هنالك ورقة قديمة كتبتها عام 93 بعنوان "الجهاد المدني ثورة الوعي ووعي الثورة" وطورتها عام 98 تحت عنوان "الإنتفاضة الشعبية ثورة الشعب وشعب الثورة بحكم المنهج هل تصلح الإنتفاضة ضد السلطة والتسلط في الخرطوم؟" الأولى في القاهرة والثانية في أسمرا وقد اختلفت الظروف وحدثت الكثير من المتغيرات. وهنا سوف أحاول تلخيصها ومحورتها وإعادة كتابتها من الأول لتناسب الظروف في بضع صفحات وحتى تسهل قراءتها. المقدمة: أحاول في هذا الموضوع اتباع اسلوب "الحج العقلي إذا ضاق الفضاء إلى الحج الشرعي" أو كما قال أبو حيان التوحيدي، فأمر السودان يستدعي ذلك، نظام الإنقاذ في أضعف حال والمعارضة تعاني ما تعاني من اشكاليات وبينهما الشعب السوداني المغلوب على أمره يئن من المسغبة والمعاناة الشاملة في كافة المجالات. لذلك أحاول إعادة تنظيم مفاهيم الإنتفاضة ومحورتها حول أهداف ووظائف جديدة نابعة من حاجات المواجهة الراهنة وضروراتها أي بإختصار خلق توجهات جديدة واضحة وإيجابية علها تقود للإنفراج وهي محاولة "ارفع قلم الحق يتبعك أهله". إن الوعي بضرورة وأهمية الديمقراطية يجب أن يمر عبر الوعي بأصول الشمولية ومرتكزاتها واسسها ولابد من إحلال البدائل التاريخية المعاصرة التي تتمثل في إحترام حقوق الإنسان وحق الإنسان في الحياة وفي أن يعيش حراً ويختار من يحكمه ولقد حرمتنا الإنقاذ من كل ذلك. لا نريد أن نردد ما قاله هيغل "إن الدولة في الشرق تتميز بحرية مطلقة لفرد واحد وعبودية مطلقة لمن سواه" ولا ماقاله الكواكبي: "الحرية هي شجرة الخلد وسقياها قطرات من الدم المسفوح" ولكن أريد أن أقول إن ما يحكم الجميع يجب أن يتم أخياره من الجميع. من هذا المنطلق أقدم هذا المكتوب ولا اريد أن اقول ورقة. مما لا شك فيه إن من أهم خياراتنا المطروحة اليوم وفي ظل الأزمة المستحكمة التي تمسك بخناق الوطن خيار الإنتفاضة الشعبية، ولقد أثبتت التجارب الإنسانية انها وسيلة فاعلة للتغيير وللتعبير السياسي، ولكي نقيم إنتفاضة لابد أن نعرف قوانين الإنتفاضة وقوانين واسس تطور المجتمع ونسيجه ومحاولة ملائمة ذلك في اطار خطط وهياكل الاحزاب والحركات المعارضة. ما هي الإنتفاضة الشعبية؟ وهل هي وسيلة فاعلة مع نظام قهري يستخدم وسائل القهر كلها ويسخر لها موارد البلاد والعباد من اجل المحافظة على استمراريته؟ وهل تتطلب امكانيات مادية وكادر نوعي ومستوى محدد من الوعي؟ والأهم هل تحتاج الإنتفاضة لبناء تنظيمي محكم. يمكنني محاولة علاج المرحلة الأكثر أهمية في الدورة السياسية التي تسمى الثورة والتي ختام مسكها الإنتفاضة ثم التغيير، فكل الأعمال المعارضة يمكن ان تكون عمل ثوري ولكن ليس بالضرورة تؤدي إلى إنتفاضة/ثورة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة