر باحداث دارفور على مر التاريخ من الحروب القبيلة والنهب المسلح حتى الحرب الاخيرة , ودائرة شرق الجبل هى من ابرز الدوائر منذ إنتخابات 1986 وهى دائرة قد تم ضمها الان لشمال نيالا .
    نفس هذه المناطق لم يتم فيها التسجيل , شرق جبل مرة ومعسكرات النازحين , بل انه ليس هناك أهتمام بالتسجيل على مستوى الخرطوم وبذلك فان من البديهى ان لا يهتم الناس به فى ولايات دارفور .
    هناك نقطة مهمة وهى ان هناك حركات لم تقوم بالتوقيع على أتفاقيات سلام وهى تُسيطر على مناطق كبيرة فى دارفور , ولا اعرف هل لو قام خليل بالتوقيع فهل سيخوض الإنتخابات مباشرةً دون الحاجة لفترة أنتقالية ؟ أم ستكون هناك فترة انتقالية ويتم تاجيل الإنتخابات فى دارفور ؟ وهى اسئلة تجعلنا نحتار فى كيفية الاجابة .
    مشكلة الإنتخابات هى ليست مشكلة دارفور فقط , فهى إنتخابات فيها الكثير من المشاكل ومن ابرز هذه المشاكل القوانين المقيدة للحريات والاحصاء السكانى المشكوك فيه والتسجيل والجنوب ورأى أحزاب المعارضة وقانون الصحافة والمطبوعات وغيرها وانا قلت فى قناة الشروق اننى أشك ان تكون هناك إنتخابات , وقصة المد لمدة ستة أيام من الممكن ان تؤثر على الإنتخابات فى الجنوب بسبب الخريف , ونحن الان فى شهر ديسمبر والقوانين لم تُعدل فهل ينتظر المؤتمر الوطنى حتى آخر يوم للتعديل ؟ .. واقول بكل صراحة ان الإنتخابات لو قامت بهذه الصورة فهذا يعنى حرب شاملة فى الخرطوم , وحرب شاملة فى دارفور على وجه التحديد , وقد يعنى نهاية السودان كما اصرح بذلك فى كافة المناسبات .
    *
    أ/ عبدالعزيز محمود عبدالعزيز :-
    السلام عليكم ومساء الخير
    الإنتخابات فى عموم السودان تأتى فى وضع صعب , قدمت ورقة تتكون من ثلاث محاور , المحور الاول ملمح عن الإنتخابات العامة فى السودان فى الماضى والحاضر .
    المحور الثانى عن الصراع فى دارفور , لان الصراع هناك مُعقد , وانا أغضب جداً من تعبير ان الصراع اندلع فجأةً فى دارفور فى عام 2003 , والانسان من الممكن ان يتحدث من عام 1980 حتى الان , من بداية المجاعة والحكم الاقليمى حتى الوصول للحركات المسلحة والانشطارات ومسلسل الذهاب والرجوع من المفاوضات .
    والمحور الثالث هو واقع دارفور والإنتخابات , وهذه هى المحاور التى سوف اتكلم عنها بسرعة .
    الإنتخابات حق من حقوق الانسان , كل الدساتير والمواثيق ذات العلاقة بالحقوق المدنية والسياسية اكدت على حق الانسان فى ان يُمارس حقه فى ترشيد العمل العام وأختيار من يُمثله فى الدولة والمجتمع ونصت عليها الاتفاقيات فى ابوجا ومشاكوس الخ .
    الإنتخابات القادمة هى غير الإنتخابات السابقة فهى نقطة تحول جوهرية فى مسيرة التطور السياسى للدولة السودانية , ليس لانها جاءت بعد عشرين عاماً من عدم الاستقرار السياسى نتيجة لحكم الحزب الواحد , وليس لانها تُحدد مستقبل البلد السياسى , وانما هى مؤشر لوحدة السودان او تشرذمه وهى قضية خطرة جداً , بالمناسبة
    الإنتخابات تأتى فى ظرف دقيق جداً وحساس , هناك أتفاقية السلام الشامل وأتفاقية ابوجا وأتفاقية القاهرة وأتفاقية الشرق , عدد كبير من الأتفاقيات .. وهناك زخم وجود حركات مُسلحة , وانتهاكات حقوق الانسان .
    وهناك موجة الجهوية التى ضربت كل أصقاع السودان , وحركة النزوح الواسعة وتبدل الحالة الاقتصادية للمواطن السودانى .
    عالمياً نحن فى ظرف حرج باعتبار ان رئيس السودان هو اول رئيس دولة على سدة الحكم تصدر بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية .
    هذا هو الظرف العام , بالنسبة لدارفور هناك خصوصية أكثر لان حسب أتفاق سلام دارفور الموقع فى ابوجا نجد ان الإنتخابات مرتبطة بالاستفتاء , ومرتبطة بنهاية السلطة الانتقالية , بنص المادة كم وخمسين فى أتفاق سلام دارفور بما لا يتجاوز 12 شهراً , والمادة 63 حددتها بما لا يتجاوز يوليو 2010 , يتم استفتاء اهل دارفور حول رغبتهم فى ثلاثة اقاليم او اقليم واحد , ثلاثة ولايات او ولاية واحدة , وحتى ذلك الحين تظل دارفور بحدود عام 1956 ودستورياً بعد الإنتخابات يتم حل السلطة الانتقالية .
    لو قمنا بعملية جرد للعمليات الإنتخابية التى حدثت فى السودان سنجد ان نسبة التصويت فى اول إنتخابات وطنية عام 1953 وصلت الى اكثر من 80% , إنتخابات 1957 وإنتخابات 1986 تشترك فى نسبة التصويت 76% عدد السكان فى 1953 كان 8 مليون نسمة , عام 1986 كان 20 مليون نسمة , والان هم تقريباً 40 مليون لو كان الاحصاء الاخير صحيح .
    اول تغيير فى قانون الإنتخابات كان فى 1965 بمنح المرأة حق التصويت .
    الدوائر الإنتخابية زادت من 92 دائرة , سنة 1986 كانت 273 دائرة , والان العدد معروف , هناك ملاحظة فى العدد ان هناك 23% من الدوائر فى جنوب السودان و 76.4% فى الولايات الشمالية .
    قانون الإنتخابات خلق جدل , وهناك من هم ضد القانون من الاحزاب والحركة الشعبية ووقفوا كثيراً فى قضايا القوائم المنفصلة للنساء وغيرها .
    عن دارفور والإنتخابات , دارفور لديها تاريخ مع الإنتخابات يبدأ منذ مشكلة تصدير النواب عندما كانت الاحزاب تُرسل مرشحين من العاصمة للاقليم ليعبروا عن اهله وكأن دارفور لا يُوجد بها من يستحق ان يُمثل , رغم ذلك كانت هناك مُشاركات فى البرلمانات السابقة , ومُشاركات فى الحكومات العسكرية وتتراوح بين ضعيفة ومعدمة وكمثال حكومة سوار الدهب لم يكن فيها شخص من دارفور فى المجلس العسكرى .
    يبدأ الصراع فى دارفور فى عام 1980 عندما أجاز المؤتمر القومى للاتحاد الاشتراكى تطبيق الاقليمية فى السودان وتم تقسيم دارفور لمدريتين , شمال وجنوب دارفور وتم تعيين شخص من غير ابناء دارفور وهو من كردفان وقامت أنتفاضة الفاشر وبعدها اضطر نميرى لتعيين احمد ابراهيم دريج كاول شخص يحكم الاقليم من ابنائه منذ الاستقلال او سقوط السلطنة فى 1916 , الغريب ان نميرى عندما ذهب لدرافور لوضع قانون الزكاة وقوانين سبتمبر , نواب المجلس فى الفاشر تحدثوا معه عن المجاعة فقام نميرى بتحميل دريج كل المسؤولية , وبعد ذلك خرج دريج من السودان مضطراً وهو متهم بالفساد والحقيقة غير ذلك .
    كان هناك من يتهم دريج بانه عنصرى , وكانوا يطلقون عليها حكومة الزُرقة او حكومة الفور لان دريج مكن بعض اهله .
    فى فترة الديمقراطية الثانية حزب الامة فاز ب 39 دائرة من اصل 40 دائرة فى دارفور , حزب الامة كان من الممكن ان يكون اداة فعالة للتعبير عن اهل دارفور , وبرزت فى إنتخابات 1986 قيادات كان من الممكن ان تقود مستقبل الاقليم بطريقة جيدة , على مستوى السلطة المركزية كان هناك على حسن تاج الدين عضو مجلس راس الدولة , مادبو وزير الطاقة , اسماعيل البدوى وزير الاسكان , محمد بشير صالح وزير الرى .. وفى الجمعية التأسيسية كانت هناك أسماء كثيرة جداً امثال , عبدالله على مسار , بابكر نهار , الخ , لكان كان هناك اساءة لاستخدام الديمقراطية ادخلت ليس دارفور فقط ولكن كل السودان فى وضع غريب جداً وسوف اتحدث عن الجانب الخاص بدارفور .
    بعد ميثاق حكومة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة قومية من تحالف ثلاثى بين الامة والاتحادى والجبهة الاسلامية , اتجه حزب الامة لمنحى غريب فى السياسة .. والمليشيات التى دخل بها حزب الامة فيما كان يُعرف باسم حرب المرتزقة , اخذت هذه المليشيات طابع آخر بمباركة ليبيا واللجان الثورية , وظهر أسم التجمع العربى , والحرب بين الفور والعرب استمرت من 1987 حتى 1989 , ورغم المحاولات الصادقة جداً التى قام بها التيجانى سيسا لم يستطع الوصول الى حل , ولاول مرة على ما اعتقد يموت جنود سودانيين فى النزاعات بين القبائل وعددهم اثنان تقريباً .
    ظهر التجمع العربى , والصادق المهدى ارتكب خطأ جسيم باستلامه مذكرة التجمع العربى واستجابته لبعض المطالب فى المذكرة وعين بعض الوزراء الاقليمين , وظهرت المليشيات والفرسان وظهر مصطلح الجنجويد فى تلك الفترة وتطور هذا المصطلح حتى الحالة الراهنة التى نعرفها الان .
    مذكرة القوات المسلحة قبل الانقاذ أشارت لاربعة نقاط واحدة منهم الصراع الدائر فى دارفور وعندما جاءت الانقاذ قال البشير فى البيان الاول ان واحد من الاهداف الخمسة لهم هو وقف الصراع الدائر فى دارفور وبالفعل وقف الصراع بين العرب والفور والذى مات فيه الاف الناس وكان صراعاً دامياً اتخذ طابع عنصرى مقيت فى اول شهر من حكومة الانقاذ وكان كل وفد يزعم ان الصلح هدية للحكومة الجديدة , وفى عهد الحكومة الجديدة حدثت اشياء كثيرة جداً , ونكسة مؤتمر الصلح قادت لثورة داود يحيى بولاد احد ابرز كوادر الاسلاميين , الثورة كانت لان بنود مؤتمر الصلح انتكست على الرغم من تصنيف الحركة الاسلامية لبولاد بانه خائن وانه تحالف مع الحركة الشعبية العدو الاستراتيجى وان الحركة الشعبية تقوم بتلميعه باعتباره بطلاً من أبطال ثورة المهمشين .. من يذهب لمناطق وادى صالح وجبل مرة يعرف نظرة الناس لبولاد بانه مُخلص قومى مات وهو يحاول أنقاذ الناس .
    فى عهد الصادق المهدى كان الناس يتوقعون ان تضع الحكومة الاقليم على خارطة التنمية لكنها احلام تم اجهاضها والديمقراطية فشلت .
    بعد ثورة بولاد جاءت مشاكل كثيرة , حُكم الطيب ابراهيم محمد خير وجمعه للسلاح تم وصفه بانه انتقائى ويتم لاغراض اعلامية وانه مكن الرُحل من ضرب القرى , ثم جاءت الفتنة بين المساليت والعرب وهى فتنة نتيجة لقرار اتخذه والى الولاية قام فيه بتقسيم الادارات الاهلية الى 13 ادارة اهلية ومنح منها 9 ادارات لناس لا اراضى لهم و 4 للمساليت , فقام المساليت بتكوين جبهة تحرير المساليت واستمرت من 1996 حتى 1998 , ترافق مع هذا فتنة الزغاوة والعرب فى الضعين فى 1994 , وفتنة العرب والرزيقات والزغاوة فى الضعين 1996 .
    فى 1999- 2000 كانت القشة التى قصمت ظهر البعير وهى أنقسام الاسلاميين وخروج معظم ابناء دارفور من التشكيلة الحاكمة ومن مؤسسات الدولة المختلفة مثل جهاز الامن الخ .. نظرة الناس فى دارفور للاسلاميين هى ان هذا الحزب الاسلامى طارد للغرابة , وحتى فى مؤتمر المؤتمر الوطنى الاخير التيجانى مصطفى جاء بالاستكمال , والاستكمال هذا مثل سكر اللقيمات ولو انا فى مكانه فلن اقبل .
    عام 2001 تكرر صراع عرب وغير عرب وهى الاحداث فى كبكابية وكانت مذبحة تم حرق ا اكثر من 100 قرية فيها .
    فى حرب المساليت والعرب تم حرق 104 قرية منها 30 قرية تمت ابادتها بشكل كامل وهو ليس كلام الامم المتحدة بل هو مسح وزارة الشؤون الاجتماعية بغرب دارفور .
    وبدأ تكوين الحركات ودخلنا فى مسلسل المفاوضات .. وهذا طبعاً غير فتنة طريق الانقاذ بسبب انقسام الاسلاميين , والترابى عندما تم تقليص سلطاته فى المؤتمر العام بعد مذكرة العشرة بدا فى محاولة احراج الحكومة بان يقوم باستيضاح الوزراء , وابرز استجواب عالق فى الاذهان هو استجواب على الحاج وعبارة وخلوها مستورة الشهيرة , والبشير ذهب للفاشر وقال عن من أكل اموال طريق الانقاذ الغربى خليناهم لى الله .
    هذا هو تاريخ الصراع بايجاز فى دارفور .
    الان الواقع ان هناك أتفاقية سلام , وبعد الزخم الثورى فرحاً بالأتفاقية وترك اعضاء فى التحالف الفيدرالى تنظيمهم وانضمامهم للحركة , وبعد مؤتمر حسكنيتة والصراع فى الفندق , وجاء عبدالرحمن موسى كبير المفوضين ووقع وحدث التشرذم , والناس كل يوم يزداد احباطها بعد الزخم الثورى الهائل , والحركات نفسها احبطت الناس .
    سوف اتحدث عن أوضاع المعسكرات , والوضع الامنى فى الاقليم , والفتنة العرقية وتأثيرها على الإنتخابات , والحركات المسلحة والوضع السياسى .
    فى أوضاع المعسكرات هناك اوراق رسمية صادرة من العون الانسانى اعتمدتها مفوضية اعادة التأهيل والتوطين تقول ان عدد القرى التى تم تدميرها فى الحرب هى 600 قرية وهى قد دمرت بالكامل , والقرى التى دمرت جُلها هى 800 قرية , دمرت جزئياً 100 و 600 قرية , والمجموع 3000 قرية .. اين ذهب أهل هذه القرى ؟ .
    مصادر المياه فى غرب دارفور 244 مصدر , فى شمال دارفور 413 , فى جنوب دارفور 207 المجموع 360 مصدراً للمياه .
    مجمل الوضع قاد الى النزوح واللجوء , نسبة النازحين لعدد السكان فى شمال دارفور 21% , فى جنوب دارفور 15% , فى غرب دارفور 74% .
    عدد الاجئين , فى تشاد 200 الف لاجىء , فى ليبيا 150 الف , آخرى 190 الف لاجىء الجملة 5 ملايين و 54 الف لاجىء .
    عدد المتأثرين بالحرب لاجئين زائد نازحين وفقاً للاحصاءت الرسمية نسبتهم 28% من عدد السكان وهم لا يملكون وثائق و اوراق ثبوتية , وبحسب خطط الدولة فان هؤلاء يحتاجون ل 14 مليون و 500 الف دولار من اجل استخراج الاوراق الثبوتية لهم , فكيف ستعرف السودانى منهم من غير السودانى وكيف ستستطيع معرفة الاعمار من اجل الاقتراع ؟ .
    هناك تشاديين , وهناك أشخاص من افريقيا الوسطى , وهم بحسب معتمدية الاجئين عددهم اكثر من 3 ملايين , وانا متأكد ان الرقم اعلى من هذا .
    فى ظل هذه الصورة لا اعرف مدى أمكانية قيام إنتخابات , ستكون معقدة ان لم تكن مستحيلة .
    الوضع الامنى , حالياً نستطيع القول ان الاقليم يعيش مرحلة ما بعد الحرب وما قبل السلام , الحرب فعلياً غير موجودة على نحو 2003 و 2004 , لكن هناك أثار هذه الحرب من فوضى أمنية ونازحين ومتأثرين بالصراع ومقاتلين سابقين ونفوس مشحونة بالكراهية وهناك اعتداءات من جانب المسلحين على المدنيين وهناك نهب .
    الان انت لديك مشكلة فى تأمين الاقليم وتستعين بأشخاص من الخارج لتأمينه فكيف ستقوم بتأمين إنتخابات خاصةً ان هناك بعض الحركات مثل العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد اعلنوا انهم سيقومون باستهداف مراكز الإنتخابات وسيتم اعتبار أتيام الإنتخابات بانهم عناصر أمن فى ثياب مدنية .
    هناك تقرير لجنة الخبراء التى كونها مجلس الامن بموجب القرار (15) (91) يوم 27 أكتوبر 2009 , فقرة من التقرير تقول ((واصلت غالبية الجهات الفعالة المسلحة الرئيسية فى دارفور ممارسات خياراتها العسكرية , ومازال سكان دارفور يقعون ضحية للممارسات المترتبة على الهجمات والهجمات المضادة )) .. وتحدث التقرير ان ليس هناك ايفاء بالالتزامات , وان الجميع اخفق فى الامتثال لقرارات مجلس الامن وغيره , وان الوضع الان هو صراع على الارض والموارد بين الدارفوريين الرحل والمزارعين , والعنف المرتكب نتيجة لحالة الفوضى والافلات من العقاب ضد نساء دارفور , والحرب الدائرة بين جماعات المعارضة المسلحة وقيادتى السودان وتشاد حيث ان العدالة والمساواة تعمل فى تشاد كمرتزقة للحكومة التشادية بتنفيذ اجندتهم فى السودان والمعارضة التشادية الموجودة فى السودان , والغريب ان التقرير انتهى بصورة غريبة جداً حيث فيه صورة من خطاب مختوم وموقع من تيمان اردمى وهو الشخص الذى قام بتوحيد 8 فصائل تشادية معارضة وهو يقود الان جناح قوى جداً فى المعارضة التشادية وهو خطاب موجه لمدير الامن والمخابرات السودانى ويشكر فيه السودانيين على دعمه بالاسلحة , وهذا تقرير رسمى صادر من الامم المتحدة , ايضاً يقول التقرير ((الهجمات المسلحة التى تشنها القوات المسلحة السودانية والتشادية عبر الحدود وليس هناك بالضرورة علاقة استبعاد متبادلة بين فئات النزاع الاربعة هذه )) .
    هذا هو وضع الاقليم الان , حتى شهر فبراير 2008 انا كنت فى الجنينة وجدت ان حظر التجوال يبدأ بعد صلاة العِشاء وحتى لم تمكنت من السير بقدمك فممنوع ان تتحرك اى عربة وتعليمات بفتح النار على اى عربة (لاند كروزر) لانها لو كانت تابعة للحكومة ستقوم المعارضة بنهبها , ولو كانت تابعة للمعارضة ستقوم بضرب المدنية , غير العربات التابعة للمعارضة التشادية , كيف ستؤمن إنتخابات فى ظل هذا الوضع الأمنى المتردى ؟ .
    اتكلم عن الفتنة العرقية , ربما يستغرب البعض عند الحديث عن الفتنة العرقية فى دارفور , ولكن انا اقول ان هناك فتنة عرقية وهى فتنة حادة , هناك أتهام ان قبائل عربية وافدة او جزء كبير منها وافد والحكاية بدات منذ حروب الفور والعرب وبنود الصلح وردت فيها أشارة صريحة الى العرب الوافدين , وهذا الامر تكرر بين المساليت والعرب .
    وهناك القرار الذى اتخذه بابكر جابر كبلو وقام من خلاله بتوطين العرب اولاد منصور فى منطقة يارا , وخلق القرار مشكلة كبيرة جداً , الذين اجتمعوا فى الدوحة قبل ثلاثة أيام قاموا بوضع توصية بمراجعة الجنسيات لان هناك من يحملون الجنسية السودانية وهم ليسوا بسودانيين .
    لو تم اجراء الإنتخابات وفاز بها ناس دون آخرين فانها سوف تؤدى الى تعميق الفتنة الموجودة اصلاً , ونحن فى نيالا فى نهاية عهد عطا المنان وكان هناك أجتماع مجلس الادارة الاهلية فى جنوب دارفور والناظر سعيد مادبو كان موجوداً , قلت لهم اننى اريد القيام باستطلاع بعد نهاية الاجتماع لان هناك من كان يُريد الحاج عطا المنان وهناك من كان يُريد عبد الرحمن الزين , وكان هناك كلام ان الخرطوم تُريد عبد الحميد موسى , المرحوم الهادى عيسى كان موجوداً وهو كان رجل حكيم قال لى ((يا ولدى تعال , عطا المنان قام يتعمير المدنية وهو ليس من أهل البلد , ولو جاء شخص من أهل هذه البلد فان الباقين سوف يتعنصروا ضده واهله سيقفون معه وتتعقد الامور )) دارفور كانت أقليم واحد وتم تقسيمها الى جنوب وشمال دارفور , والان جنوب دارفور فيها 13 او 14 محافظة كل قبيلة خلقوا لها محافظ ومعتمد وهذه عرقية بمستوى مخيف .
    سوف اتحدث عن الجماعات المسلحة وليس الحركات المسلحة لان الجنجويد والمليشيات الآخرى تدخل فى هذه الجماعات لانها تحمل السلاح , هناك أشارة مهمة وهى انه بعد مهاجرية وقيام مشكلة والجيشين ضربوا بعضهما ونصف الجيش تمرد على منى اركو مناى ورجعوا مع خليل , الحكومة جهزت ناس فى بُرام حتى يلحقوا بخليل شرق الجبل وجاءت الانباء ان مُتمردى بنى هلبة اخبروا خليل بوجود قوات الحكومة فعاد خليل وضرب بُرام واعلن انه قام بأخذ عدد من الجنجويد كاسرى وضابط برتبة مُقدم والجيش السودانى اعلن انه قام بصد هجوم للعدل والمساواة , خليل قال لنافع فى الدوحة ((نحن فى موقف سياسى قوى , وموقف عسكرى اقوى)) ورفض التوقيع على الترتيبات الأمنية .
    لماذا تمرد البنى هلبة ؟ رغم انهم فى يوم من الايام كانوا المليشيات التى قاتلت يحيى بولاد ! كانوا أساس المليشيات .. السبب هى المرارات , وحديثهم انهم قاتلوا مع الحكومة ودافعوا عنها لكنها قامت باعطاء المناصب للزرقة , والكلام يُقال هكذا بالمناسبة وانا اتكلم بكل وضوح .
    عندى ملاحظات سريعة اخيرة أختم بها كلامى عن الدوائر الجغرافية , وهى حسب مفوضية الإنتخابات فى شمال دارفور 14 دائرة , فى جنوب دارفور 28 دائرة , وفى غرب دارفور 9 دوائر , تم توزيع خريطة دارفور الادارية لكم فى الندوة , ستجدون فيها المحافظات والوحدات الادارية , نُلاحظ فى ولاية جنوب دارفور ان معظم المحليات تم منحها دائرتين لكن فى شمال دارفور باستثناء الفاشر ذات الكثافة السكانية العالية نجد ان كل محلية تُمثل دائرة على احسن تقدير وتم دمج محلتى ام كدادة وكلمنجو وتم اضافة محليات آخرى لمدنية الفاشر , فى غرب دارفور نلاحظ ان ام خير وهى وحدة ادارية تتبع لوادى صالح تم دمجها مع ازوم التابعة لمحافظة زالنجى .
    لو قامت إنتخابات فستكون فى مناخ غير صحى ان جاز التعبير ولن يُشارك فيها جزء كبير من السكان وبالتالى فان نتيجتها ستكون غير حقيقية , والنتيجة الغير حقيقية ستزيد من تأزيم وتعقيد الوضع .
    *
    أ/ الصادق على حسن :-
    اشكر مركز الخاتم عدلان , واضم صوتى للاستاذ الدومة فى تثمين الورقة المقدمة وهى بالفعل فيها معلومات جديرة بالنقاش .
    سوف ابدأ بجزئية ملائمة الاجواء على الواقع الإنتخابى المتوقع وهو وضع لا يستكمل الا من خلال وضعية مرشح حزب المؤتمر الوطنى للإنتخابات وهو الفريق عمر حسن احمد البشير , وهذه الوضعية مسألة مهمة ومؤثرة فى العملية الإنتخابية خاصةً وان هناك تدابير قانونية فى مواجهة الفريق عمر البشير وتوقيف من المفترض ان يحدث , وضعية لها مالآت على المستوى الوطنى وعلى مستوى أقليم دارفور , وفيها ثلاث خيارات فقط , ان يخوض الفريق عمر البشير الإنتخابات ولا يتحقق له الفوز وتأتى قوى حزبية فان الامر الطبيعى ان تقوم بتسليمه للمحكمة الدولية , الخيار الثانى ان يتوفى الى رحمة مولاه , والثالث ان يظل فى السلطة الى حين تشكيل شكل من الضمانات الشخصية له .. هذه هى الاجواء التى ستتم فيها العملية الإنتخابية .
    حزب المؤتمر الوطنى اوجد أوضاع معقدة بمناهضته للاحزاب السياسية وقام باللجوء للمكونات الطبيعية للمجتمع مثل القبلية والجهويات حتى يجد وضعية مُعتبرة وتقنين تمكينه فى السلطة , وهى وضعية سابقة لانقسام الحركة الاسلامية , نستشهد بواقعة مهمة انه فى إنتخابات 1986 لم تكن القبلية وقضية المكون الاجتماعى موجودة , كانت الولاءات السياسية تعلو على كل ولاء .
    فى إنتخابات 1996 وهى إنتخابات المجلس الوطنى تدافع الناس عليها بالمفهوم القبلى وتطاحون فى بينهم لاسباب عرقية وأثنية رغم انهم كلهم اعضاء فى الحزب الحاكم .
    الان تصاعدت القضية لان الحكومة انتهجت نهج تغيير السلوك القبلى فى ظل أضعاف العمل السياسى , وفى بقية دورات المجلس الوطنى تدافع الناس اليه على أساس قبلى وعلى أساس التحالفات والمرشح تدعمه القبيلة , واقع يجب ان ينظر له الناس بعين الاعتبار ويجب عليهم مناقشته , والأحزاب هى أحزاب ضعيفة لا تملك برامج واضحة وهى مشغولة بقضايا غير جوهرية ولا هى المطلوبة الان وهى عليها ان تقوم بالدور المطلوب وان تسد الفراغ الحادث فى الساحة وبالذات فى مناطق دارفور .
    هناك أشياء يجب ان يتكلم الناس عنها , منها التزوير الذى بدأ فى العملية الإنتخابية من فترة مُبكرة , ومنها أستقطاب المؤتمر الوطنى للمجموعات التى يعتقد انها رصيد له , وفى جنوب دارفور لم تتم عملية احصائية صحيحة لكن المؤتمر الوطنى وجد ان هناك نسبة نمو سكانى بلغت 300% .
    فى دارفور تم تقسيم المجتمع على أساس عرقى وعشارى , والانقسام تم على أساس مجموعات عربية وآخرى غير عربية .
    سوف يقوم المؤتمر الوطنى بالتنويع فى نتائج الإنتخابات القادمة بحيث يحصل على نسبة من 60% الى 65%
    *
    د. ادم محمد احمد :-
    سعيد بمناقشة ورقة عبدالعزيز وهو من الجزيرة وانا سعيد به جداً وشاركت كثيراً فى ندواته وهو ذخيرة علمية عما يحدث فى دارفور فهو قد تجول كثيراً فى أصقاع دارفور ويعرفها قرية قرية , ويعرف افراد الحركات المسلحة فرداً فرداً , وهو مثقف جداً فى هذا الجانب .
    اقول من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم , ومشكلة دارفور جديرة ان تنال الاهتمام منا كلنا ومشكلة السودانيين فى شمال السودان وفى الخرطوم انهم يجهلون كثيراً ما حدث ويحدث فى دارفور ولذلك فان اهتمامهم فاتر وهو ما جعل مواطن دارفور يشعر بالاسى تجاه اخوانهم فى الخرطوم .
    الورقة شاملة وكاملة وسوف اقوم بالتركيز فى نقاط معينة داخل الورقة .
    الحديث حول ان الإنتخابات القادمة هى ليست مثل سابقاتها التى مرت على السودان منذ الاستقلال وحتى الان , وانا اقول انها أخطر إنتخابات ولو لم نخوضها بحكمة بالغة فستكون نهاية المطاف لوجود السودان نفسه .
    الإنتخابات هى جزء من أتفاقية السلام بين الشمال والجنوب , ومع الإنتخابات القادمة هناك مشكلة دارفور واتهام كبير للسلطة القائمة , ونجد انه لاول مرة فى السودان ان يتحول نظام عسكرى بالإنتخابات الى نظام ديمقراطى , إنتخابات تأتى فى ظل تجذر الجهوية والقبلية , والاهم من هذا انها تاتى فى ظل العولمة ووعى الناس بالقضايا الحقوقية وبالحقوق .
    المواطنين فى دارفور كانوا لا يدركون أهمية الإنتخابات فى السابق لكن الان نجد ان اهل القرى والمناطق التى لا تتوفر فيها وسائل اعلام نجد انهم قد دخلوا المعسكرات واحتكوا بالمنظمات والخواجات وعرفوا العالم عن كثب .
    اخونا عبدالعزيز اوضح اشياء كثيرة عن أوضاع المعسكرات والمتأثرين بالصراع فى دارفور , ونجد ان معظم الريف الدارفورى خالى من السكان والناس فى المعسكرات ومن ثم فان الدوائر الجغرافية بالشكل القديم لن تكون موجودة .
    دارفور الان تعج بالحركات المسلحة واجراء إنتخابات فى كل انحاء دارفور هو ضرب من الاستحالة , فهذه الحركات تتواجد فى الريف ولها أماكن تحتلها ولن تسمح باجراء الإنتخابات فيها , بل حتى ان عملية الاحصاء السكانى لم تحدث فى اجزاء كبيرة من دارفور , وكذلك عمليات التسجيل الجارية الان لم تتم فى دارفور بسبب الوضع الامنى .
    القضية المهمة هنا هى قضية الاحصاء السكانى وتوزيع الدوائر اإنتخابية , كثير من الناس يظنون ان هذا الاحصاء لم يتم بصورة صحيحة وسليمة لانه فى نتائجه قام بتضخيم اعداد سكان بعض المناطق وجردت بعض المناطق الآخرى من ساكنيها , بالمقارنة مع نتائج آخر احصاء سكانى فى 1990 وآخر إنتخابات فى 1986 تجد ان الفرق كبير جداً وكأن بعض المناطق لم يُنجب فيها احد ومناطق آخرى تضخم فيها معدل الآنجاب .
    فى الدوائر نجد ان جنوب دارفور فيها 28 دائرة جغرافية , وغرب دارفور 9 دوائر , 14 دائرة فى شمال دارفور , وهذه مُفارقات كبيرة جداً والمُقيمين فى دارفور يعرفون حقيقة كيفية توزيع هذه الدوائر وكيف ان المناطق الغير موالية للحكومة تم فيها تقليص لعدد الدوائر , وهذا يُودى الى مزيد من الغبن .
    مناطق جبال مرة هى من مناطق الفور التقليدية وكل الاحصائيات تُشير الى ان قبيلة الفور هى اكبر قبيلة ان لم يكن فى السودان ففى دارفور حتى ان هناك بعض الارقام تتحدث عن انهم لا يقلون عن 3 مليون نسمة , لكن فى الاحصائية الاخيرة وكانما مناطق جبل مرة خالية من السكان , واحب التذكير بان منطقة شرق جبل مرة التى لم تتأثر باحداث دارفور على مر التاريخ من الحروب القبيلة والنهب المسلح حتى الحرب الاخيرة , ودائرة شرق الجبل هى من ابرز الدوائر منذ إنتخابات 1986 وهى دائرة قد تم ضمها الان لشمال نيالا .
    نفس هذه المناطق لم يتم فيها التسجيل , شرق جبل مرة ومعسكرات النازحين , بل انه ليس هناك أهتمام بالتسجيل على مستوى الخرطوم وبذلك فان من البديهى ان لا يهتم الناس به فى ولايات دارفور .
    هناك نقطة مهمة وهى ان هناك حركات لم تقوم بالتوقيع على أتفاقيات سلام وهى تُسيطر على مناطق كبيرة فى دارفور , ولا اعرف هل لو قام خليل بالتوقيع فهل سيخوض الإنتخابات مباشرةً دون الحاجة لفترة أنتقالية ؟ أم ستكون هناك فترة انتقالية ويتم تاجيل الإنتخابات فى دارفور ؟ وهى اسئلة تجعلنا نحتار فى كيفية الاجابة .
    مشكلة الإنتخابات هى ليست مشكلة دارفور فقط , فهى إنتخابات فيها الكثير من المشاكل ومن ابرز هذه المشاكل القوانين المقيدة للحريات والاحصاء السكانى المشكوك فيه والتسجيل والجنوب ورأى أحزاب المعارضة وقانون الصحافة والمطبوعات وغيرها وانا قلت فى قناة الشروق اننى أشك ان تكون هناك إنتخابات , وقصة المد لمدة ستة أيام من الممكن ان تؤثر على الإنتخابات فى الجنوب بسبب الخريف , ونحن الان فى شهر ديسمبر والقوانين لم تُعدل فهل ينتظر المؤتمر الوطنى حتى آخر يوم للتعديل ؟ .. واقول بكل صراحة ان الإنتخابات لو قامت بهذه الصورة فهذا يعنى حرب شاملة فى الخرطوم , وحرب شاملة فى دارفور على وجه التحديد , وقد يعنى نهاية السودان كما اصرح بذلك فى كافة المناسبات .
    *
    أ/ محمد عبدالله الدومة :-
    المتحدثين غطوا كل جوانب الموضوع , لكن انا اريد الرجوع لبعض الاشياء , ولعل هناك اشياء كثيرة غائبة عن الناس .
    كنت اعتقد ان أستاذ عبدالعزيز من جنوب دارفور لكنه قال انه من الجزيرة , وهو انسان مُجتهد , وبالرغم من ان هناك بعض الاخطاء لكنها غير كبيرة ,مثل ان مسار ونهار ظهروا فى فترة الديمقراطية الثالثة وما كانوا اعضاء فى الجمعية التأسيسية .
    عندما نتكلم عن الإنتخابات فى دارفور , فيجب الرجوع الى عهد نميرى وانا شاهد عصر لكثير من الاشياء التى حدثت , فانا من 1981 موجود فى دارفور وشاركت فى المؤتمرات او كنت شاهد على العصر .
    المؤتمر الذى أنعقد فى الفاشر بين الفور والعرب فى 1989 اخذ شهرين والنقاش انحصر فى نقاط محددة وفى نهاية الامر تمت (كلفتت) المؤتمر بسبب انه عندما حدث الانقلاب قال الطرفين ان مصيبة كبيرة قد جاءت علينا , ويجب (كلفتت) هذا المؤتمر وانا شاهد على هذا الموضوع حيث ان التغيير الجديد كان غير معروف , ولولا الانقلاب لكان هذا المؤتمر قد صحح الكثير من الامور خاصةً موضوع الارض والقبائل .. كان هناك طرح اساسى فى هذا المؤتمر ان هناك بعض الاجانب مُشاركين فى الحرب ضد الفور وقضية الحواكير لم تكن بالصورة العنيفة الموجودة الان , ولاول مرة تم استخدام أسلحة ثقيلة لهذا فان اعداد الضحايا كانت كبيرة , اتذكر ذهبنا مع التيجانى سيسا - وانا اعتقد انه من اصدق الناس - , ذهبنا فى منطقة ووجدنا كثير من اهله مقتولين وكان شعوره محايد ولم يُحاول اظهار الغضب وتكلم مع الطرف الآخر بدون انفعال .
    الديمقراطية الثالثة كما قال الأستاذ حدثت فيها اشياء غريبة جداً والعيب ليس فى الديمقراطية حيث ان النقابات وكثير من الصحفيين لم يكونوا على قدر المسؤولية وكان هناك حديث دائم عن الجانب السلبى وكانت هناك اقلام تُشجع الانقلاب على النظام الديمقراطى , كان هناك اساءة للحريات بصورة واضحة .
    انا شاركت فى الديمقراطية الثالثة فى مستويات مختلفة , كنت نائب وكنت وزير دولة وعضو فى عدة لجان , لكن فى اخر الايام حدث لنا احباط لان الاشياء اخذت منحى غريب بين الشركاء وانعدمت الجدية , فى يوم من الايام كنا فى اجتماع ووصلت لنا اخبار الاعداد للانقلاب , وانا ذهبت مع ضباط فى القوات المسلحة الى رئيس الوزراء وطلبت منه الاستماع اليه , فكتب رئيس الوزراء كل الكلام الذى قاله , فى اليوم الثانى كان هناك اجتماع مجلس الوزراء قال واحد من الوزراء (دايرين تخوفنا ؟ احنا ما بنخاف) , واقول ان كل الأحزاب المشتركة فى الحكومة فى تلك الفترة كان الاداء بالنسبة لها ضعيف للغاية .
    حول الحكم الاقليمى فى دارفور , بعض الناس يقولون ان دريج عنصرى وانا اقول ان من يعرف دريج يعرف انه انسان منفتح وهو صاحب تعليم غربى وعاش فى الخارج , وقبل مغادرته السودان تقابلت معه فى استراحة نيالا وقال لى انه ذهب لمقابلة وزير المالية وجلس فى انتظاره ساعة كاملة واثناء انتظاره جاء حاكم الشمالية ودخل على الوزير بدون اذن , ومن هذا اليوم قرر المغادرة , دريج جاء بارادة شعبية , والمركز عادةً لا يُحب ان ينجح شخص من دارفور فى دارفور .
    عندما ذهب عطا المنان لجنوب دارفور كانت الاموال تتدفق ولم تكن هذه الاموال تتدفق على بقية الولاة .
    عندما جاءت الانقاذ , جاءت برؤية محددة وهى القضاء على الأحزاب فى دارفور وليس الأحزاب فقط بل القضاء على بعض القبائل الكبيرة حيث يعتقدون انها غير موالية لهم , ولهذا فان السياسية القبلية ظهرت منذ بداية التسيعنات وهى سياسة واضحة المعالم وتهدف لجعل هذه القبائل غير مستقرة , وهناك الحديث عن مسلمات عاش عليها الناس منذ قرون مثل الحواكير ومطالبة البعض ممن جاء فى زمن قريب لدارفور بحواكير , والنتيجة كانت حدوث حروبات قبلية تعلموا عنها الكثير فمنذ 1989 حتى 2000 كانت هناك 21 معركة قبلية .
    كانت سياسة الانقاذ ان لا تتدخل فى الصراع بين القبائل ويقفوا موقف المتفرج ثم بعد ذلك يقومون بعقد مؤتمر صلح وهى مؤتمرات التوصيات والقرار النهائى فيها يكونا جاهزين قبل انعقاد المؤتمر وهى ايضاً توصيات لا يتم الالتزام بها وعدم التنفيذ يقود لمعارك آخرى , نجد ان بعض المعارك بين القبائل هى عبارة عن معارك عبثية (وما عندها موضوع خالص خالص) وهو ما يوضح ان هناك فاعل يقوم باشعال النيران .
    الانقاذ تختار طرف من اطراف الصراع وانهم يقفون بجواره لمساندته , فى البداية قالوا ان القبائل العربية مُستهدفة من الحركات وقاموا بتجييش الجنجويد منذ 2003 وهى واحدة من الأشياء الخطيرة جداً , حكى لى محافظ فى الجنينة ان هناك 15 الف قطعة سلاح داخل المدنية لا يعرفون اين ذهبت ؟ .
    عندى بلاغ الان ان هناك شخص قتل شخصين فى سوق الجنينة نهاراً عام 2004 , وقامت النيابة بتلخيص البلاغ والدفع به للمحكمة قبل محاكمته بيوم جاءت مجموعة تركب الخيول والابل وضربوا النار على السجن وقاموا بتهريب هذا الشخص وهو الان يتبختر فى السوق ومن كبار الجنجويد , وحاولت تحريك البلاغ لكنى فشلت لانه محمى وهو الان مقدم فى حرس الحدود .
    سمحت الانقاذ للاجانب ان يستوطنوا فى الاقليم , وحلتى انا شخصياً محتلة حيث جاء حوالى 400 شخص بواسطة عربة (لورى) وقاموا بالاستقرار فيها .
    اعداد هؤلاء الاجانب حوالى 100 الف , استقروا وقاموا بالاستيلاء على القرى والجنائن وحصلوا على الجنسية السودانية , وتعرفون ان قانون الجنسية السودانية تم تغييره ويمكن ان تحصل عليها بعد خمسة سنوات او حتى بعد يوم .
    هناك مجموعات مسلحة تقوم بمهاجمة المواطنين ومهاجمة ابقارهم , انا سافرت من نيالا حتى زالنجى فى 2002 ولم اجد اى حيوان اليف لا بقرة لا حصان لا جمل على الاطلاق تمت الابادة لها , وعندما قدموا الشكوى للدولة انهم يتعرضون للهجوم تم اعتقالهم وتعذيبهم بل يقومون بالاعتداء على الاعراض ايضاً .
    هل يمكن اجراء إنتخابات فى دارفور بالوضع الذى ذكره أستاذ عبد العزيز , صحيح ان فى عموم السودان هناك قوانين مقيدة للحريات , لكن فى دارفور الوضع اسوأ حيث ان هناك حظر تجول رسمى , وهناك حظر تجول اجبارى حيث ان عليك الذهاب لبيتك مُبكراً حتى لا تتعرض للقتل , والنهب الان ليس فى القرى وحدها ولكن ايضاً فى المدن .
    واحكى لكم حكاية , هناك أستاذ فى حى فى الجنينة اشترى أبقار (فريزين) وتعرض لمحاولة نهب فى الليل فقام بالدفاع عن أبقاره بواسطة بندقية , وذهب للشرطة فى الصباح ولكنهم طلبوا منه معرفة مصدر حصوله على البندقية وقاموا بمصادرتها وفى اليوم الثانى تمت سرقة لابقاره كلها , وهذا مشهد يحدث فى المدنية فما بالك بما يحدث فى القرى .
    حالة الطوارىء هى واحدة من الاشياء التى تجعل هناك استحالة فى قيام إنتخابات فى دارفور حيث يستحيل عقد ندوة , انتشار السلاح يعنى انه فى حالة اى خلاف سياسى او نقاش من الممكن ان يتم استخدام السلاح فيه , فى منتصف سوق ليبيا فى الجنينة بجوار البلدية هناك سوق صغير أسمه (ابرم طاقيتك) وهو يعنى انك يجب ان تكون على استعداد للجرى , تجد فى هذا السوق كل الأشياء التى تتخيلها من بنقو وكوكاين والسلاح بمختلف انواعه الحكومة الولائية وكل الأجهزة الرسمية ضعيفة .
    السلاح المُنتشر فى كل مكان ويمكن استعماله , وهناك خطورة تتمثل فى الاجانب وهم بالمناسبة قد شملهم الاحصاء السكانى الاخير ويقومون الان بالتسجيل فى الإنتخابات وهم يقولون انهم زمان كانوا هنا وذهبوا تشاد وهم لان يعودون لبلدهم وعندهم جنسيات , معنى هذا ان تتوقع ان واحد من هؤلاء الاجانب سيكون نائب عن الشعب وعن أسياد البلد , وهؤلاء الاجانب كلهم مسلحين وهو ما يقود للتأثير على الإنتخابات .
    هناك ما ذكره أستاذ عبد العزيز حول المعارضة فى البلدين , انا ذهبت لتشاد فى العام الماضى وقابلت الرئيس التشادى , والمعارضة التشادية موجودة الان فى الخرطوم فى فنادق معروفة وانا اعرفهم كلهم , وهم لا يمكنهم الهجرة من العاصمة التشادية ب 500 عربة فيها مدافع دوشكا فمن اين جاءت هذه المعدات ؟ وهذه المعارضة التشادية وصلت بها القوة ان تحرس مدينة الجنينة اثناء الليل ولديهم مكاتب معروفة فى الجنينة , والرئيس التشادى أدريس كان يقول لى انه يعرف ان قادة المعارضة موجودين فى منزل فلان وفلان وكان يقرأ الأسم من ورقة امامه , المعارضة التشادية فى دارفور واحدة من مهددات العملية الإنتخابية فى دارفور والجيش التشادى اعتاد على الدخول والضرب فى الاراضى السودانية , على الجانب الآخر نجد ان قوات خليل موجودة فى منطقة ام جرس التشادية والرئيس التشادى يستضيفهم فى الفنادق .
    اذاً الوضع فى دارفور من ناحية أمنية غير مُستقر والحكومة هناك ضعيفة لا تستطيع حماية مواطن وهناك حالة حظر تجول , كل هذا يقود الى إنتخابات لا تستطيع ان تقول عنها انها ديمقراطية والسلاح فيها سيلعب دوراً اهم من المال فيها وهناك من سيخاف من المرشحين من عمليات الأغتيال .
    المفوضيات لتى تكونت فى الولايات معروفة ومعروف الشكوى من اعضائها , لو قامت إنتخابات فى دارفور ممكن ان تكون فى المدن الكبيرة فى الجنينة ونيالا والفاشر وزالنجى والضعين الخ ومن يملك السلاح سيفوز .
    الإنتخابات التى ستكون فى أبريل القادم انشاء الله تُصبح كذبة أبريل , وهى اخطر إنتخابات فى تاريخ السودان فهى اما قامت باغراق السودان او قامت بدفع السودان للسير نحو الامام .
    *
    أ/ محمد عبدالله الدومة :-
    المتحدثين غطوا كل جوانب الموضوع , لكن انا اريد الرجوع لبعض الاشياء , ولعل هناك اشياء كثيرة غائبة عن الناس .
    كنت اعتقد ان أستاذ عبدالعزيز من جنوب دارفور لكنه قال انه من الجزيرة , وهو انسان مُجتهد , وبالرغم من ان هناك بعض الاخطاء لكنها غير كبيرة ,مثل ان مسار ونهار ظهروا فى فترة الديمقراطية الثالثة وما كانوا اعضاء فى الجمعية التأسيسية .
    عندما نتكلم عن الإنتخابات فى دارفور , فيجب الرجوع الى عهد نميرى وانا شاهد عصر لكثير من الاشياء التى حدثت , فانا من 1981 موجود فى دارفور وشاركت فى المؤتمرات او كنت شاهد على العصر .
    المؤتمر الذى أنعقد فى الفاشر بين الفور والعرب فى 1989 اخذ شهرين والنقاش انحصر فى نقاط محددة وفى نهاية الامر تمت (كلفتت) المؤتمر بسبب انه عندما حدث الانقلاب قال الطرفين ان مصيبة كبيرة قد جاءت علينا , ويجب (كلفتت) هذا المؤتمر وانا شاهد على هذا الموضوع حيث ان التغيير الجديد كان غير معروف , ولولا الانقلاب لكان هذا المؤتمر قد صحح الكثير من الامور خاصةً موضوع الارض والقبائل .. كان هناك طرح اساسى فى هذا المؤتمر ان هناك بعض الاجانب مُشاركين فى الحرب ضد الفور وقضية الحواكير لم تكن بالصورة العنيفة الموجودة الان , ولاول مرة تم استخدام أسلحة ثقيلة لهذا فان اعداد الضحايا كانت كبيرة , اتذكر ذهبنا مع التيجانى سيسا - وانا اعتقد انه من اصدق الناس - , ذهبنا فى منطقة ووجدنا كثير من اهله مقتولين وكان شعوره محايد ولم يُحاول اظهار الغضب وتكلم مع الطرف الآخر بدون انفعال .
    الديمقراطية الثالثة كما قال الأستاذ حدثت فيها اشياء غريبة جداً والعيب ليس فى الديمقراطية حيث ان النقابات وكثير من الصحفيين لم يكونوا على قدر المسؤولية وكان هناك حديث دائم عن الجانب السلبى وكانت هناك اقلام تُشجع الانقلاب على النظام الديمقراطى , كان هناك اساءة للحريات بصورة واضحة .
    انا شاركت فى الديمقراطية الثالثة فى مستويات مختلفة , كنت نائب وكنت وزير دولة وعضو فى عدة لجان , لكن فى اخر الايام حدث لنا احباط لان الاشياء اخذت منحى غريب بين الشركاء وانعدمت الجدية , فى يوم من الايام كنا فى اجتماع ووصلت لنا اخبار الاعداد للانقلاب , وانا ذهبت مع ضباط فى القوات المسلحة الى رئيس الوزراء وطلبت منه الاستماع اليه , فكتب رئيس الوزراء كل الكلام الذى قاله , فى اليوم الثانى كان هناك اجتماع مجلس الوزراء قال واحد من الوزراء (دايرين تخوفنا ؟ احنا ما بنخاف) , واقول ان كل الأحزاب المشتركة فى الحكومة فى تلك الفترة كان الاداء بالنسبة لها ضعيف للغاية .
    حول الحكم الاقليمى فى دارفور , بعض الناس يقولون ان دريج عنصرى وانا اقول ان من يعرف دريج يعرف انه انسان منفتح وهو صاحب تعليم غربى وعاش فى الخارج , وقبل مغادرته السودان تقابلت معه فى استراحة نيالا وقال لى انه ذهب لمقابلة وزير المالية وجلس فى انتظاره ساعة كاملة واثناء انتظاره جاء حاكم الشمالية ودخل على الوزير بدون اذن , ومن هذا اليوم قرر المغادرة , دريج جاء بارادة شعبية , والمركز عادةً لا يُحب ان ينجح شخص من دارفور فى دارفور .
    عندما ذهب عطا المنان لجنوب دارفور كانت الاموال تتدفق ولم تكن هذه الاموال تتدفق على بقية الولاة .
    عندما جاءت الانقاذ , جاءت برؤية محددة وهى القضاء على الأحزاب فى دارفور وليس الأحزاب فقط بل القضاء على بعض القبائل الكبيرة حيث يعتقدون انها غير موالية لهم , ولهذا فان السياسية القبلية ظهرت منذ بداية التسيعنات وهى سياسة واضحة المعالم وتهدف لجعل هذه القبائل غير مستقرة , وهناك الحديث عن مسلمات عاش عليها الناس منذ قرون مثل الحواكير ومطالبة البعض ممن جاء فى زمن قريب لدارفور بحواكير , والنتيجة كانت حدوث حروبات قبلية تعلموا عنها الكثير فمنذ 1989 حتى 2000 كانت هناك 21 معركة قبلية .
    كانت سياسة الانقاذ ان لا تتدخل فى الصراع بين القبائل ويقفوا موقف المتفرج ثم بعد ذلك يقومون بعقد مؤتمر صلح وهى مؤتمرات التوصيات والقرار النهائى فيها يكونا جاهزين قبل انعقاد المؤتمر وهى ايضاً توصيات لا يتم الالتزام بها وعدم التنفيذ يقود لمعارك آخرى , نجد ان بعض المعارك بين القبائل هى عبارة عن معارك عبثية (وما عندها موضوع خالص خالص) وهو ما يوضح ان هناك فاعل يقوم باشعال النيران .
    الانقاذ تختار طرف من اطراف الصراع وانهم يقفون بجواره لمساندته , فى البداية قالوا ان القبائل العربية مُستهدفة من الحركات وقاموا بتجييش الجنجويد منذ 2003 وهى واحدة من الأشياء الخطيرة جداً , حكى لى محافظ فى الجنينة ان هناك 15 الف قطعة سلاح داخل المدنية لا يعرفون اين ذهبت ؟ .
    عندى بلاغ الان ان هناك شخص قتل شخصين فى سوق الجنينة نهاراً عام 2004 , وقامت النيابة بتلخيص البلاغ والدفع به للمحكمة قبل محاكمته بيوم جاءت مجموعة تركب الخيول والابل وضربوا النار على السجن وقاموا بتهريب هذا الشخص وهو الان يتبختر فى السوق ومن كبار الجنجويد , وحاولت تحريك البلاغ لكنى فشلت لانه محمى وهو الان مقدم فى حرس الحدود .
    سمحت الانقاذ للاجانب ان يستوطنوا فى الاقليم , وحلتى انا شخصياً محتلة حيث جاء حوالى 400 شخص بواسطة عربة (لورى) وقاموا بالاستقرار فيها .
    اعداد هؤلاء الاجانب حوالى 100 الف , استقروا وقاموا بالاستيلاء على القرى والجنائن وحصلوا على الجنسية السودانية , وتعرفون ان قانون الجنسية السودانية تم تغييره ويمكن ان تحصل عليها بعد خمسة سنوات او حتى بعد يوم .
    هناك مجموعات مسلحة تقوم بمهاجمة المواطنين ومهاجمة ابقارهم , انا سافرت من نيالا حتى زالنجى فى 2002 ولم اجد اى حيوان اليف لا بقرة لا حصان لا جمل على الاطلاق تمت الابادة لها , وعندما قدموا الشكوى للدولة انهم يتعرضون للهجوم تم اعتقالهم وتعذيبهم بل يقومون بالاعتداء على الاعراض ايضاً .
    هل يمكن اجراء إنتخابات فى دارفور بالوضع الذى ذكره أستاذ عبد العزيز , صحيح ان فى عموم السودان هناك قوانين مقيدة للحريات , لكن فى دارفور الوضع اسوأ حيث ان هناك حظر تجول رسمى , وهناك حظر تجول اجبارى حيث ان عليك الذهاب لبيتك مُبكراً حتى لا تتعرض للقتل , والنهب الان ليس فى القرى وحدها ولكن ايضاً فى المدن .
    واحكى لكم حكاية , هناك أستاذ فى حى فى الجنينة اشترى أبقار (فريزين) وتعرض لمحاولة نهب فى الليل فقام بالدفاع عن أبقاره بواسطة بندقية , وذهب للشرطة فى الصباح ولكنهم طلبوا منه معرفة مصدر حصوله على البندقية وقاموا بمصادرتها وفى اليوم الثانى تمت سرقة لابقاره كلها , وهذا مشهد يحدث فى المدنية فما بالك بما يحدث فى القرى .
    حالة الطوارىء هى واحدة من الاشياء التى تجعل هناك استحالة فى قيام إنتخابات فى دارفور حيث يستحيل عقد ندوة , انتشار السلاح يعنى انه فى حالة اى خلاف سياسى او نقاش من الممكن ان يتم استخدام السلاح فيه , فى منتصف سوق ليبيا فى الجنينة بجوار البلدية هناك سوق صغير أسمه (ابرم طاقيتك) وهو يعنى انك يجب ان تكون على استعداد للجرى , تجد فى هذا السوق كل الأشياء التى تتخيلها من بنقو وكوكاين والسلاح بمختلف انواعه.. الحكومة الولائية وكل الأجهزة الرسمية هناك ضعيفة .
    السلاح المُنتشر فى كل مكان ويمكن استعماله , وهناك خطورة تتمثل فى الاجانب وهم بالمناسبة قد شملهم الاحصاء السكانى الاخير ويقومون الان بالتسجيل فى الإنتخابات وهم يقولون انهم زمان كانوا هنا وذهبوا تشاد وهم لان يعودون لبلدهم وعندهم جنسيات , معنى هذا ان تتوقع ان واحد من هؤلاء الاجانب سيكون نائب عن الشعب وعن أسياد البلد , وهؤلاء الاجانب كلهم مسلحين وهو ما يقود للتأثير على الإنتخابات .
    هناك ما ذكره أستاذ عبد العزيز حول المعارضة فى البلدين , انا ذهبت لتشاد فى العام الماضى وقابلت الرئيس التشادى , والمعارضة التشادية موجودة الان فى الخرطوم فى فنادق معروفة وانا اعرفهم كلهم , وهم لا يمكنهم الهجرة من العاصمة التشادية ب 500 عربة فيها مدافع دوشكا فمن اين جاءت هذه المعدات ؟ وهذه المعارضة التشادية وصلت بها القوة ان تحرس مدينة الجنينة اثناء الليل ولديهم مكاتب معروفة فى الجنينة , والرئيس التشادى أدريس كان يقول لى انه يعرف ان قادة المعارضة موجودين فى منزل فلان وفلان وكان يقرأ الأسم من ورقة امامه , المعارضة التشادية فى دارفور واحدة من مهددات العملية الإنتخابية فى دارفور والجيش التشادى اعتاد على الدخول والضرب فى الاراضى السودانية , على الجانب الآخر نجد ان قوات خليل موجودة فى منطقة ام جرس التشادية والرئيس التشادى يستضيفهم فى الفنادق .
    اذاً الوضع فى دارفور من ناحية أمنية غير مُستقر والحكومة هناك ضعيفة لا تستطيع حماية مواطن وهناك حالة حظر تجول , كل هذا يقود الى إنتخابات لا تستطيع ان تقول عنها انها ديمقراطية والسلاح فيها سيلعب دوراً اهم من المال فيها وهناك من سيخاف من المرشحين من عمليات الأغتيال .
    المفوضيات لتى تكونت فى الولايات معروفة ومعروف الشكوى من اعضائها , لو قامت إنتخابات فى دارفور ممكن ان تكون فى المدن الكبيرة فى الجنينة ونيالا والفاشر وزالنجى والضعين الخ ومن يملك السلاح سيفوز .
    الإنتخابات التى ستكون فى أبريل القادم انشاء الله تُصبح كذبة أبريل , وهى اخطر إنتخابات فى تاريخ السودان فهى اما قامت باغراق السودان او قامت بدفع السودان للسير نحو الامام .

    (عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 01-31-2010, 10:03 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 09:15 AM
  Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 09:27 AM
    Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 10:00 AM
      Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 10:25 AM
        Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 10:32 AM
          Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان01-31-10, 11:15 AM
            Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان02-04-10, 01:16 PM
              Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان02-07-10, 08:15 AM
                Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الإنتخابات والتحول الديمقراطى فى السودان . مركز الخاتم عدلان02-14-10, 08:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de