|
|
 الحساب ولـــــد ...!
|
كان لترشيح الدكتور عبدالله علي ابراهيم لمنصب رئاسة الجمهورية قصب السبق في تحرير الكثير من الإستحقاقات التي ينو جبل المؤتمر الوطني على حملها وخصوصاً ما إقترفه من جرائم طوال عقدين من الزمان , فقد بدأ الدكتور متفائلاً في تنصيب الديمقراطية التي أتت بها نيفاشا , ونيفاشا نفسها كانت نتاج نضال طويل خاضه إخوتنا في جنوب الوادي ضد شافست الحركة السياسية السودانية والمتمثلة في طغمة الحركة الإسلامية أو العصبة أولي الباس كما يحلو لكاتبنا الكبير الأستاذ فتحي الضو أن يطلق ذلك عليهم. ويذكرني تهافت القوى السياسية نحو اللإنتخابات مثل التهافت الذي يقوم به بعض متسكعي النهار الغائظ والذين ما أن وجدوا ظلاً تم تبريده وتفريشه حتى تدافعوا يتوهطونه دون أي ذرة من الإحساس بأن يفسحوا مكاناً لصاحبه , والذي يصير كمن مسه الجن وأصابته هلوسة داخلية يلعن ويسب التسكع والمتسكعين . والمتسكعين هم من لا طريق محدد لهم ودوماً ما ينتظرون المناسبات فرحاً أو ترحاً حتى يفرض البرنامج نفسه. وحاشا أن نقول أن الدكتور عبدالله علي ابراهيم هو من المتسكعين فقد إجتهد الرجل قولاً وفعلاً ويبدو أنه كان صادقاً في نيته وهو ما يهمنا حيث أن الظاهر هو مناط تقويمنا . ولكن ما يهمنا هو أين ذهبت بصيرة الرجل وحكمته من تراكم العلوم التي تظهر عليه ؟ وكيف له أن ينسى أن فاقد الشيئ لا يمكن ان يعطيه ولو جاء بمثيله عددا وبوعوده مددا؟ فقد كانت الإنقاذ معولاً لهدم الديمقراطية , وقبراً للحرية . كانت الإنقاذ حرباً على الأبرياء , وهنا لابد من تمحيض يفرض نفسه عالياً وهو أن كثير من الذين زُهقت أرواحهم قد لاتجد من بعض إخوة الوطن عامل إنحياز ونصرة لتلك الدماء فرابط المواطنة غير متين في من يرزح تحت القبلنة والعشائرية , ولكن كيف للمتعلم أن ينسى أو يتناسى هذا الرابط المتين ؟ وإن كان المتعلم هو من يجب عليه أن ينشر الوعي بذلك الرابط وغيره من الروابط التي تمهد الطريق للمدنية ...
نواصل ...
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحساب ولـــــد ...! (Re: مجاهد عبدالله)
|
وحتى لا ننسى فقد خرق الدكتور ما هو متعارف عليه يوم أن قدم ترشيحه وبرنامجه من على سطح منبر تم إعداده لموضوع متكامل من أحد الجهات المتخصصة , وكان إستغلال واضح وإسلوب فاسد لتناول العمل الديمقراطي وتداوله , وتمنيت لو أن الدكتور عبدالله علي ابراهيم تدارك ذلك وأعتذر عنه حتى وهو يتأبط قرار رفض ترشيحه من المفوضية العامة للإنتخابات التي أعطاه الدكتور أكثر من حجمها وحجم ما تحمل من رسالة هي اليوم بادئة للعيان أنها جهة غير مسئولة بالمرة لما يجب أن تكون عليه . فغرس الديمقراطية يبدأ بالفرد ومنه تستقيم الجماعة وتستلهم جادة الطريق وما اقواه من زرع يوم أن يأتي من المثقفين . إجتهد الدكتور وإجتهد معه الكثيرين بالقلم والألم , وكان للألم مواطن كثيرة حين إنتقده البعض وإنتقدوا ترشيحه وأنبرى آخرون يدعمون ترشيحه وحقه في ذلك الترشح , والغريب أن هناك من وقف مدافعاً عن ذلك الحق في الترشح وهو بقرارة نفسه رافض للعملية الإنتخابية وخصمها المؤتمر الوطني ككل , ويبدو أن سلاطة قلم الدكتور عبدالله علي ابراهيم كان لها القدح المعلى في تبريز مواقف المدافعين وتحييد الآخرين . والأن وبعد أن وضع قرار الترشيح أوزاره نقول ليس من حق الدكتور أن يترشح , وليس من حقه أن ينازل هؤلاء طالما كانوا عوناً في تشريد إخوته المثقفين إن كان للأخوة من دعائم , وطالما كانوا سيفاً على الرأي والرأي اللآخر ولا يقبلون إلأ بأمرهم المتعسكر , فلم يكونوا شرفاء حين وئدوا الديمقراطية ولا نتوقع أن يكونوا شرفاء وهم يمارسونها . وهذا نقدنا بالحق شاء للدكتور أن ينزله منازله أو يتركه دون تأثير ما جبلنا عليه في الإحترام ..
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحساب ولـــــد ...! (Re: مجاهد عبدالله)
|
قوى جوبا أو الغالب السياسي السوداني حينما إجتمع في جوبا ليقرر شكل مشاركته في العرس الإنتخابي كما أطلقوا على الإنتخابات التي يقوم على أمرها نفس من وئد الديمقراطية وأجج حروب السودان . تداعى الكل بعد أن صارت جوبا عاصمة للم الشمل السياسي السوداني , ونسوا في غمرة تداعيهم أن الشريك كانت له من الأجندة ما له , فقد أرادت الحركة الشعبية من خلال ذلك الإلتئام أن تفك المشبوك لتقرير المصير , وتحل المعرقل لقيام دولة جنوب السودان والذي برع المؤتمر الوطني في تدعيمه يوماً وراء آخر بعد توقيع إتفاقية نيفاشا . وليت كان هذا المنسي هو الوحيد والأساس لذلك التداعي . ..
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحساب ولـــــد ...! (Re: مجاهد عبدالله)
|
والمنسي الحقيقي والغائب عن القوى السياسية أنها تداعت لمؤتمر جوبا بعد أن رضيت أن يقوم المؤتمر الوطني بكل مقومات الهبة الديمقراطية التي يحاول أنها يمنحها للشعب , وحتى المفوضية العامة للإنتخابات كانت هي من قرارات المؤتمر الوطني ولم يستشار أحد حول عضويتها او كوادرها ومهامها , وتركت القوة السياسية المؤتمر الوطني هو من يسوق الديمقراطية بالرغم من عدم قناعته بها قولاً وفعلاً . وواصلت قوى جوبا ومن ناصرها تداعيات التصعيد الإنتخابي والمطالبة بكثير من الإستحقاقات دون ضغط عملي على النظام , وحتى لايأتي من يقول أن تظاهرات الإثنينين بقيادة الحركة الشعبية كانت من أجل تلك الضغوط فسوف نسأل ماذا كانت المحصلة ؟! أن تلك التظاهرتين كانتا من أجل أجندة تهم وتخص الحركة الشعبية , ولم يكن الشعب أو إنتخاباته جند في تلك المظاهرتين , وما أن إجتمع أهل العصبة أولي الباس بأهل الحركة الشعبية حتى أفرغ بالون قوى جوبا الهواء المعتمل داخله ...
نواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحساب ولـــــد ...! (Re: مجاهد عبدالله)
|
ولكي نستوثق من أن قوى جوبا لم تكن تحمل أي جدية لم هي سائرة إليه وثائرة عليه فقد تداعت في زمن خاطئ تماماً , وهو الزمن الذي به اصبحت الإنقاذ تكتسب الكثير من ملامح المشروعية التي تبحث عنها . فقد انابت القوى السياسية المؤتمر الوطني لكي يقوم بإعداد المسرح الديمقراطي إنتاجاً وإخراج , وأرادت أن تكون احد أبطال هذه المسرحية , ولكن لكل مخرج لمساته والتي وضعت القوى السياسية في موضع الكومبارس في المسرحية الهزيلة الإخراج . ولم يكن هذا ذنب المخرج اي المؤتمر الوطني أو الممثل الرئيسي وهو الحركة الشعبية , ولكن كان هذا الخطأ هو من نفس يد القوى السياسية ( التعمله بإيدك بيغلب أجاويدك ) .ولذلك لم تعبأ الأصعدة الإقليمية أو الدولية بمالآت القوى السياسية وهضم المؤتمر الوطني لحقوقها الدستورية والديمقراطية .
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحساب ولـــــد ...! (Re: مجاهد عبدالله)
|
الشيئ الهام الذي يؤكد أن قوى جوبا كانت فعالية من غير أجندة هو ما ظهر من تهافت واضح وغير محسوب قامت به نحو العملية الإنتخابية دون أي تنسيق او مجرد تبادل رؤي حول الكيفية التي تنازل بها خصماً مثل المؤتمر الوطني والذي تشكل الدولة عموده الفقري بكل مؤسساتها فإبتدار المؤتمر الشعبي بإعلان مرشحه لرئاسة الجمهورية كان هو قاصمة الظهر لبذرة التحالف الممكن ضد المؤتمر الوطني , ويبدو أن المؤتمر الشعبي كانت له الكثير من الحسابات التي جعلته يقوم بتلك الخطوة . والتي فيما يبدو أنه لم يحسب لها جيداً خصوصاً وأن الثقة بينه والناخب غير متوفرة , ولكن الأعجب هو أن المؤتمر الشعبي لم يألوا جهداً في التمارين التحضيرية للعملية الإنتخابية , وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام اي مراقب للشأن السياسي حول الغرض الحقيقي والخفي للتسارع نحو العملية الإنتخابية من جانب المؤتمر الشعبي ..
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحساب ولـــــد ...! (Re: مجاهد عبدالله)
|
وقد نجد لكثير ممن شاركوا في العملية الإنتخابية بعض الأعذار بالرغم من وهنها, ولكن المؤتمر الشعبي هو الحزب الوحيد الذي يعلم كثير من بواطن الامور عند نصفهم الذي إنشطر عنهم بالأمس . والتزوير ممارسة ضرورية عند الأنظمة الشمولية حتى في ترتيب بيتها من الداخل , وهو ما كشفه الأستاذ المحبوب عبدالسلام في سفره الآخير عندما لجئت الحركة الإسلامية في شمول حكمها لإستبعاد الشفيع احمد محمد بغازي صلاح الدين . وكما لايخفى أيضاً كم المعلومات التي تتدفق من الدكتور حسن الترابي عن أشياء كثيرة من داخل المؤتمر الوطني , وهو ما يعني أن المعرفة الجيدة والمعلومة الأكيدة لما سوف يجري لن يكون بعيد عن متناول المؤتمر الشعبي , وهو للأسف ما كشفه الدكتور حسن الترابي بعد الإقتراع الذي حدث عن علمه بتزوير الإنتخابات , وهو ما يجعل التساؤل يتجدد لماذا شارك حزب يعلم أكثر من غيره بتزوير الإنتخابات ؟ فلو كانت الإجابة لكشف ما سوف يحدث فإن المقاطعة كفيلة بمسببات كثيرة لفشل العملية الإنتخابية ولن تستدعي كشف اي تلاعب أو تزوير . في إعتقادي قد أخطأ المؤتمر الشعبي بمشاركته في العملية الإنتخابية فمثلة يحتاج أن يحتل مكانه في الإصطفاف الوطني لا أن يشقه مثل آخرين .
نواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحساب ولـــــد ...! (Re: مجاهد عبدالله)
|
الحزب الوحيد الذي بات مقتنعاً بأن تحالف جوبا ولد ميتاً هو الحزب الإتحادي الديمقراطي , وقد تكون هنالك مسببات كثيرة لتخلف إرادة ودعم الحزب الإتحادي لقوى جوبا بالرغم من مشاركة أحد اكبر أقطابه في المؤتمر ولكن بدأ للعيان واضحاً أن راعي الحزب مولانا محمد عثمان الميرغني غير راضي تماماً عن وجود حزبه بهذا التحالف , فقد كان الحزب من المهمومين بالتمرين الديمقراطي للإنتخابات وخصوصاً عند مرحلة تسجيل الناخبين , وكيف لا ومعروف عن الحزب شغفه بالإنتخابات ويعد من الأحزاب المميزة في فن إجادة العملية الإنتخابية .لكن كل هذا لن يعفي أن الحزب به تشققات كثيرة وكبيرة يصعب ترميمها على أحرف حريف , وهذه الإنشقاقات لم تبارح الحزب منذ الإستقلال , وكانت تخبو أحياناً وتتأجج أحايين آخر . وعدم رضى مولانا بوجود حزبه بهذا التحالف قد يكون مردود تحالفات قديمة مع نفس الأحزاب لم تقدس حلفها , وباتت تراعي مصالحها السياسية أكثر من تحالفاتها , ولذلك يبدو أن السيد الميرغني هو الآخر إتجه نحو تحقيق مصالح حزبه . وإلى هنا يكون القول نظري بعض الشيئ , ومن ناحية الإتجاه العملي فإن الحزب الإتحادي خرج عن المألوف دوماً عنه بأنه كان رأس الرمح في معارضة هذا النظام وتلتف حوله القوى السياسية لا أن يأتي زمن وتطالب القوى السياسية الحزب الإتحادي بالإصطفاف معها , كما أن ترشيح الأستاذ حاتم السر لمنصب رئاسة الجمهورية كشف عن مفاصلة الحزب لأي تحالف ممكن مع القوى السياسية , وكذلك فمعروف عن الرجل قربه من راعي الحزب ولاسيما أن سنوات المعارضة وثقت الصلة بينهما دون إسقاط لمجهوداته التي أبرزته كأحد المعارضين الأشداء تجاه النظام ولكن يزخر الحزب الإتحادي بمن لديه شعبية أكثر منه داخل الشعب السوداني ناهيك عن جمهور الحزب الإتحادي وكان من الممكن ترشيحه وهو الأستاذ على محمود حسنين ..
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحساب ولـــــد ...! (Re: مجاهد عبدالله)
|
القوى السياسية في مجمل أدائها الإنتخابي لم تكترث لتاريخها وإرثها , وظهرت بالضعف الكبير الذي يُرسخ في ذهن المواطن وهم صعوبة التغيير وبالرغم من أن الحوافز التي ظهرت بإنشغال المواطن بالعملية الإنتخابية إلأ أن ضعف الأداء وعدم المبادرة من القوى السياسية بالأخذ بتلك الحوافز كان قاصمة ظهر للمواطن. فركون القوى السياسية للقديم في تفاعلاتها وعدم إبتداع وسائل حديثة للعملية السياسية جعلها تظهر بعيدة عن هموم المواطن , وبالرغم من أن التحديات كانت كبيرة وخصوصاً المنعطف الخطير الذي يمر به السودان في أن يكون متوحداً أو منفصلاً قريباً ومتشققاً مستقبلاً إلأ أن القوى السياسية لم ترتقي بعملها وأدائها لحجم هذه التحديات , ومثلاً عند ظهور مجموعة من المهمومين كجماعة قرفنا لم تجد أي دعم مباشر وإنحياز واضح من نفس القوى لتمتين هذه المجموعة وعملها ويرجع ذلك للنفسية السياسية التي يقبع فيها السياسي السوداني والتي لاتتوق إلأ لتأسيساتها, ونعلم أن الإتفاق أضحى صعباً للغاية خصوصاً بعد مهزلة جوبا وتشرذم القوى السياسية في الخوض الإنتخابي ..
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست