ب منبر الحريات فى اوسلو ...شاهدت واستمعت الى لبنى حسين ...تطرح قضيه بائعات الشاى(فيديو)

Quote: • السلام عليكم ..بادئ ذي بدء، أشكر منظمي منتدى أوسلو للحرية على دعوتي للحضور و الحديث بإسم أخواتي. إسمي لبنى أحمد الحسين، صحفية و كاتبة من السودان ربما تكونوا قد سمعتم سيداتي و سادتي بقصتي منتصف العام الماضي، و لم أكن الأولى، و لا رقم عشرة آلاف التي قبضت عليها الشرطة بسبب الملابس، فحسب مدير عام الشرطة يبلغ عدد النساء اللاتي قبض عليهن بسبب الملابس ٤٣ ألف إمرأة، ليس في كل السودان بل في الخرطوم فقط، و لسنة واحدة فقط هي سنة ٢٠٠٨. تخيلوا كم كان الرقم طوال العشرين سنة الماضية. أنا لم أكثر إمرأة تعرضت للظلم والعنف حيث تتنوع وتتعدد اشكال العنف المادى والمعنوى ، الفردى او الجماعى او الحكومى المنظم الممارس ضد المرأة في السودان و لكنني كنت أعلاهن صراخاً ليسمعه سكان الأرض، و قلت لا بإسم الآلاف اللاتي جلدن و لم يستطعن الصراخ. • البشير وصل للحكم بإنقلاب عسكري سنة ١٩٨٩، علماً بأن النساء السودانيات كن قد قطعن مسيرة ٩٠ سنة من التعليم و كان أول هدف لنظامه فرض عقيدة إسلاموية تقمع أي مظاهر الحريات و أولها المرأة و مظهرها • مع أن هذه القيدة الإسلاموية تتناقض مع عادات الشعب السوداني: حتى سنة ١٩٤٠ كانت التقاليد تفرض على الفتيات حتى سن الزواج عدم تغطية ما فوق السرة، هذا في شمال السودان المسلم، أما جنوب السودان الغير مسلم فتستمر فيه العادة إلى اليوم • يا ترى كم جلدة تستحق جداتنا • المظهر الثاني لقمع النساء ليس الملابس بل إقصائهن من مهن محددة فقد شردت الدولة البشيرية ٣٥٠ ألف موظف و موظفة آغلبهم من النساء في القطاع العام منذ وصول الجنرال إلى الحكم. ما جريمتهم؟ أنهن صنفن كمعارضات للنظام فقط لأنهن لا يغطون شعورهن بالطريقة التي يراها النظام مناسبة. لكن ليست كل نساء السودان موظفات، هناك فلاحات يزرعن أرضهن هجرن من دارفور و لا يجدن في المدن أعمالاً غير بيع الشاي. حتى هنا تلاحقهن الحرب: هذه المرة من الشرطة رغم عدم وجود قانون يمنع هذه المهنة، رغم أنهن يعلن أسرهن و لن يشفع لهن أن بعضهن مرضعات. • تضطر النساء للذهاب إلى أطراف المدينة لكي تأمن من الشرطة خوفا من تكسير أوانيها التي هي رأسمالها، لكن من سيشتري شايهن هنا؟ • كل الحاضرين أن الحكومة تستخدم الإغتصاب كسلاح حرب في دارفور و مع ذلك تنكر، لكن هذه شيماء و ليست دارفورية عمرها سنة و سبعة أشهر. تم أغتصابها إغتصاباً جماعياً مع العلم بأن عقوبة الإغتصاب هي شهر واحد. قانون يقول للضحايا بأن العدالة لن تنصفهم إلا إذا أسلموا الروح، فقط في هذه الحالة تكون العقوبة رادعة تتراوح ما بين المؤبد و الإعدام لأن الجرم المعاقب هو القتل، أما الإغتصاب فهو أقل من عقوبة لبس البنطلون. هذه هي شريعة البشير • البربرية التي تمارس على النساء: ٩١٪ من النساء في شمال السودان يتعرضن للختان، مع العلم بأن كان هناك قانون يحظر هذه الممارسة، لكن على الورق من سنة ١٩٤٧ إلا أن ذلك القانون النظري تم إلغاؤه سنة ١٩٩١، و في سنة ٢٠٠٥ أصدر مجمع الفقه الإسلامي الحكومي فتوى إعتبرت أن الختان مستحب. لماذا؟ لأن منظمات المجتمع المدني نجحت في توعية المجتمع فقررت السلطة ضرب تلك المنظمات بإلصاق صفة الشرعية بالختان. و لكن إستمر ضد الختان بنجاح في تمرير مشروع قانون لحماية الطفل يحظر الختان و رفضت الحكومة إعتماده. على الرغم من نسبة وفيات الأمهات أثناء الولادة المرتبطة بالختان هي رابع أعلى نسبة في العالم فإن الحكومة السوداني تركز مجهودها في تطبيق المادة ١٥٢ التي حوكمت بسببها للبس بنطلوناً • سناء، بنت الـ١٧ عاماً، تعيش في بلدة في وسط السودان زوجها والدها بدون موافقتها و رفضت لرغبتها في أنهاء تعليمها الجامعي، و عندما رفضت الذهاب معه لبيته في سنة ٢٠٠٨، أعطى والدها لأخيها ماء قال له بأن شيخاً من رجال الدين باركها بقراءة القرآن، و طلب منه بأن يرشه على وجه أخته و هي نائمة وقت صلاة الفجر، إكتشف الأخ بعد صراخ أخته بأن الماء المبارك هو حامض الكبريت المركز: سناء مورس عليها جميع أشكال العنف الذي تعاني منه الكثير من بنات السودان: زواج القاصرات، الزواج القسري بدون موافقتها، قطعت دراستها، و أخيراً حرق وجهها و بعدها بدأت إجراءات جنائية ضد الزوج و لكن الوالد وهو الجاني الحقيقي عفى أمام المحكمة المفترض. كل هذا تم بإسم الدين. حالة ليست الأولى ولا الأخيرة و هي تتكرر يومياً و تتخصص بعض الصحف في تغطية هذا النوع من الجرائم • سيلفيا، من مواليد ١٩٩٣ و هي مسيحية من جنوب السودان و قبض عليها في الخرطوم تحت المادة ١٥٢ من القانون الجنائي السوداني التي تعطي للشرطة السلطة في تحديد هل الملابس التي تلبسها المرأة مضايقة للشعور العام كما تنص المادة أم لا، سيلفيا كانت تلبس نهاراً في الخرطوم تنورة إعتبرها الشرطي "ضيقة" و بالتالي إنتهاك للقانون و أخذها للمحكمة فوراً التي حكمت بجلدها خمسين جلدة، و هي عقوبة تزيد عن العدد المحدد بعشر جلدات: هذه المادة تطبق تمييزياً ضد النساء و تعاقب عليها محاكم خاصة لا تتيح للمتهمة فرصة الدفاع عن نفسها أو الإتصال بأسرتها، و تنفذ الأحكام فوراً بدون أي مستند يوضح حيثيات الإدانة و العقاب. • عندما قبض علي، كانت معي في المجموعة التي قبض عليها طفلة جنوبية مسيحية في السادسة عشر من عمرها أصغر من سيلفيا، تبولت على نفسها من الخوف: عندها قررت عدم السكوت و المطالبة بتغيير مثل القوانين اللاإنسانية التي يستطيع الموسرون و أهل النفوذ الإفلات منها. رفضت عرض العفو الرئاسي و قلت لهم: كانت لي لأولى به المراهقات المسيحيات مني أنا. هدفي في تحدي القرار كان من أجل تغيير القانون الظالم الذي يجلد المرأة أربعين جلدة و يغرمها بسبب لبسها للبنطلون، فيما يسكت عن ختان الإناث و إغتصاب الأطفال. • يوم محاكمتي كانت النساء السودانيات متواجدات بكثافة و خاطرن بتحدي الشرطة لمساندتي: بائعات الشاي، أساتذة الجامعات، الطالبات و ربات البيوت و غيرهن من كل شرائح المجتمع. لم يأتين لي أنا لبنى لكن من أجل المطالبة بحقوقهن و تغيير هذه القوانين الظالمة. هذه القوانين التي يقال أنها من الشريعة هي في الحقيقة الحامض الكبريتي الذي يحرق حقوق بنات السودان، أخواتي.. نعم هناك نضال متواصل .. لكن يقابله قمع مستمر .

Quote: شكراً يا محمد علي التغطية الكاملة .. عمل جميل ومنسق وتستحقون الإشادة , وموفقين دائماً بإذن الله..

Quote: التحية الى الاستاذ لبنى حسين ونتمى لها التوفيق .... عرفناها صامدة وقوية ... التحية الى كل بنات بلادى ...