|
|
 د.علي حسن تاج الدين: قطار وحدة حزب الامة ماشي وكلهم راكبين القطار وسيأكلون في مائدة واحدة..!
|
حوار: عبدالوهاب موسى
بشوش تحسبه من عامة الناس عندما تراه ولكن يدهشك بتجربته العريضة والثرة وعلمه الغزير عندما تقترب منه، لا تمله حين يتحدث إليك، د. علي حسن تاج الدين عضو المكتب السياسي بحزب الأمة القومي يلبس ثلاث عباءات ويحبذ ألا يبدلها فهو أحد سلاطين دار مساليت وعضو مجلس رأس الدولة في الديمقراطية الثالثة فضلاً عن حبه لعبارة الدكتور.. منزله العامر بالرياض لا يغلق أبوابه يستقبلك بالبسمة والترحاب.. فهو كما قال يتنفس درارفور وينام ويحلم دارفور ويأكل دارفور .. جلست (الوطن) إليه في صالونة الواسع الذي تزينه تجربته وعبقريته وتاريخه فقلبت معه ملفات في غاية الأهمية وتحدث في العام والخاص فماذا قال؟!
٭ حزب الأُمة ما زال يعاني ظروف مالية صعبة ما المخرج من هذه الدوامة وهل بحثتم هذا الأمر في مكتبكم السياسي؟
ـ أمر المال بُحث وسيعالج في إطار التنظيم، أي حزب عنده سبع ركائز فكر والأمة له فكره السياسي ومنهجه والمنشور من الأفكار للحزب لا يقل عن «100» كتاب، والركيزة الثانية قيادة كاريزمية تحمل هذا الفكر والحزب بتاريخه العريض يضم عشرات المؤهلين فكرياً وعندنا شباب يعملون لإنزال أفكار الحزب تطبيقياً، ومن ركائز حزبنا الوجود الجماهيري ففي تجربة الإنتخابات الأخيرة إكتشفنا أنه رغم الظروف ولكن جماهير الأُمة ما بدلوا تبديلاً.. والحزب فعلاً يعاني من ثلاث ركائز هي المال والتنظيم والإعلام وفيما يخص التمويل فالحزب ضُرب في ممتلكاته وأنا لدي قائمة بـ«163» عربة صادرتها الإنقاذ ومعي الآن وثائق وشهادات بذلك وكنت مسؤولاً عن هذا الأمر في ملف التفاوض مع الإنقاذ، والحقيقة أن مستحقات الحزب على الإنقاذ تفوق الـ«15» مليار أخذنا منها جزءاً، ولكن الحزب مازال دائناً للحكومة بمستحقاته ولابدّ أن يعالج هذا الأمر ليس بإعادة مستحقات حزب الأُمة فحسب ولكن جماهير حزب الأُمة تحسبهم أغنياء من التعفف، تجد منسوب حزب الأمة باسماً يعطيك مافي جيبه، وهناك تكاتف بينهم هم فقراء ولكنهم مرفوعي الرأس، وهذه نقطة ضعف في حزب الأمة لابدّ من معالجتها.
٭ أنت خرجت من صفوف حزب الأُمة وعدت ومعك يوسف تكنة وآخرين ولكن لم يرَ لكم تحرك فاعل على السطح ولم نركم في ليالي الخرطوم لماذا؟
ـ هناك أُناس تصل حد الإشباع الإقليمي والدولي والقومي أنا دوري في حزب الأمة الآن هو تقديم التجارب للشباب ولذلك من الإنصاف أن نتوارى خلف الكواليس نترك المسرح للشباب فنحن ندربهم ونعد لهم الأوراق وهذا معناه تواصل أجيال.
٭ في أية محطة يقف قطار وحدة حزب الأُمة القومي مع الأُمة بقيادة مبارك الفاضل؟
ـ القطار ماشي وكلهم راكبين القطر وتبقى فقط أن ندعوهم لصالون الطعام بالقطار حتى يأكلوا من نفس المائدة وهذا حتماً لا بديل له في ظل الظروف المعقدة بالسودان.
٭ هناك حديث عن عراقيل أمام وحدة حزب الأمة هل هناك شيطان يعترض هذا الأمر؟
ـ الوحدة خيار إستراتيجي ويمكن أن يتحقق لسبب بسيط، فالناس دائماً يتنازعون على السلطة ولكن الآن ما في سلطة تعطي، فالسلطة كلها شوك والكرسي مليان حسكنيت وقلمك وأنت على الكرسي في السلطة فهو أيضاً ملىء بالحسكنيت «الحسكنيت نبات شوكي»، فالحزب لا يشارك في الحكومة لأنها ليست حكومة برنامج قومي ولا وحدة وطنية ولا أعتقد أن الأحزاب ستشارك فيها وقد تكون الحكومة نسخة من السابقة، فحزب الأُمة ليس له خيار غير بناء الحزب ولم الشمل والإستعداد لمواجهة التحديات في الأشهر الستة التي تحدد مستقبل السودان، فالسودان الآن في مفترق طرق يكون أو لا يكون، فأما وحدة جاذبة بمعجزة أو إنفصال أخوي يكفينا شر الحروب.. وحديثي يعني أنه مافي سلطة ويا أبناء الأمة والوطن هلموا لنجد حلول.
٭ حزب الأمة يوصف بأنه كسيح هذه الأيام على المستويات دون الرئاسة كيف ترد؟
ـ كلمة كسيح «كتيرة»، فحزب الأمة أكثر الأحزاب نشاطاً لكنه «فلسان» والمطلوب قروش للنزول للقواعد وإعادة الإلتئام وتدارك مخاطر الإستفتاء.
٭ هل يراهن حزبكم بعد كل الذي جرى في دارفور على دار مساليت كنفوذ تقليدي له؟
ـ مافي حاجة اسمها نفوذ تقليدي الأمور تغيرت فالحزب قواعده ثابتة وتحتاج لحراك من القاعدة إلى القمة بفعل من المركز.
٭ أين د. علي من قضية دارفور على مستواه الشخصي؟
ـ آكل دارفور وأشرب دارفور وأنوم على دارفور وأحلم بدارفور وأسأل الله أن يأتي سلام شامل لدارفور وتحل القضية ويعود النازحون لديارهم بعد أن تخلى من من إحتلوها وينزع السلاح ويبقى فقط في أيدي القوات النظامية وتعود دارفور للتسامح بعد أن تأخذ العدالة مجراها.
٭ في إعتقادك هل يمكن أن تحل الدوحة قضية دارفور؟
قضية دارفور هي السهل الممتنع يحتاج حلها لإدارة سياسية من أطراف النزاع وأولهم الحكومة بالإستجابة لمطالب أهل دارفور المشروعة وهي مطالب لأهل السودان، وقضية دارفور قومية بمعنى أن حقوق دارفور تنتهي عند حدود حقوق أهل كردفان وحقوق أهل كردفان تنتهي عند حدود حقوق أهل النيل الأبيض وحقوق أهل النيل الأبيض تنتهي عند حدود حقوق سكان العاصمة وكذلك الولاية الشمالية التي تنتهي حقوق أهلها عند حدود حقوق أهل الشرق وكل حقوق أهل الشمال تنتهي عند حدود حقوق أهل الجنوب وكل هذه الجغرافيا مستحقاتها شراكة في السلطة والثروة وإعتراف بأن السودان للكل والمواطنة أساساً للحقوق والواجبات الدستورية.
٭ أنت يا دكتور أنصاري أم حزب أُمة؟
تقليدياً كل أنصاري حزب أُمة وليس كل حزب أُمة أنصاري وهذا الشعار كان سارياً حتى قبل سبع سنوات، ولكن الشعار الجديد الآن ليس كل أنصاري حزب أمة.
٭ متى انضم د. علي لصفوف حزب الأُمة ومن الذي إستقطبه؟
إلتحقت بالحزب في 1964م وكنت عضواً بالهيئة التأسيسة في 28/11/1964م وعضواً بالمكتب السياسي، وكنت أميناً عاماً لحزب الأمة بالإنابة.
٭ أول عمل حزبي تقلدته؟
في 1965م كنت سكرتيراً لأحمد المهدي لأنه كان مسؤول دارفور بحزب الأمة وكنت في نفس الوقت مدير عام جبهة نهضة دارفور وكان هدفي في هذه الجبهة أن نمنع حزب الأُمة من تصدير النواب لدارفور ونجحت في المهمة بنسبة 100% ، ففي إنتخابات 1965م كان كل نواب دارفور من دارفور وتم ترشيح أبناء الغرب في مراكز ثقلهم بالخرطوم، حيث ترشح بالخرطوم يحيى إدريس من الجنينة، وعبد العزيز حسن من حزب الأمة، ومحمد جبارة العوض من الحزب الإتحادي الديمقراطي، والكاروري من جبهة الميثاق، وكنت مسؤولاً عن إدارة هذه الدائرة، وفاز محمد جبارة نتيجة لتعدد المرشحين من حزب الأُمة وأيضاً جئنا بدريج وزيراً من دارفور.
٭ هل هناك بديل للإمام الصادق المهدي مطروح لتولي رئاسة الحزب؟
ليس هناك بديل مطروح للرئاسة بديلاً للأمام ولا أحد يفكر ولا يدور في خلده هذا الأمر.
99% من قادة حزب الأمة «رسيفرات» بمن فيهم شخصي ويمكن أن يعملوا مونتاج وينتج ولكنه إنتاج من فكر مسموع أو مقروء أو مكتوب من الإمام الصادق وهذا لا يعني أنهم غير مفكرين، هم مفكرون ومتطورون ولكن قدرة الإمام الصادق الفكرية أكبر من أفكار قياداتنا.
|
|
 
|
|
|
|
محمد المختار الزيادى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست