|
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تعقد إجتماعها الدوري
|
عقدت اللجنة المركزية اجتماعها الدوري العادي أمس الأول حيث استعرض الاجتماع الوضع بعد تزوير الانتخابات في مستوياتها المختلفة، وهيمنة المؤتمر الوطني على مفاصل السلطة، الأمر الذي أدى لعدم تحقيق أحد أهداف المعركة الانتخابية التي حددتها في دورة يناير الماضي، وهو إحداث شروخ وتصدعات في جدار الشمولية بما يفتح الباب لتفكيكها وإنجاز التحول الديمقراطي. لكن من المؤكد أن العائد من محصلة نضال الجماهير لم يتبدد أو يذهب هباءاً، وهذا ما تأكد خلال الصراع السياسي الجماهيري لتوفير المطلوبات اللازمة لانتخابات حرة ونزيهة. وقد كشفت الحملات الانتخابية لأحزاب المعارضة ومن ضمنها حزبنا سوءات نظام الإنقاذ وممارساته الفاسدة في كل الجبهات. واستناداً إلى ذلك وغيره نرى أن هناك تراكماً نضالياً على طريق البناء والتنسيق والعمل المشترك القاعدي والمركزي بين قوى المعارضة قد تحقق. لأن الحملات الانتخابية أحدثت حراكاً واسعاً يمكن البناء فوق حصيلته، من أجل إسقاط النظام.
وأكدت اللجنة المركزية على موقف الحزب الثابت بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات المزورة، وبالتالي فإن النظام المنبثق عنها غير شرعي ولا نعترف به. ولكن نتعامل معه كأمر واقع.
غني عن القول أن تزوير الانتخابات أدى إلى مزيد من التعقيد والاستفحال في الأزمة الوطنية العامة وعدم الاستقرار. وفي ذات الوقت فاقم من عزلة النظام ولم ينجح في كسب شرعية زائفة.
وقد أدى ذلك كله إلى شعور بالإحباط وخيبة الأمل بين الجماهير، إلا أن الشحنة النضالية التي تراكمت بأثر الخط الدعائي والإعلامي المقاتل لأحزاب المعارضة والفعاليات الجماهيرية الحاشدة، تجعل الجماهير في مراكز متقدمة نسبياً لانتزاع حقوقها، رغم لجوء النظام للقمع والذي هو دليل آخر على ضعفه وليس قوته كما يتوهم.
وقد تجلى ذلك في مصادرة حرية التعبير بمصادرة الصحف ومنع صدورها وعودة الرقابة الأمنية عليها، والاعتقال التحفظي للمعارضين وقمع إضراب الأطباء بالقوة المفرطة، وارتداده للأسواء في عدة محاور ومن بينها تجدد الحل العسكري في دارفور، ومواجهة مواكب الجماهير السلمية بالرصاص كما حدث في الفاشر والدلنج، وأن الهجوم الواسع على الحريات سيتصاعد عقب الاستفتاء إذ سيلجأ النظام لفرض ديكتاتورية سافرة.
ومن ناحية أخرى فقد أمنت اللجنة المركزية على موقف الحزب الثابت الداعم لوحدة السودان، ووجهت أجهزتها المختصة، وناشدت قياداتها في كل المناطق لحشد كل المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لصالح الوحدة وقطع الطريق أمام خيار الانفصال، وهنالك عدة عوامل مساعدة، منها دعاة الوحدة داخل الحركة الشعبية وقبائل الجنوب المختلفة، وأن واقع أفريقيا لافظ للانفصال وميثاق الاتحاد الإفريقي ينص على وحدة الدول الإفريقية.
وفي هذا الصدد فإن الحزب يحمل المؤتمر الوطني مسؤولية تعريض الوطن للانقسام باعتبار أن سياساته لم تكن لتساعد في جعل خيار الوحدة جاذباً. ومع ذلك فإن الحزب على موقفه في قيام الاستفتاء في موعده المحدد. ونقف ضد عودة الحرب مرة أخرى.
ولاحظت اللجنة المركزية أن النظام فشل في توسيع المشاركة في تركيبة الحكومة التي تشكلت، لكنه لم يوقف محاولته بسبب عزلته وسيسعى جاهداً لتحقيق هذا الهدف، ولذا فإن الحزب يشيد بجميع الأحزاب التي رفضت المشاركة كديكور لسلطة المؤتمر الوطني وتأمل أن تواصل هذا الموقف الوطني السليم.
|
|
|
|
|
|