دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد سيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-01-2024, 05:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2010, 08:03 PM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد سيد


    رغم تعثر الإنترنت عندي أحببت أن أنشر الليلة مرثيتي للفقيد الغالي العالم الرباني
    الداعية المسدد الشيخ الدكتور محمد سيد حاج علي ، و سأتبعها بمقالات عديدة وصلتني من
    بعض زملائه و تلاميذه و محبيه ، منهم الأخ الدكتور طه عابدين طه و الأخ الدكتور عارف الركابي
    و نناشد من يريد الكتابة عنه أن يرسل لي على بريدي : [email protected], و أرجو ممن له
    معزة للشيخ من الأعضاء أن يعاونني برفع صور و فيديو التشييع ، و كلمات للشيخ رحمه الله .

    (عدل بواسطة عبد الرحمن الطقي on 04-27-2010, 08:08 PM)

                  

04-27-2010, 08:18 PM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: عبد الرحمن الطقي)


    بسم الله الرحمن الرحيم
    دمـــوعٌ ذوارفُ ... على ثاوي القضارف !
    شعر : عبد الرحمن بن إبراهيم بن سالم الطقي

    في رثاء فقيد العلم و الدعوة فضيلة الشيخ الدكتور / محمد سيد حاج الذي وافته المنية
    بحادث سير في طريقه للقضارف لإلقاء محاضرة ، و ذلك ليلة الأحد 10 من جمادى الآخرة 1431هـ
    الموافق له 24/4/2010م عن عمر لم يتجاوز الثامنة و الثلاثين قضى أكثره في الدعوة إلى الله
    تعالى ، رحمه الله رحمة واسعة


    أ يا عينِ جودي بالدموعِ الذوارفِ *** لفقدِ ربيبِ العلمِ ثاوي القضارفِ
    أ بعدَ نعِيِّ الشيخِ من بعدِ هجعةٍ *** نؤمِّلُ خيرًا في رنينِ الهواتفِ !
    هتفْنَ بموتِ الحِبِّ موتِ محمّدٍ *** فضاعفْنَ تقريحَ الكُبودِ التّوالفِ
    فكادت شغافُ القلبِ تنماعُ حسرةً *** و ينسدُّ بطناه بحزنٍ مضاعَفِ
    فقد غاب من كنا نرجِّيه عالمًا *** يجودُ على محْلِ النفوسِ بواكفِ
    يُقسّمُ ميراثَ النبيينَ بينها *** لكي يستظلَّ الناسُ من حـرِّ صائفِ
    أ سيارةً بالبَرِّ ، لا الجوِّ سعيُها *** أ حقًّا حملتِ البحرَ نحو المتالفِ !
    نفرْتِ كمُهْرٍ لم يُروِّضْه سائسٌ *** و لم تسكني مثلَ البُراقِ لعارفِ
    أ لم تعلمي أن الذي عُفْتِ حملَه *** و ألقيتِه للموتِ بين التنائفِ
    جوادٌ كريمُ النفسِ هَيْنٌ مهذّبٌ *** على خُلُقٍ كالنسْمِ أو ظلِّ وارفِ
    تربّى على التوحيدِ مُذ كان يافعًا *** و شبَّ على التقوى و نشرِ المعارفِ
    و في خدمةِ الإخوانِ أفنى حياتَه *** بلى ، كان مرتادًا لبادٍ و عاكفِ
    لقد كان دُكّانًًا و مُشرعَ واردٍ *** و ملجأَ ملهوفٍ و بحرًا لغارفِ
    أحاط بسورِ المجدِ من كلِّ جانبٍ *** و حاز علاه من تليدٍ و طارفِ
    أبا جعفرٍ ، حلّقتَ بالروحِ عاليًا *** و أبقيتنا للحزنِ بين الخوالفِ
    سموتَ كنجمٍ لاح في الأفقِ غابرًا *** فنفسُك قد تاقت لأسنى الوظائفِ
    وظيفةِ خيرِ المرسلينَ محمّدٍ *** لتِبيانِ منهاجٍ و كشفٍ لزائفِ
    إهابُك غضٌّ فيه نفسٌ أبيةٌ *** و همّتُك الكبرى كشُمِّ السوالفِ
    فلهْفي على زُغْبٍ صغارٍ تركتهم *** كأفراخِ مرْخٍ صابهم ودْقُ واكفِ
    و لهفي على شيخينِ أوفيت برَّهم *** كيعقوبَ غشّى عينَه حُزنُ آسفِ
    و زوجينِ كالأختينِ أُيِّمْنَ بعدكم *** و قد عدت محمولاً لها في اللفائفِ
    و ربُّك مخلافٌ على كلِّ فاقدٍ *** و في اللهِ خيرُ الخُلْفِ من كلِّ تالفِ
    لقد كان فقدُ الشيخِ فاجعَ أمةٍ *** و ثُكلاً لرباتِ الخدورِ العفائفِ
    فقد فتحت أخلاقُه غُلْفَ أنفسٍ *** بغيرِ رصاصٍ أو سيوفٍ رواعفِ
    يُشيّعُ بالإجلالِ ما راح أو غدا *** و يُتبعُ محفودًا و لا كالخلائفِ
    فهذي النفوسُ الكُمْدُ من حول نعشِه *** تناوَبُه قبلَ الأكُفِّ الرواجفِ
    قضى داعيًا لله عمْرًا مباركًا *** بدعوةِ حُسنى للرضا و المخالفِ
    بصوتٍ كترتيلِ المزاميرِ صادقٍ *** و رعدٍ بأذنِ الشركِ والظلمِ قاصفِ
    و مِقوَلُه يسبي العقولَ حلاوةً *** و يُسْلِسُ قوْدَ النافراتِ العنائفِ
    فمن بينِ منقولِ الأدلةِ ناصعٍ *** إلى منطقٍ جزلٍ و خيرِ الطرائفِ
    سيبكيه طلابٌ ، و تبكي منابرٌ *** و تبكيه إذ أودى جليلُ المواقفِ
    تراه إلى العلياءِ دومًا مشمّرًا *** و يُحجمُ عن فعلِ الأمورِ السفاسفِ
    يسارعُ للخيراتِ حتى كأنه *** يُطالعُ شخصَ الموتِ خلفَ السجائفِ
    و يسعى لإصلاحٍ و يرأفُ بالعِدا *** و ليس على الخصمِ الألدِّ بحائفِ
    حييّاً عفيفًا لا يُذمُّ بشائنٍ *** من الفعلِ أو هُجْرٍ من القولِ جائفِ
    و يلهجُ بالإخلاصِ دومًا لسانُه *** و يُثني على المولى بإخباتِ واجفِ
    و يدحضُ شُبْهاتٍ شتيتًا دروبُها *** بأنوارِ علمٍ ساطعاتٍ كواشفِ
    يغوصُ بأعماقِ المحيطات ينتقي *** لآلئَ علمٍ من دقيقِ اللطائفِ
    سيبكيه إخوانٌ و أنصارُ سنةٍ *** و طلابُ حقٍّ من جميعِ الطوائفِ
    و تبكيه آثارٌ عظامٌ صوالحٌ *** عن اللهِ لم يقطعْه شغلُ الصوارفِ
    على صائمٍ تالٍ مُصلٍّ مُـمجِّدٍ *** و معتكفٍ بالبيتِ ساعٍ و طائفِ
    فللهِ ماذا ضمّ قبرٌ مطيرةٌ *** رُباه ببحري من عظيمِ العوارفِ!
    فحُييِّتَ من مثوًى و حُييِّتَ روضةً *** و سُقِّيتَ من صوبِ الحيا المترادفِ
    و ندعوك يا اللهُ يا خيرَ سامعٍ *** و خيرَ مجيبٍ للدعاءِ الموالفِ
    و عبدُك لم نعهدْه للهِ عاصيًا *** و ليس بجافٍ عن هدًى متجانفِ
    فرحماتُك اللهمّ تغشى محمدًا *** و عفوُك لا يحصيه وصفٌ لواصفِ
    فكن جارَه ، نعمَ الجوارُ ابنَ سيِّدٍ *** فقفْ طامعًا في الفضلِ يومَ المخاوفِ
    فأجرُك عند اللهِ - إن شاء - ثابتٌ *** و ربُّك للموعودِ ليس بخالفِ
    خرجتَ إلى أهلِ القضارفِ داعيًا *** فكان حِمامُ الموتِ أسرعَ خاطفِ
    و إنا لنرجو أنْ ستغدو منعّمًا *** هنالك في الجناتِ بين الوصائفِ
    و تأمنُ في قبرٍ و من هولِ موقفٍ *** و بشراك في الميزانِ بيضُ الصحائفِ


    عبد الرحمن الطقي
    [email protected]
    الدوحة – قطر
    صباح الاثنين 12جمادى الآخرة 1431هـ
    الموافق له: 26/4/2010م
                  

04-27-2010, 08:28 PM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: عبد الرحمن الطقي)


    مقالة الأخ الدكتور طه عابدين طه :

    مات أقوام فما ماتت مكارمهم
    ( كلمات في رحيل الشيخ الداعية محمد سيد )
    في أمسية ليلة الأحد الثالث عشر من شهر جماد الأولى فقدت الأمة عامة والشعب السوداني خاصة علم
    من أعلام الدعوة ، الأستاذ العلامة المجدد محمد سيد حاج ، الذي أمضى حياته منذ نعومة أظفاره في
    الدعوة إلى الله على بصيرة ، وهو من الشباب الذين نحسبهم و الله حسيبهم ممن تربوا على طاعة الله ،
    وعرف طريق عبوديته الخالصة ، ومنهج نبيه الصافي منذ باكر عمره في محضن جماعة أنصار السنة
    المحمدية التي تميزت بصحة واعتدال منهجها ، وهو ممن بارك الله في حياته ، ونفع الله بعلمه ، وفتح
    له قلوب عباده ، ورزقه الله حسن البيان ، وقوة الاستدلال ، وسرعة الحافظة ، وحضور البديهة ، وسلامة
    الفهم واعتداله وعمقه مع بعد النظر ، وواقعية التفكير ، وهو ممن خبر علل مجتمعه وعمل على إصلاحه
    بهمة لا تعرف الفتور ، خطب الجمعة في آخر يوم من حياته ، ثم شارك في مناسبة بعد العصر ، وأقام
    محاضرة في المساء ، وسافر قبل الفجر للقضارف في شرق السودان لبرنامج علمي فكان حادثه الأليم قبل
    الظهر ، هكذا كانت حياته ، بين دعوة ، ومشاركة اجتماعية ، وزيارات أخوية ، ولجان استشارية ، ودروس
    علمية ، وخلوات تعبدية وجلسات علمية ، فهو نموذج لداعية متميز في منهجه وأسلوبه وهمته، مثل مدرسة
    تربوية فريدة في فكره ومنهجه المعتدل الواسع المنفتح على كل الناس ، ينشر خيره وعلمه لهم بصورة
    لا تعرف التقوقع ولا الانغلاق على الذات ، ومثل مدرسة تربوية أخرى جمعت بين تعميق معاني الإيمان ،
    وتزكية النفوس وتهذيبها ، أخذ قوة فهمه من خلال مطالعاته الواسعة لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، الذي
    كانت رسالته العلمية في مرحلة الماجستير عن ما انفرد به شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأئمة، كما أخذ روحه
    التربوية الإيمانية الراقية من حسن مطالعاته وتدريسه لكتب الإمام ابن القيم فترقى في مدارجها ، وكان
    خير من انتقى درر مدارج السالكين ، كما تعلم حسن الخطاب وقوة الاستدلال من شيخه الشيخ أبو زيد محمد
    حمزة ـ حامل راية التوحيد وإمام دعاة السنة في مجال الدعوة ، وصديقه ومحبه وهادي دربه الشيخ كمال
    الدين إبراهيم الزنادي الذي هو خير نموذج في الدعوة .
    فهو ممن تأثر بغيره وأثر أضعافه على غيره ، ولذا سيترك فقده فراغاً عظيماً وسط شبابه وطلابه الذي
    نهلوا من علمه ، وتأثروا بخلقه الرفيع حيث كانت هذه مدرسة ثالثة في شخصيته ، تواضع يجبرك على احترامه ،
    صدق يجذبك للاستماع إليه ، بشاشة تدفعك للإقبال عليه ، مروءة وكرم جعلته قريبًا من كل من هو بعيد عنه ،
    يهتم بأمر الآخر حتى ينسى هموم نفسه ، عفة ونزاهة وزهد جعلته يعلو في قلب كل من كان قريباً منه ، ومن
    اقترب منه أكثر رأى فيه ملمحًا رابعًا تميز به حيث كانت له اهتمامات واسعة بجانب العناية بحسن العبودية
    من صيام و طول صلاة بالليل ، واعتكاف سنوي في رمضان في العشر الأواخر في المسجد الحرام ، مع كثرة حج
    واعتمار ، وفوق ذلك طول تمجيد وثناء لله جل وعلا الذي هو أهل الثناء والمجد والمغفرة ، ومن عاشره في بيته
    يرى ملمحاً خامساً هو سبب نجاحه وتميزه ، يجد براً عظيماً فريداً بوالديه الذي كان هو درتهما وهديتهما في
    الحياة ، الذي سيترك فقده أثراً عظيماً في نفوسهما ، لا يسليهما فيه غير الصبر والرضا بقضاء الله وقدره ،
    واليقين بأن الله يختار دائماً الخير لعبده ، فهو قد عاش وما عاش طويلاً لكنه ترك أثراً عظيماً ، ترك صوته
    الذي ينطق بالخير له مدى الحياة ، ترك طلابه الذين ينشرون خيره من بعده ويدعون له ، ترك علمه الذي عاش
    له نوراً لمن أراد النجاة ، ترك سيرة حسنة ، وذكرى طيبة جعلت قلوب الصالحين تتضرع بالدعاء له ، ترك ذرية
    طيبة ، وزوجات نحسبهن كن خير معينات له في مهمته السامية ، وسيواصلن المسيرة ـ إن شاء الله ـ من بعده
    أم جعفر وأم سارة جبر الله كسرهن ورزقهن الصبر الجميل .
    أخي ورفيق دربي ! لقد ذهبت ؛ أدرك أنك كنت تحمل هموماً عظيمة لو عشت كنت لها ، كنت تحمل هم صلاح البلاد
    واستقرارها ، وطهرها وصلاحها ، كنت تعمل لوحدة صف إخوانك من أهل التوحيد والسنة ، كنت تسعى أن تبذل معروفك
    لكل من يمكن الوصول له ، مضيت أخي في طريق الحق والهداية , ونسأل الله أن يكون قد وقع أجرك على الله ومنَّ عليك
    بالشهادة في سبيله فما خرجت إلا طاعة لله وداعيًا في سبيله ، وسنمضي بإذن الله في دربك الذي هو درب الصالحين من
    أسلافنا بهمة ضاعفها موتك .
    ولله ما أخذ وله ما أعطى ، وإني أسال الله لك الدرجات العلى من الجنة ، وأن لا يحرمنا أجرك ولا يفتنا بعدك .

    كتبه العبد الفقير إلى الله ، المكلوم بفقدك ، الراضي بقضاء الله وقدره ،
    د. طه عابدين طه ، من جامعة أم القرى ،
    من مكة المكرمة ، البقعة الطاهرة المشرفة .
                  

04-27-2010, 08:48 PM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: عبد الرحمن الطقي)

    مقالة الأخ الدكتور عارف عوض الركابي

    مقال الثلاثاء 13 جمادى الأول1431هـ بصحيفة الانتباهة
    الشيخ محمد سيد حاج والغاية العظمى من الدعوة
    كتبهــــا د. عارف عوض الركابي
    في يوم السبت الماضي الموافق العاشر من شهر جمادى الأول لعام 1431هـ ، توفي الأخ الشيخ الداعية محمد
    سيد حاج بحادث سير وهو في طريقه لإقامة محاضرة بمنطقة القضارف ، ولقد كانت المصيبة عظيمة على المسلمين
    عموماً بهذه البلاد ، وعلى المهتمين بأمر الدعوة إلى الله خصوصاً ، ولذلك فقد عبّرت المواقف التي أعقبت هذا
    الحدث عن ذلك بجلاء ووضوح ، فقد انتشر الخبر في لحظات ، وامتلأت صفحات المنتديات وصفحات الصحف بما يتعلق
    بذلك ، واحتشدت الحشود الكثيرة للصلاة على الشيخ ودفنه يتقدمهم رئيس البلاد ونائبه الأول ـ حفظهما الله ـ
    وسائر المهتمين بالدعوة من العلماء والدعاة إلى الله وطلاب العلم وعامة الناس.
    ومن له صلة بالشيخ محمد سيد ــ رحمه الله ــ وله به معرفة خاصة ، وأيضاً من اطلع على شيء من دروسه وخطبه
    ومحاضراته ، وكذا من وقف على شيء مما كُتِبَ عنه ، يتبين له بوضوح تام : تميزه ــ رحمه الله ــ في جوانب عديدة؛
    في شخصيته ، وصفاته ، ودعوته .
    إن مما تميز به الشيخ محمد سيد ــ رحمه الله ــ أنه كان صاحب همة عالية ، ونشاط واضح ملموس ، وصبر وتفانٍ ،
    في سبيل نشر ما لديه من علم ، ودلالة الناس على الخير ، مستثمراً الظروف والأوقات التي تتاح له ، ويشهد لما
    قلت : الثروة الكبيرة التي تركها أثراً وشاهداً له من المحاضرات القيمة والخطب العلمية والدروس المنهجية ؛
    ومن المؤكد أنها نتاج تضحية ومثابرة وهمة عالية وعمل دؤوب.
    ومما تميز به الشيخ محمد سيد ــ رحمه الله ــ قوته في الاستدلال على المسائل والقضايا التي يذكرها ويطرحها،
    وهو في ذكر دائم للدليل ــ مع فهمه الفهم الصحيح ــ وهو فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين ، يصحب
    ذلك فهم عميق للنصوص ، كما له اطلاع كبير بسيرة السلف الصالح ، معظماً لهم في دروسه ، مظهراً ضرورة الاقتداء
    بهم ، كما أنه قد تميز بروعة الأسلوب الخطابي مما كان له التأثير الكبير في حرص كثير من الناس على دروسه
    وخطبه ومحاضراته .
    وتميز في دعوته ــ رحمه الله ــ بشمولية واضحة ، وذلك يظهر من خلال القضايا التي كان يتناولها ، فهو يركز
    على قضايا العقيدة والتوحيد ، والتفصيل فيما يتعلق بأركان الإيمان ، ومع ذلك يعتني بقضايا الدين الأخرى ،
    كبقية أركان الإسلام من الصلاة والصيام والزكاة والحج ، وله عناية واضحة في التحذير من البدع والمحدثات ،
    والأعمال المخالفة للكتاب والسنة ، كما له اهتمام واضح بتزكية النفوس ، وأعمال القلوب ، وقد كان له درس
    ثابت في كتاب ابن القيم ـ رحمه الله ـ "مدارج السالكين" ، كما ويتضح لكل من عرفه ــ رحمه الله ــ اهتمامه
    بمسائل الترغيب والترهيب ، وقضايا المرأة والحجاب ، وتناول العادات والممارسات السيئة في المجتمع
    والتحذير منها ، وكذا له مساهمات في القضايا المستجدة والنوازل وهو يتناولها باعتدال واتزان وفق المنهج
    الذي كان يسير عليه في دعوته وهو المنهج السلفي المبارك.
    كما وقد تميز الشيخ محمد ــ رحمه الله ــ بأخلاق فاضلة ،فقد كان باراً بوالديه ، بشوشاً ، متواضعاً ، طيب
    المعشر ، هكذا نحسبه ولا نزكي على الله أحداً ، وهي شهادة أشهد بها لما أعلمه عنه ، وقد قال الله تعالى :
    (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) وقال تعالى : (وما شهدنا إلا بما علمنا) ويشهد له بذلك من كان أكثر
    لقيا به مني.
    وجوانب التميز في شخصية ودعوة الشيخ محمد سيد كثيرة ومتعددة ، وما لم أذكره هو أكثر بكثير مما ذكرته
    في هذه الكلمات القليلة في حق هذا الداعية والخطيب المسدّد ، إلا أني أجد أن من حقه علينا ، ومن الوفاء
    له بما قدم ، أن أُبْرِزَ بشيءٍ من التفصيل أهم ما تميز به في دعوته ــ رحمه الله ـــ وهو: الغاية الكبرى ،
    والمهمة الأولى ، والهدف الأعظم للدعوة إلى الله تعالى ، فإن هدف الدعوة الأساسي الذي ينبغي أن تقوم وترتكز
    عليه وغايتها الكبرى التي تنطلق لأجلها هو: أن يعبد الناسُ اللهَ جلّ وعلا وحده ، ويحققوا له العبودية التي
    خلقهم لأجلها ، وأن يعرفوه سبحانه ، بأسمائه وصفاته وأفعاله ، ويعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئاً ، فيكون
    دعاؤهم وصلاتهم وخشيتهم وتوكلهم وسائر أعمالهم له سبحانه وتعالى وحده دون أحد سواه .
    لقد قصّ الله تعالى علينا في كتابه قصص بعض رسله من نوح إلى محمد ــ عليهم الصلاة والسلام ــ ومع اختلاف الزمان
    والمكان ، وحال الأقوام الذين أرسلوا إليهم ، وطول الفترة بين الرسل ، إلا أنه لم يتغير أساس الدعوة ومرتكزها
    ولو مرة واحدة ، وإنما قامت جميع الرسالات وبدأ جميع الرسل دعوتهم بإفراد الله بالعبادة ، ونفيها عما سواه ،
    وهذا هو مقصد كلمة الإسلام "لا إله إلا الله" ، قال الله تعالى : (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا
    الطاغوت) ، وكل رسول كان يقول لقومه : (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) ، وهذا الأساس هو وصية الله تعالى
    لرسله ، قال الله تعالى : (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى
    وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه
    من ينيب) والموصَى به هو : توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة.
    وكان هذا الأساس هو وصية الأنبياء والصفوة لمن بعدهم ، قال تعالى : (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال
    لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون).
    ومن يتأمل سيرة نبينا محمد ــ عليه الصلاة والسلام ــ يرى هذا الأمر في وضوح هو أجلى من الشمس وهي في كبد السماء ،
    لقد بدأ عليه الصلاة والسلام دعوته بإحقاق هذا الحق الأعظم ، من أول يوم صدع فيه بالدعوة ، إلى أن التحق بالرفيق
    الأعلى ، فكانت الدعوة إلى توحيد الله تعالى وصرف العبادة له وحده ، والبعد عن الشرك بكل صوره وأشكاله هي أساس
    ومرتكز دعوته عليه الصلاة والسلام ، وعلى هذا الأصل الأصيل والركن العظيم كان تعليمه وتدريسه وخطبه وبعوثه
    وسراياه وغزواته ورسائله للملوك وبعثه للرسل والدعاة.
    فإن الموفّق من الدعاة هو من جعل جلَّ اهتمامه وعنايته : الدعوة لأن يكون الناسُ عباداً لله تعالى ، وإن المسدّد من
    الدعاة هو من قضى وقته لربط المخلوقين بالخالق ودلالتهم عليه ، وتحبيبهم في خالقهم وموجدهم ورازقهم سبحانه
    وتعالى ، وفي ترغيبهم في السير على صراط الله المستقيم ، وتحذيرهم من الوقوع فيما يغضبه سبحانه ويسخطه عليهم ،
    وإن أعظم ما يغضب الله تعالى ، أن يشرك العبد به فيعطي المخلوقين حقّه الذي خلق الخليقة جميعاً لأجله ، قال الله
    تعالى : (وما خلقت الجنَّ والإنس إلا ليعبدون).
    أقول : إن من أبرز ما تميز به الشيخ أبو جعفر محمد سيد حاج ــ رحمه الله ــ هو العناية بقضايا العقيدة الصحيحة
    والتوحيد والتحذير من الشرك ودعاته ، وحسب من أراد أن يقف على شاهد لذلك أن ينظر في عناوين محاضراته وخطبه
    التي انتشرت في كثير من المواقع على الشبكة العالمية (الانترنت) ومن باب ضرب المثال أذكر منها : (الخوف من
    الله ، التوكل على الله ، الرزق ، حسن الظن بالله ، الأنس بالله ، مراقبة الله ، ثناء على الله ، من مقامات الإيمان ،
    علامات الساعة الصغرى ، الإيمان بالقدر ، فوائد من حديث احفظ الله يحفظك ، كرامات الأولياء ، كفي بالموت واعظاً،
    لا للسحرة ولا للمشعوذين ، محبة النبي ، مكانة الأنصار، مع خليل الله عليه السلام مواقف وعبر ، موالاة الكفار ،
    موسي عليه السلام ، وصف الجنة ، وصف النار).
    كما وقد شرح بعض الكتب في التوحيد والعقيدة الصحيحة وكان من آخرها كتاب فقه الأسماء الحسنى للشيخ الدكتور
    عبد الرزاق البدر ، وله أشرطة منتشرة لمحاضرات في التحذير من الشرك ومن رموز الشرك ودعاته ، ومن القصائد
    الشركية المنتشرة بين كثير من الناس ، كما وقد اعتنى ــ رحمه الله ــ بالتحذير من الطرق الصوفية المبتدعة ،
    والشيعة الروافض ، وغيرهما من الفِرَق المنحرفة ، التي خالفت الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ، في ثبات
    وجرأة وشجاعة افتقدها كثير من الدعاة في زماننا !! للأسف الشديد ، وهذا مما تميز به ـ رحمه الله ـ أيضاً ــ،
    فإن من الملاحظ أن (بعض) الدعاة ممن ظهروا عبر وسائل الإعلام افْتُقِدَ ــ مع ظهورهم عبر هذه الوسائل ــ عنايتهم
    بقضايا التوحيد والتحذير من الشرك ودعاته ، فأهملوا هذا الجانب في دعوتهم (وهو أساس الدعوة) ، خوفاً من نفور
    كثيرين عن دعوتهم !! وإن ذكروه فإنما يكون بــ(عمومات) لا تبرأ بها الذمة ، ولا يتحقق بها النصح للأمة ، ولكن
    فقيدنا ــ فيما علمناه ــ لم تؤثر عليه تلك الوسائل في عنايته بهذا الجانب واهتمامه الكبير به ، وهذا من
    أداء الأمانة ، والنصح للمسلمين ، ومحبة الخير لهم ، وعدم خيانتهم ، فإن الشرك يبطل جميع الأعمال وهو الذي
    يخلد به صاحبه في النار ، والعياذ بالله تعالى ، قال الله تعالى : (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)
    ومن يرى الشرك ودعاته ولا يحذر الناس منه فقد خانهم وخان الأمانة.
    كما وأنه قد اهتم ــ رحمه الله ــ بقضايا العقيدة الأخرى فقد ردّ على أهل الغلو وجماعة التكفير، والنصارى ،
    والعلمانيين ، ومنكري العمل بالسنة النبوية ، والعقلانيين ، ودعاة العصرانية والتجديد ، ودعاة التحرر وما
    يسمى بمشروع السودان الجديد ، والشيوعيين ، وغيرهم.
    وهذا من توفيق الله تعالى لهذا الشيخ الشاب ، فإن من السعادة أن يوفق الله تعالى صاحب الهمة العالية والنشاط
    والجدية لأن يكون معتقده سليماً ، ومنهجه صحيحاً ، وأسلوبه حكيماً ، وخطابه رصيناً ، وخلقه كريماً ، وذلك فضل
    الله يؤتيه من يشاء ، ، وهو بشر يخطئ ويصيب ، وليست العصمة لأحد في هذه الأمة بعد النبي ــ عليه الصلاة والسلام ــ
    فنسأل الله تعالى أن يتقبل منه جهوده ودعوته وتدريسه ونصحه ، وأن يجعله في ميزان حسناته ، وأن يعفو عنه
    فيما يكون قد أخطأ فيه ، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً .
    وإني أذكر جميع الدعاة إلى الله تعالى بأن يعوا مسؤوليتهم التي تحملوها ، وأن يجتهدوا في نشر الحق ، والدعوة
    إليه بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، وبالتي هي أحسن ، وأن يهتموا ببيان ما يخالف الحق ويحذروا الناس منه ،
    فإن المجتمع بحاجة إلى الدعوة إلى الصراط المستقيم والمنهج القويم أشد من حاجته للطعام والشراب .
    والموفق من وفقه الله تعالى .
                  

04-27-2010, 08:50 PM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: عبد الرحمن الطقي)

    في الطريق مقالة الدكتور عارف الرفاعي حفظه الله
                  

04-27-2010, 09:03 PM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: عماد موسى محمد)

    Quote: في الطريق مقالة الدكتور عارف الرفاعي حفظه الله


    شكرا أخي عماد موسى

    مقالة دكتور عارف تجدها أعلاه

    في انتظار مقالتك أنت .
                  

04-27-2010, 09:13 PM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: عبد الرحمن الطقي)
                  

04-28-2010, 03:58 AM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: عبد الرحمن الطقي)

    مقالة الأخ الناجي محمد عثمان :

    رثاء وعزاء في محمد سيد فقيد العلم والدعوة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أما بعد:
    أعزيكم إخواني واعزي أهل الشيخ ووالديه ، وفيمن اعزي إن لم اعزي في هذا الداعية العالم الجهبذ النحر ير
    البحر الزاخر من المشاعر والأحاسيس والود والإخاء والإخلاص والرحمة ، السيل المنهمر من الخطب والمواعظ والدروس
    وأخبار السلف وحياة العارفين بالله رب العالمين فاطر السماوات والارضين.
    أعزيكم أحبائي في رجل الدعوة الأول، من عاش للآخرة ومن عاش للآخرة لم يعش لنفسه، بل هو غيري الحياة والحس
    والمشاعر ،لأنه عاش لله ولدينه ولأمته في زمن كلٌ يصيح وبأعلى صوت يقول نفسي نفسي كأننا في حشر حيث لا حشر الإ حشر
    نفوسنا في لجة الهلاك وحب الدنيا والشهوات والمصالح الشخصية والأنانية وإيثار الذات,ولكن من عاش لله لم يمت!!
    كيف يموت من عاش للحي القيوم الذي لا يموت والجن والإنس يموتون.
    والله لقد أجدبت الأرض وقحطت وكذاك أرحام النساء أن يلدنّ مثل محمد سيد.
    فسلا م على هذا العمر القصير المبارك.
    سلام علي من عاش الحياة بأهدافها ولرب البرية عاش لا عيش السوام والأنعام.
    يا من تبكيه وسائل الإعلام.
    تبكيه منابر الدعوة.
    تبكيه منابر الجامعات.
    تبكيه منابر القاعات.
    يبكيه الصغير والكبير .
    والرجل والمرأة.
    اعزي المشاعر في فقد من يشعر بها.
    اعزي القلوب غياب من يؤنسها.
    إنّ منابر الدعوة وساحاتها لتئن لفقد سيد.
    اللهم أجرنا في مصيبتنا وعوضنا خيرا، ومن خير من محمد سيد وقد استدار الزمان بجفافه وأجدب!، بُعد عهد الوحي
    والنور والرسالة وأظلمت الأرض بموت بمثل محمد سيد رحمه الله، من يُطَيّبون الحياة ويُعَطِرّونها بوجودهم.
    ما أن غيبه الموت حتى حضر في أذهان الجميع ومشاعرهم وقلوبهم من غير تكلف لذلك ولا استدعاء وهكذا العظماء
    إذا فُقدوا.
    يا راسخ العلم يا عميق الفهم.
    يا صاحب المقاصد الحسنة والذوق الرفيع ، يا من يعامل الناس كل الناس من غير تلون ولا مداهنة مع لين عريكة
    وسعة صدر وحسن أخلاق وبشاشة مُحيا ونداوة جبين مع إنبساطته، وهذه التي جذبت إليه أفئدة الناس كل الناس
    وأحبوه وهي التي لا تُطاق في زمن المدنية والعولمة والانقلاب الكوني الرهيب انقلاب الفهم والموازين الخ......
    وهاهنا نكتة لطيفة وملاحظة دقيقة فإن سيد عمل بما علم وانفق علمه وبثه في الآفاق باستمرار لذلك ازداد علمه ورسخ .
    وإنما بلغ سيد ما بلغ لأنه ودّع الدعة وانتهي عهد النوم عنده فحصل له في هذا العمر القصير من العلم والعمل
    والفضل والشرف ما سبق به سبقاً بعيدا وأتعب من بعده تعباً شديدا فالعلم لايُؤتاه نائم غافل ساه مرتكس في شهواته
    فهيهات للنيام وأصحاب الهوى والشهوات السبق واللحاق بما دُعينا بالمسابقة اليه(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
    عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
    [الحديد : 21]
    واعلم أنّ الفضل بالعلم والعمل وهو الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم فان الهدى هو العلم
    النافع ودين الحق هو العمل الصالح كما فسره أهل العلم
    فهيا بادر لتحي قلبك فعلى قدر إستجابة العبد لله والرسول تكون حياةُ قلبه وذلك إنما يكون بالعلم النافع والعمل
    الصالح (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ
    وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال : 24]
    وهاك قبس من الوحى في فضل العلم عسى أن يحي الله به قلبك فتقوم من رقدة الغافلين فزعا فتشمر عن ساعد الجد
    فتستدرك ما أخذته يد البطالة وسني الغفلة منك.
    كفى شرفا في فضل العلم أن الله أشهد أهل العلم على وحدانيته قال تعالى( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ
    وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران : 18] ورفع اهله درجات قال تعالى(يَرْفَعِ اللَّهُ
    الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[المجادلة : 11] وفرق بينهم وبين أهل الجهل
    قال تعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ الزمر: 9] وجعلهم أهل خشيته
    قال تعالى( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر : 28 ].
    وكما قال إمام الحنفاء وسيدهم في العلم والعمل والشرف صلى الله عليه وسلم(فَو َاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ
    وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً) صحيح البخاري ، وقال رسول الله صلى الله علية وسلم في فضل العالم على العابد (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ
    عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي
    السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ
    وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وإنما وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ)
    سنن أبي داود.
    وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ) صحيح البخاري.
    فهنيئًا لطلبة العلم؛ ما بُشروا به على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم.
    وهاك قبسا أيضاً من أقوال السلف:
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى : كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم ، وكل ما كان فيه من ذم فهو
    من ثمرة الجهل .
    وقال رحمه الله : ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة لكفى به شرفاً وفضلاً ، فكيف
    وعزّ الدنيا والآخرة منوط به مشروط بحصوله .
    وقال علي رضي الله عنه :يهتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل.
    وقال عبد الله بن أحمد ابن حنبل: قلت لأبي: أي رجل كان الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له، فقال: يا بني، كان
    الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن فانظر هل لهذين من خلف أو منهما عوض.
    قال الذهبي: إن العلم ليس بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الإتباع، والفرار من الهوى والابتداع.
    قيل للشعبي رحمه الله : من أين لك هذا العلم كله ؟ قال : بنفي الاعتماد ، والسير في البلاد ، وصبر كصبر الجماد ،
    وبكور كبكور الغراب .
    فإذا فتح الله تعالى على العبد، ورزقه هذا الفهم و رفع قدره عند الناس وألقى له القبول فاعلم أن الله أرد به خيراً
    فوفقه وسدده.
    قال هرم بن حيان : ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله ، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم .
    فالدروس المستفادة من هذا الحدث المؤلم الآتي :
    أولاً:يجب أن نعلم أن خير الدنيا والآخرة لاينال إلا بالعلم، وطريقه الجد والإجتهاد وترك التسويف والكسل .
    ثانياَ:إنّ العلم لا ينفع صاحبه إلا بالعمل به ولا يزداد إلا بإنفاقه والدعوة اليه وهذا ما وفق الله له سيد فانفق علمه
    فزاده الله علما وعملاً.
    ثالثا:الواجب علينا أن ندعو لمحمد سيد دعاءً خالصا لما له من فضل علينا حيث نشر العلم الشرعي في هذا الزمن
    الصعب، وجاهد في الله حق جهاده فكان بحق من نشأ و ترعرع في طاعة الله وافني شبابه القصير في محراب العبودية
    والدعوة وكان خير حلقة وصل بين الناس وبين سلفهم العابدين العارفين فلا حولا ولا قوة إلا بالله لانقطاع هذه الحلقة.
    وأحسب أنّ كل هذا مرده إلى إخلاص الشيخ الشاب صاحب العمر القصير المبارك ولشيء وقر في قلبه فألقى الله تعالى له
    القبول عند الخاصة والعامة،وهذا من فضل الله عليه فرحم الله محمد سيد أبي جعفر اللهم اغْفِرْ لِأَبِي جَعفر وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ
    فِي الْمَهْدِيِّينَ وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ.

    نحن جيل من مات منا لم يمت بل بإذن الله
    حيٌ في جنة الفردوس عند رب العرش أرحم الرحماء.
    ومن عاش منا سار على ذات الطريق
    حتى نلتقي في جنة الخلد وقد زالت من نفوسنا الشحناء.

    أخوكم الناجي محمد عثمان
    الرياض
    الملز- مساء الاحد25/4/2010



                  

04-29-2010, 03:11 AM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: عبد الرحمن الطقي)

    مقالة فضيلة الشيخ الأخ الدكتور عبد الحي يوسف

    رثاء أبي جعفر فضيلة الشيخ محمد سيد حاج

    فضيلة الشيخ د.عبد الحي يوسف
    الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
    2010-04-24
    الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وله الآخرة والدنيا، (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)
    والصلاة والسلام على من علَّمنا الصبر على نوائب الدهر، وعلى آله وصحبه أولى النهى، وعلى من تبعهم بإحسان
    في الآخرة والأولى،
    أما بعد.
    فإنني أكتب هذه الكلمات معزِّياً نفسي وإخواني المسلمين في السودان والمشارق والمغارب في فقيد العلم والدين
    أخي الحبيب الشيخ الأستاذ العالم/ أبي جعفر محمد سيد حاج، الذي قضى عمراً طيباً مباركاً أفناه في الدعوة إلى
    الله والدلالة عليه ونشر العلم وتبليغ الهدى ـ أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله ـ محمد سيد حاج اسم إذا ذُكر تذَّكر
    الناس علو الهمة ومضاء العزيمة وشجاعة النفس وطيب المحيا وكمال الأدب وحسن الخلق وسلامة الصدر، تذكره المساجد
    والمنابر وساحات الدعوة وحلق العلم، يذكره المؤمنون المحبون للعلم في العاصمة والولايات بوجهه البشوش وصدره
    الواسع وحلمه البالغ وطرفته الذكية.

    إن في الله عز وجل عوضاً من كل هالك، وخلفاً من كل تالف، ولكن حق للمسلمين في السودان أن يحزنوا لموت أحد علمائه
    الأفذاذ وفقهائه النجباء، من جاب البلاد ينشر الهدى والنور، وساح في الأرض يدعو ويجاهد، حتى كانت منيته في ساحة
    أحبها، وطريق يألفه؛ وإني لأرجو له أن يكون الله قد كتب له الشهادة وحسن الخاتمة برحمته؛ وإذا كان الموت قدراً
    مقدوراً لا مفر منه؛ فما أطيبه حين يكون موتاً شريفاً في غاية شريفة، وهو ما نحسب أن الله تعالى قد اختاره لأخينا
    أبي جعفر؛ فإنه مات في طريق الدعوة وفي سبيل الله، خلَّف من ورائه ذرية ضعافاً، ووالدين شيخين كبيرين، وخرج يدعو
    إليه ويبشر بجنته ويرغب الناس في دينه؛ فاللهم ارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، وشفِّع فيه عمله الصالح، وتقبَّل
    منه صبره وجهاده، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واجمعنا به في جنات النعيم.

    إنني حين أكتب هذه الكلمات بعد ساعة من وصول خبر وفاته ـ رحمه الله ورضي عنه ـ لحقٌ عليَّ أن أذكر بعض ما عرفت عنه
    من مكارم الأخلاق وجميل الصفات وطيب الخصال:

    أولاً: أول ما لفت انتباهي في حياة الشيخ رحمه الله التوفيق الذي صحبه؛ حين اختار طريق الطلب للعلم الشريف؛ رغم
    كونه قد درس في المدارس النظامية التي يدرس فيها أغلب الناس؛ ثم التوفيق الذي لازمه وهو يستظهر النصوص ويورد
    الأقوال ويحسن العرض؛ فيقرِّب البعيد ويسهِّل الصعب، ويحرِّك المشاعر ويوقظ النفوس

    ثانياً: ما رزقه الله ـ على حداثة سنه ـ من سرعة بديهة وحدة ذهن وتوقد قريحة، مع دعابة وطرفة جعلت الناس يحبونه
    ويسعون إلى مسجده في كل جمعة، ويتحلقون في دروسه حيث كانت؛ لسلاسة أسلوبه وعذوبة عرضه وحلاوة منطقه

    ثالثاً: الشيخ ـ رحمه الله وأعلى مقامه في الجنة ـ كان مبذولاً للناس كافة، أو قل: كان عالم عامة، فما كانت محاضراته
    ودروسه لخاصة الناس ولا لطبقة دون أخرى، بل كان للناس جميعاً، من دعاه أجابه، ومن سأله أفتاه، وأذكر حين قامت
    إذاعة طيبة كان من أوائل الأصوات التي سمعها الناس، ثم حين قامت القناة كان من أوائل الوجوه التي طلعت على الناس
    كالشمس في ضحاها؛ فكان رحمه الله كالغيث حيثما وقع نفع.

    رابعاً: وضوح منهجه واستقامة فكره؛ فما كان رحمه الله متقلباً متردداً، بل كانت المسائل في ذهنه واضحة والطريق بيِّناً،
    وإني لأذكر كلماته في آخر ندوة رأيته فيها ـ ندوة الانتخابات بساحة المولد ـ حين قال: إن العلماء مستقلون لكنهم
    غير محايدين! يعني أنهم ما يستطيعون الحياد بين من يقول: ربي الله، ومن يقول: لا إله والحياة مادة، بين من يحب شرع
    الله ودينه، ومن يعادي الله ورسوله، وكذلك حين زاغ بعض الشباب وحملوا على أهل العلم حملة شعواء، واختاروا طريقاً
    مبايناً أفضى بهم إلى مسالك وعرة؛ كانت نهايتها غياهب السجن؛ فأراد أولو الأمر أن يبذل الدعاة طاقتهم في محاورة
    أولئك الشباب؛ فرشحت لهم ـ في ثلة من أهل العلم والفضل ـ أخانا الحبيب الشيخ/ محمد سيد؛ فكان ـ والله شاهد ـ
    ابن بَجْدَتِها وأبا عُذْرتِها ـ يجيب على الشبهات إجابة الواثق ويزيل عن الشباب ما بأعينهم من غشاوة، مع أبوة حانية
    وأخوة صادقة ووجه باسم، وكانت تلك المحاورات ـ بحق ـ مدرسة فكرية وجامعة علمية استفاد منها الجميع شباباً وشيوخاً

    خامساً: كان أكثر الشيوخ وصولاً للناس في أفراحهم وأتراحهم، ساعياً بينهم بالإصلاح والخير، ولا زلت أذكر حين عرض عليَّ خبر فتاة
    بينها وبين أهلها خلاف في شأن زواج تحرص عليه، وأهلها لا يريدون لاعتراضهم على الرجل الذي تقدم لها، فاعتذرت إليه
    بأنني لا أدخل في هذه الأمور، ولم يزل ـ رحمه الله وغفر له وجزاه خيراً ـ يلح عليَّ ويفتل لي في الذورة والغارب حتى ذهبت
    معه إلى بيت أهلها، ومكثنا معهم حيناً من الليل نحاورهم ومعهم فتاتهم؛ ثم بعد ذلك ما زلت أسأله عن أخبارها كلما
    لقيته فيحكي لي ما حدث من أمرها، مما يدل على أنه تابع واستقصى وما ملَّ ولا كلَّ

    وأخيراً: ماذا عساي أن أقول في رجل بكت عليه الأعين، ونطقت بفضله الألسن، ورثته القلوب قبل الكلمات؟ ماذا أقول عمن
    أحبه الناس فأعاروه قلوبهم، وأصغت إلى كلماته أسماعهم؟ إنني أعزي ـ وأنا خارج السودان ـ العم الكريم/ سيد وزوجه
    الفضلى، وأقول: يا ليتني كنت معكم، أقف إلى جانبكم لأمسح دموعكم، وأداوي جروحكم، وأواسيكم في مصابكم، لكن لا إله
    إلا الله، إن العين تدمع، والقلب يحزن، وإنا لفراقك يا أبا جعفر لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربَّنا (إنا لله وإنا
    إليه راجعون) .
                  

04-29-2010, 04:50 AM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: عبد الرحمن الطقي)

    مقالة الشيخ إبراهيم الأزرق


    رحم الله الشيخ الكهل محمد سيد
    بقلم الشيخ/ إبراهيم الأزرق

    راعني نحو منتصف الليل صوت صاحب الفضيلة الشيخ عبدالحي يوسف عبر الهاتف ناعياً صاحب الفضيلة الشيخ
    محمد سيد حاج رحمه الله.. استفصلته لأعي فاختصر الخبر.. كان يبدو على صوت شيخنا –حفظه الله- التأثر
    وأنا رجل لا تخفاني نبرة حديثه.. فعزيته وحاولت التخفيف عنه فكان مما قلت: لعلها خاتمة سعادة للشيخ،
    فقد قضى نحبه وهو يسعى في الدعوة رحمه الله.. وسألت الله أن يخلف على المسلمين في السودان خيراً...
    إنا لله وإنا إليه راجعون، انتهت المكالمة المقتضبة المؤثرة.
    ووقفت بعدها أتأمل المصاب الجلل الذي نزل بالساحة الدعوية السنية في السودان..
    لا أقول لقد خلف الشيخ رحمه الله ثغرة! بل ثغرات كان يملؤها بمادة نوعية حيوية سلفية عزيزة.
    فشيخنا على حداثة سنه قد ملأ الأرجاء دعوة إلى التوحيد، وهدي الكتابِ والسنة، وقد كان له في الساحة الدعوية
    السُّنية حضورٌ لا أعلم مثله لرجل في سنه من مشيخة أنصار السنة تلك الجماعة السلفية، اللهم إلاّ إن كان
    لرفيق دربه الشيخ الدكتور محمد الأمين إسماعيل أطال الله عمره في طاعته.
    لقد كان الشيخ باذلاً نفسَه للنّاس، ووقتَه في الدعوة، قلَّ أن يمرَّ يوم من أيام عمره ليست له فيه كلمة أو محاضرة
    أو خطبة على منبر دعوي أو إعلامي... ولا أظن منصفاً يعرف مقدار الدعوة مهما اختلف مع الشيخ رحمه الله إلاّ وسوف
    يحمل همَّ ثغورٍ واجبٌ الرباطُ عليها كان الشيخ رحمه الله يكفي الناس مئونتها، ولهذا لم يكن محل عَجَبٍ عندي أن
    يتداعى رموز الدعوة من مختلف الاتجاهات لتشيع جنازة الشيخ نحو مثواها المؤقت بيوم الفصل عِرفاناً بفضله وتقديراً
    لجهده وأداء لبعض حقه.. وإني لأرجو أن يكون خروج كثير من أفاضل الإسلاميين في جنازة الشيخ المشهودة دليل وعيٍ
    ذاع بينهم يبين إدراكهم وإن اختلفوا أن غياب بعض الفَعَّالين في الساحة الشرعية فقْدٌ كبير وخللٌ ليس باليسير..
    والواجب أن يكون لهذا الوعي انعكاسه في التعامل مع الأحياء فننأى بأنفسنا عن سياسة محاولة دفن المخالف من
    أهل السنة بالحياة، أو وأد الدعاة لمجرد اختلاف لو قدر أنه كبير، فليس بأكبر من حاجتنا إليهم في نصر الدين
    وإعلاء سلطان الشريعة، الأمر الذي يوجب علينا اطراح الأهواء ووضع الأمور في نُصُبها، وكلما سولت لنا النفس الأمارة
    نوعاً من الدفن! فلنتذكر فقْدَ الشيخ في هذه الدنيا وموكبه الجنائزي الرهيب! وما خلفه للأمة من الثغور والأعباء.
    نعم للشيخ خصوصيته التي لا تنكر، فقد فرض نفسه وأثبت وجوده في الساحة الدعوية، وغدا فيها رقماً يصعب أن يتجاوزه
    من يحسن تقدير الأمور، لكنَّ موته والتداعي لحضور جنازته المشهودة مما أفصح عن صدق كثير من الإسلاميين في محبتهم
    له، كما كان صادقاً في دعوته ومشاعره تجاه المسلمين، و(هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان)؟!
    وعوداً إلى شيخنا لم تكن معرفتي بصاحب الفضيلة الشيخ محمد سيد –رحمه الله- عن كثب، مع أنَّا تعاصرنا في الجامعة،
    ثم تجاورنا في الأحياء، والتقينا في مناسبات، وزرته في منزله يوم كان بالثورة مرات، لكن مهما كان احتكاكك
    بالشيخ قليلاً فسوف تبقى لك عنه انطباعات، وأدبه الجم في التعامل مع المشايخ وطلاب العلم، سمة لابد أن تترك
    انطباعها فيك، فالشيخ مع قدره الذي لا يخفى عند الناس، يتعامل بتواضع وأدب يندر في كثير ممن حقهم تمثل ذلك
    الخُلق، ولعل ذلك أحد أسرار القبول الذي وُضِع له.. وقد حدثني بعض المشايخ الذين لا يكبرونه سنَّا كيف كان يحرجهم
    بتعامله معهم!
    ومما يميزه رحمه الله كذلك طريقته الفريدة في معالجة هموم الشباب، فمعالجاته تجيء بلغة سهلة محببة إلى قلوب
    المخاطبين من الشباب، لا تخلو من ملح ونوادر، مبنية في بعض الأحيان على دراسات واستبيانات تعرفه بالمشكلة
    من منظور الشباب أنفسهم، وتدلك الأخبار التي يحشدها على معايشته لهمومهم الاجتماعية ودخوله في كثير من
    القضايا الأسرية، والفرق بين كلام الداعية الذي يعايش هموم الناس، ويدخل مساكنهم، ويشاركهم قضاياهم، ويتفاعل
    معها كالفرق بين بكاء النائحة الثكلى والنائحة المستعارة!
    ومما يُكبر في الشيخ أيضاً وضوحه على اختلاف المنابر التي كان يصعدها على الصعيد القومي، فالشيخ من أنصار السنة،
    يعتز بتلك النسبة، ويعد مرجعاً لكثير من الشباب والناشئة في تلك المحاضن السلفية، ومع ذلك يظهر في المنابر
    المختلفة معلناً دعوة التوحيد دون تلون أو التواء، لا يجامل على حسابها، ولا تنقصه الحكمة التي يخرج دعوة الحق
    بها في مظهرها اللائق الذي يقبله المنصف أو لا يجد بداً من احترامه المخالف، ثم هو مفوَّه لا تنقصه الحجة ولا يفتقر
    إلى الثقة التي ربما دعت غيره للتهيب من صعود منابر الآخرين أو منعتهم التعامل معهم.
    ومع دماثة خلق الشيخ فقد كان رحمه الله لا يداهن أعداء الشريعة ولا يتزلف إلى خصوم الملة، بل لله كم أقض مضاجع أعداء
    الدين، من العلمانيين وأشباههم، ووقف بالمرصاد للقبوريين وخرافاتهم، فجزاه الله خير ما جزى داعيًا إلى السنة،
    وجمعنا به على حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ناهلين منه غير مذودين، وأحسن الله عزاء أهله ومحبيه أجمعين، وأخلق
    بمثلهم الصبر –وإن عظمت الرزية- فطالما حدثهم في شرح المدارج عنه، ودبج الكلمات في الدعوة إليه:
    إنَّ الرَّزِيَّـة في الفَقيدِ فإن هَـفَا *** جَـزَعٌ بلُـبِّك فالرَّزِيَّةُ فيكا
    ومتى وَجَـدتَ النَّاسَ إلاَّ تَارِكاً *** لـحَمِيْمِه في التُرْبِ أو متروكا
    لو يَنْجَلِي لكَ ذُخْرُها مِنْ نَكْبةٍ *** جَلَلٍ لأضحَكَـك الذي يُبكيكا
    هذا ما نرجوه له، (والله خير وأبقى)، وإياه نسأل أن يغفر لأبي جعفر، وأن يرفع درجته في المهديين، ويخلفه في عقبه في
    الغابرين، وأن يغفر لنا وله أجمعين، وأن يفسح له في قبره ويُنَوِّرَ له فيه.
                  

04-29-2010, 10:04 AM

نزار محمد عثمان
<aنزار محمد عثمان
تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 1692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: عبد الرحمن الطقي)

    العزيز عبد الرحمن الطقي

    رحم الله شيخنا أبا جعفر محمد سيد، وأحسن مثوبته، وأعلى مقامه
    أرفق قصيدة خطها أخونا الطبيب الشاعر الداعية أنس بن عوف جزاه الله خيرا وتقبل منه


    ـــــــــ
    في رثاء فضيلة الشيخ محمد سيد حاج يرحمه الله

    ما لي أراك عصيّاً أيها القلمُ..؟!*** أجفّ حبرك؟ أم قد شلّك الألمُ..؟!
    أم غاض نبعُ قوافٍ كنت تحسنها*** وأُلجم الشعرُ واستعصى به الكلم؟
    أولى بك اليوم أن يجري المدادُ كما*** جرت دموعٌ من الأحداق تنسجم
    سل الجموعَ التي جاءت مشيعة *** إذ أقبلت أممٌ في إثرها أممُ
    الشيخ مات..!! أحق ذاك أم كذب *** الشيخ مات.. أصحو ذاك أم حلم؟
    الشيخ مات.. فدمع العين منسكب *** حزناً عليه ونار الوجد تضطرم
    الشيخ مات.. فما أقسى المصاب إذن *** وما أشق جراحاً ليس تلتئم
    بالأمس كان هنا يُهدي الحياة لنا*** يشفي القلوب فلا داءٌ ولا سقم
    يدعو إلى الله في صبر وفي دأب *** يَهدي إلى الحق لا يأسٌ ولا سأمُ
    بلاغةٌ وبيانٌ زان مَنطِقَهُ *** في حسن سبكٍ فمنثورٌ ومنتظمُ
    يخالط الناسَ والإصلاحُ مقصدهُ *** صدقاً.. تزيّنه الأخلاق والشيمُ
    ويبذل النصح دوماً لا يضنّ به *** قد عفّ منه لسانٌ صادق وفمُ
    يلقى الجميع بودّ خالص وترى *** على محياه نورَ البشر يرتسم
    فليس يقبلُ إلا وهو منبسطٌ *** ولا تَكلّم إلا وهو يبتسم..!
    هي المنية حكمٌ لا مردّ له *** هو المصير لهذا العمر يَختتم
    مصابنا فيك يا شيخ الهدى جلل *** وفقدنا لك خطبٌ فادح عمم
    لكننا نتعزى حين نذكرها *** مآثرا سامقاتٍ دونها القمم
    ومهجةً أوقفت لله خالصةً *** وهمةً قَصُرت عن مثلها الهمم
    حتى أتاك قضاء الله -حين أتى-*** وأنت في سفر للخير تعتزم
    هذا أبو جعفر - يا رب – مرتحل *** إلى جوارك أنت الواحد الحكم
    يا رب جاءت جموع الناس شافعة *** فيه وضاقت بها الساحات تزدحم
    وأنت أكرم منهم أنت خالقهم *** أنت الرحيم ومنك الجود والكرم
    يدعونك اليوم والأحداقُ دامعة *** فاقبل شفاعتهم واقبل دعاءهمو
    وارحم أبا جعفر.. ضاعف مثوبته *** أنعم عليه.. فمنك المَنّ والنِعمُ


    د. أنس ابن عوف عباس
    الثلاثاء 27/4/2010م
                  

04-29-2010, 10:20 AM

علي الكرار هاشم
<aعلي الكرار هاشم
تاريخ التسجيل: 02-10-2007
مجموع المشاركات: 3710

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: نزار محمد عثمان)

    مقال الأستاذ الطيب مصطفي
    رئيس تحرير صحيفة الانتباهة

    Quote: رحم الله العالم الرباني محمد سيد حاج

    لقد تمزق قلبي مرتين... مرة بفقد رجل كالغيث أينما وقع نفع وأينما جلس يُفيض بعلمه على من حوله ويُوقد جذوة الإيمان في نفوس الحائرين.. ومرة أخرى لأننا فقدناه اليوم والبلاد أشد ما تكون في حاجة إلى أمثاله حتى تهزم مشاريع بني علمان والمغول الجدد الذين علا صوتُهم بعد أن كان خافتاً وأضحوا يهدِّدون ويتوعدون بعد أن كانوا كالفئران المذعورة يرتجفون.

    كان بيننا تواصل عبر الرسائل التي أختار منها اليوم تلك الجامعة المانعة التي أرسلها فجر الجمعة الموافق 91/3/ 0102م وفيها يقول: «ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه، ولا يستعين إلا به، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يفرح إلا بما يحبه ويرضاه ولا يكره إلا ما يبغضه الرب ويكرهه، ولا يوالي إلا من والاه، ولا يعادي إلا من عاداه الله، ولايحب إلا لله، ولا يبغض شيئاً إلا لله، ولا يعطي إلا لله، فكلَّما قوي إخلاص دينه لله كمُلت عبوديته واستغناؤه عن المخلوقات، وبكمال عبوديته لله تكمل تبرئته من الكبر والشرك (شيخ الإسلام ابن تيميه)»

    اللهم ارحم عبدك محمد سيد حاج وأنزله الفردوس الأعلى وبلِّغه مقام الصديقين يارب العالمين.
                  

04-30-2010, 08:19 AM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: علي الكرار هاشم)


    شكرا للأخوين الكريمين نزار محمد عثمان
    و علي الكرار هاشم

    عللى إيراد قصيدة رثاء و كلمة عن الفقيد رحمه الله

    و هذه مقالة لأحد تلاميذه :

    السلام عليه فتى فى السابقين قليل

    لن انسى لشيخنا فضله على شخصى وعلى عدد مقدر من شباب السودان
    فقد اخذ بيدنا من ضيق المصاطب وستات الشاى والنميمه الى رحاب مدارج السالكين ومضى بنا من رمضاء
    التسكع واصوات المغنيات
    الى عليل اسحار ابن القيم وهو يشرح الآية الكريمة: مازاغ البصر وماطغى ولماذا لم يتلفت النبى صلى
    الله عليه و سلم وهو
    الاعرابى الذى قضى حياته فى الصحراء عند سدرة المنتهى فى السماء السابعة وامامه كل هذه الكواكب والانوار
    البهية والثريات فقال القلب كان بحضرة مولاه لذلك لم تلتفت الاعين .
    وعبر سلسلة القدوات حلق بنا هذا الشاب المذهل من مزالق ويل سميث وكريغ ديفيد الى عوالم ابي بكر وعمر وجعفر
    الطيار رضوان الله عليهم
    اجمعين وفى محاضرته القيمة سير العظماء شعرنا بالخجل امام الله لتقصيرنا بعد ان سار بنا العالم النحرير فى
    دروب سيرة السلف الصالح
    واخبرنا عن بردة الصريمية التى كان اخوها غائبا سنين عددا وحين عودته فرحت البلدة كلها وحين بحثوا عن بردة
    وجدوها تبكى فقالوا مالذى يبكيك فاليوم يوم فرح قالت: ذكرنى قدوم الفتى يوم القدوم على الله .
    وعرج بنا نحو زوجة حبيب العجمى وهى توقظه لصلاة الفجر بكلمات بسيطات لكنها كفيلة بايقاظ حجر وليس ايقاظ حبيب :
    قوافل الصالحين مضت، وزادنا قليل لايبلغنا ، والنوم الذى ينتظرنا فى القبور طويل !! قم يا حبيب نصلى لله !
    لن انساك وانت تعلمنا كيف نوظف الوقت فى مدارسة الدين والشرع
    الحنيف وانت تخبرنا بانك اكملت قراءة كتاب صيد الخاطر مع كباية شاى
    الصباح واللقيمات وزوجتك الكريمة تقرأ وانت واطفالك تسمعون
    لن ننسى يا شيخنا تلك الايام العامرات بمسجد السلام بالطائف وتلك العشيات المبللة بحب الله بمسجد مربع 41
    العمارات ، ولن انسى
    تلك المحاضرة الرائعة بذلك العنوان الاخاذ: ان تقول نفس واحسرتاه على مافرطت فى جنب الله اذكرها جيداً بمسجد
    على بن ابى طالب باركويت مربع 68 واذكر كيف كنا نغرق فى خشوع وتذلل أمام العلى القدير فى
    صلوات العشاء بعد ان يشحننا الشيخ بسحر وعذب حديثه .
    لن ننسى طرفتك الحاضرة الراقية بدون تجريح أو إساءة لأحد .
    أيهذا الفتى بالله عليك كيف لم يرهقك هذا التسفار والتسواح بين المساجد
    من منبر الى منبر ساعياً فى سبيل الدعوة إلى الله دون كلل أو ملل داخلاً
    بطلعتك البهية وابتسامتك الساحرة إلى كل قرية و كل حله وكل فريق على امتداد هذه البلاد بالله عليك علمنا كيف
    تحتمل سيل الزوار الذين
    يدخلون منزلك المتواضع ليلاً ونهارا يدخلون عليك وقد ضاقت عليهم الارض بما رحبت ويخرجون أناسًا اخرين ممتلئين
    أملاً فى روح الله
    بعد مجرد كلمات تذكرهم بقيم الدين و تنصحهم بما قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم .
    بالله عليك كيف لم تتبرم من ذلك الشاب الذى طرق باب بيتك عند الفجر
    بل فتحت له الباب وابتسامة تبدو على محياك وخرج من عندك إنسانًا آخر ؟!
    بالله عليك أخبرنا كيف تصبر على هاتفك الجوال الذى لايصمت من طالب فتوى أو لجنة مسجد أو طالب إحسان ؟!
    كيف وقع خبر رحيلك الفاجع على تلك الوجوه التى أينما ذهبنا خلفك فى محاضرة وجدناها ؟!
    والله نفس الوجوه تلقاها حاضرة أينما يممنا خلف محاضرات الشيخ التى تدلنا عليها بوسترات الإعلانات بالمساجد .
    كيف أمسى ذلك الفتى الذىأظن أن اسمه عادل أينما ذهبنا لمحاضرة أو خطبة لشيخنا الراحل وجدناه حاضرا ومعه
    الديجتال ريكوردر !
    أناشدك ياعادل أن توثق لتلك الكنوز من القيقابايت وتنشرها عبر المواقع ليعلم الناس عن إنسان يسمى محمد سيد حاج .

    أيها المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها ..
    خالص عزائى لكم
    اللهم عوّض محمد سيد شباباً أنضر وخلوداً أبر
                  

05-01-2010, 08:58 PM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في رثاء فقيد العلم و الدعوة الشيخ محمد (Re: عبد الرحمن الطقي)

    وما كان إلا مال من قلّ ماله***وذُخرا لمن أمسى وليس له ذُخرُ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de