|
التهافت على الوحدة وواقعية الانفصال
|
حتى تأتينا جهيزة لتقطع قول كل خطيب
لن يجدي فتيلا تهافت ساستنا على الوحدة والاصرار على جعلها جاذبة والتأثير بشكل أو بآخر على قرار المواطن الجنوبي في اختياره للوحدة أو الانفصال , فتلك قناعاته وذلك اختياره , والأفضل أو الأولى لساستنا شماليين وجنوبيين التزام الحياد التام بعدم التأثير والاصرار على تفضيل خيار على آخر .
بغض النظر عن أمنياتنا سواء أن كانت مع أو ضد , يظل خيار الانفصال هو الأقرب لما سيحدث وفقا لما هو ظاهر على الساحة السياسية السودانية الآن , مهما علت الأصوات منادية بالوحدة وجعلها جاذبه و و و و الخ ... ( صدقوا أم كذبوا ) .
جعلت اتفاقية نيفاشا خيار الانفصال جاذبا بتأطيرها لبنود تقرير المصير ومااستتبعه من اقرار حكومة منفصلة لجنوب السودان خلال الفترة الانتقالية المنصرمة , مما فتح شهية قادة الحركة للسلطة والرئاسة والوزارة ( لئن أكون رئيس خيرا من أكون نائبا للرئيس كمثال ) , وأن يكون لي حكومة مطلقة خيرا من أن يكون لي حكومة تابعة لحكومة مركزية بشكل أو بآخر . وهكذا نقرأ ونسمع تصريحات لقادة الحركة باعتبار أن بأيديهم ( الحل والعقد ) لمشروع الاستفتاء والتأثير فيه دون غيرهم , نقرأ لهم ونسمع منهم التلويح بالانفصال كلما حدث بينهم وبين الحكومة أي خلاف , كأنما يضغطون على الحكومة بهذه الورقة .
مهما تحدثناوتغنينا للوحدة تظل أحاديثنا مجرد عواطف لا تستند الى عقل ولا منطق , فلا صوت يعلو فوق صوت الحركة بهذا الخصوص , وهي وحدها من تستطيع التأثير على المواطن الجنوبي وتزيين صورة الوحدة ان أرادت ذلك ووثقت الحكومة , الا أنها لا تريد الوحدة ولا تسعى لها , كما أن ثقتها بالحكومة معدومة .
|
|
|
|
|
|