منعم سليمان....مالكوم اكس السودان ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 05:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-28-2010, 04:12 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    راكوبة الله ؛ ووادي السراديب حكاية من العصر الحجري في سلبقتا


    يمكن أن نسمي المجموعة الأولى "مجموعة سلبقتا " ؛ والمجموعة الثانية "مجموعة فاشا" ؛ والمجموعة الثالثة "مجموعة سيقرا" .

    تلك المجموعات عبارة عن أماكن أثرية تقع في الجزء الجنوب الشرقي لمدينة نيالا بإقليم دارفور الجنوب ؛ وتضم كل مجموعة عدة قطع ؛ وبقايا محدثات بشرية؛بنيان وأحجار ومعدات أثرية باستثناء الأخيرة يمكن تفصيلها إلى الآتي :

    مجموعة سلبقتا الأولى تضم مسكن" العرافة " و "مغارة امشي اتلي"؛ و ثلاث كهوف غير متصلة ببعضها . الكهوف الثلاث متوازية تمتد لأكثر من ثلاث كيلو مترات طول كل منها تحت الأرض؛ فيما بعد تبين إنها سراديب تدل على إنها محفورة بفعل إنسان وليس بفعل الطبيعة ؛ بداخل كل منها مدرجات تنتهي إلى الأسفل. بينهما أودية موسمية ليست عميقة . سنطلق عليه "وادي السراديب" ضمن المجموعة الأولى.
    في المنطقة وبجوار وادي السراديب الثلاث مغارة تحت الأرض لها بوابة حجرية تمثل مدخل واحد ؛ ولا يصلح المدخل لان يكون المخرج في نفس الوقت . ربما المغارة بفعل الطبيعة لكن بوابتها المشذبة نتيجة لعمل إنسان ماهر في وقت ما .
    لا توجد على أطراف السراديب الثلاث مداخل لأشعة الشمس فهي مظلمة غير ان المغارة يطل عليها أشعة من جانب ؛ ولكونه مبنى به الكثير من الغرابة والعجب لا تتمكن من ان تصفه بكهف أو جرف حجري ؛ بإمكان الإنسان ان يرى بداخلها ارض واسعة وممتدة بها الخضرة في مساحة واسعة ؛ ففي داخلها توجد عين ماء عذب ومجرى دائم لوادي صغير يحيط به مرج اخضر تشكل حديقة رائعة ؛ يقول البعض إنهم يلحظون أحيانا أغنام ترعى في المرج داخل المغارة.
    يطلق شعب الداجو وهم ابرز السكان الأصلين في هذا الجزء ؛ على مغارة "سلبقتا" ومدخلها العجيب " امشي اتلي" ترجمتها التفسيرية " ستبقى ولن تعود إذا ذهبت ودخلت المغارة " . لم يذكر احد ان ثمة عاد إلى الخارج بعد دخوله المغارة العجيبة.
    مجموعة سلبقتا ؛ "وادي السراديب" ومغارة " امشي اتلي" تبين آثار لأقدام البشر على الحجارة ؛ ونقوش مبهمة ورسومات تحكي أنهم عليها عاشوا قبل سنوات عديدة غير معروفة أو محددة . بالمنطقة وعلى أرضها وفي كل مكان تنتشر آلالات وأدوات حجرية تبين إنهم استخدموها في حياتهم ؛ وحولها ########ات مرصوصة بالحجارة بشكل جيد . الذاهبون إلى سلبقتا يتلقون تحذيرا من أهالي المنطقة بعدم لمس أو الاقتراب من ال########ات التي تروى إنها لأسلاف قدماء جدا . كما يحذرون من محاولة اجتياز بوابة المغارة بنية الدخول .
    السراديب تظهركما لو إنها كانت مساكن قديمة أو مستخدمة للحرب كمأوي للجنود أو محاربين ؛ أدوات حربية تركت حول حجارة المدخل.
    سنتحدث عن ( العرافة ) لاحقا في طقوس الزيارة إلى المجموعة الثانية.
    وتقع بلدة سلبقتا وهو الجبل الأول من مجموعة جبال دار الداجو التي تبلغ نحو 99 جبالا جميعها تقع في الجزء الشرقي والجنوبي من مدينة نيالا في إقليم دارفور الجنوب .

    أما المجموعة الثانية : تضم قصرا للملك العظيم كوسوفورك ؛ و معبد" راكوبة الله " بالقرب من القصر
    بداخل القصر عدة حجرات منها حجرة الحكم حيث مكان عرش الملك بقلب الحجرة ؛ و حجرات لحمامات ؛ وحجرات أخرى لم تعرف استخداماتها . ومكان قيل انه كان يستخدم للإعدام . شيد القصر على تلة عالية مكسوة بحشائش الاسكنيت الخضراء في الخريف ؛ وفي الصيف تجدد أشواكها بلونها الصهباء لتمنع مرور الزائرين دون إذن من العرافة .
    لا يوجد سوى طريق واحد للوصول إلى قمة التلة. ؛ ولا يوجد سوى مدخل واحد في باب القصر .
    يزين جدران القصر نقوش لم يتبين معناها وبدأت بعضها في الاختفاء بفعل عوامل الطبيعة غيران الذي يفسر هو صورة ثعبان الكوبرا في تاج الملك فوق العرش والجدران .
    ويحيط بعرش الملك الذي يتوسط حجرة الحكم ثعبان الكوبرا ؛ يبلغ طوله نحو مترين ؛ ويضع رأسه تحت أقدام مقعد أقدام الملك ؛ و يرفع الثعبان رأسه في حالة دخول أي زائر ؛ ويقوم بالدوران حول العرش ونفخ رقبته ؛ تقول البعض إنها تحية ويقول البعض الآخر علامة على وجود زائر غير مرغوب فيه . لكن في أي أحوال في صوت العرافة التي تكون في قريتها ببلدة سلبقتا وقتها موجود داخل القصر .
    يروى الاهالى إنهم منذ ان رأوا الحياة وجدوا هذا الثعبان ولا يزال حيا.
    وثمة دليل في الأساطير الإفريقية يربط بين الثعبان الكوبرا وتاج الملك ؛ والحضارات الزنجية التي تم كشف النقاب عنها منذ فوق القرن والنصف في مناطق النوبة السفلى على مجرى نهر النيل والتي عرفت بالحضارة النوبية والفرعونية ثمة تفسير و إشارة إلى ووجد ثعبان الكوبرا على تاج الملك .

    أما " راكوبة الله " وهو يعتقد انه معبد شيد أيضا على تلة صخرية ؛ وهي عبارة عن صخرة ضخمة تعلوا صخرتان متناظرتان إلى الأعلى بطريقة أشبه ببناية الراكوبة التي تبنى من القصب والأعواد في الريف السوداني ؛ أطلق عليه اهالى المنطقة في إقليم دارفور راكوبة الله أي إنها راكوبة لكن من صنيعة الله ؛ ليس في حدود المعقول لدى البشر التمكن من رفع صخرة بذلك الحجم ووضعها فوق بعضها البعض بتلك الطريقة.
    القرويون من سكان الريف الغربي للسودان يرجحون فعل الظواهر وبعض المناطق الغريبة عن الالفة الإنسانية إلى الجن أو إلى الله ؛ ولهم في أي من ذلك طرقهم في التفريق ؛ بحسب الظاهرة أو شكل المنطقة التي تقع فيها.
    وفاشا هي البلدة التي توجد بها جملة من الآثار في رقعة واسعة ؛ تضم جملة من أبنية مهدمة ومدافن قديمة ؛ تطل بعضها من الأرض ؛ ومنتشر على الأرضية مصنوعات صخرية وفخار ويعتقد إنها كانت مدينة شكلت العاصمة التي حكم منها ملوك الداجو المنطقة . و المعلومات المنتشرة و المعروفة عن بلدة فاشا انه مقر السلطان كوسوفورك الملك الأخير في سلسلة السلاطين العظماء التسع والتسعين من عهد الملك الأول "قيطار" والذي لم يحدد تاريخ حكمه. وتقع فاشا قرب قرية تحمل الاسم في جنوب شرق نيالا . ويعتز شعب الداجو بفاشا وان يكون الاعتزاز يشوبه الرهبة والتقديس ؛ من ناحية ما نقل علن السلطان كوسوفورك من شدة مع أعدائه وغير أعدائه أيضا ومن ناحية تقديرهم لماضيهم .

    أما المجموعة الأخيرة تضم جبل سقرا وشجرتها العجيبة ؛ وثعبان الكوبرا والنسر الحارسان. وجبل سيقرا مقطم أي لا شجر عليه سوى شجرة واحدة فوقها ؛ في اعلي قمتها ؛ وفوق جبل صخري يجعل الوصول إلي الشجرة مستحيل ؛ ينام أسفل الشجرة ثعبان الكوبرا ويحرسها حائم فوق الجبل صقر ؛ ويتناوب الاثنان حراسة الشجرة التي تقول الروايات عنها إنها شجرة سحرية ؛ ستحول أي جزء منها الماء المغلي إلى ذهب إذا ما غمس في الماء صفقها أو لحائها أو غصن منها.
    الروايات حول التجارب التي أجريت عن الشجرة صفقها بعيدة في التاريخ بقيت أحاجي وأساطير ؛ وتحيط بجبل سيقرا جملة أساطير مرهبة من الاقتراب من الشجرة ؛ وسوف يحصل مكروه لكل من يحاول الاقتراب ؛ ودونت حكاية لعائلة قرر اثنين منها وهما شقيقان الصعود إلى الشجرة و قطف صفقة منها أو نزع غصن ؛ بينما بدا الأول بالصعود متسلقا الصخور كان الآخر يراقب النسر الذي كان بعيدا وقتها ؛ والثعبان النائم ؛ وتمكن الشقيق من اخذ غصن من الشجرة ؛ وكاد ينجح غير انه وأثناء هبوطه من الجبل وصل النسر وقام أولا بإيقاظ الكوبرا ؛ وبدا في مطاردة الرجلان .
    تمكنا من وصول الأول الذي قتل في الحال بفعل الحارسان بينما الآخر سقط على الأرض وتحطم جزءه الأسفل . تمضي الرواية على ان احد الشقيقين عاش لكن صار عاجزا عن الحركة ؛ وأصيب بشلل كامل نصفه الأسفل ؛ والغريب ان جميع أبناءه وأحفاده ولدوا مشلولون مثله ؛ وبعضهم مصاب بآهة دائمة .
    ويقع جبل "سقيرا" في مكان بعيد ليس بجواره قرية ؛ الطريق الوحيد قربه لقوافل يمر شرق الجبل بمسافة تقدر بثلاثين كلم ؛ أشيع أيضا ان احد رعاة الإبل قتل أيضا عندما حاول التقاط صفقة من الشجرة . جبل "سقرا " وهي ضمن الجبال التسع والتسعين لشعب الداجو .
    في التاريخ الإفريقي ارتبط النسر والكوبرا برمز السيادة عند حضارات وادي النيل ؛ وقد ربطت تلك بصورة واضحة في نسر حورس وتيجان ملوك الزنج في نوية الأسفل بعد الاكتشافات الأخيرة ؛ والنسر شعار للعديدة من الدول في إفريقيا.
    ثار لفترة طويلة اعتقاد واسع حول المجموعات الثلاث ومناطق أخرى تحتوي على مدافن غالبها ؛ وهي محفوظة بعناية إذ ان الأساطير المحفوظة والمروية و المنتشرة بين القرويين حول ال########ات ومراقد الأسلاف في الريف الغربي تصل إلى حد موطن الإيمان الراسخ فلا يفكر احد في الاقتراب منها ؛ والمعلومات حولها محدودة فقط في إطار الأساطير ذاتها. وتقول ذات الأساطير ان الأسلاف الاولائل "الناس القدم " أو" الناس الأول" باللهجة المحكية في دارفور إنهم دفنوا بكل مقتنياتهم في الحياة الدنيا من مجوهرات وذهب و أحجار كريمة وكانوا أناس غالبهم جيدون في أخلاقهم .
    تتمحور الأساطير والقصص المحكية عنهم في دائرة احترام الموتى ؛ وهي احد الصفات الإنسانية الجيدة لدى القرويين في السهول الغربية ؛ ولا ينفك البعض –تأكيدا للاحترام – ان يقوم بواجب القداسة أي تقديم "حفنة من الدخن الأصفر" والقيام بنثر حباته حول ال########ات ؛ أو نثر دقيق الدخن ؛ أو رش الماء وتلاوة تعاويذ غير مفهومة لكن بعضها آيات قرآنية .
    غالبية المناطق الأثرية بين الجبال ؛ وتتوسط الجبال قرى شعب الداجو وقليل من البنقا ؛ وتتميز الجبال وليس غالبها مقطم بلون جميل يحيط بها بعض الأودية والمجاري المائية التي تخضر في الخريف ضمنها وادي " اقى راجل" التي تضم سلسلة من القرى الذين يحتم أهلها بالفلاحة ورعي الأبقار والأغنام معا تمثل تلك عمق دار شعب الداجوا وان توجد قرى عددية لشعوب أخرى سكنت المنطقة.
    تفسيرات الكثير من المناطق التي تدل على إنها أثرية في هذه السهول تتمحور غالبها حول أساطير تحكى في قصص ورويات حول تاريخ المناطق وتاريخ تلك الآثار بعضها تحذر من الاقتراب إي إنسان منها سوى بطقوس لبعضها ؛ وذلك لتواتر الظواهر غير المألوفة التي تقع باستمرار في تلك المناطق الثلاث المشار إليها لبعض الذين لا يتقيدون بتلك الطقوس .

    " البنقا ؛ الرونقا ؛ السوا والموا والكريج والبندلة "؛ يحكى إنها أقدم المجموعات التي سكنت المنطقة ولا تزال بعض من بطون المجموعات الزنجية منتشر بأعداد قليلة في المنطقة ؛ ليس بين يدينا تأكيد فيما إذا تمثل هذه المجموعات العرق السلالي الذي انحدر منها شعب الداجو وليس حاضر تأكيد آخر أن شعب الداجوا يقع ضمن المجموعة ؛ سنطلق عليها مجموعة " البنقا" ؛ تشترك مع شعب الداجو في السحنة المتفحمة ؛ والتركيبة الجسمانية ؛ بينما غالب افراد هذه المجموعة يتميزون بقصر مفرط في القامة ؛ والداجو طوال ؛ ولكل منهما لغته .
    ال########ات التي تضم عدد من المراقد لأناس سابقين لكن من المؤكد ليسوا جميعا داجو واغلبهم كما تشير الرويات إلى مجموعة البنقا . فيما تؤكد روايات منقولة عن بعض المتحدثين من هذه المجموعات أن أسلافهم بالفعل كانوا ملوك المنطقة روايات أخرى منتشرة تقول أن أسماء مجموعة البنقا هي لملوك وسلاطين أوائل في شعب واحد حكمت المنطقة يمكن أن يكونوا جميعا داجو . المسالة أشبه بحالة مجموعة "فنقرو ؛ ودنقرو ؛ ودادينقا ؛ ودبينقا وبيقوا " في المجموعات التي سبقت ظهور سلطة شعب التنجور في الجزء الشمالي من إقليم دارفور.

    يشار إلى ان الذاكرة الشعبية في إقليم دارفور لا تزال حية وخصبة بقصص السلطان الأخير في شعب الداجو الذي لقي حتفه على ظهر حيوان التيتل "الثيتل " جنوب بلاد البرقوا داخل الأراضي التشادية اليوم. والثيتل احد أصناف بقر الوحش. انه السلطان كوسوفورك ؛ واهم القصص عنه هي محاولته نقل جبل"ام كردوس" في الجزء الشمال الشرقي من نيالا ووضعه مع الجبال الأخرى الثمانية والتسعين في الناحية الشرقية والجنوبية من الديار .
    وقضى في سبيل ذلك عدد من الشعب تحت الجبل وهم يحفرون كما تقول الرويات الشفهية ؛ لكن الكثير من التحقيق والتدقيق المنتظر في سياق البحث عن ماضي هذا الجزء من السودان وماضي سكانه. ضمنها التحقيق في حادثة نقل الجبل كجزء من وقائع التاريخ ؛ ولا شك ان ملكا ترك من آثاره المادية القصر في فاشا لدولته انجاز ثقافي . ان لم يكن فوق الأرض فتحت الأرض حيث التقرير للحفريات الأثرية العلمية .
    كوسفورك هو ملك الداجو ؛ ومن المؤكد أن الداجو كانت المجموعة التي تفردت بامتلاك السلطة السياسية في المنطقة وليست مجموعة البنقا ؛ غير انه في كثير من بقاع السودان تجد حالات التوارث المتناوب بيت المجموعات الزنجية ؛ ففي وقت لم يحدد بداية حكم الداجوا تثير تكهن على أن الداجو ورثوها عن احد بطون مجموعة البنقا التي نشأت الحكم عندهم من المعتقد .
    الكثير من الروايات الشفهية في الريف السوداني في حاجة إلى تحقيق وتدقيق لمعرفة صحتها وأسبابها ؛ ووضعها في سياقاتها الزمنية ؛ وهي موجودة بلغة القبائل الإفريقية ؛ هي مهمة وان يعدها البعض في مقام الأساطير.
    فحادثة مقتل عدد من العمال في مشروع نقل الجبل في عهد الملك كوسوفورك ؛ تشبه رويات موت العمال العبيد في عهد الملك خوفو وخفرع ومنقرع من ملوك الأسرة الرابعة الفرعونية في الجيزة بصعيد مدينة القاهرة أثناء بناء الأهرامات . وتقول الرويات "مصريات " ان ثمة مدافن تضم موميات لبشر سود البشرة عثرت عليها البعثات الأثرية ما تشير إلى إنهم كانوا العمال الذين بنوا الاهرمات. لمجرد أنهم سود البشرة نسبت هذه البعثات إليهم إنهم قد يكونوا عمال وعبيد ؟!! متجاهلين حقيقة دامغة ان خوفو وابنه قفرع وحفيده منقرع هم أيضا كانوا سود البشرة ؛ ليس لديهم اهتمام اكبر بعرق الملك لكن اهتمامه كبير بعرق العمال!! .
    التحقيق في واقعة نقل الجبل ومقتل العمال في امكردوس مهم ؛ وسهل كون البحث سيتعلق برفاة القتلى في المكان نفسه ؛ يجدر الإشارة هنا إلى أنهم سيكونون بالطبع سود استخدمهم ملك اسود ولم يكونوا عبيدا . وحتى لا يكون البحث تحت الجبل مشروع قتل جديد فان طرق ووسائل التنقيب والحفر للبحث العلمي اليوم تقدم جدا بقدر تقدم التكنولوجية وتطور وسائل الكشف عن تاريخ وعرق بقايا البشر وآثاره تحت الأرض لأطول فترة ممكنة. بجانب ذلك فان حجارة جبل امكردوس في حاجة إلى استخدامه في مشروع جديد للاسمنت أو بناء قرى شعب الداجو بناء حديث وبناء مؤسسات تعليمية لأبنائهم .

    يحفظ شعب إقليم دارفور أسماء آخر سلاطينهم في العهود المتأخرة ضمن خواتيم حضارات الشعوب الكبيرة فيها . الاخيريين أكثر حضورا في الماضي ؛ كوسوفورك عن حضارة شعب الداجو ؛ وشاو دور شيت عن حضارة شعب التنجور ؛ وعلى دينار عن حضارة شعب الفور ؛ وتاج الدين في المساليت ؛ وادريس ابسريجن برة في القمر ؛ ولكن السابقين لكل من اؤلائك العظماء تاريخ يجسد تاريخ شعبه وتاريخ منطقته ؛ والزمن الذي عاش فيه ضمن تخوم شعوب أخرى. فالإجابة على كيف بدأت ؟وكيف انطلقت الحياة بالمنطقة ؟ وكيف عاش الأسلاف وماذا كانوا يمكن لعلم الآثار الاجابة علي الكثير منها .
    تلك ضرورية لتأكيد الهدف الأقصى من التاريخ في الحياة البشرية ؛ "فعلاقة التاريخ بالإنسان مثل علاقة الأم بابنها" جون هنريك كلارك .

    في عام 2004 ف تولت بعثة صغيرة من وزراة الثقافة بولاية جنوب دارفور القيام برحلة إلى مناطق المجموعات الثلاث في دار الداجو ؛ بالرغم من ان البعثة لم تكن متخصصة أثرية أو انثيربيلوجية فقد تمكنت من إيراد بعض الحقائق والمعلومات المهمة حول المجموعات الأثرية الثلاث والتقسيم الذي وضعنها بفضل معلومات البعثة . وتمكنت من التعريف بها بقدر محدود ؛ غير ان ما أوردتها البعثة الصغيرة ذادت من الأمر غموضا أكثر إذ أتت بالمزيد من الطلاسم ورويات أسطورية إضافية ؛ ولم يقدم تفسير علمي للظواهر المحيطة بفاشا أو سلبقتا وسيقرا .
    كل تلك الظواهر خارجة عن المألوف فيما يسميه أهلها لعنة "الأسلاف الداجو الأوائل أو لعنة الأسلاف إذ خالف المحاذير احد فأصيب؛ فيما يطلق عليه البعض الأخر انه نوع من الأسحار الإفريقية للخير والشر معا ؛ بينما يرفض البعض الأخير التعامل أو التصديق بها .

    تكونت البعثة التي رأستها السيدة فاطنة محمد الحسن مسئولة قسم التراث بوزارة الثقافة بمقاطعة دارفور جنوب ومقرها مدينة نيالا. أربعة أشخاص ؛ رافقها مصور بحوزته كاميرا فوتوغرافي فيديو من التلفزيون الولائي ؛ واثنين أخريين . ولفاطنة الحسن التي تسكن المنطقة اهتمامات بالثقافة المحلية لشعب إقليم دارفور ؛ تتمحور عملها في برنامج أسمته" مندولة" بالرغم من ان الاسم مقتبس من شق مادي في الفلكلور الشعبي لأهل دارفور لكنها السيدة فاطنة تهتم بجانب معنوي أكثر في الفلكلور .

    زيارتها اقتضت تطبيق ما يتطلبه الزيارة من طقوس ؛ فالزائرة إلى قصر السلطان كوسوفورك بالضرورة المرور بسلبقتا حيث مقر العرافة ؛ وهي مسالة مقدسة عند بعض شعب الداجو من كبار السن الذين لم ينسوا تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم ؛ ولا يزالون محتفظون بها .
    والعرافة في سلبقتا هي وريثة الكهانة في الأدب الروحي لحضارة الداجو ؛وهي وحدها تنفرد بمعارف ومعاجم تفسيرية للكثير من الظواهر وتحفظ الطلاسم والتعاويذ ؛ لكن المسالة تتطلب من الزائر أيضا إبداء احترام ؛ فبإمكان العرافة كشف فيما إذا يكون الإنسان الزائر محترما لثقافاتها أو لا . وستقرر العرافة أيضا فيما إذا يكون الزائر مقبول لدى "الحراس" ومسموح له بالزيارة أو لا استنادا لموقفه من ثقافتها ؛ وفي حالة الموافقة يرجى الالتزام بالتعاليم الطقسية المتبعة لاحقا.

    يشار إلى انه لن يتمكن من بلوغ قمة التلة حيث مقر قصر السلطان كوسوفورك في فاشا من لم يؤذن له بالزيارة ؛ إذ تتآمر عليه قوة الطبيعة من الحيوانات البرية والحشرات والحشائش في منعه من الاقتراب و إذا وصل سيجد الكوبرا في انتظاره .

    تبلغ العرافة من العمر نحو سبعين عاما حين زارتها البعثة ؛ كانت ترتدي ملابس عادية بسيطة جدا؛ وتستخدم في حياتها آواني من القرع ؛ وبعضها مصنوعة من الفخار . ليس بينها أوني معدنية ومنزله بسيط من عش عادي تحتوي على أثاث بسيط لا تسمح بدخوله أو تفقده فهي ستكون في بابا منزلها . ليس ليدها عمل أو اهتمامات أخرى غير مسالة العرافة .
    والسيدة المسنة كانت قد فقدت بصرها منذ زمن طويل لكنها تتمكن من التعرف على زائرها وبإمكانها ان تصف ما يرتديه الزائر؛ و يمكن ان تقول التفاصيل الدقيقة في الزائر من قسماته وطوله . وسيتطلب الأمر إحضار دجاجة حية زرقاء ؛ أو ديك اصفر أو نعزة خضراء "كبياض" من الذي يرغب بالزيارة ؛ سيقوم بتسليم ذلك لابنها ؛ وستقوم هي بمنح الزائر حبات من الدخن عليه ان يمضغها ويأكلها ؛ ويحتفظ ببعضها لنثره عند عرش السلطان حول الكوبرا حين يصل إلى فاشا .
    أما هي فسوف تتفضل بتلاوة تعاويذه مما لديها من محفوظات ؛ وستنثر الدخن في الهواء قبالة القصر الذي يبعد كثيرا من مقرها وتنثره أمام الزائر. تبقى في منزلها وتخاطب فاشا ويمكن للزائر حين يصل القصر سماع صوتها رغم بعد المسافة.
    ليست هناك عرافة واحدة في هذه المنطقة ؛ كما أن هناك عرافيين أيضا بين قرى مجموعة البينقا وقرى شعب الداجو . ما ذكرت هي عرافة الكوبرا المهتمة بالقصر وشئونه فهناك عرفات لديهن اهتمامات بالطب وقراءة المستقبل ؛ والتعامل مع الطبيعة وظواهرها ؛ وتشرف البعض على طقوس نزول المطر وطلبه إذا غاب ؛ وطقوس أخرى تتعلق بالحياة والموت ؛ وتجد العرافات والعرافين التقدير والاحترام من الشعب مثل كل رجل دين في قومه؛

    تمكنت البعثة الصغيرة من التقاط صور لأول مرة للمكان الأثري في منطقة سلبقتا حيث العرافة ؛ لكن كما قلنا ان البعثة لم تكن أثرية متخصصة فلم تتمكن من وضع خريطة أثرية تمثل تعريف متكامل كما هو المطلوب في الاستكشافات الأثرية واكتفت بكتابة وصف عام عن المنطقة أيضا بطريقة عادية على شكل خبر في عمود يومي.
    وتقول السيدة فاطنة الحسن واصفة على ان الأدوات الحجرية المستخدمة كأواني منزلية وحراب مما وجدت في " سلبقتا" تبين إنها استعملت من العصر الحجري الأول للإنسان ذلك إنها استشارة معرفة رأي خبير في الآثار في الخرطوم لاحقا . كما تقول ان النقوش التي ذكرناها هي كتابة بالرسم الهيروغليفي .
    هي لا تزال تبين ذلك إذا ما قارنها بمجموعة آثار العصر الحجري الذي كان في المتحف الوطني بالخرطوم والتي غالبها قدمت من السهول الغربية لمستكشفين سابقين ؛ أو بآثار المتحف الكبير في أديس ابابا؛ وفاطنة الحسن قد شاركت في أعمال دار فورية لاحقا وزارت أديس ابابا . وزارت المتحف القومي بالقاهرة لتقارن بين النقوش الهيروغليفية ؛ والمعدات والآلات اليدوية في المتاحف وبينما رأته في فاشا وسلبقتا. وهي مسائل في حاجة إلى تدقيق أكثر وتحقيق .
    لم تزر فاطنة الحسن جبل سقيرا وأعاجيبه ؛ لكنها التقت العائلة التي روي ان بعض من أسلافها حاول قطف غصن من شجرة سيقرا فتحطم جزءه الأسفل وقتل شيقيه ؛ وجميع أحفاده يولدون مشلولون بالخلقة إلى اليوم .

    الرحلة الأولى لسلبقتا وفاشا كشفت عن جوانب مهمة في تاريخ الجزء الجنوبي من إقليم دارفور وآثار الذين عاشوا في هذه المنطقة منذ سنين عددا عند الداجو ؛ وان يكن التاريخ شفهي عنهم في كثير من الأحوال ؛ والروايات الشفهية أكثر عرضة للنسيان والتشويش ؛ وغير دقيقة لأنها لا تحمل تفاصيل أو تأكيدات تصلح كمراجع علمية بعضها لكن الكبار من شعب الداجو لديهم معرفة عميقة بكثير من التاريخ التي تفسر ظواهر تعرف مناطق لا تزال تشكل طلاسم أمام الأجيال الحديثة ؛ وطالما مثلت الأسطورة جزء من الحقيقة . إنهم يحفظونها بلغتهم المحلية وينقلونها إلى أجيالهم جيل بعد جيل.

    ولعل دراسات علمية متعمقة حديثة ؛ وزيارات لبعثات متخصصة إلى المناطق ؛ وحفريات في باطن الأرض منتظرة تستطيع كل تلك ان تسلط الأضواء بعمق عن"وادي السراديب " و أبنية ومعبد "راكوبة الله " وقصر السلطان النقوش الموضوعة على جدرانها . وهو الطريق المنتظر إتباعه في مناطق أخرى من الإقليم والريف السوداني ككل في المستقبل.

    منعم سليمان
                  

العنوان الكاتب Date
منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-26-10, 07:58 PM
  Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-26-10, 08:00 PM
    Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-26-10, 08:03 PM
      Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-26-10, 08:05 PM
        Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-26-10, 08:07 PM
          Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-26-10, 08:08 PM
            Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-26-10, 08:10 PM
              Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-26-10, 08:12 PM
                Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-26-10, 08:16 PM
                  Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-26-10, 08:20 PM
                    Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. الرفاعي عبدالعاطي حجر06-26-10, 08:33 PM
                      Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-26-10, 11:21 PM
                        Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. الرفاعي عبدالعاطي حجر06-27-10, 10:19 AM
                          Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-28-10, 03:20 PM
                            Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-28-10, 04:05 PM
                              Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. AMNA MUKHTAR06-28-10, 04:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de