|
مقال جدير بالقراءة... مجلة التايم الأمريكية تتساءل: هل يملك جنوب السودان مقومات الدولة الحديثة؟
|
بقلم: الكس بيري ترجمة: أحمد عمران
تعتبر مدينة جوبا - التي تبعد ألف ميل عن أي مكان ( كما يقول الفيلم) - منطقة مستوية السطح، قليلة السكان، تتخللها التلال الصخرية التي تميز الجزء الجنوبي من الصحراء، وتكثر فيها أكواخ الطين، وأسقف الأكياس البلاستيكية التي تحط عليها الصقور متثاقلة عند الظهيرة، ويستحم الأطفال في مياه النيل الأبيض المليئة بالطمي. ولا توجد بها خطوط هواتف أرضية، ولا نقل عام، ولا شبكة كهرباء، ولا صناعات، ولا زراعة، والمباني المهمة القليلة كالفنادق ومجمعات الإغاثة وحتى بعض الوزارات الحكومية مبنية من كبائن جاهزة وحاويات شحن. وبها قليل من الأعمال التجارية، وأفراد شرطة غير مدربين جيدا، وبضع مدارس، ومستشفى واحد متهالك، وعدة مئات من البيروقراطيين. وبعد أن بدأ تقاطر موظفي منظمات المساعدات بدأت شوارعها المسفلتة الخمسة تشهد ازدحاما مروريا بسيارات الدفع الرباعي البيضاء، ومجموعة صغيرة من البارات ينفق فيها موظفو الإغاثة الأجانب جزءا كبيرا من مرتباتهم. ويصعب على المرء أن يتخيل أن هذه المدينة ذات الأكواخ سوف تصبح خلال عشرة شهور عاصمة لدولة جديدة في جنوب السودان. كيف يمكن لجنوب السودان أن يصبح دولة مستقلة وهو لا يمتلك سوى النذر اليسير من المقومات؟ يشك كثير من موظفي الإغاثة وخبراء التنمية في جوبا في إمكانية حدوث ذلك، وابتكروا مصطلحا جديدا لوصف حالها الفريد: إنها دولة فاشلة قبل أن تولد. يحاول المجتمع الدولي - ظاهريا - أن يبدو أكثر تفاؤلا بحدوث ذلك. ولكن حظوظ التفاؤل تبدو ضئيلة في ظلّ ضيق الوقت للاستعداد للانفصال. ومن المتوقع أن يختار الجنوبيون الانفصال بأغلبية كبيرة في الاستفتاء على الاستقلال يوم 9 يناير. يقرّ ديفيد غريسلي المنسق الإقليمي للأمم المتحدة في جنوب السودان أن "ثمة لغط حول جاهزية جنوب السودان للانفصال". وفي معرض رده على سؤال عمّا إذا كان جنوب السودان جاهزا تماما للقيام بذلك بمفرده؟ أجاب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر - الذي يقوم مركزه بتعزيز الصحة والديمقراطية في السودان - أجاب ببساطة "لا".
|
|
|
|
|
|
|
|
|