الإنتفاضة الشعبية ثورة الوعي ووعي الثورة: ثورة الوعي ووعي الثورة أي الوعي بشكل عام بكل القضايا التي تطرحها المراحل المختلفة لنضال شعبنا والوعي بالإنتفاضة كتنظيم وكتعبير عن الذات المقهورة من قبل نظام غير شرعي يمكث على قلوب وعلى عقول اهل السودان بالقوة والجبروت. الجماهير في الغالب وفي كثير من الأحيان تعجز عن تحديد أهدافها وماذا تريد وتحتاج لمن يحركها ويلهمها والنظام قد قام بدور تحريضي كبير لتغيير إتجاهات الجماهير وما زالوا، مستخدمين أدوات إعلامية مختلفة بدأت بالدفاع والشعبي والخدمة الإلزامية حيث القاء المحاضرات على الطلاب وحاولوا تنظيم الناس عن طريق لجان الأحياء وأيضا إستخدموا المساجد في التعبئة السخرية من معارضيهم. وقد استطاعوا أن يؤثروا على الكثيرين وفي الغالب تتبنى الجماهير الأيديولوجية السائدة نتيجة لغياب الوعي بمصالحها ويتحول الأفراد إلى الإنتهازية وحل المشاكل الفردية لهم والقبول بالوضع كقدر فمع الإيمان بالقدر يجب أن يكون هناك عمل. الوعي بأي شيء في العموم يتكون من الدراسة والتثقيف وهو مرتبط بالفكر فعلى أحزابنا دراسة الوقع كما هو وليس كما يتخيلونه ومن ثم توعية الجماهير بمصالحها وتعبئتها وبعث الروح النضالية فيها. إن الوعي دون خبرة وممارسة لا يؤدي إلى نتيجة والممارسة دون وعي لا تؤدي إلى إنتصار إنهما معاً طريق النصر، فكم خرجت الجماهير منذ الأيام الأولى للإنقاذ وفي عام 95 و96 وكانت تتلقى الضربة الموجعة من النظام وحتى ماتت الروح النضالية المصادمة التي اكتسبناها عبر الأجيال، لا نريد أن نحارب النظام بسيوف العشر وسيوف دونكوشيوت الساسة العاطلين عن الإبداع الذين عجزوا أن يفهموا ماذا يريد شعبهم وكيف يستنهضونه، ولكننا نريد أن نحارب بالوعي الفكري والسياسي وخوض المعركة الإنتفاضية الشعبية بوعي وبتنظيم دقيق ويجب أن نكون مدركين لنتائجها او توقعاتنا بالنجاح يجب أن تكون كبيرة وحتى لا نعرض الجماهير للقمع. في حالة الإنسداد السياسي التي يعيشها السودان اليوم وبعد أن فشلت كل محاولات العقلاء لإقناع النظام بالتغيير السلمي لسلوكه ولحل مشكلة السودان في دارفور وبعد نهاية التراضي ونهاية مبادرة أهل السودان كما نعاهما رئيس حزب الأمة لا أرى خيار آخر غير خيار الإنتفاضة فأتمنى أن تدرس القوى السياسية المعارضة هذا الخيار بشكل جاد. الخاتمة: طالما نود إحداث تغيير كبير علينا العمل على التحضير لتنظيم إنتفاضي وفقاً لأسس التنظيم الحديثة، لسوء الحظ لقد ساد المتعلمون في أيامنا هذه وهم الذين يشكلون القادة في في مسيرة بلدنا نحو الخلف وليس الأمام ولا يدركون أهمية التنظيم في كل شيء ولكن يدركون أهمية مصالحهم الخاصة. بإختصار هذه دعوة للمثقف العادي وللمواطن البسيط ليتخذ موقفاً أما مع الحرية أو ضد الحرية. فليس من طريق آخر فلابد من الإنتفاضة ويجب أن تكون هجومية ويشترك فيها الجميع ولابد من إعداد قادة الإنتفاضة ويجب الإستفادة من أساس معرفة الإنتفاضات السابقة ودراستها وتحليلها وتحليل أساليب نجاحها. لا يجب أن نتوقع أن تأتي الإنتفاضة كالمطر فثقة متفاءلة كهذه ولدت وسوف تولد الكثير من خيبة الأمل في الجهة المعارضة للإنقاذ ففي كل مرة يبشروننا بقرب الفرج نتيجة لإتفاق وتأتي بعدها خيبة، فإتفاق يلي أتفاق ولا تغيير. لكل ثورة ولكل إنتفاضة عطرها وثوبها ودلالها الخاص، فالإنتفاضات كالنساء الجميلات القويات لا تشبه إحداهن الأخرى فالذي ينظر لتاريخ الثورات والإنتفاضات يستطيع أن يخرج بهذه النتيجة ولذلك علينا رسم مخطط للمستقبل غير أن تاريخ البشير لا يخضع للتوقعات العلمية إلا قليلا. من هذا المنطلق أقدم هذا الجهد المتواضع عله يكون قبساً للكثيرين ويفتح الآفاق لمزيد من الدراسة المتعمقعة الجادة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة