|
بخيتة أمين : امرأة من بارا
|
اللهم استغفرك ربى ... لا رياء يفسد الاجر ولا سمعة ومن فى الخلق من يملك لى ضرا او نفعا .... انما هى اشاعة الخير بين الناس.... ورحم الله عمى مبارك شداد .... وقد كتبت عن سيرته العطرة بعض الكلمات اعود اليها باذن الله لاحقا .....
الابار المذكورة تم تنفيذها بواسطة جمعية الكتاب والسنة الخيرية ومكتبها فى السجانة .. واشرف علي تنفيذ الابار المهندس المعمارى التقى فتح الرحمن العوض وصحبة الاخيار ... بارك الله فيهم وزادهم علما ورفعة وتقوى ....
وياصفية مبارك جزاك الله خير الجزاء .... وقد قصرت الدنيا وعجلت فينا بالاخيار ولم يبقى فيها الا العمل الصالح ... تقبل الله منك ومن الجميع (وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ).
بخيتة أمين : امرأة من بارا
Quote: بالصدفة حدثني من أثق في معلوماته أن السودان هذا ورغم المرارات والحقد والنزاعات واختلاق الوشايات وتكبير الكيمان والقيل والقال وضياع الزمن في الفارغ وقليل من المليان لكن هناك إشراق وإعجاز وإبداع وأسماء وعناوين وبيوت وأسر وماء يتدفق من آبار يرتوي منها العطشى ويرفعون الأكف دعاء لهؤلاء ليقول..
في مدينة بارا شمال كردفان والتي يسكنها قرابة مائتي ألف نسمة في منطقة دائمة الاخضرار مليئة بالسهول والوديان والكثبان والخيران والرعي فيها يبهر الإنسان وحفائر وآبار سطحية وعناء في الحصول على الماء والمستشفيات والمراكز الصحية تشكو من ضمور الكوادر البشرية المؤهلة ورغم قبائلها المكونة من دار حمر والترعة والمجانين والجوامعة ومساجدها التي تفوق المائتين ومدارسها المتعبة في التجليس والافتقار لوجبة الإفطار والكتاب المدرسي المعدوم.. هناك امرأة اسمها صفية شداد وأخوات لها أنجبهن المبارك الفاضل شداد ليدفع بهن إلى مدينة بارا لتلتقط قفاز العمل الإنساني في هدوء وحياء هذه المرأة تستطيع من ميزانية أسرتها وبدعم من زوجها محمد يعقوب شداد وأزواج شقيقاتها يحفرن الآبار ويعبئن الحقائب مملوءة بالملابس وأزياء المدارس وحقائبها واحتياجات صغار التلاميذ وأثواب صلاة العيدين الفطر والأضحية وخرافها وبهاراتها وكافة مستلزمات الضحية هذه المرأة (البارية) تطوف على دور صناعة الأدوية تجمعها في موضع صحي وتعد السكن للطبيبات والأطباء وتلجأ للوزارات المعنية استعداداً لبداية سفر القوافل الطبية إلى بارا وضواحيها. وعلى نفقة بنات شداد تتحرك القوافل التي يصل أحياناً عددها إلى 125 فرداً يقدمون العلاج للمرضى ويعالجون أسنان من هم في حاجة لذلك يسعفون المريض وينقذون حياته يتابعون الحبليات ويفرون لهن احتياجات الولادة والمولود وبارا وضواحيها التي لم تسمع ولم تر الطبيب الاختصاصي تصفق استقبالاً بالدكتور ومريوله وسماعته وبسمته الدائمة وهو يجلس على المقعد أو البنبر ليعالج أهل بارا ضمن القوافل الطبية..
وجمعية (نساء بارا الخيرية) والتي تتصدر هذا الجهد وهذا الإعمار الإنساني تقودها هذه المرأة التي اسمها صفية شداد بكل الوقار والرزانة وعدم الإبانة فيما تقدم عليه وتبلغ تكلفة البئر قرابة العشرين مليون جنيه لم تفتر هذه السيدة وأخواتها في مواصلة حفر الآبار بالقرى المجاورة لبارا.
بنات شداد علوية ومنى وماجدة وطاهرة مبارك الفاضل شداد يرسمن لوحة إنسانية مطرزة بكل معاني الوفاء للبيئة والقبيلة والأهل والمجتمع لتظل بارا الجميلة في أخيلة أهلها ومن جاورهم رغم أنهم يقمن بالخرطوم.. ملايين الرحمات تغشى قبر مبارك شداد وزوجته ثريا اللذان أنجبا هذه الكوكبة من مشاعل لا تنطفئ.
|
http://alraed-sd.com/portal/permalink/27772.html
|
|
|
|
|
|