|
|
 البوبار ...
|
مفردات لغتي العامة محدودة وخصوصا في التي تتعلق بظواهر اجتماعية مستجدة او لم انتبه اليها من قبل ولكن شكرا لمن يعينونني من صديقاتي واصدقائي في رفد مخزوني اللغوي بشرح واف يجعلني ازداد معرفة فينالون ثوابا من عند الله فكل معرفة نافعة عمل خير ....والبوبار كما عرفت هو التباه الغير مستحب .. وربما يسال احدكم وهل هناك تباه مستحب ؟ نعم هنالك تباه مستحب كتباهييك بدينك بعلم دون تعصب اعمي و بقيم وارث عظيم وبلدك ووالديك وعمل وعلم نافع تجد في التباه به نشر له ليتكاثر .. الخ .. اما التباه المضر او الغير نافع فهو الذي يذهب مالا فيما لا يستحق و مكايدة بما تملك من مال وملبس ومركب لمن لا يملك ومظهرا مؤقتا لامعا قشريا يغطي علي واقع باهت قبيح ....
والبوبار ليس صناعة هذا الزمان ولكنه موجود منذ القدم ..وعندما تختل القيم وتضعف الروابط الاجتماعية ويقل العمل النافع ويكثر ويزدهر كل ما هو هامشي اجوف المحتوي وخاوي من منفعة تعم الجميع وتكثر سبل الحصول علي مال ومنفعة شخصية باساليب لا اخلاقية او طفيلية بمسميات باهته ك "نصيبي او حقي" في عمل او صفقة لم تساهم فيها لا بمالك ولا عرقك ولا حتي جهدك وانما بمنطق "فيها او اطفيها" وفق موقع لك من وظيفة عامة او تقرب نافذ من نافذ افسد منك او دون رتوش" رشوة" تسميها عنوة "عمولة" او بواقع ان الاخر والذي هو صاحب المال والجهد ليس من المقربيين لجهوية حاكمة .. الخ .. وعندما يكون التفاضل بين البشر ليس معياره العمل والانتاج وانما بما تحصل عليه الواحد رشوة وعمولة و"حقي الطفيلي " وعندما تتسع الشقة بين الذي يملك والذي لا يملك وعندما يكون الذي يملككون من متاع الدنيا باي اسلوب سواء حسن او فاسد هم الاقلية النافذه والباقي كله والذي لا يملك غالبه قوت يومه ولا وجبة واحدة ولا حتي حبة اسبريين لوجع قاتل يحرق نافوخه هم الاكثرية فيضيف "البوبار" مسافات الي هذه الشقة ونارا علي كل يافوخ موجوع لا يجد مسكنا ....
خلال تواجدي في بلد وهو سوق كبير وسياحي منذ عقود رايت اجناس من البشر اما اتت لعمل او اتت لتجارة بينية او تجارة شنطة ..الخ ...وبديهي ان يكون السودانيون بينهم وفي فترات مختلفة .. امر البوبار وسط بعض السودانيين الذين ياتون هنا لعمل هو في تصرف عام اثناء السفر مثلا حين تري احمال العفش الكثيرة المصاحبة لهم واثقال الذهب الذي تتحلي به بعض النساء وطريقة واسلوب حديث الابناء والبنات والوالدين بلهجات اهل البلاد التي هم فيها لتاكييد انهم "غير" وكذلك في الحفلات السودانية العامة حيث يكون اللبس واحمال الحلي واسلوب الحديث بعض من ذلك البوبار .. ثم ياتي امر بعض السيارات او العربات الغالية التي يصرون علي شرائها متمثليين باهل البلاد الذين يعملون هم فيها رغم فوارق في الدخل والضرورة الاجتماعية وطالما ان البنوك هي التي تعتقل معاشات اصحاب هذه السيارات الفارهة مقابل اقساط تدفعها لشركات السيارات ..الخ .. ولكن اكثر البوبار ايلاما لي هو ما حدثتني به صديقة عن سسماسرة تجهيزات الاعراس من النساء واللاتي ياتين هنا ليشتريين ما يظننه ضروريا لاعراس الطبقة الثرية او التي اثرت ب "حقي الطفيلي" من شخاليل والبسة مزركشة ومعالق واكواب ورقية وبلاستيكية وروائح وذلك مقابل مبالغ خرافية تدفعها اسرة العروس او العريس في السودان ....وحيث ان الاسواق حيث نعيش مليئة بما يلفت النظر "ويشخلل" العيون فهاتين السمسارات يجمعن اكبر قدر منه بحجة "البهرجة" و"الفخفخة" وكل هذه الشخاليل هي من اسوء الصناعات ولكن اصحاب المتاجر والذين صارو خبراء في قراءة لهفة وقلة معرفة هاتين السمسارات يبالغون في الاسعار فيدفعن هاتين بسخاء حيث انهن سيجمعن اضعاف اضعاف ما دفعن من اهل العروسيين من "اثرياء الغفلة" هناك ....
بقاؤنا هنا لعقود طويلة ومعرفتنا باسواقها جعلتنا نعرف لبعض الشئ ان هذه الشخاليل والكشاكيش وحتي الروائح سئة الصنعة ,لا تسوي ما يدفع مقابلها وليس هنالك ضرورة لشرائها فالتباه بكشاكيش وزينة تبدو براقة تنته بانتهاء العرس تبذيير وتعقيد لامور شابات وشباب يحلمون بزواج في بلد كثرت فيه العنوسة والعزوبية والعطالة ....
العرس السوداني التقليدي في كل اركان البلاد فيه خليط من موروثات ثقافية واجتماعية وفنية جمعت بين ما هو اجمل لدي كل الاثنيات والكيانات السودانية والبهرجة التقليدية جميلة ورائحتها فواحة وغير مكلفة ماديا الا انها ذات قيمة ثقافية واجتماعية عظيمة ولا تحتاج الس سمسارات شخاليل وكشاكيش مستوردة تكلف عشرات الاف الدولارات ثم ترمي في الزبالة .... السودان دولة فقيرة وملايين من اهلها يعيشون علي ما تجود به المنظمات العالمية وملايين لا تجد حتي تلك المعونات فلماذا "البوبار" .. ارحمو انفسكم يا اهل السودان فالقادم اصعب .. والله يعيننا جميعا ..
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
abubakr
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست