|
الشمولية بديكور ستكون أسوأ مما كانت عليه وهي من غير ديكور
|
بعد انقلاب الإنقاذ المشئوم مباشرة حاولت الجبهة الإسلامية ان تخفي علاقتها مع الانقلابين فجاءت مقولة اذهب للقصر رئيسا وسأذهب للسجن حبيسا فصدق الكثيرون إن الانقلابيين من أصحاب التوجه القومي ولكن ما لبثت الأمور أن اتضحت بعد اقل من ستة أشهر حتى ظهرت قيادات الجبهة الإسلامية بفكرها الشمولي والاستقصائي ظهرت في الساحة تقود سياسة الدولة بمشاركة الانقلابيين الذين ثبت انهم كانوا أعضاء في هذا الجسم السرطاني الذي ابتلى الله به هل السودان والمسمى الجبهة القومية فعشنا أسوا سنين طغيان الفئة الحاكمة في بداية التسعينات من القرن الماضي قتلوا الأطباء في معتقلاتهم وارهبوا الشعب في بيوت أشباحهم وحاربوا الرأسمالية الوطنية وغيروا مناهج التعليم والقوا بالموظفين خارج الخدمة المدنية بدعوى الصالح العام قصدا منهم التمكين لعضويتهم , هذا كله والشمولية كانت تتزين بزينة الانقلابين وهي تأتي بنافع مديرا لجهاز أمنها وعلي عثمان وزير لخارجيتها فتدخل البلاد في حروب خارجية لا حصر لها ومحاصرة دولية نتيجة تصرفات رعناء وتفقد الوطن حتى سيادته كل هذا والشمولية الأحادية التوجه تمارس ضغطها على الشعب تارة باسم الدين وتارة باسم الوطن, وتستمر نضالات الشرفاء من أجل الحرية فيقدم الشعب أطبائه وطلابه ونسائه وأطفاله شهداء ثمنا للحرية فيسقط على فضل صريع ويسقط الشهداء في الشرق والغرب والجنوب والشمال وطلاب الجامعات يقودون مشاعل الحرية . هذه الضغوط أجبرت الشموليين على الانصياع لصوت الجماهير من أجل الحرية فباتت دولة الكيزان تعلم بحتمية زوالها مع زيادة المد الثوري من أجل الحرية للشعب فرضخوا للاتفاق مع الآخرين ولو على الحد الأدنى من مكتسباتهم وهنا لاحت بارقة الأمل في سلام يعم الجميع له استحقاقاته على كل الأطراف ولكن يبدو إن عرابي الشمولية لا يعون الدرس أبدا فبدئوا يتعاملون مع أي اتفاق بفهم تكتيكي ومرحلي لإفراغه من قيمته ومضمونه, فلم نجد لهم عهدا ولا ميثاقا طيلة واحد وعشرون عاما, وقعت فيها القوى السياسية معهم عشرات الاتفاقيات وكلها ماتت أو أجهضت قبل ولادتها كان آخرها وأكثرها تأثيرا هو اتفاق السلام الموقع في 2005م والذي من استحقاقاته هذه الانتخابات التي تجري الآن بهذه الصورة المشوهة ولو علم شموليي الإنقاذ طريقة لمنع هذه الانتخابات لمنعوها ولكن لان الاتفاقية محمية بشركاء أجنبيين وبمراقبين دوليين يعنيهم استحقاق آخر مرتبط بهذه الانتخابات هو استحقاق استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان كان لزاما على شموليي الإنقاذ أن تقوم هذه الانتخابات لذا سعوا من أول يوم لتفريغ هذه العملية الانتخابية من مضمونها وقيمتها فقاموا بتأجيلها لأكثر من عامين من تاريخها المحدد بالاتفاقية ثم زوروا التعداد السكاني من أجل تزوير العملية الانتخابية ولم يكفيهم كل ذلك فعينوا مفوضية كسيحة للإشراف على الانتخابات وحين حانت لحظة الحقيقة أيضا وجدوا إن ضمير الشعب لا يموت ولا يمكن لمهووسين أن يخربوا ذاكرة من قتل نسائهم وشرد أطفالهم فزوروا السجل الانتخابي وقلصوا عدد المراكز الانتخابية وسخروا كل إمكانيات الدولة المادية والإعلامية من أجل مرشحيهم وبذلك افقدوا العملية الانتخابية أهم شروطها فابتعدت القوى السياسية ذات الجماهير والتي تمثل ضمير الشعب السوداني وأصبحت الانتخابات في ظل انسحاب القوى السياسية ذات التأثير الجماهيري أصبحت لا معنى لها ولا قيمة. لكن لازالت أفكار المهوسين بفكرة المشروع الحضاري والتكفيريين الجدد والمتسلقين والرأسمالية الطفيلية التي صنعوها وكل الذين ارتبطت مصالحهم بوجود هذه البطانة الفاسدة في سدة الحكم لازالوا يراهنون على سياسة التعمية وضغط الشعوب وما علموا أن الشعب قادر على أن يستيقظ ويقود ثورته من اجل التغيير ومن أجل أن يبقى لديه وطن فهذا الوضع الذي نعيشه الآن إما أن يقودنا إلى شمولية جدية وبديكور ديمقراطي مزيف ستكون أسوأ فترة في عمر وطننا الحبيب وإما أن يتحرك الشعب وعقلاءه من أجل أن يصححوا هذا الوضع بأي طريقة يرونها أفيد, إما بحكومة قومية تستوعب كل القوى السودانية أو بديمقراطية حقيقيه تمثل الشعب دون أي املاءات أو تزوير للإرادة
|
|
|
|
|
|