وثيقة خطيره حول ترحيل الفلاشا ودور اللواء عمر الطيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-23-2024, 02:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-26-2010, 07:25 AM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وثيقة خطيره حول ترحيل الفلاشا ودور اللواء عمر الطيب

    حصلت «المصرى اليوم» على وثائق ومستندات سرية وخطيرة، تكشف العديد من الأسرار حول فساد نظام الرئيس السودانى الراحل جعفر نميرى ورجاله ودورهم فى عمليات تهجير يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل فى ثمانينيات القرن الماضى، وهى العمليات التى بسببها واجه الرئيس نميرى تهمة الخيانة، إلى جانب دفن النفايات الذرية فى الأراضى السودانية، وبيع ثروات السودان لرجل الأعمال عدنان خاشقوجى.. وغيرها من وقائع الفساد، التى شهدها البلد الشقيق خلال عهد الرئيس الراحل.

    وجاء الحصول على المستندات عن طريق مصدر مهم، قضى وقتاً من عمره فى السودان وتحديداً فى منطقة «القضارف» التى شهدت أهم مرحلة من مراحل ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل، استطاع أن يحتفظ بهذا الملف أكثر من ربع قرن، لكنه طلب عدم الإشارة إليه من قريب أو بعيد، واستحلفنا بشرف المهنة وأمانتها أن نحافظ على سريته طوال الحياة، وأن نلتزم بضمير وشرف المهنة فى نشر الوثائق، دون زيادة أو اختصار فى المعلومات وهو ما التزمنا به فلم نضف إلى محتوى الوثائق شيئاً وفضلنا الابتعاد عن التفسير أو التحليل، رغم ما يحتويه من أسرار خطيرة، تزيح الستار عن فترة حكم رئيس بلد عربى، أثار الكثير من الجدل حوله، فهو أول رئيس يطبق الشريعة الإسلامية، وهو الرئيس المتهم بالمشاركة فى توطين اليهود فى أرض فلسطين.

    وقد يسأل البعض: ولماذا فتح هذا الملف الآن؟.. أو قد يتطوع البعض الآخر بالتحليل والتفسير، كلٌ حسب أهوائه وأغراضه، وقد يتساءل آخرون: ولماذا السودان ونميرى؟ ولماذا لا يكون هذا أو ذاك؟

    ونرد بأن الحسابات السياسية والنظرة التآمرية لا مجال لها عند البحث فى مهنة الصحافة، والهدف وحده هو تقديم معلومات موثقة بمستندات رسمية عن فترة مهمة من تاريخ السودان، أثّرت بشكل مباشر فى مسيرة الأمة العربية والإسلامية كلها، لأنها تتعلق بالصراع العربى - الإسرائيلى، خاصة أن هذه المستندات هى نفسها التى استند إليها السودان عندما طلب من مصر تسليم الرئيس نميرى، لكن مصر رفضت.

    أجرت لجنة التحقيق مواجهات مهمة بين المتهمين فى قضية تهجير يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل، وشملت اللواء عمر محمد الطيب، النائب الأول لرئيس الجمهورية، واللواء عثمان السيد، رئيس جهاز الأمن الخارجى، وعدداً من كبار الضباط المشاركين فى العملية، منهم العقيد موسى إسماعيل، والفاتح عروة، ولم تشمل الرئيس جعفر نميرى، الذى كان هاربا خارج حدود السودان وقتها.

    وكانت أولى المواجهات بين اللواء الطيب واللواء عثمان السيد كالتالى:

    - اللواء عمر الطيب: الموضوع ذو شقين- يقصد عملية التهجير- مرحلة أولى وثانية، وأنا بعد أن تلقيت تعليمات الرئيس جئت إلى المكتب، وعثمان لم يكن موجوداً، وأرسلت لـ«الفاتح عروة»، ثم اتصلت باللواء عثمان وقلت له: «فيه قرار سياسى بأن نسهل فى الجهاز عملية نقل اللاجئين، وعددهم ٢٥ ألفاً حسب طلب الإدارة الأمريكية، فى إطار إعادة توطينهم فى أمريكا وأوروبا، وأنا كلمت اللواء عثمان قبل بدء نقلهم، واتصلت بالفاتح قبل الاتصال بعثمان، لأنه لم يكن يبلغنى بأى حاجة تخص هذه العملية.

    - ويرد عثمان: العملية دى من بدايتها لم أدخل فيها، ولم أعرف بها إلا بعد أن أذيعت فى الإذاعات الأجنبية، وكلمنى عنها مستر ميلتون وجيرى ويفر، والكلام الذى قاله اللواء عمر، لم يحصل أبداً، وكل ما بلغنى أن فيه قرارا سياسيا، وأنا سمعته من العقيد موسى إسماعيل، ومن الضابط الفاتح عروة، فسكت اللواء عمر ولم يعلق على كلام اللواء عثمان.

    وكانت المواجهة الثانية بين اللواء الطيب والعقيد أمن موسى إسماعيل كالتالى:

    - اللواء عمر: عندى كلام نسيت أقوله المرة اللى فاتت، أنا عندما استلمت القرار السياسى بترحيل اللاجئين من الرئيس، أو أبلغت به، وجئت للمكتب استدعيت موسى، وأبلغته بالقرار، وذكرت له أن العقيد الفاتح عروة يعمل معه فى هذه العملية، ويجب أن يتصلا وينسقا مع ذوى الاختصاص، وهم معتمد اللاجئين ووزير الشؤون الداخلية ورئيس قسم اللاجئين بالسفارة الأمريكية جيرى ويفر، وبعد يومين أو ثلاثة سافر العقيد موسى إلى مؤتمر اللاجئين بجنيف، وحضر الفاتح عروة إلى المكتب وذكر أنه فى الصورة، فيما يختص بالقرار السياسى ووجهته بعمل الخطة والتحضيرات، لأن موسى «مش» هيكون موجود لأنه مسافر، وبدأ بالفعل التحضير، وأحب أن أؤكد أن العقيد موسى اتصل بذوى الاختصاص، وأخطر الأخ عبدالماجد بشير الأحمدى والأخ السيد على يس فى جنيف بالقرار، واتصل برئيس قسم اللاجئين بالسفارة الأمريكية جيرى ويفر، وهذا الكلام نسيت أقوله قبل كده وموسى هو الذى قال: إنه اتصل بالأحمدى وعلى يس.

    - ويرد موسى إسماعيل: عندما كنت فى جنيف زرت الأحمدى، وقلت له: إنه على ضوء المذكرة بتاعة مساعدة اللاجئين التى استلمتها من اللواء عمر تم توجيهى بأن أقوم بعملية ترحيلهم، وكلمت على يس، واللواء عمر قال لى إن العملية سرية.

    - اللواء عمر: نحن عادة كحكومة من الناحية السياسية، إذا حضر لنا لاجئون نعلن عنهم ونكثف الإعلام حتى نستفيد بذلك من العون الذى يأتى لهم، وفى حال خروجهم لا نعلن عن ذلك إلا بالقدر اليسير حتى لا نفقد الدعم الذى لا يكفى أساساً لإعاشتهم، وطابع السرية مطلوب حتى لا يفقد البلد الإعانات التى تأتى إلى أى لاجئ، ولا يوجد سبب آخر وراء السرية.

    - العقيد موسى: فعلاً اللواء عمر قال لى: إن القرار السياسى خاص بالسماح للولايات المتحدة بأخذ يهود الفلاشا لإعادة توطينهم.

    - اللواء عمر: أنا لم أقل هذا الكلام، إنما قلت للعقيد موسى إن هناك قرارا سياسيا من رئيس الجمهورية بأن يسهل الجهاز مهمة ترحيل لاجئين إثيوبيين، وعددهم حوالى ٢٥ ألفا فى إطار برنامج إعادة توطين اللاجئين.

    - العقيد موسى: أنا مصر على كلامى، وهو قال لى يهود فلاشا واللواء عمر قال لى: اذهب للفاتح عروة واتصلا بمسؤول اللاجئين بالسفارة الأمريكية بواسطة مستر ميلتون.

    - اللواء عمر: أنا قلت لهم يمشوا لمستر ميلتون وكونهم مشوا إليه هذا شىء يخصهم، لأننى كنت صائما وكان فيه مرحلتان، واختلط علىّ الأمر وقلت لم أعط تعليمات لموسى.

    - العقيد موسى: رجعت للواء عمر بعد مقابلة جيرى ويفر، وقلت له: إن الأمريكيين عاوزين يرحلوا الناس دول بطيارة «جارتر»، والعملية ربما تتعرض للكشف، والأفضل أن تتم عن طريق I.C.M، واللواء عمر قال لى: الشىء اللى عايزينه الأمريكان اعمله.

    - اللواء عمر: هذا لم يحدث، وأنا أذكر أن موسى سافر وحضر العقيد الفاتح عروة، ووضع خطة تحرك هؤلاء الناس من منطقة المعسكر إلى الخرطوم، بالتنسيق مع قسم اللاجئين بالسفارة، وكان أهم شىء فيها أنهم يتحركون برا من القضارف إلى الخرطوم ثم بالطائرة إلى أوروبا، ولم أهتم بالتفاصيل لأن قائد العملية اهتم بها، وأنا لم أقل لهم اعملوا اللى عايزينه الأمريكان.

    - العقيد موسى: أنا مُصر على أقوالى، وقلت للواء عمر: إيجار الباصات ٣٢ ألف جنيه، واللواء عمر قال لى: «تستلمها من الأمريكيين والمنصرفات الخاصة- يقصد المصروفات- بهذه العملية يتم تحميلها على مكتب اللاجئين التابع للسفارة الأمريكية».

    - اللواء عمر: أنا كما ذكرت لا أدخل فى التفاصيل، ولكن حسب علمى كل الاحتياجات الإدارية يقوم بها قسم اللاجئين بالسفارة الأمريكية، وما أعرف تفاصيل الـ٣٢ ألف جنيه، ولكن كنت أعلم أن هذا الضابط ممكن أن يذهب إلى السفارة الأمريكية ويستلم «قروش» لتنفيذ العملية، ولم أتدخل فى مسألة تحديد السائقين من الجهاز لقيادة الباصات، ولم أتدخل فى تعيين ضابط لنقل اللاجئين من القضارف إلى مطار الخرطوم، ولم أقترح استخدام بوابة دخول الحجاج لإتمام العملية، ولم أقترح توقيت منتصف الليل لتنفيذها.

    - العقيد موسى: كل ما ذكره اللواء عمر تم تنفيذه بأوامر شخصية منه.

    - اللواء عمر: متى أعطيتك هذه الأوامر؟

    - العقيد موسى: أعطيتنى الأوامر بالنسبة للسائقين عندما طلبت مبلغ إيجار الباصات، وقلت لى إن الذين يقومون بقيادتها لازم يكونوا من الجهاز، أما اقتراح مدخل مدينة الحجاج وتوقيت بعد منتصف الليل فأنت أعطيتنى الأوامر المباشرة به بعد ما سلمك الفاتح عروة الخطة المكتوبة دون أن تكون بها هذه المقترحات.

    - اللواء عمر: أنا قائد أعلى لا أتدخل فى تفاصيل العمل العادى.

    - العقيد موسى: فى بعض العمليات أنت طلبت التفاصيل الدقيقة.

    - اللواء عمر: إذا أردت أنا التفاصيل الدقيقة، يبقى البديهى عمل الزول الخطة تكون إزاى؟.

    - العقيد موسى: مرات بتكون هناك تفايل أى «فايت» على الزول الذى يضع الخطة.

    - اللواء عمر: الخطة عملتها أنت أم الفاتح؟

    - العقيد موسى: الخطة عملها جيرى ويفر بمعاونة الفاتح.

    - اللواء عمر: إنت دورك شنو؟

    - العقيد موسى: أنا كنت حاضر أول اجتماع تم مع چيرى ويفر، ووجدت الناس بتوع جيرى ويفر واضعين جزءاً من الخطة.

    - اللواء عمر: حصل أن جاءنى موسى بعد نهاية السفريات وقال لى إنه أوقف السفريات فقلت له خير ما فعلت.

    - العقيد موسى: هذا الكلام حصل وتم فى حضور العقيد الفاتح عروة.

    - اللواء عمر: يا موسى إذا كنت أنا القائد الذى أعطيتك تعليمات تنفيذ العملية دى ما كان من حقك توقف العملية دون أن ترجع إلى؟

    - العقيد موسى: الوقت كان متأخرا وأنا تشاورت مع جيرى ويفر فى المطار بخصوص هذا الموضوع، وكان هذا الكلام فى الساعة الثانية صباحاً، والطائرة متحركة وفى نفس اليوم اللواء عمر طلب من الفاتح عروة مذكرة حول الأخبار التى أذيعت بخصوص العملية.

    - اللواء عمر: عندما حضرت إلى المكتب فى الصباح، عرفت أن هناك أخباراً عن العملية، واتصلت بقائد العملية الفاتح عروة، وطلبت منه يورينى الأخبار شنو، وطلبت منه تجهيز مذكرة أو خطة إعلامية للتصرف على أساسها، وعرفت بإيقاف عملية الترحيل من موسى والفاتح عروة، وأنا الذى قلت لموسى العملية لازم تقف حتى ينجلى الموقف، فموسى إسماعيل مع جيرى ويفر أوقفا العملية، وبعد ذلك كلمونى تانى يوم، وأتذكر أننى عندما كنت فى أمريكا قلت الفرصة فى وجود المجاعة ومشكلة اللاجئين.

    - العقيد موسى: أنا قلت إن اللواء عمر أخذنى لأمريكا بخصوص موضوع يتعلق باللاجئين.

    - اللواء عمر: أنا قلت: إنه عندما جاء جورج بوش ناقشت معاه موضوع اللاجئين، وأخذت معى موسى وقابلت بوش فى أمريكا ومستر كاسل كان معانا فى إفطار أعده الرئيس بوش ولم أقابله منفردا.

    - العقيد موسى: اللواء عمر قابل مستر كاسل فى اجتماع مغلق استمر نصف ساعة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية داخل مكتب مستر كاسل.

    - اللواء عمر: هذا الكلام غير صحيح وحصل اجتماع مع مندوب الخارجية فيما يختص بالمواضيع التى ذهبت من أجلها.

    - العقيد موسى: أنا قلت فعلاً إن اللواء عمر قال لى: إن هناك طائرات ستأتى لأخذ بقية اللاجئين الفلاشا، وهتجيب معاها مؤن للتمويه، وهذا حصل بالفعل، وجاءت الطائرات وأخذت بقية الفلاشا بعد أن تم حصرهم.

    - اللواء عمر: قلت لاجئين، ولم أقل فلاشا، ولم أقل له إنهم جايبين مؤن للتمويه، ولم أعترض على القرار السياسى ولم أكن أعرف حاجة اسمها فلاشا، لو كان الرئيس قال لى فلاشا ما كنت رحلتهم.

    وكانت المواجهة الثالثة بين اللواء الطيب نائب رئيس الجمهورية والعقيد أمن الفاتح عروة أحد أهم المسؤولين عن عملية التهجير، وجاءت كالتالى..

    - العقيد الفاتح عروة: اللواء عمر ذكر أن العملية تتم على طريق «هنجر» الحجاج وأثناء الليل، وأن يكون السائقون من الجهاز الأمنى وحتى هو سأل هنجر الحجاج مستعمل فى شىء قلنا إنه فاضى، وقال أحسن استعملوه.

    - اللواء عمر: أحب قبل ما أبدأ الإجابة أقول حاجة للجنة: أنا قائد لهؤلاء الضباط، والقائد دائماً يكون فى الصدارة، ومسؤولاً مسؤولية تامة عن كل التعليمات التى يعطيها لضباطه، فأرجو ألا يفهم بواسطة اللجنة أننى أتنصل من مسؤولياتى لهذه العملية، أو أننى أحاول أن أجد حماية من خلف ضباطى، ومنذ أن أصدرت التعليمات للفاتح عروة، وكلفته بعمل الخطة وعرضها على ووافقت عليها، أصبح كل شىء فى هذه الخطة مسؤوليتى، وهو الذى قام بالتنفيذ، وأحب أن أقول إن اللجنة سألتنى بعض الأسئلة المحددة ولم أستطع الإجابة عنها بالتحديد لعدم إلمامى بالتفاصيل، وأنا قائد أعلى لقائد العملية ومثال لذلك: أنا سئلت هل ذهب مستر جيرى ويفر للسعودية واشترى العربات التى استخدمت فى العملية وهل قام الجهاز بتخليصها جمركياً؟ وكانت إجابتى لا، لأنى فعلاً لا أعرف أن جيرى ويفر ذهب للسعودية،

    لكن ربما ذهب مندوب عنه، وربما أرسلتها سفارته فى جدة، وهذا ما ظهر فى الخطة بأن هناك عربات «باصات» استخدمت فى العملية، وأحضُرت بواسطة قسم اللاجئين بالسفارة الأمريكية، وأنها خُلصت بالجهاز لأن عندنا أوامر مستديمة أن كل ما يخص العمل حتى عربات الجهاز العادية بتخلص بطريقة معينة وليس بواسطتى شخصياً، وإنما بواسطة فرع مختص بالجهاز، وأنا حبيت أقول المقدمة دى علشان الأمور تكون واضحة، وبوابة الحجاج كانت فى الخطة التى عرضتها عليا يا الفاتح.

    - العقيد الفاتح عروة: أبداً بوابة الحجاج ما كانت فى الخطة التى قدمناها إليك، ولم نتعرض خلالها لهنجر الحجاج، وإحنا أحضرنا له ورقة مكتوبة، وهو قال ما عاوز ورق مكتوب فى المسألة دى، والكلام المكتوب كان عبارة عن أعداد اللاجئين وتوزيعاتهم على المعسكرات وكيفية نقل اللاجئين، وتجميعهم فى «قواوا»، ومن هناك نقلهم لمطار الخرطوم أو وادى سيدنا، ودى كانت خطة الأمريكان، كتبنا تفاصيلها نتيجة مقابلتنا جيرى ويفر وكان مكتوباً فى ورقة شراء باصات تؤول ملكيتها بعد العملية للجهاز، واللواء عمر أمام موسى إسماعيل ذكر هنجر الحجاج، وقال العملية تتم فى «DFADHoURS» وهو الذى حدد توقيت بعد منتصف الليل، واللواء عمر قال: لازم تتأكدوا أن العربات لازم تكون «MANED» بواسطة ناس الجهاز ما فى «زول» يكون من بره، وأذكر فى حادثة القبض على «العر» الذى صاحب العربات، اللواء عمر قال لى أنا قلت السواقين يكونوا مننا فقلت له فعلاً السواقين مننا، والقبض على الزول ده جاء بتقرير من أمن الإقليم الأوسط،

    وقال لى: لماذا لم نبلغ مديرى الإدارات فقلت له هذه مسؤوليتكم أنتم، واللواء عمر ذكر أنه نادانى وأعطانى التعليمات بخصوص العملية علشان أضع الخطة والكلام ده غير صحيح، والصحيح أن التعليمات أعطيت لموسى وهو الذى بلغها لى، وأنا سألت موسى عن دورى «شنو»، وموسى قال لى: إن اللواء عمر قال له: اتصل بالفاتح كى يتصل بميلتون علشان يقابلكم مع بتاع اللاجئين للتشاور فى أشياء أقوم بها حتى يأتى موسى من جنيف، يعنى مواصلة إجراءات العملية لحين قدوم موسى.

    - اللواء عمر: قبل حضور الفاتح وموسى، اتصل بى السيد الرئيس تليفونياً، وذكر لى ما سمعه من وكالات الأنباء، وأيضاً أكدت له من الرصد- عندنا يومية - إننى بصدد جمع معلومات عن المسؤولين عن العملية وأفيدك بها، وعندما جاء موسى والفاتح، كلفت الفاتح بعمل المذكرة، وكنت أتحدث مع الرئيس، وذكر لى أنه وجه وزير الخارجية علشان يعمل نص ونمده بالمعلومات، وذكر موضوع أن السودان لم يسجن لاجئين.. ومثلما جاءوا.. يطلعوا ونحن مقيدون باتفاقية جنيف ومنظمة الوحدة الأفريقية ولا أذكر أننى قلت له نحتوى الموضوع ود. بهاء الدين هو الذى اقترب منى وذكر لى المعلومات، وأنا أوضحت له الإجراءات التى عملناها كلها، وبهاء الدين كان مساعد رئيس الجمهورية وضرب لى تليفوناً بعد الرئيس.

    - العقيد الفاتح: بعد كشف العملية إعلامياً أوقفت السفير الأمريكى، وقلت له عن الأخبار التى أذيعت، واللواء عمر تقابل معه، وقاللى إن السفير قابله وحاول الاعتذار له عن الحرج الذى حصل، وإنه قال للسفير: أنا كنت بأتعامل معاكم كأصدقاء وأنه تانى ما يتعامل معاهم لأنهم ما قدروا يتعاملوا مع الإعلام بتاعهم.

    - اللواء عمر: السفير الأمريكى فعلاً طلب مقابلتى وجانى فى القصر، وتحدثت معه فى هذا الموضوع وكنت منفعلاً وقلت له أنتم كدولة عظمى تطلبوا من رئيس الجمهورية يرحل ٢٥ ألف لاجئ، والآن جرايدكم نفسها بتعلن هذا وتقدم لينا اتهامات فظيعة فى هذا الموضوع.

    فقال السفير: «الجرايد ذاتها فيها ناس مأجورون وأنا قلت له، رئيس الجمهورية عاوزك وأنا سأحدد لك موعداً والكلام الذى قاله الفاتح «صح».

    - العقيد الفاتح: اللواء عمر قال لى: إن السفير الأمريكى طلب منه تكملة ترحيل بقية اللاجئين الفلاشا الموجودين، وقال لى: مافى حاجة سرية تانى لو عاوزين يعملوا عملية تانية زى دى وحتى إذا الرئيس وافق أنا بأمشى بيتنا.

    - اللواء عمر: الكلام ده صح.
                  

06-26-2010, 07:41 AM

omer osman
<aomer osman
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 15218

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وثيقة خطيره حول ترحيل الفلاشا ودور اللواء عمر الطيب (Re: محمد عادل)

    Quote: اللواء عمر: أحب قبل ما أبدأ الإجابة أقول حاجة للجنة: أنا قائد لهؤلاء الضباط، والقائد دائماً يكون فى الصدارة، ومسؤولاً مسؤولية تامة عن كل التعليمات التى يعطيها لضباطه، فأرجو ألا يفهم بواسطة اللجنة أننى أتنصل من مسؤولياتى لهذه العملية،





                  

06-26-2010, 02:46 PM

Emam Hassan
<aEmam Hassan
تاريخ التسجيل: 08-04-2003
مجموع المشاركات: 538

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وثيقة خطيره حول ترحيل الفلاشا ودور اللواء عمر الطيب (Re: omer osman)

    الأخ محمد عادل

    ينبع اهتمامي بالموضوع منذ أن دارت حوارت بيني وبين أكثر من شخص لهم علاقة أو اهتمام بالموضوع
    أحدهم عمل في أمن نميري في منطقة القضارف والآخر زميل دراسية "فلاشي"..

    القضارف هي الولاية الوحيدة التي لها حدود مع الجارتين إثيوبيا و أرتريا
    استقبلت السواد العظم من اللاجئين الإثيوبيين
    تم أيوا أعداد كبيرة من اللاجئين في معسكرات أكبرها معسكر الشوّك.. ومعسكر تواوا

    حدود هذه ولاية القضارف مع جيرانها مثقّبة كالغربال
    وتسكنها مجموعات إثنية شديدة التباين خاصة من قبائل ارتحلت من غرب السودان، أواسط أفريقيا وحتى غرب أفريقيا..
    وتسكن مدن المنطقة جاليات من دول القرن الأفريقي استقرت منذ قرون..
    و اعتلى بعض أفرادها مناصب في الدولة (وحتى في الشرطة والأمن)
    باختصار التسرب للسودان من تلك المناطق كان سهلا ً..

    ترحيل الفلاشا من السودان لإسرائيل بدأ -حسب بعض المصادر- عام 1979وكانت عمليات على نطاق صغير
    في العام 1982 استأجرت CIA والموساد منطقة عروس استخبارية لأغراض ربما تكون ذات صلة بتهريب الفلاشا عن طريق البحر

    في تقديري أن التهريب في البداية تم بدون معرفة الحكومة السودانية
    ونسبة لصعوبة تهجير أعداد مهولة قُدّرت 25,000 عن طريق التهريب تم تصعيد الموضوع لصورة رسمية بمعرفة ومباركة حكومتنا..

    في بداية الثمانينيات تم ترحيلهم عن طريق مطار الخرطوم -أعتقد من صالة الحجاج إذا لم تخني ذاكرة القراءة..
    كما تم عن طريق مباشر من المعسكرات في الشّوَك و منطقة سَمسَم بالقضارف
    و كذلك عن طريق كرساقو القريب من منطقة أركويت السياحية بشرق السودان (رأيت بقايا آثاره في رحلة لتلك المنطقة عام 2002)

    هو في الحقيقة مهبط أو مدرج ترابي مهجور استخدم في الحرب العالمية الثانية ..



    الصورة من بوست للأخ عزان الطريق إلى أركويت : مطار الفلاشا وضريح الأمير عثمان دقنة (بالصور)



    الملف شائك و الشهادات فيها من الكثير من التناقض والإتهامات المتبادلة
    والكذب و التدليس..


    لكن لم يحظ الجميع بقطعة من الكعكة
    أو على الأقل بقطعة مشبعة



    قد آتي ببعض الوثائق حول الموضوع لو وجدتها


    ---------------------------------------
    التعديل للضبط

    (عدل بواسطة Emam Hassan on 06-26-2010, 07:03 PM)

                  

06-26-2010, 02:49 PM

Emam Hassan
<aEmam Hassan
تاريخ التسجيل: 08-04-2003
مجموع المشاركات: 538

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وثيقة خطيره حول ترحيل الفلاشا ودور اللواء عمر الطيب (Re: Emam Hassan)

    حتى لا ننسى..

    ((( ظلت أسرار عملية نقل وتهجير الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل عبر السودان حبيسة الملفات السرية أكثر من ٢٥ عاماً، ورغم المحاولات العديدة من شخصيات صحفية عالمية وإذاعات أجنبية للتشويش على العملية وقت حدوثها إلا أن هذا لم ينزع رداء السرية عن الملفات والوثائق الأصلية لأخطر عملية توطين فى تاريخ البشرية، شهدت نقل «٢٥» ألفا من يهود الفلاشا، تحت ستار الليل، وبحماية من الرئيس السودانى ورجاله ومخابراته إلى تل أبيب.

    ورغم المعارضة العربية والدولية لهذه العملية الاستيطانية الخطيرة إلا أن الرئيس نميرى ونائبه الأول اللواء عمر محمد الطيب، واللواء عثمان السيد رئيس جهاز الأمن الخارجى، والفاتح عروة وغيرهم من رجال المخابرات والأمن السودانى كان لهم رأى آخر، حيث تؤكد الوثائق والمستندات الرسمية والتحقيقات التى أجريت أن نقل هؤلاء تم بقرار من الرئيس نميرى نفسه، والتنفيذ تم على أعلى المستويات فى الدولة.

    فى ٢٢ مايو ١٩٨٥ اتهم النائب العام السودانى الرئيس السابق جعفر محمد نميرى واللواء عمر محمد الطيب نائبه الأول وعددا آخر من ضباط جهاز أمن الدولة المنحل بالخيانة وترحيل اليهود الفلاشا من الأراضى السودانية إلى إسرائيل العدو الأول للأمة العربية.

    وحسب الـ«مستند ١» فإنه بناء على هذا الاتهام الذى يعد بمثابة البلاغ حسب القانون السودانى تم تشكيل لجنة التحقيق من الصادق الشامى رئيساً وكمال الجزولى، وأحمد الطاهر وصلاح الدين أبوزيد، والعميد أركان حرب معاوية عبدالوهاب وعقيد أمين عباس الأمين أعضاء.

    واستمعت اللجنة لأقوال العقيد عمر حسن أحمد البشير ٤١ سنة من القوات المحمولة جواً وقتها «الرئيس الحالى» بعد أن استدعته من مسكنه بكوبرى الحلة، وقال: إنه كان ضمن لجنة لتصنيف ضباط أمن الدولة إلى مجموعات، المجموعة الأولى، هم الذين ترى اللجنة أن هناك أشياء ضدهم تستوجب الضغط عليهم.

    ويكشف الـ«مستند ٢» أن المجموعة الثانية هم الذين ترى اللجنة وجود شبهات حولهم، والمجموعة الثالثة هم الذين لم تثبت أشياء ضدهم ويمكن إطلاق سراحهم.

    وكشف البشير أنه اثناء قيام اللجنة باستجواب اللواء عثمان السيد وجه إليه سؤال عن دوره فى عملية نقل اليهود الفلاشا بحكم موقعه كرئيس للأمن الخارجى بالجهاز واللاجئين ضمن اختصاصاته فذكر أنه لا توجد له علاقة بالعملية سوى أن عددا من الضباط الذين يعملون تحت إدارته تم تكليفهم بتنفيذ العملية بواسطة اللواء عمر محمد الطيب شخصياً، واعترف بأن الأشخاص هم عقيد أمن موسى إسماعيل وعقيد أمن الفاتح عروة ورائد فؤاد والعميد محمد أحمد الكنانى والمقدم دانيال دينج.

    وأكد البشير أنه استجوب عقيد أمن موسى إسماعيل، وعرف منه أن اللواء عمر محمد الطيب هو الذى كلفه بالعمل مع بعض الأمريكان فى نقل لاجئين لإعادة توطينهم بالولايات المتحدة، وأنه كان يعلم أن اللاجئين المطلوب نقلهم هم اليهود الفلاشا، كان دور موسى عثمان تأمين ترحيلهم من «القضارف» وحتى مطار الخرطوم، وتأمين منطقة ركوبهم الطائرات من خلال العملية التى استمرت شهراً ونصف الشهر بدأت من أول اكتوبر ١٩٨٣ وحتى منتصف نوفمبر العام نفسه.

    وكانت العملية فى البداية تتم يوماً بعد يوم، وفى النهاية أصبحت تتم كل يوم إلى أن توقفت بعد كشفها بواسطة بعض الإذاعات الأجنبية، قال البشير: إن موسى لم يحدد التواريخ بالضبط ولكنه قال شهر ونصف الشهر ولم يحدد أيضاً أسماء الأمريكان المشاركين فى تنفيذ العملية.

    واستجوب البشير رائد الأمن عبدالله عبدالقيوم أبوزيد الذى كان يعمل فى عام ١٩٨٣ بالشعبة الأفريقية التى وصلتها معلومات من جوبا تفيد بأن «تيم» الأمن ألقى القبض على بعض اليهود الأمريكان أثناء عملهم من خلال منظمة أمريكية فى نقل الفلاشا، وكان أحدهم يدعى چون كلود وتم إبعاده، وفى عام ١٩٨٣ تم القبض على اثنين من الأمريكان اشتركا فى ترحيل الفلاشا من جوبا إلى إسرائيل عن طريق كينيا من خلال منظمة تحرير الفلاشا.

    وفى التحقيقات قال الرائد عبدالله عبدالقيوم إن الرئيس نميرى أطلق سراح الأمريكيين بأوامر عليا منه أثناء إحدى زياراته لأمريكا، وأن عمليات النقل تمت عن طريق الطائرات C١٣٠ الأمريكية، طائرتان من نفس الطراز نزلتا منطقة الشوك، وبعد التحرى اتضح استخدامهما فى نقل الفلاشا.

    ويكشف الـ«مستند ٣»، أنه فى سبتمبر ١٩٨٤ - وحسب أقوال عبدالله عبدالقيوم ووفقاً لما قاله البشير فى كلامه أمام اللجنة - صدرت تعليمات بوضع الفلاشا فى معسكرات منفصلة، وفى ديسمبر من نفس العام تقابل عبدالله مع شخص أمريكى يدعى ريتشارد فرانكلين كان يعرفه جيداً لأنه كان مشرفاً على ترحيل الفلاشا من نيروبى وحضر إلى السودان عن طريق القاهرة وحصل على جواز جديد من القاهرة، وأغلب الظن - بحسب كلام عبدالله - أنه حضر من إسرائيل إلى القاهرة،

    حيث لم تكن لديه معلومات أكيدة عن وجود هذا الشخص بإسرائيل وذهابه للقاهرة قبل المجىء إلى الخرطوم، بعدها شعر عبدالله بوجود تحركات لبعض الضباط بين الخرطوم والقضارف، وهم العقيد موسى والعقيد الفاتح عروة والرائد بندر وكان معهم أربعة باصات نيسان جديدة لتسهيل نقل الفلاشا عن طريق المنظمة اليهودية الأمريكية استلموها من بورتوسودان وعملوا لها الصناديق فى الخرطوم.

    وكان الضابطان الرائد فؤاد بندر والملازم أسامة محمد على بمرافقة الباصات والتعليمات تصدر دائماً من اللواء عمر محمد الطيب.

    وقبل شراء الباصات الجديدة كانوا يستأجرون باصات من السوق الشعبى، وكان الخواجة ريتشارد فرانكلين نزيلاً بفندق الهيلتون.

    وحاول الرائد عبدالله عبدالقيوم السفر إلى جدة، إلا أن العميد الجعلى عمل إشارة بأنه يحمل متفجرات وتمت إعادته، وكان على نفس الطائرة الأمير تركى بن عبدالعزيز، ولم يذكر أحد فى أقواله وجود علاقة له بالقضية أم لا؟

    وأكد البشير فى أقواله أن الأهالى هم الذين أبلغوا عن الطائرتين الـC١٣٠، وقالوا: رأينا طائرات مجهولة الهوية، وتحرك «تيم» من القضارف بينهم ضباط استخبارات، ووجدنا آثار الطائرات فى المنطقة، وبعد رجوعنا من القضارف اكتشفنا اختفاء عدد من اليهود الفلاشا الذين كانوا بالمعسكر، وقال البشير: إن محمد فؤاد بندر واحد من الناس اللى مشوا جميع الفلاشا من معسكر واحد.

    واستجوب البشير العميد الجعلى، الذى اعترف له بأن اللواء عمر محمد الطيب طلب منه فى أحد الأيام مقابلة أحد الأمريكان وكان مبعوثا من قبل بهاء الدين محمد إدريس، لمساعدته فى عملية إعادة توطين اللاجئين بأوروبا، الذى قال للعميد الجعلى: هناك عدة شركات ستقوم بعملية إعادة التوطين، ولم يذكر أسماءها، وعندما طلب منه الجعلى ذكرها، تردد كثيراً، وسأله الجعلى عن احتمال وصول جزء من هؤلاء اللاجئين إلى إسرائيل فأجابه الخواجة بالإيجاب.

    وعندما اعترف الخواجة بذلك أوقف العميد الجعلى المباحثات وأبلغ اللواء عمر محمد الطيب، ثم استجوب البشير، المقدم دانيال الذى كان يعمل بمنطقة القضارف، واعترف بأن العقيد الفاتح عروة حضر إليه وأخطره بأنه تم اختياره للاشتراك فى عملية ترحيل الفلاشا، وكان مع عروة «مستر چيرى ويفر» منسق شؤون اللاجئين بالسفارة الأمريكية ومعهم «نيكولا» إفريقى الجنسية، وبعد رجوع عروة للخرطوم قال له: لقد أوصلت لهم ٣٠٠ برميل جازولين بواسطة شركة اسمها I. C. M. C.

    وحسب الـ«مستند ٤» فإن الرائد فؤاد بندر، وصل ومعه أربعة باصات يقودها سائقون من جهاز أمن الدولة وحراسة من الجهاز وبصحبتهم أحد اليهود ويدعى جاريس وكانوا يقومون بترحيل ٢٠٠ فلاشى فى كل رحلة، وبعد أسبوعين حضرت باصات جديدة بعد أن أصبحت عملية الترحيل تتم بصفة يومية، وعندما توقفت العملية بقى ٥٠٠ يهودى هم الذين تم ترحيلهم بالطائرتين الـC١٣٠ من القضارف تحت إشراف العقيد أمن موسى إسماعيل ومستر آلن من السفارة الأمريكية.

    واعترف الفاتح عروة بأنه كُلف للقيام بهذه العملية بواسطة اللواء عمر شخصياً، لينوب عن العقيد موسى إسماعيل الذى كان فى چنيف مع وزير الداخلية، وأنه أعد للعملية بالتنسيق مع وحدة القضارف، وذلك بتأجير الباصات، والتنسيق مع الطيران المدنى، وقبل عملية النقل وصل العقيد موسى وباشر العملية بنفسه، وانحصر دور الفاتح عروة فى تأمين المطار.

    ويحكى البشير فى اعترافاته أن كل الضباط الذين تم استجوابهم أنكروا تسلم أى مبالغ مالية نظير القيام بهذه العملية، وقالوا إنهم ضباط قاموا بتنفيذ الأوامر فقط.

    وفى هذه الفترة انتشرت شائعات عن أن الأمريكان النزلاء بفندق الهيلتون من الموساد، لكن البشير قال فى التحقيق لم نتأكد من ذلك، والفاتح عروة أنكر أن عثمان السيد له دور فى هذه العملية، رغم أن كل الناس الذين نفذوا العملية كانوا يعملون تحت قيادته، وسيظهر بعد ذلك لماذا قال الفاتح عروة هذا الكلام، والوحيد الذى كان معارضاً لعملية نقل الفلاشا هو العميد الجعلى رغم علمه بها.

    واعترف البشير بأن الباصات عندما وصلت الى المطار فى اليوم الأول اعترضها قائد حرس السرية فى المطار، وقابله أحد الضباط وأوضح له أن العملية خاصة بالأمن.

    وحسب المستندات فإن إجمالى عدد الفلاشا الذين تم ترحيلهم ونقلهم بلغ حوالى ٨٠٠٠ شخص، والطائرات التى نزلت القضارف كانت ستاً أخذت إذناً بتخليص دبلوماسى للحفاظ على سرية العملية التى تمت بأوامر عليا من الرئيس جعفر نميرى. وبعد أن أنهى العقيد عمر حسن البشير أقواله سلم لجنة التحقيق مذكرات التحقيق التى قام بها مع الفاتح عروة وموسى إسماعيل واللواء عثمان السيد والرائد محمد فؤاد بندر.

    وأمام المحققين قال العقيد أمن الفاتح محمد أحمد عروة مدير فرع التنفيذ والمتابعة بجهاز أمن الدولة، أنا عملت بإثيوبيا لمدة أربع سنوات فى الفترة من مايو ١٩٨٠ إلى نهاية ١٩٨٤، وقبلها عمل عروة بالاتحاد السوفيتى لمدة سنتين ونصف لأنه كان ضابطاً بالمخابرات الخارجية.

    ويذكر الـ«مستند ٥»، أنه حسب النظام المعمول به فى الجهاز فهناك ضباط متخصصون لمسائل معينة فى دول معينة وبعد عودتهم للبلاد والعمل فى أقسام أخرى يتم الرجوع إليهم فى أى مسائل تتعلق بهذه الدولة، وكان الفاتح عروة حسب كلامه أكثر واحد يعرف عن الشأن الإثيوبى، وقبيلة الفلاشا إحدى قبائل الكيان الإثيوبى تعيش فى منطقة قندار وهم يهود «يرجعون أنفسهم للأصل اليهودى الذى كان منه سيدنا سليمان، وكانت الفلاشا منعزلة ومضطهدة من القبائل الأخرى، وطبائع أفرادها هى نفس الطبائع القديمة، وأبناؤها لم ينالوا حظا من التعليم وظلوا مجتمعاً بدائيا، وهم اليهود السود الوحيدون فى العالم.

    وكان الاعتراف بالفلاشا كيهود مشكلة حتى فى الكيان الصهيونى، لذلك أرسل اليهود الذين كانوا يعيشون فى أمريكا بعثات عديدة لدراسة يهود إثيوبيا، انتهت إلى أن الفلاشا يهود حقيقيون واليهود الأمريكان والكنديون هم الأساس لدعم إسرائيل وبدأوا الضغط على الإسرائيليين للتفكير فى هذه المجموعة وترحيلها لإسرائيل كى تنضم لبقية الشعب اليهودى.

    ومن بين ما قاله الفاتح عروة فى التحقيقات: إن الحاخامية اليهودية اعترفت بهم قبل حوالى عشر سنوات، ونحن كجهاز أمنى يهمنا تحليل موقف العلاقات الإثيوبية الأمريكية، وعلى وجه التحديد العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية، ولاحظ الفاتح عروة ومن معه بالجهاز أنه رغم اتجاه الثورة الإثيوبية إلى أقصى اليسار، إلا أن القنوات بين إثيوبيا وإسرائيل كانت لاتزال مفتوحة.

    وكتب الفاتح عروة أثناء فترة وجوده فى إثيوبيا عدة تقارير عن العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية وصفقات بيع الأسلحة والمعدات التى أبرمت بين البلدين، وسلم هذه التقارير لرئاسة الجهاز،وفى أحد التقارير كانت هناك وجهتا نظر من الجانب الأمريكى تجاه علاقاته بأثيوبيا، الأولى متشددة، وترى النظام الأثيوبى نظاما شيوعيا ولا يرجى منه، والثانية ترى أن النظام الإثيوبى يمكن التفاهم معه، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية تتبنى وجهة النظر الثانية ومن خلفها اللوبى اليهودى الموجود فى أمريكا والمتمثل فى الكونجرس الأمريكى.

    وعام ١٩٨٣ كتب الفاتح عروة تقريرا من إثيوبيا عن زيارة عدد من أعضاء الكونجرس، ورصد فى التقرير أنهم بدلا من أن يتحدثوا فى العلاقات بين البلدين كانوا يتحدثون عن الفلاشا، ويذكر الفاتح عروة أنه فى عام ١٩٨٠ كان يحضر اجتماعا مع وفد الأمن الإثيوبى، ومعه اللواء عثمان السيد رئيس الجانب السودانى، وأثناء الاجتماع قال الإثيوبيون: لدينا معلومات تشير إلى أن هناك شبكة إسرائيلية تعمل فى تهريب اليهود الفلاشا عبر السودان إلى إسرائيل وطلبوا من الوفد الأمنى السودانى تتبع هذه الشبكة.

    وحظى هذا الموضوع باهتمام الفاتح عروة واللواء عثمان السيد ومما زاد من اهتمامهما علمهما بسقوط شبكات تهريب فى جوبا ومناطق أخرى، كان كل هم الفاتح عروة معرفة حقيقة اهتمام الجانب الإثيوبى بهذه الشبكات وسر المتابعة الدائمة لها، رغم علاقتهم الجيدة مع الجانب الإسرائيلى.

    واكتشف الفاتح أن إثيوبيا بدأت تفقد الكنترول على مناطق الفلاشا بسبب وجود بعض الجبهات المناوئة فى تلك المناطق، وأنهم فقدوا أيضا المادة التساومية التى بينهم وبين إسرائيل إلى حد ما.

    ومن بين التقارير التى كتبها الفاتح وأزاح الستار عنها المعلومات التى وردت إليه من الإقليم الشرقى، وتشير إلى وجود آثار لنزول طائرة أخرى نزلت فى منطقة الشوك، وتم استبعاد أن تكون هذه الطائرة إثيوبية، لأنها لو أرادت الدخول إلى الأراضى السودانية فالحدود ليست بعيدة، وكتب عروة فى تقريره أنه اكتشف وجود «كنديين» يتحركون بسيارات لاندروفر ويقومون بتهريب اليهود الفلاشا من خلال العمليات السرية، وكانت المرة الثالثة التى يعرف فيها عروة عن قضية الفلاشا بحسب كلامه فى الاستجواب نهاية اكتوبر ١٩٨٤ عندما جاء العقيد موسى إسماعيل مدير فرع حركات تحرر اللاجئين،

    وذكر له أن رئيس الجهاز استدعاه وأخبره بأن الرئيس جعفر نميرى سمح للاجئين الموجودين فى المعسكرات بالسفر خارج السودان، وكانت مسؤولية فرع التنفيذ والمتابعة الذى يرأسه الفاتح عروة والتابع لرئاسة الجهاز، متابعة النشاطات التخريبية من الخارجية، وبصفة خاصة ليبيا وإثيوبيا، ومسؤول أيضا عن بعض العمليات السرية الخاصة المتعلقة بليبيا وإثيوبيا مثل جبهة إنقاذ ليبيا والاذاعات السرية الموجهة.

    وتهكم الفاتح عروة على كلام العقيد موسى وقال: ما فى قانون يمنعهم يسافروا، وما دخل الجهاز بالمسألة دى؟ لكن العقيد موسى أخبره وأمره بضرورة تأمين العمليات التى ستتم عن طريق الطائرات الكارتر، من خلال قاعدة وادى سيدنا الجوية أو مطار الخرطوم.

    وكرر الفاتح عروة سؤاله عن سر قيام الجهاز بهذه العملية فرد عليه العقيد اسماعيل بحدة: «نحن ما سألناكم رأيكم، دى تعليمات الرئيس والعملية مطلوب تتم بالطريقة دى لأسباب سياسة عليا لا يعلمها إلا الرئيس وحده، وهى متعلقة بالضغوط الإنسانية وإظهارها بعد تطبيق الشريعة الإسلامية وإثبات أنه ما فى تفرقة خاصة أن هؤلاء اللاجئين اليهود ذاهبون للاستيطان بدول أوروبية وأمريكا.

    ولم يجادل الفاتح عروة مرة أخرى وقال: نحن عساكر ننفذ الأوامر فقط، واتصل الفاتح عروة بالطيران المدنى وأخبره بأنه مرسل من النائب الأول لرئيس الجمهورية من أجل تجهيز مكان خاص فى المطار لتسهيل الدخول والخروج، على أن يكون التأمين مسؤولية الجهاز.

    كانت السرية مطلوبة فى العملية لتحقيق هدفين:الأول، عدم إغضاب الإثيوبيين، والثانى، استمرار الشكوى من تدفق اللاجئين، وبالتالى استمرار تلقى المعونات من الدول الصديقة، وتقابل الفاتح عروة مع مدير الطيران المدنى، وتحدث مع محمد جميل مدير المطار وأخبره بأن الفاتح عروة قادم إليه من طرف أمن الدولة.

    وفى هذا التوقيت وصل العقيد موسى اسماعيل من جنيف وتسلم العملية على أساس أنه «قادم» من الفاتح، ومن اختصاص الفرع «بتاعه»، كان كل الأفراد المشتركين فى العملية من الجهاز حتى السابقين، والهدف عدم وجود عنصر من خارج الجهاز ربما يكشف أسرار العملية، ويعترف الفاتح عروة فى التحقيقات بأن هناك ضغوطا كثيرة من «فوق» بالإسراع بتنفيذ العملية.

    وكان دور الفاتح انتظار الباصات القادمة من منطقة القضارف وعندما تقترب من منطقة سوبا تقابلهم مجموعة من القسم الذى يرأسه قبل نقطة التفتيش، ثم تتصل به المجموعة أثناء وجوده فى المطار مع العقيد موسى، وبمجرد أن تصل الطائرات ويتم تزويدها بالوقود، يتصل الفاتح بالرائد محمد فؤاد بندر لتحريك الباصات إلى المطار، وكان الوقت المحدد دائما الثانية عشرة بعد منتصف الليل، والدخول من الناحية الجنوبية لمدينة الحجاج.

    استمرت العملية بحسب أقوال الفاتح عروة من نوفمبر حتى يناير، ونشرت الصحف بعض الأخبار عن وصول يهود سود إلى إسرائيل عن طريق رحلات لشركة «بلجيكية» وشعر عروة بالمفاجأة لأن المعلومات التى كانت لديه جميعها تؤدى إلى أن عملية نقل الفلاشا تتم فى إطار إعادة الاستيطان بواسطة المنظمات العاملة فى هذا المجال.

    واستدعى اللواء عمر الطيب العقيد الفاتح عروة، ودار بينهما حديث عن العملية، وأثناء ذلك تحدث اللواء عمر مع الرئيس السودانى جعفر نميرى وسمعه عروة يقول للرئيس: أنا هااتصل بهاشم عثمان وزير الخارجية علشان ينفى المسألة دى.)))


    المصري اليوم
                  

06-26-2010, 04:54 PM

Emam Hassan
<aEmam Hassan
تاريخ التسجيل: 08-04-2003
مجموع المشاركات: 538

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وثيقة خطيره حول ترحيل الفلاشا ودور اللواء عمر الطيب (Re: Emam Hassan)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de