أمام أحد دكاكين الخرطوم، صباح امس، وقف مجموعة من العمّال والصنّاع، يرتدون ملابس العمل، توقفوا عن العمل لبرهة؛ لتناول وجبة الإفطار، اقتربنا منهم، وشاركناهم وجبة (البوش) التي أعدها أحدهم بإتقان وحرفيّة عالية، وما أن فرغنا من الإفطار، حتى بدأت عملية التعارف تأخذ بعدا آخر، فكان منهم، المحامي، والمهندس الميكانيكي، والطالب الجامعي الذي ترك مقاعد الدراسة ولم يكمل تعليمه بسبب الرسوم الدراسية، منخرطاً في مهن الشقي واليومية حتي صار (نقاشاً) ماهراً يتسلق سلالم المهنة من عمارة الي عمارة، وبناية الي اخري، الابرول الذي كان يرتديه محدثينا رسمت عليه بقايا الطلاء رسوما تشكيلية بديعة، واثناء دردشتنا مع العمال وجدناهم على درجة من الثقافة والوعي بقضايا الشارع السوداني، تناقشنا معهم حول مهنتهم وحول قضايا حياتية عديدة أهمها رؤيتهم للإنتخابات التي يجري قيامها في هذه الايام وقد كانت آرائهم تختلف من شخص لآخر، لكنها كانت متوافقة من حيث الاستياء والامتعاض الذي أبدوه تجاه التكاليف الباهظة للحياة في السودان، وضئالة الأجور التي يتلقونها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة