|
Re: انطلاق موقع مركز الدراسات النقدية للأديان (Re: Amin Elsayed)
|
شكرا يا أمين..
لا أزال أحتفظ بنشرة 'اليقظة' الدورية التي كان يصدرها الأستاذ محمد محمود عقب إنتفاضة مارس/إبريل المجيدة و المكرسة لمحاربة الهوس الديني. كنا نترقب إصدارها بلهفة ونبحث عنها في دار أساتذة جامعة الخرطوم فقد كانت شمعة في الظلام بعد أن تنسم الشعب السوداني عبق الحرية التي لم يكتب لها أن تعيش طويلا. التحية للأستاذ محمد محمود. ولك الشكر يا أمين مجددا علي لفت نظرنا لهذا الموقع المنارة.
المأمون أبوسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انطلاق موقع مركز كسلاوي التجاوزي ... (Re: Dr Salah Al Bander)
|
Quote: .... ولكن حرية المعتقد لا تسمح لأي كان بالإساءة لمعتقدات الآخرين أو الاستهانة بقناعاتهم..... |
Dr. Al Bander, This is not entirely true. Islam lampoons other religions, specially Judeo-Christian believes and outrageously claims to be the only true religion recognized by the God Himself. There should not be two sets of rules when it comes to critical studying of religions, one for untouchable Islam and free for all for others. Regards
| |
|
|
|
|
|
|
مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: Dr Salah Al Bander)
|
هذه مداخلة لي ببوست معتز تروتسكي بنفس الموضوع مركز الدراسات النقدية للأديان [نحو ثقافة ترتكز على العق...والقيم الإنسانية]...
Quote: الأخ / معتز أولا نقطة نظام .. فأول من عرض خبر هذا المركز هو الأخ/ Amin Elsayed قبلك بخمس ساعات تقريبا في البوست http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi مجرد حفظ حقه الأدبي مادمت سأتداخل هنا رغم معرفتي بالخبر هناك .. ثانيا أنزلت الكراسة و بصدد قراءتها لمناقشة أفكارها .. إن كنت تنوي نقاشها فنسعد بذلك و إلا فقد كنت أنتوي فتح بوست خاص بذلك.. ثالثا : لا يزال المركز غامضا بالنسبة لي و هناك بعض الأسئلة حوله أرجو مساعدتي في الإجابة عليها إن توافرت لك معلومة مع شكري .. تحديدا هل صاحب الكراسة (محمد محمود) سوداني الجنسية و ماهي خلفياته الأكاديمية و أين يقع المركز بالضبط و هل سبقته أي محاولات أخرى و هل توجد كتب منشورة لصاحب المركز ؟؟ .. الدافع للأسئلة في الأساس الفضول و أيضا لسبر الأبعاد الإجتماعية لهذا الحدث.. فما أعرفه أن البروفسير دينيت أستاذ الفلسفة الملحد المشهور و الصديق الحميم لريتشارد دوكنز محاضر بجامعة تفت التي حاضر فيها محمد محمود سابقا فهل إلتقيا؟؟ و هل هناك تنسيق من نوع ما؟؟ فدينيت و دوكينز من دعاة الإلحاد الأشد شراسة .. رابعا: أول إنتقاد لي لهذا المركز يتمحور حول طريقة عرضه لأهدافه ..
Quote: : ومركز الدراسات النقدية للأديان مؤسسة بحثية وتعليمية غير ربحية مكرسة لدراسات نقد الأديان وتجاوزها. ويهدف المركز عبر نقد الأديان والدعوة لتجاوزها للمساهمة في المشروع الكبير الذي بدأ منذ انطلاق فكر وحركة التنوير لبناء ثقافة محرّرة من الخرافة والعنف الديني والقهر الديني والتمييز الديني وقائمة على القيم الإنسانية التي تدعو لإعلاء العقل وإعلاء قيم التآخي والترابط الإنساني من أجل عالم أفضل وأسعد. |
1/ النقد مشروع و به يتم الحوار و تتضح الأفكار غثها و سمينها و لكن فكرة التجاوز هذه لا تتسق مع كون المركز مؤسسه بحثية و تعليمية !!! فمن الواضح أن له إيديولوجية إقصائية لا تتفق مع إصول البحث العلمي .. و متى مادخلت الإيديولوجيا من الباب قفزت قيم التجرد و البحث عن الحقيقة من الشباك .. هذا أول تناقض.. رغم أنه في أول الكراسة قد حاول التبرير للتجاوز بالقول أن الأديان تتجاوز بعضها و كأنما أحس بتناقض موقفه فمن وجهة نظره كان عليه ألا يستشهد لصحة رأيه بما يؤمن بأنه خطأ!!! 2/ الإيحاء بإحتكار فكرة اللادينية للقيم الإنسانية دون الدين ثم إنتقاء الـ الخرافه/العنف/القهر/التمييز لوصم الدين بها و كأنه أمر مسلم به بالضرورة يصلح كمنفستو لحركة سياسية و ليس لكراسة بحث و علم .. فالمؤمنين لا يعتنقون الأوصاف السابقة و هناك نقد من داخل الدائرة الدينية لمثل هذه الإنحرافات التي تلبس لبوس الدين منذ زمن الخوارج و الحروب الصليبية .. فمحاولة الإيحاء بأن اللادينيين فقط هم من يعترضون على السوء الذي تتفق البشرية العاقلة على نبذه و إحتكار القيم المقابله له في نظري مجرد محاولة خبيثة ترد على الإقصاء (الذي أعترف بوجوده) بإقصاء مضاد .. و أكرر هذه مقدمة تصلح لحزب عقائدي و ليس لمؤسسة بحثية. خامسا و أخيرا : أنا من دعاة أن تناقش كل الأفكار في العلن بهدوء و بروح متجردة .. (فأما الزبد فيذهب جفائا و أما ماينفع الناس فيمكث في الأرض) .. و رغم أن هذه البداية قد أحبطتني من هذا المركز .. إلا أنني سأواصل القراءة فلربما كان هناك مايستحق الرد عليه من وجهة نظر الإيمان! |
لم أجد أجوبة بعد لتساؤلاتي .. و يبدو أن هناك تاريخ مرير لهذا الأمر!! عموما سأتابع.. ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: محمد قرشي عباس)
|
Quote: و هناك بعض الأسئلة حوله أرجو مساعدتي في الإجابة عليها إن توافرت لك معلومة مع شكري .. تحديدا هل صاحب الكراسة (محمد محمود) سوداني الجنسية و ماهي خلفياته الأكاديمية و أين يقع المركز بالضبط و هل سبقته أي محاولات أخرى و هل توجد كتب منشورة لصاحب المركز ؟؟ .. |
Dear Mohamed
Sorry I don't have Arabic keyboard, so my answers in English
تحديدا هل صاحب الكراسة (محمد محمود) سوداني الجنسية Yes he is Sudanese
و ماهي خلفياته الأكاديمية DR Mahmoud Mahmoud
و أين يقع المركز بالضبط The centre in the UK
و هل سبقته أي محاولات أخرى After Alintifada in 1985 he published 6 issues of Alyagiza
و هل توجد كتب منشورة لصاحب المركز
His last book is : Quest for divinity: a critical examination of the thought of Mahmud Muhammad
Amin
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: محمد قرشي عباس)
|
Thanks Amin Elsayed for sharing this important link.. Prof. Mohamed Ahmed Mahmoud is a pioneer in addressing many of the taboo areas in Islamic studies.
His important brochure/leaflet of Alyaqaza had shed light on areas many of us did not hear about. such as the different original copies of Quran
It's important when discussing his writings and arguments we give him the same right we give to other religions. Atheists should have the same right like Muslims and other religious groups.
mohamed elgadi
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: Amin Elsayed)
|
الأخ / أمين السيد
Quote: Dear Mohamed Gurashi Here are the notes about Altajawuz from the first article Kalima
|
ماكتبت مداخلتي المقتسبه إلا بعد أن قرأت مقدمة الكراسة التي تفضلت بنقلها .. لم يقنعني هذا المنطق على جهتين: أولا ) الأديان تعتبر نفسها الحق المطلق فمن الطبيعي أن تسعى لـ "تجاوز" غيرها من الديانات .. و لكن هل يعتبر صاحب المشروع من الإلحاد "دينا" أيضا يملك حقا مطلقا أم أنه رؤية إنسانية يحق لها التواجد و النقاش مع وعي معتنقيها أنهم يتبعون رأيهم الشخصي و ليس دينا يودون تغليبه على غيره كما المؤمنين؟؟!! هل صاحب المشروع مع اليبراليه و عدم الحجر على الآراء و الثقافات و إن كان يعتبرها خطأ أم أنه ينطلق من موقع إيديولوجيا إقصائية كالتي ينتقدها تماما ؟؟ ثانيا ) تبرير تجاوزه هذا بتجاوز الدين أمر مضحك!! فإن كان يعتبر التجاوز أمرا مشروعا لم يشتكي من إضطهاد الدين للإلحاد أوليس هذا آلية تجاوز؟؟ و إن لم يكن يعتبره صحيحا فمن التناقض المنطقي تبريره بموقف خصمك منك.. هذا جدل و ليس فكرا.
لذا لا أزال على رأيي السابق الذي تفضلت بإقتباسه ..
و لك كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: محمد قرشي عباس)
|
الأخ الأمين السلام عليكم باختصار، ما كنت سأعبر عنه من موقف بعد دخولي واطلاعي على هذا المشروع النقدي التجاوزي، قد عبّر عنه الأخ محمد قرشي بكلّ دقة ووضوح! وحقيقة مقدمة المشروع ومجلته دالة بوضوح على أن البحث العلمي النزيه المتطلع إلى كشف ستار الحقيقة، غائب بشدة عن هذا المشروع! وحقّا لا أملك إلا أن أقول مع الأخ محمد: إنه مجرد مشروع أيديولوجي إقصائي، متمسح بالعلم والمنهج العلمي! كما أن معنى التجاوز يُستخدم في هذا المشروع بصورة بدائية وانتقائية ساذجة، والمعروف أن التجاوز الذي يحدث في عالم الأفكار وعلى صعيد التطور الاجتماعي، تجاوز لا يلغي القديم تماماً، إنما يستوعبه ليرقى به إلى مرتبة أعلى من التطور!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: Amin Elsayed)
|
1 من 15 بزوغ النبوة وصعودها الأساس اليهودي والمسيحي(*) محمد محمود تمهيد النبوة ظاهرة ذات جذور قديمة فـي منطقة الشرق الأدنى. و ورغم أن معرفتنا لتاريخ هذه المنطقة ما تزال محدودة وجزئية، إلا أن ما تكشّف حتى الآن من خلال المجهودات المتصلة والمثابرة لعلماء الآثار أماط اللثام عن بعض مظاهر النشاط النبوي المبكّر، وهو نشاط يرجّح الباحثون المعاصرون أنه منح اليهودية لاحقا نموذجها الأَوَلي للنبوة. ومن أقدم الأدلة الحفرية على النشاط النبوي النصوص التي عُثر عليها فـي موقع مدينة ماري (Mari) السومرية فـي شرق سوريا (تل حريري) والتي ترجِع للقرن الثامن عشر ق.م. وهذه النصوص تكشف عن نبوة لا تختلف كثيرا عن النبوة فـي إسرائيل القديمة 1 . ولاحظ بعض الدارسين ثلاثة عناصر مشتركة بين النبوة فـي ماري والنبوة التوراتية. وأول هذه العناصر هو عفوية هذه النبوة، بمعنى أنها طرحت نفسها كنبوة تلقائية صادرة عن وحي إلـهي وتتصرّف باستقلال عن مؤسسة العِرافة. وثاني العناصر أنها نبوة نابعة من حسّ رسالي، حسّ جعل الأنبياء يشعرون باستقلالهم عن السلطة الحاكمة وحفزهم لتوجيه رسالتهم لها من موقع الاستقلال هذا. وثالث العناصر هو عنصر ما وُصف بـ (الانجذاب) (ecstasy)،وهي ظاهرة اتخذت على ما يبدو أشكالا عديدة فـي تجارب أنبياء ماري. وعنصر الانجذاب هذا كان سمة لظاهرة نبوية انتشرت فـي رُقْعة واسعة شمِلت فلسطين وسوريا والأناضول، إذ وردت الإشارات له فـي النقوش الأرامية للملك زكُّور (Zakkur)، ملك حماة، وفي إشارات المصادر الحِثِّية للأنبياء 2. وكمثال على النبوة فـي ماري نأخذ ما يرد فـي أحد النصوص عندما يخاطب داغان (Dagan)، إلـه الزراعة والخصوبة عند الساميين الغربيين، الملك زِمْري لِمْ (Zimri-Lim) عبر أحد أنبيائه وذلك فـي أوج الصراع بين ملك ماري وحمورابي ملك بابل. وبلهجة لا تخلو من الشبه بلهجة الرب فـي التوراة يهدّد الإلـهُ داغان حمورابي وحلفاءه ويَعِد زِمري لِم بالانتصار على أعدائه وحيازته على ممتلكاتهم 3. وهذا المثال يحوي العناصر الأربعة الأساسية لظاهرة النبوة ليس فقط فـي ماري وإنما أيضا كما تبدّت فيما بعد فـي اليهودية والمسيحية والإسلام، ونعني بها: الـمُرسِل (داغان فـي مثالنا)، والـرسول، والرسالة، و المخاطب بالرسالة (زِمري لِم فـي مثالنا).
اليهودية النشوء والتأسيس وبدخول بني إسرائيل مسرح النبوة فإن النبوة قُدّر لها أن تتطور لتبلغ مداها وتعبيرها السائد والمألوف لدينا 4. وهذه النبوة كان من الممكن أن تظل نبوة قبلية ومحلية ومحدودة التأثير لولا أن الظروف التاريخية أفضت لنتيجة مغايرة ببروز المسيحية والإسلام وصعودهما، وهما دينان خرجا من عباءة اليهودية ونشرا رؤيتها لتصبح رؤية عالمية. وقبل أن ننظر للنبوة اليهودية بشيء من التفصيل دعنا نلقي نظرة سريعة على التوراة بوصفها الوثيقة - الذاكرة التي حفظت تراث النبوة عند بني إسرائيل. ما كان من الممكن لليهودية أن تصبح دينا مُنَظَّما بدون اجتماع ثلاث آليات: آلية خارجية هي الدولة فـي فترة صعود ملوك بني إسرائيل وبسط هيمنتهم (فترة المملكة الموحدة تحت داود وسليمان وفترة مملكتى يهوذا وإسرائيل بعد انحلال المملكة الموحدة) وآليتان داخليتان هما طبقة الكهنة والأحبار من ناحية والتوراة من ناحية أخرى. فالدولة اليهودية ، مثلها وسائر الدول الأخرى فـي منطقة الشرق الأدنى، احتاجت لإيدولوجية تساندها وتبرر سلطانها. أما الأحبار فإنهم قاموا بجمع مادة التوراة ونخلها والتأليف بين عناصرها لتشكّل المادةُ المنتخبة الكتابَ بشكله النهائي المعترف به. ولقد تداخلت سلطة الأحبار مع سلطة التوراة وتأكّدت وتركّزت اعتمادا عليها. وعندما نتحدّث عن سلطة التوراة فإننا نتحدّث عن سلطة النبوة كظاهرة، أما عندما نتحدّث عن سلطة الأحبار فإننا نتحدّث عن سلطة النبوة كمؤسسة، ولكن لابد أن نضع فـي اعتبارنا أن الظاهرة والمؤسسة لا تنفصمان عن بعضهما في سياق اليهودية كدين مُنَظَّم. والكتاب المقدّس الذي صنّفه الأحبار يقع فـي ثلاثة أقسام هي التوراة (תורה التعاليم، الشريعة) والأنبياء (נביאים ، نبِئيم) والكتابات (כתובים، كتبيم)، ولذا يشير إليه اليهود أحيانا بكلمة (تَنَك) التي تتركب من الحروف الأولى لأقسامه. وتتكّون التوراة من الأسفار الخمسة الأولى (Pentateuch) أو ما عُرِفَ بأسفار موسى نسبة للاعتقاد السائد أن موسى هو الذي كتبها 5. أما قسم الأنبياء فيحوي تسعة عشر سفرا تتعلق بقصص وأقوال وكتابات الأنبياء الذين أعقبوا موسى 6. ويشمل قسم الكتابات أحد عشر سفرا وهي أسفار ذات طبيعة متباينة إذ تحوي الشعر والنبوة والتاريخ 7. وهذه الأقسام لا تتساوى فـي أهميتها أذ أن التوراة تأتي فـي المرتبة العليا ويعقبها قسم الأنبياء. وفي كتابنا هذا لا نستعمل كلمة (توراة) بمعناها الضيق وإنما ككلمة عامة تشير لـمجموع الكتاب المقدس عند اليهود والذي يطلق عليه المسيحيون (العهد القديم).
(*) هذه الورقة هي مادة الفصل الأول من كتابي القادم عن النبوة والقرآن. لتفاصيل المراجع الرجاء الرجوع للنسخة الالكترونية على موقع مركز الدراسات النقدية للأديان : http://www.criticalcentre.org/1- Weinfeld, “Ancient Near Eastern Patterns in Prophetic Literature,” p. 179. لقراءة بعض نصوص نبوة ماري ومناقشة سياقها العام وأنماطها انظر: Herbert B. Huffmon, “Prophecy in the Mari Letters,” The Biblical Archaeologist 31, no. 4 (December 1968): 101-124. 2- Malamat, “A Forerunner of Biblical Prophecy: The Mari Documents,” pp. 34-35. نجد واحدة من أقدم الإشارات لظاهرة الإنجذاب فـي نص مصري يعود لحوالى عام 1060 ق.م. وهذا النص عبارة عن تقرير كتبه موظف فـي معبد الإلـه أمون اسمه وَن أمون (Wen-Amon) عن رحلة قام بها إلى مدينة جُبيل (Byblos) الفينيقية لاستجلاب خشب لمركب الإلـه أمون للمناسبات الدينية. ويقول وَن أمون إنه وبينما كان أمير جبيل يقوم بتقديـم القرابين للآلهة فإن أحد الفتيان تلبسته حالة أنجذاب وألقى وحيا للأمير يأمره فيه أن يهتم بمطالب وَن أمون وتحقيق رغبات الإلـه أمون الذي بعثه. انظر: Prichard, Ancient Near Eastern Texts, p. 26. 3- Ross, “Prophecy in Hamath, Israel, and Mari,” pp. 18-19. 4- نتّبع فـي هذا الكتاب الاستعمال الشائع ونستعمل تعابير (بني إسرائيل) و (اليهود) و (العبريين) كتعابير مترادفة لها نفس المدلول. 5- هذه الأسفار هي: التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية. 6- تنقسم قصة النبوة اليهودية فـي هذا القسم لنبوة متقدمة تعالجها أسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك ونبوة متأخرة تشكّل موضوع خمسة عشر سفرا هي أسفار إشعياء وإرميا وحزقيال وهوشع ويوئيل وعاموس وعوبديا ويونان وميخا وناحوم وحبقوق وصفنيا وحَجَّي وزكريا وملاخي. 7- تندرج أسفار الكتابات فـي الأقسام الأربعة الآتية: أسفار شعرية (المزامير والأمثال وأيوب)، واللفائف الخمس (نشيد الإنشاد وراعوث ومراثي إرميا والجامعة وأستير) والنبوة (دانيال) والتاريخ (عزرا ونحميا وأخبار الأيام).
.
(عدل بواسطة Amin Elsayed on 05-17-2010, 05:38 PM) (عدل بواسطة Amin Elsayed on 05-17-2010, 05:45 PM) (عدل بواسطة Amin Elsayed on 05-18-2010, 10:58 AM) (عدل بواسطة Amin Elsayed on 05-25-2010, 05:30 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: Amin Elsayed)
|
الأخ / أمين السيد أطيب التحايا
Quote: May be you don’t want to accept the writer and his new ideas, but for you information Dr Mohamed accepting others is the first stone in his views
|
قلت في أول مداخلتي بأنني مع النقد و الحوار .. و ليس لي سابق معرفة بالكاتب لأرفضه في شخصه كما تداخل بعض الإخوة هنا .. كما أن أفكاره ليست جديدة إطلاقا .. كان إنتقادي منصبا على فكرة التجاوز التي لا تتماشى مع دفاعك عنه بكونه يقبل الآخر و لم ينجح الكاتب في مقدمته بتغيير هذا الإنطباع .. أتمنى أن تكون محقا و أن يختار إسما أكثر تعبيرا عن قناعاته إن كان حقا يؤمن بالآخر .. حتى الآن لم أجد تجاوزا أو نقدا بالكراسة .. مجرد حفر تاريخي في النبوة إلتقيت بمثله كثيرا في كتابات العديد من الغربيين! رجائا لا تفترض أنني أشخصن القضية أو توحي بكوني ممتعضا من توجهات الكاتب فلست بالمؤمن التقليدي الذي يتفاجأ بأفكار جديدة و لدي القدرة الكاملة على هضم الأفكار بموضوعية و الحكم عليها بحياد و لو على نفسي
لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: محمد قرشي عباس)
|
تقصد ( مركز الدعوة للالحاد ) ؟ ام ( مركز التشكيك في الأديان )؟ هل تملكون الشجاعة الكافية لذكر الأهداف الحقيقية للمركز ؟ يالبؤسكم وبوار تجارتكم .. لن تنالوا في نهاية المطاف سوى قبض الريح استدراج الآخرين للخوض في نقاشاتكم وترهاتكم حيلة سخيفة ومملة.. لم تعد تجدي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: Amin Elsayed)
|
2 من 15 يرى بعض دارسي التوراة المعاصرين أن بذرة التوراة ترجع لعهد داود الذي حكم من حوالي عام 1000 إلى حوالي عام 962 ق.م. إلا أن ما كتب فـي هذه الفترة لم يصل للغالبية الساحقة من المواطنين إذ أن معرفة القراءة كانت مقصورة على فئة قليلة من الموسرين والكَتَبَة الذين كانوا يعملون فـي خدمة هؤلاء الموسرين، وفي تقدير هؤلاء الدارسين أن ما كُتِبَ فـي هذه الفترة كان موجها بالدرجة الأولى للأقلية النافذة التي كان داود فـي حاجة لسندها ودعمها 8 . ومن المرجّح أن الأسفار الخمسة الأولى قد اكتملت لتصل صيغتها الحالية حوالي عام 400 ق.م.، وهي الفترة التي أصبحت فيها التوراة دستورا لبني إسرائيل تحت زعامة الكاهن عزرا 9 . ويتفق غالبية علماء التوراة المعاصرين أن التوراة قد نشأت من امتزاج ثلاثة مصادر. وأول هذه المـصادر هو مرويات شعبية قديمة انتقلت شفاهة عبر الأجيال والقرون، وهذه المرويات القديمة ترجع بدورها لأصلين، أصل كُتب على الأرجح نحو عام 950 ق.م. فـي الجنوب فـي فترة المملكة الموحّدة ويُشار فيه للإله باسم (يَهْوه) (יהוהYHWH, )، وأصل من الشمال يرجع عـلى الأرجـح لنحـو عام 850 ق.م. ويشـير للإلـه باسـم (أيلوهيـم) (אלֺהים(Elohim, . أما المصدر الثاني فهو يرجع إلى نحو عام 650 ق.م. ومابعده، ويمثّله أسلوب فـي الكتابة ونزعة لاهوتية تنعكس أفضل ما تنعكس فـي سفر التثنية، ويرتبط هذا المصدر تاريخيا بحركة الإصلاح التي تـمّت فـي فترة الملك يوشيا (621 ق.م.). والمصدر الثالث كهنوتي ويرجع للفترة من عام 550 ق.م وما بعدها وينصبّ اهتمامه على المسائل التعبدية والشعائرية وهي المسائل التي اكتسبت أهمية خاصة بعد سقوط أورشليم فـي عام 587 ق.م 10 . دعنا الآن نلتفت للنبوة اليهودية من حيث تعريفها وخصائصها ودورها. إذا نظرنا لمفهوم النبوة فـي اليهودية فإننا نجد أن كلمة "نبي" العبرية (נביאnavi, ) لا تختلف عن الكلمة العربية من حيث أنها تعني الإنباء أو الإخبار عن شيء سيحدث فـي المستقبل، وإن كان معناها الإصطلاحي يشير للإنباء عن الغيب بإلهام أو وحي من الله. ولقد نشأت النبوة الإسرائيلية وعُرِّفت فـي معارضة ظواهر أخرى ارتبطت بمعرفة الغيب مثل العِرافة والكِهانة والتنجيم، وربما كان الباعث لإستعمال كلمة نبي هو تاريخ هذه المواجهة والتأكيد على تفوَق النبوة بحكم الإيمان بـمصدرها الإلـهي11 . إلا أن واقع النبوة اكتسب تعقيدا آخر عندما تطوّرت وتحوّلت إلى مؤسّسة، إذ انتقلت المواجهة من مواجهة بين نبوءة النبي ونبوءة العرّاف لتصبح مواجهة داخل مؤسّسة النبوة نفسها بين نبوءة النبي الصادق ونبوءة النبي الكاذب. وأحد أكثر الأمثلة درامية على ذلك يَرِد فـي سفر الملوك الأول عندما يجتمع آخاب ملك إسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا فـي السامرة ويستشيرا أربعمائة من أنبياء البلاط هل يدخلا فـي حرب مع أرام (سوريا) ليأخذا مدينة رامُوت جِلعاد (شرق نهر الأردن) أم لا. ويشير عليهما الأنبياء بدخول الحرب ويعداهما بالإنتصار. ولكن وعندما يستدعي الملكان نبيا آخر هو مِيخا بن يَمْلَة فإنهما يسمعان ما لا يسرُهما إذ يقول لهما (أرى شعب إسرائيل مبعثرين على الجبال كغنم بلا راع، والرب يقول هؤلاء لا قائد لهم، فليرجع كل واحد منهم إلى بيته بأمان) (ملوك الأول 17:22). ولا يكتفي مِيخا بن يملة بإلقاء نبوءته الصاعقة بل يستأنف ليكشف لآخاب سرّ نبوءة أنبياء البلاط (رأيت الرب جالسا على عرشه وجميع ملائكة السماء وقوف لديه، على يمينه وشماله. فسألهم الرب من يُغوي أخاب بالصعود للحرب فيموت في راموث جلعاد فأجاب هذا بشيء، وذاك بشيء آخر. وأخيرا خرج روح ووقف أمام الرب وقال أنا أغويه. فسأله الرب: بماذا؟ فأجاب أجعل جميع أنبِيائه يَنطِقونَ الكذب. فقال له الرب: أنت تَقدِرُ أن تُغوِيَه، فافعل هكذا. ثم قال ميخا للملك: الرب قصد لك الشر، لكنه جعل روح الكذب في أفواه أنبيائك هؤلاء، فما نطقوا بالصدق) (ملوك الأول 19:22-23). ويخبرنا الكاتب التوراتي أن الملكين لم يأبها بنصيحة النبي وخرجا للقاء أرام وانهزما شرّ هزيمة.
===============================================================
8 Coote and Coote, Power, Politics, and the Making of the Bible, p 28. 9 Anderson, Understanding the Old Testament, p. 21. 10 المصدر السابق، ص 22. 11 هذا المستوى من النبوة هو ما يشير له سفر التثنية عندما نقرأ (أن النبي الذي تكلم باسم الرب ولم يَحْدُث كلامُه بصدق، فذلك الكلام لم يتكلم به الرب ... ) (22:18).
(عدل بواسطة Amin Elsayed on 05-25-2010, 05:29 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: Amin Elsayed)
|
الأخ / أمين السيد
Quote: Sorry Mohamed for the misunderstanding. I haven’t said you want to personalize the discussion here. At the end it is your view and opinion about the issue. You are welcome
|
إذن هو خطئي في الفهم و لك العتبى حتى ترضى سأحاول إنهاء الكراسة و العودة للنقاش حولها متى إستطعت ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: محمد قرشي عباس)
|
3 من 15 إلا أن الإنباء عن الغيب يظل فـي واقع الأمر جزءا من ظاهرة النبوة، إذ ليس من الضروري أن يكون كل ما يقوله النبي إنباءً عن الغيب. وهنا تأتي أهم خاصية للنبوة ونعني بها أن يعبّر النبي عن إرادة الرب تعبيرا صادقا وأن يكون صوته هو صوت الرب. ويمكننا القول إن هذه الخاصية هي التي تسبغ على النبوة معناها العام 12 . وبذا فالنبوة تستلزم مفهوما محدّدا للالـه، فإلـه النبوة إلـه (مُشَخْصَن) (personalized)، تصفه النصوص المقدّسة بلغة تفترض شبهه بالبشر، فهو يخاطب الأنبياء ويتحدّث معهم، وتحيله قصص هذه الأديان لشخص من شخوص أحداثها الدرامية، يتحدّث لغة بقية الشخوص، ومثلما ينفعلون ينفعل، وكثيرا ما تكون أفعالُه ردودَ أفعال لما يفعلون 13 . دعنا نمثّل لذلك بهذا الاقتباس الجزئي من سِفر إرْمِيا حيث يتداخل صوت الرب وصوت النبي: صوت إرميا: قال الرب لي صوت الرب: قبل أن أصوّرك في البطن اخترتك، وقبل أن تخرج من الرَّحم كرستُك وجعلتك نبيا للأمم. صوت إرميا: فقلت: آه، أيها السيد الرب، أنا لا أعرف أن أتكلم لأني صغير. صوت الرب: لا تقل إني صغير، أينما أرسلك تذهب، وكل ما آمرك به تقوله، لا تخف من مواجهة أحد، فأنا معك لأنقذك ... (4:1-8)
ورغم أن الحوار أعلاه حوار خاص إلا أنه يملك مغزى عاما إذ أنه يؤسس لسلطة إرميا ومصداقيته كنبي. وهكذا عندما يذهب برسالة ربه فإن صوته سرعان ما ينسحب ليسمع بنو إسرائيل صوت الرب:
صوت إرميا: اسمعوا كلام الرب يا بيت يعقوب، ويا جميع عشائر إسرائيل. صوت الرب: أيُّ سوء وجد آباؤكم فيَّ حتى ابتعدوا عني وتبعوا آلهة باطلة وصاروا باطلا؟ ... (إرميا 4:2-5) 14.
ولكن النبوة تحتاج لدليل (موضوعي) يثبت صدقها وصِحتها (لأن هناك نبوة كاذبة أيضا، كما رأينا فـي مثال الأربعمائة نبي السابق). ومن ثم تنشأ، بالإضافة لعنصر النبوءة الصحيحة التي تتحقّق، خاصية أخرى هامة من خواص النبوة وهي خاصية المعجزة أو الفعل الخارق الذي لا يتحقّق إلا على يد نبي صادق النبوة. دعنا نأخذ مثالين على المعجزة مما يحكيه الكاتب التوراتي عن إيلِيَّا. يبعث الرب بنبيه إيلِيَّا إلى الملك أخآب وفي الطريق ينزل فـي بيت أرملة تقوم برعايته، ويمرض ابن الأرملة مرضا شديدا ويموت. وتحزن الأرملة وتقول لإيلِيَّا (مالي ولك يا رجل الله! جئتني لتذكرني بذنوبي وتميت ابني؟) (ملوك الأول 18:17). وعندها يأخذ إيلِيَّا جثة الابن ويضجعها على سريره ويصرخ (أيها الرب إلـهي، لماذا أسأت إلى الأرملة التي أضافتني فأمَتَّ ابنَها؟) (ملوك الأول 20:17). ويسمع الرب دعاء إيلِيَّا المتوجّع ويعيد الحياة لابن الأرملة. وعندما يدفعه إيلِيَّا لأمه تقول له (الآن علمت أنك رجل الله، وأن كلام الرب في فمك صادق حقا) (ملوك الأول 24:17). إلا أن ما نلاحظه أن هذه المعجزة تقع فـي دائرة الدراما الخاصة، فالحدث يقع فـي داخل بيت الأرملة وهي الشاهد الوحيد على ما فعله إيلِيَّا. ولعل هذا هو ما حدا بالخيال التوراتي أن ينسب لإيلِيَّا معجزة أخرى تقع فـي دائرة الدراما العامة ويشهدها (كل بني إسرائيل). وإن كانت معجزته فـي الدائرة الخاصة هي معجزة (إحياء) فإن معجزته فـي الدائرة العامة هي معجزة (إماتة) رمزية تعقبها إماتة واقعية أو مجزرة. يقابل إيلِيَّا أخآب ويعلن استعداده لنصرة إلـه إسرائيل فـي مواجهة الإله بعل، إلـه الكنعانيين، ويطلب من الملك أن يرسل ويجمع (كل بني إسرائيل على جبل الكَرْمَل، مع أنبياء البعل الأربعَ مائة والخمسين، وأنبياء أشيرة الأربع مائة ...) (ملوك الأول 19:18). وعندما يجتمع الجمع الحاشد والمهيب يطلب إيلِيَّا ثورين يُقطّعان ويُوضعان على حطب ويطلب من الأنبياء أن يدعوا باسم آلهتهم ويدعو هو باسم ربه والمعبود الذي (منهما يشعل النار يكون الإله) (ملوك الأول 24:18). ويقرّب الأنبياء ثورهم ويرقصون حول المذبح ويبتهلون ولكن لا مجيب لدعواتهم. وعندها يتقدم إيلِيَّا ويعدّ مذبحه ويدعو ربه، وفي الحال (نزلت نار الرب والتهمت المحرقة والحطب والحجارة والتراب وحتى الماء الذي في الخندق) (38:18). وعندما يشهد أفراد الشعب المعجزة يسقطون على وجوههم فَرَقا من الرب واعترافا بجبروته، وعندها يصبحون أداة طيعة في يد إيلِيَّا لإنزال انتقام الرب وعقابه (فقال لهم إيليا: إقبضوا على أنبياء البعل، ولا يفلت منهم أحد. فقبضوا عليهم، فأنزلهم إيليا إلى نهر قيشون وذبحهم هناك) (ملوك الأول 40:18) 15. ورغم أهمية عنصر المعجزة فـي تصوّر النبوة إلا أن تاريخ النبوة اليهودية مالبث أن تجاوزها وخاصة منذ القرن الثامن ق.م. بظهور مايوصف بالنبوة الكلاسيكية أو نبوة الأنبياء الذين بدأوا يكتبون أعمالهم مثل عامُوس وهُوشَع و إشَعْياء ومِيخا. ولقد ركّزت النبوة فـي طورها هذا على محتوى الرسالة التي حملها الأنبياء ولهذ السبب عُرف هذا الطور أيضا بطور (التوحيد الأخلاقي).
===================================================================================
12 يقول الباحث التوراتي هيشل فـي هذا المعني (إن السمة الأولى والأساسية للنبي هي دعواه التي يدعيها بنفسه بأنه نبي: شهادته التي يشهدها بنفسه عن تجربة يخاطبه فيها الكائن الأسمى بهدف نقل رسالته إلى آخرين؛ وعيه الخاص بحدث ينبني على قرار له وجهة، ويتخذ فيه كل من القرار والوجهة شكل الفعل المتعالي.) Heschel, The Prophets, Vol. II, p. 252.
13 ظاهرة التشبيه فـي تصوّر الإنسان للإلـه ظاهرة لاحظها الفيلسوف والشاعر الإغريقي زِيْنوفَنِس (Xenophanes)، الذي مات حوالى عام 480 ق.م. ، وقال عنها فـي تعليق لاذع (إن كان للخيل أو الثيران أو الأسود أيادٍ وكانت تستطيع أن ترسم بأياديها مثلما يرسم البشر، فإن الخيل سيرسمون الآلهة أشكالا شبيهة بالخيل، والثيران سيرسمون الآلهة أشكالا شبيهة بالثيران، أى سيرسمون أجساد الآلهة على شاكلة أجسادهم.) Xenophanes, Fragments: Xenophanes of Colophon, p. 25.
14 يلاحظ الباحث التوراتي روس (Ross) أن الأنبياء، رغم أنهم قلما يسمون أنفسهم رسلا، لجأوا لصيغة لغة الرسول (Botenspruch) وادعوا أن سلطتهم هي سلطة رسول من قبل يهوه أو من قبل مجلسه، أو حسب تعبيره ”لم يتماثلوا مع من بعثهم، ليس ثمة ’اتحاد صوفي‘ مع الإلـه. إلا أنهم لم يتنبأوا ’بما يتوهمون في قلوبهم‘ (إرمياء 26:23) لأنهم ’مثلوا فـي مجلس‘ يهوه.) Ross, “The Propeht as Yahweh’s Messenger,” p. 107.
15 أشيرة أو عشتاروت هي الإلـهة الأم التي كان يعبدها الكنعانيون، وكان لها أعمدة أو أوتاد مقدسة. وهذه الأعمدة المقدسة هي التي يشير إليها سفر التثنية عندما يأمر بني إسرائيل (وهذه هي السنن أوالاحكام التي تعملون بها في الارض التي اعطاكم الرب إله آبائكم لتمتلكوها كل أيام حياتكم على الارض. أن تخربوا جميع المواضع التي كان الأمم الذين ترثونهم يعبدون فيها آلهتهم على الجبال العالية والتلال وتحت كل شجرة خضراء. وأن تهدموا مذابحهم وتكسروا أنصاب آلهتهم وتحرقوا أوتاد آلهتهم بالنار وتقطعوا تماثيل آلهتهم وتزيلوا أسماءها من ذلك الموضع) (1:12-3). حول مسألة ما إن كانت عشتاروت إلـهة لبني إسرائيل فـي فترتهم المبكرة انظر: Smith, The Early History of God, pp. 15-21.
(عدل بواسطة Amin Elsayed on 05-25-2010, 05:28 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة ذات صلة ببوست آخر (Re: Amin Elsayed)
|
5 من 15
إلا أن النموذج الدرامي الأعلى الذي تقدمه المادة التوراتية لهذه المقاومة للتكليف النبوي ومحاولة التملّص من ثقل النبوة هو بلا شك قصة يونان (يونس) الذي يبعثه الإله إلى أهل نِيَنَوى، عاصمة الأشوريين والمدينة العظيمة التي (صعِدت أخبار شرورها) إلى الرب. إلا أن يونان يقرر أنه لا يستطيع تحمّل وطأة رسالة الإلـه ويقوم (إلى مدينة تَرْشِيش هربا من وجه الرب) (يونان 3:1) 16 . بَيْدَ أن السفينة التي يأخذها يونان لا تلبث أن تحيط بها الأنواء وتوشك أن تتحطّم، وينال الهلع من ملاحي السفينة الذين يحدِسون أن وراء هذه الأنواء يَدَّ إلـه غاضب. وحتى يعرفوا سبب بليتهم يقومون بإلقاء قُرَع، وعندما تقع القُرْعَة على يونان يقرر الملاحون بعد لأي أن يلقوا به فـي البحر. ويتلقّف يونانَ حوتٌ عظيم ويمكث فـي جوفه ثلاثة أيام وثلاث ليال. عندها، وقد اكتنفته ظلمة أحشاء الحوت ولُجج البحر، يدرك يونان ألا مهرب من قدره كحامل رسالة، ويصرُخ من جوف الهاوية داعيا ومستغفرا، وعندها يأمر الربُّ الحوتَ فيقذف يونانَ إلى البرّ ليذهب طائعا إلى نينوى ويبلّغها رسالة ربه. ولقد مدّد المفهوم التوراتي للنبوة هذا الدور التوسطي بين الرب والبشر الذي يقوم به النبي عندما ينقل رسالة الإلـه ليشمل الشفاعة، وذلك عندما يستعطف النبيُّ الإلهَ ويقف فـي وجه غضبه. ونرى نموذجا لهذه الشفاعة فـي قصة العجل الذهبي الذي يرتدّ بنو إسرائيل لعبادته وهم فـي انتظار هبوط موسى عليهم من جبل سيناء. وعندما يثور غضب الرب ويقول لموسى (والآن دع غضبي يشتد عليهم فأفنيَهُم وأجعلك أنت أمة عظيمة) (خروج 10:32)، يتضرّع موسى له قائلا (لماذا يشتد غضبك على شعبك الذين أخرجتهم من مصر بقوة عظيمة ويد قديرة، أفلا يقول المصريون إن إلههم أخرجهم من هنا بسوء نية، ليقتلهم في الجبال ويفنيَهُم عن وجه الأرض، إرجع عن شدة غضبك وعُدْ عن الإساءة إلى شعبك، وأذكر إبراهيم وإسحاق ويعقوب عبيدك الذين أقسمت لهم بذاتك وقلت لهم إني أكثِر نسلكم كنجوم السماء وأعطيكم جميع هذه الأرض التي وعدتكم بها، فترثونها إلى الأبد) (خروج 11:32-13). وتنجح شفاعة موسى إذ أن الرب يندم على ما اعتزم فعله ويتراجع عن إيقاع العذاب الذي توعّد به (خروج 14:32). وبحكم دورها الإجتماعي كان من الطبيعي للنبوة أن تتحوّل إلى مؤسّسة عندما استدعت حاجات وظروف مجتمع بني إسرائيل ذلك. وهكذا اندمج دور النبوة فـي أدوار اجتماعية أخرى مثل القضاء والسياسة. فالنبية دبورة مثلا تقوم بدور القاضية فـي المرحلة المبكّرة التي سبقت قيام مملكة بني إسرائيل وهي تملك من السلطة والتأثير ما يجعلها قادرة على توجيه أمر لقائد عسكري بإعداد جيش لمقاتلة الكنعانيين. وبعض الأنبياء كانوا قوة فاعلة فـي دائرة النخبة الحاكمة، وكان لهم تأثيرهم السياسي عبر علاقتهم الوثيقة بالبلاط. فمثلا، ناثان النبي كان مستشارا لداود فـي أورشليم ولعب دورا مساعدا فـي إنتقال الـمُلك لسليمان، 17 وإشَعْياء كان مستشارا فـي بلاط حَزَقِيّا ملك يهوذا وكان من مناصري سياسة مهادنة الأشوريين وعدم الدخول فـي تحالف مع المصريين والكوشيين، وحتى يمثّل لموقفه تمثيلا دراميا فإنه يمشي عاريا وحافيا ثلاث سنين ليُظهر للملك ولبني إسرائيل ما سيلحق بمصر وكوش من مهانة على يد الأشوريين (إشعياء 2:20-6). والمؤسسة الأخرى الهامة التي لعب الأنبياء دورهم خلالها كانت الهيكل والذي مثّلت طقوسه وشعائره عنصرا أساسيا من عناصر اليهودية. ونجد فـي المادة التوراتية صدى لنزعة معادية للطقوسية، وهي نزعة ترى فـي الطقوسية تمسكا بالقشور يسلب الممارسة الدينية بعدها الروحي والأخلاقي. وكنموذج على هذه النزعة نقرأ فـي سفر إشَعْياء (ما فائدتي من كثرة ذبائحكم، شبعت من مُحرقات الكباش وشحم المسمنات، دم العجول والكباش والتيوس ما عاد يرضيني. حين تجيئون لتعبدوني، من يطلب ذلك منكم لا تدوسوا بيتي بعد اليوم، وبتقدماتكم الباطلة لا تجيئوا إليّ، فرائحة ذبائحكم معيبة عندي. شعائر رأس الشهر والسبت، والدعوة إلى الصلاة لا أطيقها، ولا أطيق مواسمكم واحتفالاتكم، رؤوس شهوركم وأعيادكم كرهتها نفسي، صارت ثقلا عليّ وسئمت احتمالها. إذا بسطتم أيديكم للصلاة أحجب عينَيّ عنكم، وإن أكثرتم الدعاء لا أستمع لكم، لأن أيديكم مملوءة من الدماء) (11:1- 15). وكان من الطبيعي أن تؤدي هذه النزعة لتوتر وصدام بين الأنبياء والكهنة، وهو أمر نجد نموذجا له فـي الصدام بين النبي عاموس والكاهن أمَصْيا الذي يحرّض ملك إسرائيل ضد النبي، ويرد عاموس على أمصيا ردا يحمل نبوءة قاسية وعنيفة قائلا (... هذا ما قاله الرب: تزني امرأتك في المدينة ويسقط بنوك وبناتك بالسيف، وتُقْسَم أرضُك بالحبل، وتموت أنت تموت في أرض نجسة، ويُسْبَى شعب إسرائيل عن أرضه) (عاموس 17:7). إلا أن واقع الأمر يشير إلى أن هذا الموقف لم يكن موقفا عاما وأن العلاقة بين الأنبياء ومؤسسة الهيكل ظلت على وجه العموم علاقة وطيدة. هذه العلاقة نراها واضحة فـي حالة أنبياء مثل صموئيل وإرميا وحِزْقِيال وزكريا. 18
16 لا توضح التوراة أين تقع ترشيش هذه، ويقول قاموس أكسفورد للكتاب المقدس تحت مادة “Tarshish” إنها ربما تكون ميناء فـي إسبانيا أو قبرص (إشعياء 1:23)، إلا أن الحمولة التي تأتي للملك سليمان من ترشيش والتي تشمل الذهب والفضة والعاج والقرود والطواويس (الملوك الأول 22:10) تشير لمكان غير مألوف.
17 كانت نبوءة ناثان لداود أن الرب سيثبّت نسله من بعده وسيثبّت مملكة نسله إلى الأبد (صموئيل الثاني 11:7-13) (ذات أهمية ضخمة لكل مستقبل بني إسرائيل). Clements, Prophecy and Covenant, p. 28.
18 حول السياق العام للعلاقة بين الأنبياء والهيكل انظر: Rad, The Message of the Prophets, pp. 30-33.
(عدل بواسطة Amin Elsayed on 05-26-2010, 00:20 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انطلاق موقع مركز كسلاوي التجاوزي ... (Re: Dr Salah Al Bander)
|
صلاح بندر
انت انسان بائس وكذاب
انت من يجب ان يرعى بقيده ويرعوي ..
وكف عن البصق لاعلى لأن البصقة لن ترجع الا لك
Quote: هنالك فرق واضح بين "الكافر" و"الملحد" محمد محمود كسلاوي ما زال يسوق مشروعه المهزوم "تجاوز العقيدة الإسلامية" تحت رايات "مشروع نهضوي" .... نحن مع مشروع تمييز الدين عن السياسة وفصل الدين عن السياسة كما عبرت عنه مقررات أسمرا للقضايا المصيرية....
دكتور كسلاوي الزنديق يعيد طباعة بعض مفاهيمه المبتسرة عن قناعاته "الجمهورية" لشهيد الفكر محمود محمد طه ويحاول تقديمها كأنها مشروع نهضوي... نعرف الرجل ونعرف أساليبه "الشيطانية"... ومن يكن الغراب له دليلا يمر به على جيـف الكــلاب إذا كان الغراب دليل قوم فلا وصلوا ولا وصل الغراب
ونستهجن في الوقت نفسه محاولات بعض صبيةوصبيات"الحزب الشيوعي"+"حزب البعث" لتوفير غطاء لهذا المشروع الذي يروج لأخراج الدين من حياة الناس ونسيج المجتمع" منذ فترة!! بئس المصير .... وسنكشف هذا المخطط الذي يستهدف السودانيين في بريطانيا ويسعى للتبشير بهذا النوع الرخيص من الدعاوى تحت مسميات "التحرر" و"التقدم" و"اليقظة" و"النهضة"..... ليؤمن من يشاء وليكفر من يشاء.... ولكن حرية المعتقد لا تسمح لأي كان بالإساءة لمعتقدات الآخرين أو الاستهانة بقناعاتهم..... الذين يتابعون هذا المخطط ويروجون له "سنلاحقهم" بالكشف والفضح لمخططاتهم أينما كانوا.... فالزنديق كسلاوي أفتى بخروج المغدور عبد السلام من ملة "الإسلام" كما قبله أفتى الزنديق الآخر الجمهورى الباقر العفيف بخروج الخاتم عدلان من ملة المسلمين.... وها هو يدعي لا فض فوه الآن بأنه ينتقد "الأديان".... أنه يدعو لآخراج عقيدة "الإسلام" تحديداً من حياتنا..... أما مسألة "الحركات الدينية" واستغلالها للدين وكريم المعتقدات فذلك موضوع آخر وسنعالجه في مداخلة منفصلة... ويا كسلاوي "أرعى بقيدك" .... |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انطلاق موقع مركز كسلاوي التجاوزي ... (Re: Amin Elsayed)
|
7 من 15
والكاتب التوراتي يعرض هذه العلاقة كعلاقة ذات طبيعة عامة فـي الجزء الافتتاحي الممتد من الأصحاح الأول إلى الأصحاح الحادي عشر والذي يحكي قصة التاريخ البدئي الذي نقرأ فيه بعد خلق آدم وحواء عن سقوطهما وطردهما من الجنة ثم وقوع الطوفان الذي أباد الخليقة إلا من حمله نوح فـي فُلْكه وينتهي هذا التاريخ بقصة برج بابل وتشتت البشر على وجه الأرض. الإله الذي يظهر فـي هذا الجزء هو الإله (العام) الذي أشرنا له أعلاه، الإلـه (الشخصي) الذي أنتجه العقل الأسطوري ليفسر وجود العالم ووجود الإنسان. وحسب النظرة التوراتية فإن هذا الإله لم يخلق العالم فقط وإنما ندم أيضا على الطوفان الذي بعثه لتدمير الحياة ودخل فـي ميثاق مع الإنسان وكل الأحياء من (الطيور والبهائم ووحوش الأرض) ألا (ينقرض ثانية بمياه الطوفان أي جسد حي، ولن يكون طوفان آخر لخراب الأرض) (تكوين 10:9-11). إلا أن الكاتب التوراتي لا يلبث أن يتخلى عن هذا الإله (العام) ليصنع إلـهه (الخاص)، وهو الإلـه الذي يتزامن ظهوره مع ظهور إبراهيم. ومنذ اللحظة التي يدخل فيها هذا الإله مسرح القصة التوراتية تنحصر قصة علاقة الله بالإنسان فـي علاقته ببني إسرائيل، فهذا الإلـه يختار بني إسرائيل من دون بقية البشر ليصبحوا (شعبه) الذي يحتل منطقة الضوء بينما تنسحب بقية الشعوب لمنطقة الظل، وبذا تصبح قصة بني إسرائيل وقصص أنبيائهم بمثابة المـجاز الذي يجسّد (التاريخ) الخلاصي للبشرية. وهكذا وفي موازاة مركزية الإنسان فـي علاقته بالعالم يقدّم الخيال التوراتي مركزيةً أخرى وهي مركزية النبوة، وخاصة نبوة بني إسرائيل، فـي (التاريخ) الخلاصي للإنسان. (وعنصرا النبوة و(التاريخ) الخلاصي هذان ما لبثا أن أصبحا عنصرين أساسيين فـي إعطاء المسيحية والإسلام جذورهما وذاكرتهما التأسيسية.)
الآباء ويربط الكاتب التوراتي حركة التاريخ البدئي بقصة إبراهيم ربطا مكانيا وربطا زمانيا. فمكانيا تبدأ قصة إبراهيم فـي مدينة أُور التي تقع مثل بابل فـي جنوب مابين النهرين، وزمانيا فإن الكاتب يحرص على إثبات سلسلة نسب إبراهيم الطويلة التي يقف فـي أعلاها سام، ابن نوح. وإبراهيم (أو أبرام قبل أن يغيّر الربُّ اسمه)، هو الأب المؤسِّس للمجموعة التي عُرفت فيما بعد بالعبريين وبني إسرائيل وأول من أطلقت عليه التوراة اسم نبي، وتبدأ قصته بهجرته من أُور إلى حاران (شمال نهر الفرات) ثم إلى أرض كنعان (منطقة فلسطين ولبنان). وتفاجئنا القصة التوراتية من غير أي تمهيد وبتقريرية محضة باتصال الإلـه بإبراهيم، إذ نقرأ (وقال الرب لأبرام: ارحل من أرضك وعشيرتك وبيت أبيك إلى الأرض التي أريك، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظّم اسمك وتكون بركة. وأبارك مباركيك وألعن لاعنيك، ويتبارك بك جميع عشائر الأرض) (تكوين 1:12-3). 22
وعندما يصل إبراهيم إلى أرض الكنعانيين يظهر الرب مرة أخرى ليقول له (لنسلك أهب هذه الأرض) (تكوين 7:12). 23 وهكذا فإن نبوة إبراهيم لا تؤسس لفكرة إعداد النبي لنفسه عبر تجربة روحية معينة حتى يكون فـي حالة تؤهله للتلقي عن الإله. ما تؤسس له نبوة إبراهيم فـي الواقع هو فكرة الاصطفاء المتمثلة في اصطفاء الله لإبراهيم. والكاتب التوراتي يخبرنا بهذا الاصطفاء من غير أن يهيئنا له أو يشرح لنا ما ارتكز عليه. وتحمل نبوة إبراهيم بذرة الفكرتين المركزيتين اللذين تدور حولهما أسفار التوراة الخمسة الأولى، وهما فكرة (شعب الله المختار) وفكرة (أرض الميعاد). وإله نبوة إبراهيم إلـه ينحاز لنسل إبراهيم ويعادي الكنعانيين. وعلى مستوى آخر يتجلى هذا الانحياز لنسل إبراهيم فـي المادة التوراتية كحركة ثنائية تتوتر بين قطبى الانحياز والإقصاء: فبين ابنى إبراهيم هو انحياز لإسحاق وإقصاء لإسماعيل، وبين ابنى إسحاق هو انحياز ليعقوب واقصاء لعِيسَو، وبين أبناء يعقوب هو انحياز ليوسف وإقصاء لباقي إخوته.
======================= 21 البداية فـي القصة التوراتية هي خلق العالم والإنسان، إلا أنها بداية سرعان ما يلحقها الفساد والاختلال عندما يعصى الإنسان الإلـه ويُطرد من الجنة، ولأن الإلـه قد وضع خطة لاستنقاذ الإنسان وخلاصه، فإن تاريخ البشر فـي نهاية الأمر حسب الرؤية اليهودية (وفيما بعد المسيحية والإسلامية) هو (تاريخ خلاصي) (salvation history) بمعنى أن ما يدفع هذا التاريخ ويجعله ذا معنى هو استجابة الإنسان لخطة الإلـه.
22 فـي تعليقه على هذا الظهور المفاجيء للإلـه يقول أيـﭘـشتاين (Epstein): (لا نعلم كيف توصل أبرام فـي مستهل أمره لهذا التصور عن الله (أي التصور التوحيدي). فربما توصل إليه بوسيلة التأمل العقلي، كما توصل آخرون لتصوراتهم الخاصة عن التوحيد، وربـما هدته صفات النبل التي انطوت عليه شخصيته، وهـي خصائص تدل عليها قصته فـي التوراة، إلى أن يعزو للإلـه الذي صار يعبده نفس تلك الصفات الأخلاقية التي كان يسعى لتحقيقها فـي حياته الخاصة. وربـما وصلت إليه عقيدته برمتها عن طريق نوع من الكشف الباطني، أو تجربة صوفية، أو وحـي.)
23
Judaism: A Historical Presentation, pp. 12-13. يعزّز سفر التكوين هذه الآية بآيتين أخريين لميثاق الرب مع إبراهيم. وحسب الآية الأولى فإن إبراهيم يرى الرب فـي رؤية ويواثقه الرب قائلا (لنسلك أهب هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات) (تكوين 18:15)، وهكذا نرى فـي هذه الرواية أن الأرض الموعودة تتجاوز كنعان التي يشير لها نص تكوين 7:12 لتتسع اتساعا مفاجئا وتصبح كل الأرض الممتدة من النيل إلى الفرات. أما الآية الثانية فإنها تعود للأفق الكنعاني، إذ يظهر الرب لإبراهيم ويعده قائلا (وأعطيك أنت ونسلك من بعدك أرض غربتك، أرض كنعان، ملكا مؤبدا وأكون لهم إلها) (تكوين 8:17). تظهر ترجمة تكوين 18:15 فـي ترجمة جمعية الكتاب المقدس العالمية كالآتي (سأُعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات). والملاحظ أن تعبير (من وادي العريش) الذي يظهر فـي هذه الترجمة يقابله فـي النص العبري تعبير (من نهر مصر) (מנהר מצרים)، مما يجعل الترجمة العربية المشتركة أكثر دقةً وموافقةً للأصل.
(عدل بواسطة Amin Elsayed on 06-12-2010, 06:26 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انطلاق موقع مركز كسلاوي التجاوزي ... (Re: Amin Elsayed)
|
الاخ امين السيد
تحياتي للبروف العالم محمد محمود
وانني كنت احضر مخصوص لشراء اليقظة تلك الاصدارة المكرسه لرصد العقل السلفي
منذ 1985 وللاسف لم التقي البروف لكن تعلمت من كتابته الكثير الجميل
اتمني ان اساهم مع المركز الكسلاوي التجاوزي تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مركز الدراسات النقدية للأديان (Re: Amin Elsayed)
|
Quote: وإله نبوة إبراهيم إلـه ينحاز لنسل إبراهيم ويعادي الكنعانيين. وعلى مستوى آخر يتجلى هذا الانحياز لنسل إبراهيم فـي المادة التوراتية كحركة ثنائية تتوتر بين قطبى الانحياز والإقصاء: فبين ابنى إبراهيم هو انحياز لإسحاق وإقصاء لإسماعيل، وبين ابنى إسحاق هو انحياز ليعقوب واقصاء لعِيسَو، وبين أبناء يعقوب هو انحياز ليوسف وإقصاء لباقي إخوته.
|
That is a very unjust Illah/God.... I'm waiting to read the part of the Biblical story of Abram and his wife's Sarah in their journey to Egypt...!
mohamed elgadi
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مركز الدراسات النقدية للأديان (Re: Mohamed Elgadi)
|
8 من 15 وكما رأينا فـي الأمثلة التي اقتبسناها فإن نبوة إبراهيم عبرّت عن حضور الإلـه واتصاله به عبر وسيلة الصوت ووسيلة اللغة. ويضيف الكاتب التوراتي لهاتين الوسيلتين وسيلة أخرى هي وسيلة الرؤيا عندما يحكي (ولما مالت الشمس الى المغيب وقع أبرام في نوم عميق، فاستولى عليه رعب ظلام شديد، فقال له الرب: اعلم جيدا أن نسلك سيكونون غرباء في أرض غير أرضهم، فيستعبدهم أهلها ويعذبونهم أربعمائة سنة ... ) (تكوين 12:15-13). وتتكرّر وسيلة الرؤيا هذه فـي حالة يعقوب، وإن كان الكاتب التوراتي يحيطها بجو أكثر درامية وهو يحكي عن يعقوب عندما يبيت فـي أرض خلوية وهو فـي طريقه إلى حاران ويرى حلما يشاهد فيه سُلَّما قائما على الأرض ورأسه يمس السماء والملائكة تصعد وتهبط عليه ويرى الرب واقفا فوقه، ويقول له الرب (أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق. الأرض التي أنت نائم عليها أهبها لك ولنسلك) (تكوين 12:28-13). إلا أن الكاتب التوراتي يسبغ على يعقوب امتيازا خاصا هو امتياز ملامسة الإله عندما يحكي لنا هذه الحادثة الغريبة التي تقع ليعقوب فـي طريق عودته من حاران (وبقي يعقوب وحده، فصارعه رجل حتى طلوع الفجر. ولما رأى أنه لا يقوى على يعقوب في هذا الصراع، ضَرَبَ حُقَّ وركه فانخلع. وقال ليعقوب: طلع الفجر فاتركني، فقال يعقوب: لا أتركك حتى تباركني. اطلقني لانه قد طلع الفجر. فقال لا أطلقك إن لم تباركني. فقال الرجل: ما اسمك؟ قال: اسمي يعقوب. فقال: لا يدعى اسمك يعقوب بعد الآن بل إسرائيل، لأنك غالبت الله والناس وغلبت. وسأله يعقوب: أخبرني ما اسمك؟ فقال: لماذا تسأل عن اسمي، وباركه هناك. وسمى يعقوب ذلك الموضع فنوئيل، وقال: لأني رأيت الله وجها إلى وجه ونجوت بحياتي) (تكوين 24:32-30). وهكذا فإن الكاتب التوراتي يكثّف حضور الإله فـي هذه الحادثة تكثيفا أقصى، إذ أن الإلـه ليس مجرد صوت أو حضورا رؤياويا وإنما يصبح أيضا إنسانا مجسّدا يدخل بلحمه ودمه فـي صراع مع يعقوب. 24
========================== 24 يحيط أسلوبُ كاتب السفر فـي وصف الحادثة شخصيةَ الإنسان بغموض واضح، وهو غموض أدى لاختلافات بين المفسرين. فبعضهم رأى أن الإنسان هنا يجسّد الإلـه وأن يعقوب مالبث أن أدرك ذلك عندما باركه الإله وأطلق عليه اسم إسرائيل وبعضهم رأى أن الإنسان هو فـي واقع الأمر ملاك بعثه الرب. وفي تحليله للقصة يذهب اللاهوتي الألماني راد إلى أنها تعتمد على أصل قديم، ويرجّح أن بني إسرائيل وجدوا فـي فنيئيل قصة محلية عن مصارعة ليلية عقب هجوم إله على إنسان، وأن الكاتب التوراتي رأى من المناسب استعارة هذا الإطار الأسطوري القديم وجعله جزءا من قصة يعقوب للتمثيل على علاقة الإلـه بإسرائيل. انظر: Rad, Genesis, p. 324.
(عدل بواسطة Amin Elsayed on 06-12-2010, 06:28 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مركز الدراسات النقدية للأديان (Re: Amin Elsayed)
|
9 من 15 موسى ورغم أن نبوة إبراهيم وإسحاق ويعقوب سابقة على نبوة موسى إلا أن موسى هو فـي واقع الأمر النبي الـمؤسِّس لليهودية والقمة التي تجسّد نبوتها. فموسى هو الذي نقل اليهودية إلى مرحلتها (اليهوية) إذ أصبح لإلـه إبراهيم وإسحاق ويعقوب (الخاص) اسم وهو يَهْوَه، 25 وموسى هو الذي نقل اليهودية إلى مرحلة الدين المؤسَّس، مرحلة التوراة أو الشريعة. وبميلاد يَهْوَه وُلد الإله الغيور المـحارب الذي هيمن على تاريخ اليهودية وتمدّد فيما بعد ليصبح إلـه المسيحية والإسلام أيضا. 26 ويدخل إلـه نبوة موسى مسرح التاريخ الخلاصي ليس فقط بانحياز إله الآباء وإنما أيضا بدرجة عنف لا نشهدها فـي سيرة إله الأباء. وكما أشرنا أعلاه فإن نبوة موسى أعطت الالـه اسما علما، يهوه، وأضحت مهمة موسى الأولى والعاجلة هي استنقاذ بني إسرائيل من استعباد المصريين. وخطة يهوه لتنفيذ ذلك هي الدخول فـي مواجهة مع فرعون ومعاقبة سائر المصريين إن لم يصدع لما يأمر موسى بفعله. ورغم قدرة يهوه على هداية فرعون أو استبداله بفرعون آخر أكثر استجابة لرسالته إلا أن خطته تقتضي، على العكس، التأثير على فرعون ليصبح عنيدا ومتصلبا (ولكني أُقَسِّي قلب فرعون) (خروج 3:7). وفي هذه المواجهة بين يهوه وموسى من ناحية وفرعون من ناحية أخرى فإن الكاتب التوراتي يحشد أقصى ما فاضت به قريحته من تفاصيل تنضح بالعنف والوحشية فيما عُرِف بــ (البلايا العشر). وأُولى هذه البلايا، بعد أن يرفض فرعون إطلاق بني إسرائيل، هي تحويل موسى ماء النيل دما (والسمك الذي في النهر مات وأنتن النهر، فلم يقدر المصريون ان يشربوا من مائه، وكان الدم في جميع أرض مصر) (خروج 21:7). وثانية البلايا هي الضفادع التي تغطي كل أرض مصر. وثالثة البلايا هي البعوض الذي يهجم على الناس وحيواناتهم، ويصور الكاتب التوراتي حجم البلية ومداها بقوله (وصار كل تراب الأرض بعوضا فـي جميع أرض مصر) (خروج 13:8). ورابعة البلايا هي الذباب الذي يدخل بيت فرعون وبيوت عبيده ويخرّب كل أرض مصر (خروج 24:8). وخامسة البلايا وباء ثقيل يصيب كل المواشي من خيول وحمير وجمال وثيران وغنم، ولا ينسى الكاتب التوراتي فـي وصفه لهذه البلية أن يضيف (فماتت مواشي المصريين كلها، وأما مواشي بني إسرائيل فما مات منها واحد) (خروج 6:9). وسادسة البلايا تقع عندما يأخذ موسى رمادا ويذروه نحو السماء فيصير (قروحا وبثورا في الناس والبهائم كلها) (خروج 10:9). وسابعة البلايا تقع عندما يمدّ موسى عصاه نحو السماء وعندها (أرعد الرب وأبرق نارا جرت على الأرض، وأمطر الرب بَرَدَا، فكان البَرَد والنار بين البَرَد شيئا عظيما لم يكن له مثيل في أرض مصر منذ سكنها بشر. وضرب البَرَد في جميع أرض مصر كل ما في البرِّيّة من الناس والبهائم والأعشاب وكسّر كل شجرة فيها) (خروج 23:9-25). ومجددا، لا ينسى الكاتب التوراتي أن يضيف أن أرض جاسان، حيث كان بنو إسرائيل، لم يصبها البَرَد. وثامنة البلايا هي الجراد الذي (غطى كل وجه الأرض حتى أظلمت الدنيا. وأكل الجراد جميع عشبها وكل ما تركه البَرَد من ثمر الشجر، فما بقي شيء من الخضرة في الشجر ولا في عشب البرية في جميع أرض مصر) (خروج 15:10). وتاسعة البلايا هي الظلام، إذ يمدّ موسى يده نحو السماء فيخيم (ظلام حالك على جميع أرض مصر ثلاثة أيام. فما كان الواحد يبصر الآخر، ولا كان أحد يقوم من مكانه ثلاثة أيام. أما بنو إسرائيل فكان لهم نور في مساكنهم) (خروج 22:10-23). ويتوّج يهوه بلاياه ببليته العاشرة، وهي البلية الأكثر فظاعة، وذلك عندما يقتل كلَّ بكر فـي أرض مصر (من بكر فرعون الجالس على عرشه الى بكر الجارية التي وراء حجر الطحن، ويموت أيضا جميع أبكار البهائم) (خروج 5:11). عندها ينكسر عزم فرعون وعناده ويسمح لبني إسرائيل بالخروج. 27
====================== 25 هذا الاسم العلم للإلـه مستمد من فعل الكينونة فـي العبرية (هاياه הָיָה). لمناقشة موجزة لترجمة يهوه انظر: Clifford, “Exodus,” in Brown, Fitmyer, and Murphy (eds), Jerome Biblical Commentary, p. 47.
26 مفهوم الإله كإلـه محارب مفهوم قديم فـي أديان الشرق الأدنى. وفي الديانة الكنعانية نجد أسطورة الصراع بين بعل وتنين بحري أسطوري وكيف أن بعل هزم التنين. ولقد استعارت المادة التوراتية نفس الأسطورة لوصف يهوه كإلـه محارب يدخل فـي صراع مع التنين أو لِوِياثان ويقتله. انظر على سبيل المثال مزامير 13:74-14. حول هذه المسألة انظر Wakeman, “The Biblical Earth Monster in the Cosmogonic Combat Myth,” pp. 313-320.
27 لا يوجد أي أساس تاريخي لـما يرويه سفر الخروج بشأن موسى وفرعون والبلايا التي وقعت على المصريين. ورغم الحفريات المضنية لعلماء الآثار إلا أنهم لم يجدوا ما يسند القصة التوراتية. إلا أن هذا لا يعني أن بعض عناصر القصة فيما يتصل بسياقها العام ليست بتاريخية، إذ أن الكنعانيين كانوا على اتصال بمصر التي كانوا يهاجرون إليها فـي أزمان القحط وليس من المستبعد أنهم شاركوا فـي أعمال البناء، كما أن جغرافية القصة التوراتية تحوي أسماء أماكن تاريخية معروفة. ومن أجرأ النظريات بشأن قصة الخروج ما ذهب إليه عالما الآثار إسرائيل فِنْكِلشتاين ونِيل آشر زِلْبَرمان اللذان يرفضان، بناء على المكتشفات الآثارية، قصة الخروج فـي صيغتها التوراتية ويرفضان ما ذهب إليه بعض علماء التوراة أنها قد حدثت فـي القرن الثالث عشر ق.م. فـي زمن رمسيس الثاني (حوالي 1290-1224). وهما يرجعان بقارئهما إلي القرن السابع عشر ق.م. وصعود الهكسوس ثم طردهم من مصر ويذهبان إلى أن الهكسوس كانوا فـي واقع الأمر ساميين عادوا بعد طردهم لأرض كنعان. وفي رأيهما أن أصداء طرد الهكسوس ظلت تتردد فـي ذاكرة الكنعانيين وخيالهم الشعبي طيلة القرون التي أعقبت الحدث وأن هذه الـمادة الشعبية شكلت إطار القصة التوراتية عندما نشأت الظروف التي استدعت صياغتها. ولقد نشأت هذه الظروف فـي القرن السابع ق.م. عندما صعد إلى الحكم فـي مصر ملك جديد هو بسامتيك الأول، مؤسس الأسرة السادسة والعشرين، ونجح أن يبعث مصر من سباتها ويحولّها لدولة قوية ومزدهرة وذات طموح إمبراطوري إذ أنها مالبثت أن حلت محل الأشوريين بعد انهيار إمبراطوريتهم وقامت باحتلال أغلب أراضي فلسطين وفينيقيا ومملكة إسرائيل. وفي نفس هذه الفترة كان الملك يوشيا على مملكة يهوذا وكان يطمح لتوحيد بني إسرائيل فـي مملكة واحدة عاصمتها أورشليم وتخضع لملك من سلالة داود. إلا أن مصر، بقوتها وعتادها الإمبراطوري، كانت تقف فـي وجه تحقيق حلم يوشيا. كان هذا هو الظرف والسياق الذي وُلدت فيه قصة الخروج إذ بُعثت الذكريات الكنعانية القديمة المعادية للمصريين وأُعطيت محتوى جديدا أسبغ على الصراع مع ملك مصر بعدا مختلفا إذ أصبح صراعا بين يهوه وفرعون. انظر: Finkelstein and Silberman, The Bible Unearthed, pp. 48-71.
.
| |
|
|
|
|
|
|
|