|
ردا على صورة الشمالي فوق ظهر الجنوبي : رد سريع لدعاة الانفصال بالجنوب
|
لا أود أن أخوض في الجدل الدائر حاليا حول انفصال أو استقلال أو بقاء أو استمرار الجنوب مع الشمال. ولكن لفت انتباهي في صور مسيرة جوبا الإنفصالية هذه الصورة:
ولم تكن المرة الأول التي يتم فيها الترويج لصورة الشمالي الراكب فوق الجنوبي ، وهي صور كاريكاتورية ساخرة فيها ما فيها. ولكن ما رأيكم سادتي أن هذا هو ما كان يحدث يوما ما بجنوب السودان حقيقة ، حين كان الخواجة زمن الاستعمار يركب فوق ظهر الجنوبي. نعم ، الخواجة حبيب القلب : ويقول التعليق أسفل الصورة : هذه ليست مجرد نكتة من أجل التصوير بالكاميرا ، كان من المعتاد حمل الأوروبيين بهذه الطريقة لتجنب إبتلالهم . إن الأوروبي هو الذي استعبد الجنوبي حقيقة ، وثوار الجنوب الذين بايعوا الإمام المهدي ، هم أنفسهم الذين رفضوا الاستعمار الإنجليزي ، فتصدوا لهم في ثورة النوير المجهولة عمدا في تاريخنا المعاصر ، وكانت بقيادة الثائر Guek Wundeng جويك ووندينق ، واستمرت ما يقارب الـ 23 عاما إلى أن استطاعت دورية عسكرية إنجليزية قتل هذا الثائر ، وهذه صورته بعد قتله ( صورة تاريخية نادرة ):
وهذه صورة الدورية التي قتلت الثائر Guek Wundeng جويك ووندينق وأمامها جلوسا عدد من الأسرى من النوير:
ويقول التعليق أسفل الصورة : ولفترة امتدت لما يقارب الثلاث عقود ( يعني 30 سنة) من الحكم الاستعماري في جنوب السودان استغرقه أعمال (التهدئة)(Pacification) وهي تأسيس مفاهيم السيادة في نظر السكان المحليين. وقد قتل جويك ووندينق نبي النوير عام 1929م خلال العمليات الكبرى التي قصمت أخير ظهر مقاومة النوير. وسؤالي لقراء هذا البوست : هل تعلمون ما المقصود بعبارة قصمت أخيرا ظهر مقاومة النوير ؟ إنها إشارة للإبادة الجماعية للنوير بواسطة الطيران الحربي الإنجليزي وربما كانت المرة الأولى التي يستخدم بل وتجرب فيها الطائرات كسلاح قاذف للقنابل ولإبادة البشر في ثورة النوير. ونكتفي بذلك حتى لا نسبب لعشاق الخواجات المزيد من الإزعاج. لقد نجح الخواجات في زراعة عشقهم بقوة الحديد والنار ، ومن بعدها تزييف التاريخ والوعي لمن تبقي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|