|
بالصورة و القلم : ملف متكامل ورصد موثق لرحيل العلامة الشيخ محمد سيد رحمه الله....
|
رحم الله الشيخ الكهل محمداً بقلم الشيخ/ إبراهيم الأزرق راعني نحو منتصف الليل صوت صاحب الفضيلة الشيخ عبدالحي يوسف عبر الهاتف ناعياً صاحب الفضيلة الشيخ محمد سيد حاج رحمه الله.. استفصلته لأعي فاختصر الخبر.. كان يبدو على صوت شيخنا –حفظه الله- التأثر وأنا رجل لا تخفاني نبرة حديثه.. فعزيته وحاولت التخفيف عنه فكان مما قلت: لعلها خاتمة سعادة للشيخ، فقد قضى نحبه وهو يسعى في الدعوة رحمه الله.. وسألت الله أن يخلف على المسلمين في السودان خيراً... إنا لله وإنا إليه راجعون، انتهت المكالمة المقتضبة المؤثرة. ووقفت بعدها أتأمل المصاب الجلل الذي نزل بالساحة الدعوية السنية في السودان.. لا أقول لقد خلف الشيخ رحمه الله ثغرة! بل ثغرات كان يملؤها بمادة نوعية حيوية سلفية عزيزة. فشيخنا على حداثة سنه قد ملأ الأرجاء دعوة إلى التوحيد، وهدي الكتابِ والسنة، وقد كان له في الساحة الدعوية السُّنية حضورٌ لا أعلم مثله لرجل في سنه من مشيخة أنصار السنة تلك الجماعة السلفية، اللهم إلاّ إن كان لرفيق دربه الشيخ الدكتور محمد الأمين إسماعيل أطال الله عمره في طاعته. لقد كان الشيخ باذلاً نفسَه للنّاس، ووقتَه في الدعوة، قلَّ أن يمرَّ يوم من أيام عمره ليست له فيه كلمة أو محاضرة أو خطبة على منبر دعوي أو إعلامي... ولا أظن منصفاً يعرف مقدار الدعوة مهما اختلف مع الشيخ رحمه الله إلاّ وسوف يحمل همَّ ثغورٍ واجبٌ الرباطُ عليها كان الشيخ رحمه الله يكفي الناس مئونتها، ولهذا لم يكن محل عَجَبٍ عندي أن يتداعى رموز الدعوة من مختلف الاتجاهات لتشيع جنازة الشيخ نحو مثواها المؤقت بيوم الفصل عِرفاناً بفضله وتقديراً لجهده وأداء لبعض حقه.. وإني لأرجو أن يكون خروج كثير من أفاضل الإسلاميين في جنازة الشيخ المشهودة دليل وعيٍ ذاع بينهم يبين إدراكهم وإن اختلفوا أن غياب بعض الفَعَّالين في الساحة الشرعية فقْدٌ كبير وخللٌ ليس باليسير.. والواجب أن يكون لهذا الوعي انعكاسه في التعامل مع الأحياء فننأى بأنفسنا عن سياسة محاولة دفن المخالف من أهل السنة بالحياة، أو وأد الدعاة لمجرد اختلاف لو قدر أنه كبير، فليس بأكبر من حاجتنا إليهم في نصر الدين وإعلاء سلطان الشريعة، الأمر الذي يوجب علينا اطراح الأهواء ووضع الأمور في نُصُبها، وكلما سولت لنا النفس الأمارة نوعاً من الدفن! فلنتذكر فقْدَ الشيخ في هذه الدنيا وموكبه الجنائزي الرهيب! وما خلفه للأمة من الثغور والأعباء. نعم للشيخ خصوصيته التي لا تنكر، فقد فرض نفسه وأثبت وجوده في الساحة الدعوية، وغدا فيها رقماً يصعب أن يتجاوزه من يحسن تقدير الأمور، لكنَّ موته والتداعي لحضور جنازته المشهودة مما أفصح عن صدق كثير من الإسلاميين في محبتهم له، كما كان صادقاً في دعوته ومشاعره تجاه المسلمين، و(هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان)؟! وعوداً إلى شيخنا لم تكن معرفتي بصاحب الفضيلة الشيخ محمد سيد –رحمه الله- عن كثب، مع أنَّا تعاصرنا في الجامعة، ثم تجاورنا في الأحياء، والتقينا في مناسبات، وزرته في منزله يوم كان بالثورة مرات، لكن مهما كان احتكاك بالشيخ قليلاً فسوف تبقى لك عنه انطباعات، وأدبه الجم في التعامل مع المشايخ وطلاب العلم، سمة لابد أن تترك انطباعها فيك، فالشيخ مع قدره الذي لا يخفى عند الناس، يتعامل بتواضع وأدب يندر في كثير ممن حقهم تمثل ذلك الخُلق، ولعل ذلك أحد أسرار القبول الذي وُضِع له.. وقد حدثني بعض المشايخ الذين لا يكبرونه سنَّا كيف كان يحرجهم بتعامله معهم! ومما يميزه رحمه الله كذلك طريقته الفريدة في معالجة هموم الشباب، فمعالجاته تجيء بلغة سهلة محببة إلى قلوب المخاطبين من الشباب، لا تخلو من ملح ونوادر، مبنية في بعض الأحيان على دراسات واستبيانات تعرفه بالمشكلة من منظور الشباب أنفسهم، وتدلك الأخبار التي يحشدها على معايشته لهمومهم الاجتماعية ودخوله في كثير من القضايا الأسرية، والفرق بين كلام الداعية الذي يعايش هموم الناس، ويدخل مساكنهم، ويشاركهم قضاياهم، ويتفاعل معها كالفرق بين بكاء النائحة الثكلى والنائحة المستعارة! ومما يُكبر في الشيخ أيضاً وضوحه على اختلاف المنابر التي كان يصعدها على الصعيد القومي، فالشيخ من أنصار السنة، يعتز بتلك النسبة، ويعد مرجعاً لكثير من الشباب والناشئة في تلك المحاضن السلفية، ومع ذلك يظهر في المنابر المختلفة معلناً دعوة التوحيد دون تلون أو التواء، لا يجامل على حسابها، ولا تنقصه الحكمة التي يخرج دعوة الحق بها في مظهرها اللائق الذي يقبله المنصف أو لا يجد بداً من احترامه المخالف، ثم هو مفوَّه لا تنقصه الحجة ولا يفتقر إلى الثقة التي ربما دعت غيره للتهيب من صعود منابر الآخرين أو منعتهم التعامل معهم. ومع دماثة خلق الشيخ فقد كان رحمه الله لا يداهن أعداء الشريعة ولا يتزلف إلى خصوم الملة، بل لله كم أقض مضاجع أعداء الدين، من العلمانيين وأشباههم، ووقف بالمرصاد للقبوريين وخرافاتهم، فجزاه الله خير ما جزى داع إلى السنة، وجمعنا به على حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ناهلين غير مذادين، وأحسن الله عزاء أهله ومحبيه أجمعين، وأخلق بمثلهم الصبر –وإن عظمت الرزية- فطالما حدثهم في شرح المدارج عنه، ودبج الكلمات في الدعوة إليه: إنَّ الرَّزِيَّـة في الفَقيدِ فإن هَـفَا جَــزَعٌ بلُـبِّك فالرَّزِيَّةُ فيكا ومتى وَجَـدتَ النَّاسَ إلاَّ تَارِكاً لـحَمِيْمِه في التُرْبِ أو متروكا لو يَنْجَلِي لكَ ذُخْرُها مِنْ نَكْبةٍ جَلَلٍ لأضحَكَك الذي يُبكيكا هذا ما نرجوه له، (والله خير وأبقى)، وإياه نسأل أن يغفر لأبي جعفر، وأن يرفع درجته في المهديين، ويخلفه في عقبه في الغابرين، وأن يغفر لنا وله أجمعين، وأن يفسح له في قبره ويُنَوِّرَ له فيه.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بالصورة و القلم : ملف متكامل ورصد موثق لرحيل العلامة الشيخ محمد سيد رحمه الله.... (Re: شرفى عبدالقادر)
|
دمـــوعٌ ذوارفُ ... على ثاوي القضارف !
شعر : عبد الرحمن بن إبراهيم بن سالم الطقي
في رثاء فقيد العلم و الدعوة فضيلة الشيخ الدكتور / محمد سيد حاج الذي وافته المنية
بحادث سير في طريقه للقضارف لإلقاء محاضرة ، و ذلك ليلة الأحد 10 من جمادى الأولى 1431هـ الموافق له 24/4/2010م
عن عمر لم يتجاوز الثامنة و الثلاثين قضى أكثره في الدعوة إلى الله تعالى ،
رحمه الله رحمة واسعة ، و عوض الأمة الإسلامية عنه خيرا
أيا عينِ جودي بالدموعِ الذوارفِ *** لفقدِ ربيبِ العلمِ عندَ القضارفِ
أبعدَ نعِيِّ الشيخِ من بعدِ هجعةٍ *** نؤمِّلُ خيرًا في رنينِ الهواتفِ !
هتفْنَ بموتِ الحِبِّ موتِ محمّدٍ *** فضاعفْنَ تقريحَ الكُبودِ التّوالفِ
فكادت شغافُ القلبِ تنماعُ حسرةً *** و ينسدُّ بطناه بحزنٍ مضاعَفِ
فقد غاب من كنا نرجِّيه عالمًا *** يجودُ على محْلِ النفوسِ بواكفِ
يُقسّمُ ميراثَ النبيينَ بينها *** لكي يستظلَّ الناسُ من حـرِّ صائفِ
أسيارةً بالبَرِّ ، لا الجوِّ سعيُها *** أ حقًّا حملتِ البحرَ نحو المتالفِ !
نفرْتِ كمُهْرٍ لم يُروِّضْه سائسٌ *** و لم تسكني مثلَ البُراقِ لعارفِ
ألم تعلمي أن الذي عُفْتِ حملَه *** و ألقيتِه للموتِ بين التنائفِ
جوادٌ كريمُ النفسِ هَيْنٌ مهذّبٌ *** على خُلُقٍ كالنسْمِ أو ظلِّ وارفِ
تربّى على التوحيدِ مُذ كان يافعًا *** و شبَّ على التقوى و نشرِ المعارفِ
وفي خدمةِ الإخوانِ أفنى حياتَه *** بلى ، كان مرتادًا لبادٍ و عاكفِ
لقد كان دُكّانًًا و مُشرعَ واردٍ *** و ملجأَ ملهوفٍ و بحرًا لغارفِ
أحاط بسورِ المجدِ من كلِّ جانبٍ *** و حاز علاه من تليدٍ و طارفِ
أبا جعفرٍ ، حلّقتَ بالروحِ عاليًا *** و أبقيتنا للحزنِ بين الخوالفِ
سموتَ كنجمٍ لاح في الأفقِ غابرًا *** فنفسُك قد تاقت لأسنى الوظائفِ
وظيفةِ خيرِ المرسلينَ محمّدٍ *** لتِبيانِ منهاجٍ و كشفٍ لزائفِ
إهابُك غضٌّ فيه نفسٌ أبيةٌ *** و همّتُك الكبرى كشُمِّ السوالفِ
فلهْفي على زُغْبٍ صغارٍ تركتهم *** كأفراخِ مرْخٍ صابهم ودْقُ واكفِ
ولهفي على شيخينِ أوفيت برَّهم *** كيعقوبَ غشّى عينَه حُزنُ آسفِ
وزوجينِ كالأختينِ أُيِّمْنَ بعدكم *** و قد عدت محمولاً لها في اللفائفِ
وربُّك مخلافٌ على كلِّ فاقدٍ *** و في اللهِ خيرُ الخُلْفِ من كلِّ تالفِ
لقد كان فقدُ الشيخِ فاجعَ أمةٍ *** و ثُكلاً لرباتِ الخدورِ العفائفِ
فقد فتحت أخلاقُه غُلْفَ أنفسٍ *** بغيرِ رصاصٍ أو سيوفٍ رواعفِ
يُشيّعُ بالإجلالِ ما راح أو غدا *** و يُتبعُ محفودًا و لا كالخلائفِ
فهذي النفوسُ الكُمْدُ من حول نعشِه *** تناوَبُه قبلَ الأكُفِّ الرواجفِ
قضى داعيًا لله عمْرًا مباركًا *** بدعوةِ حُسنى للرضا و المخالفِ
بصوتٍ كترتيلِ المزاميرِ صادقٍ *** و رعدٍ بأذنِ الشركِ والظلمِ قاصفِ
ومِقوَلُه يسبي العقولَ حلاوةً *** و يُسْلِسُ قوْدَ النافراتِ العنائفِ
فمن بينِ منقولِ الأدلةِ ناصعٍ *** إلى منطقٍ جزلٍ و خيرِ الطرائفِ
سيبكيه طلابٌ ، و تبكي منابرٌ *** و تبكيه إذ أودى جليلُ المواقفِ
تراه إلى العلياءِ دومًا مشمّرًا *** و يُحجمُ عن فعلِ الأمورِ السفاسفِ
يسارعُ للخيراتِ حتى كأنه *** يُطالعُ شخصَ الموتِ خلفَ السجائفِ
ويسعى لإصلاحٍ و يرأفُ بالعِدا *** و ليس على الخصمِ الألدِّ بحائفِ
حييّاً عفيفًا لا يُذمُّ بشائنٍ *** من الفعلِ أو هُجْرٍ من القولِ جائفِ
ويلهجُ بالإخلاصِ دومًا لسانُه *** و يُثني على المولى بإخباتِ واجفِ
ويدحضُ شُبْهاتٍ شتيتًا دروبُها *** بأنوارِ علمٍ ساطعاتٍ كواشفِ
يغوصُ بأعماقِ المحيطات ينتقي *** لآلئَ علمٍ من دقيقِ اللطائفِ
سيبكيه إخوانٌ و أنصارُ سنةٍ *** و طلابُ حقٍّ من جميعِ الطوائفِ
و تبكيه آثارٌ عظامٌ صوالحٌ *** عن اللهِ لم يقطعْه شغلُ الصوارفِ
على صائمٍ تالٍ مُصلٍّ مُـمجِّدٍ *** و معتكفٍ بالبيتِ ساعٍ و طائفِ
فللهِ ماذا ضمّ قبرٌ مطيرةٌ *** رُباه ببحري من عظيمِ العوارفِ!
فحُييِّتَ من مثوًى و حُييِّتَ روضةً *** و سُقِّيتَ من صوبِ الحيا المترادفِ
وندعوك يا اللهُ يا خيرَ سامعٍ *** و خيرَ مجيبٍ للدعاءِ الموالفِ
وعبدُك لم نعهدْه للهِ عاصيًا *** و ليس بجافٍ عن هدًى متجانفِ
فرحماتُك اللهمّ تغشى محمدًا *** و عفوُك لا يحصيه وصفٌ لواصفِ
فكن جارَه ، نعمَ الجوارُ ابنَ سيِّدٍ *** فقفْ طامعًا في الفضلِ يومَ المخاوفِ
فأجرُك عند اللهِ - إن شاء - ثابتٌ *** و ربُّك للموعودِ ليس بخالفِ
خرجتَ إلى أهلِ القضارفِ داعيًا *** فكان حِمامُ الموتِ أسرعَ خاطفِ
وإنا لنرجو أنْ ستغدو منعّمًا *** هنالك في الجناتِ بين الوصائفِ
وتأمنُ في قبرٍ و من هولِ موقفٍ *** و بشراك في الميزانِ بيضُ الصحائفِ
عبد الرحمن الطقي
[email protected]
جوال : 009745432475
الدوحة – قطر
صباح الاثنين 12جمادى الأولى 1431هـ
الموافق له: 26/4/2010م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالصورة و القلم : ملف متكامل ورصد موثق لرحيل العلامة الشيخ محمد سيد رحمه الله.... (Re: شرفى عبدالقادر)
|
خطب لفضيلة الشيخ محمد سيد حاج http://www.archive.org/details/moh_said_2 http://www.meshkat.net/index.php/meshkat/index/4/52/author
في ذمة الله فضيلة الشيخ محمد سيد حاج
وفاة وتشييع فضيلة الشيخ محمد سيد حاج ( رحمه الله ) توفي فضيلة الشيخ الداعية المعروف محمد سيد حاج إمام وخطيب مسجد المؤمنين بالصافية بحري وعضو هيئة علماء السودان إثر حادث مروري بطريق مدني - القضارف مساءالسبت 10 جمادى الأولى 1431 هـ ، الموافق 24 أبريل 2010م.
السيرة الذاتية للشيخ محمد سيّد حاج
مقالات عن الشيخ:-
رثاء أبي جعفر فضيلة الشيخ محمد سيد حاج
د. عبد الحي يوسف < span> href="http://www.meshkat.net/index.php/meshkat/index/6/8901/content"> بم نعزي أنفسنا في وفاةالشيخ محمد سيد حاج؟ جابر عبد الحميد
رحم الله الشيخ الكهل محمداً م.إبراهيم الازرق
صفحات مشرقة من حياة فقيد الأمة محمد سيد حاج ووصايا لطلابه ومحبيه
فضيلة الشيخ علي الشايب
يا كوكباً ما كان أقصر عمره *** وكذاك عُمر كواكب الأسحار
شادية عمسيب - صحيفة الرائد
جميع محاضرات الشيخ محمد سيد حاج "رحمه الله"
خطبة - ما هو المطلوب من الحكومة الجديدة (محمد سيد حاج" رحمة الله") محاضرات تربية النفس (الغضب و الفرح ) خطبة ــ غزوة تبوك خطبة ــ الذين خلفو ( قيمة الصدق) خطبة ــ كلكم راعي خطبة تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المساكين السلعة النادرة الإيثار أنفلونزا القلوب خطبة إنفلونزا النفوس خطبة التقوى خطبة اغناء فقير المسلم مع أقاربه الشيخ/محمد سيد حاج علاقة المسلم مع ربه الشيخ/محمد سيد حاج غزوة بدر الكبرى 3 غزوة بدر الكبرى 2 غزوة بدر الكبرى 1 وقفات مع رمضان محاضرة ــ الإمام ابن القيم رحمه الله واجب الدولة والمجتمع في محاربة التبرج (الشيخ محمد سيد حاج) عوامل النهضة بالمرأة المسلمة 2 عوامل النهضة بالمرأة المسلمة 1 لباس المرأة المسلمة وزينتها عوامل النهضة بالمرأة المسلمة حال السلف في رمضــــــان الشبـاب بـيـن الامـس واليوم كيف دافع الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم الجامعة أيام كيف نقضيها عوائق في طريق الإلتزام خطر قابل للاشتعال الشاب الذي نريد خلق التواضع عاقبة الطمع ذم الذل شمائل من السيرة النبوية علاج الغفلة والقسوة تجارة لن تبور أخلاق في طريقها للضياع تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة الوصول الى القمة عش شبابك علاقة الدعوة بالسلوك والاخلاق الرسول الانسان والقائد صلى الله عليه وسلم كيف ننصر الرسول صلى الله عليه وسلم الخيانة اهل الثناء والمجد شبابنا بين الأمل والضياع الواقع الجامعي المشاكل والحلول حصن الإنسان من كيد الشيطان خلق الحياء فقه الإئتلاف الصبر صناعة الحياة سلسلة القدوات - جعفر بن أبي طالب سلسلة القدوات - سـعيد بن زيد سلسلة القدوات - خديجة بنت خويلد سلسلة القدوات - عبدالله بن مسعود أبعاد الصيام التربوية والقيمية حقوق الطريق لطائف المعارف : الحلقة الثالثة لطائف المعارف : الحلقة الثانية لطائف المعارف : الحلقة الأولى لطائف المعارف ذكر الله .. طمأنينة القلب وسكينة النفس روضة المحبين التجارة التي لن تبور وقفات إيمانية مع الحج أسماء بنت عميس" زوجة صديق شهيدين" " أبوهريرة" ذاكرة عصر الوحي القـــدوات التواضع المتهم الثالث - الجزء الثاني المتهم الثالث - الجزء الأول ندوة فرفرة دجال - الجزء الثاني السابقون السابقون فقه الحج وأسراره 1 دور الحسبة في حفظ المجتمعات الأنس باالله أقبض حرامي المتهم الثاني لمن الولاء مطالب السمو أنت والآخر ثورة الحجاب إلى متى الغفلة نحو أمة ربانية مواقف من حياة السلف الشكر أخلاق السلف حسن الخلق لا إله إلا الله .. منهج حياة محاضرة - غزوة بدر الكبرى 2 محاضرة - غزوة بدر الكبرى محاضرة كيف تجعل الدين المعاملة محاضرة التوحيد للتوحيد محاضرة ثمرات المعرفة خطبة الاستقرار الأسرى محاضرة منزلة البقاء محاضرة منزلة التلبيس محاضرة منزلة التحقيق محاضرة منزلة التجرد محاضرة كفالة الايتام محاضرة صلاة الاستخارة محاضرة قضية غزة ازمة امه المســـلم مع جيرانه المســلمة مع زوجــــــها ظلـم الــوالديــــن المسلم مع والديه المحكمة الجنائية..الحلول السبعة حال المؤمن مع ربه الأحقاد فناء الأمم مع السير - أم سليم أنموذجاً تحريم الربا حصن نفسك من كيد الشيطان وقفات مع احداث امدرمان مجتمع بلا عداوة حب الله الخوف من الله عز وجل مع أهل العفة - 2 الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل العفة - 1 الشباب والإجازة المسجد مشروع نهضة القول البديع في نصرة الهادي الشفيع الإجتهاد في العبادة فقه الدعاء رحلة مكة إلى الطائف جمال التوحيد من وحي الهجرة حصار غزة وغياب العزة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد حقوق الطفل ذم البخل معركة القادسية دروس وعبر التربية في ظل تحديات العولمة الفساد ماهيته وحلوله الأمن الاجتماعي وقفات إيمانية مع الفيضانات والسيول إلى أصحاب المصائب والأحزان التعليم إشكالات وحلول الطريق إلى السنة الرشوة وخطرها على المجتمع والمؤسسات حرارة الصيف .. رؤية شرعية اتبعوا ولاتبتدعوا العفة .. منهج حياة المسلم حقوق الجار داء العصبية .. "دعوها فإنها منتنة" إستشعار حلاوة الإيمان فضل كفالة اليتيم يا من تستمع إلى الغناء... الصلاة على النبي ..كيفيتها وفضلها الهجرة النبوية ...دروس وعبر الرحمة ..الفريضة الغائبة عبادة الخوف من الله الأمة الإسلامية .. مآسي وتحديات دعوة للمواساة إكرام الضيف ..خلق الأنبياء الحسد...يحلق الدين ويهدم الدنيا مداخل الشيطان فتح خيبر هذا هو إسلامنا الفتنة كيف يعالج الفقر في الإسلام المروءة أصل في الإسلام من قوادح التوحيد التوكل أعظم الإيمان غزوة تبوك مواقف ودروس التواضع حقيقة الدنيا أفيقوا أيها الناس وبالوالدين إحسانا الإحسان التقرّب إلى الله كيف نحارب الفساد غض البصر الطريق إلى الجنة حصائد الألسن ذو النورين عثمان بن عفان ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته صلة الأرحام مالها وماعليها المحفزات لفعل الخيرات الأخوة أيها الإخوة حراسة العفاف أهوال يوم القيامة علامات الساعة الكبرى 2 الصدِّيق الأكبر عمر الفاروق عظمة الله العدل في شريعة الإسلام الدستور أشراط الساعة الكبرى 1 دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشراط الساعة الصغرى كفى بالموت واعظا الخوف من الله عز وجل الإيثار ماذا يريدون من المرأة رهبان الليل الزلزال دروس وعبر الخواتيم لا تكذب فوائد من حديث بن عباس احفظ الله يحفظك صراع الإنسان مع الشهوات أين نجد السعادة أزمة دارفور .. رؤية شرعية حدود الله حصن الإنسان من كيد الشيطان كرامات الأولياء والصالحين الأمن الاجتماعي دورنا بعد السلام أكل الحلال عندي مشكلة أريد حلها خطبة عيد الأضحى 1424هـ الشيخ محمد سيد حاج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالصورة و القلم : ملف متكامل ورصد موثق لرحيل العلامة الشيخ محمد سيد رحمه الله.... (Re: شرفى عبدالقادر)
|
أخي الفاضل / شرفي تحياتي وتقديري ،
أحسن الله عزاؤنا جميعاً في فقيدنا الراحل المقيم فضيلة الشيخ العلامة محمد سيد محمد حاج ، ونسأل المولى عز وجل أن يتقبله لديه قبولا حسنا وأن يسكنه فسيح جناته .. جنات النعيم ، وأن يلزمنا وأسرته وأهله وعموم عارفي فضله وعلمه الصبر الجميل .
فرحماتُك اللهمّ تغشى محمدًا *** و عفوُك لا يحصيه وصفٌ لواصفِ
فكن جارَه ، نعمَ الجوارُ ابنَ سيِّدٍ *** فقفْ طامعًا في الفضلِ يومَ المخاوفِ
فأجرُك عند اللهِ - إن شاء - ثابتٌ *** و ربُّك للموعودِ ليس بخالفِ
خرجتَ إلى أهلِ القضارفِ داعيًا *** فكان حِمامُ الموتِ أسرعَ خاطفِ
وإنا لنرجو أنْ ستغدو منعّمًا *** هنالك في الجناتِ بين الوصائفِ
وتأمنُ في قبرٍ و من هولِ موقفٍ *** و بشراك في الميزانِ بيضُ الصحائفِ
شكراً لك أخي شرفي على هذا البوست التوثيقي الرائع ، وجزاكم الله كل خير .. ونسأله تبارك وتعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالصورة و القلم : ملف متكامل ورصد موثق لرحيل العلامة الشيخ محمد سيد رحمه الله.... (Re: شرفى عبدالقادر)
|
جزاك الله خير دكتور شرفي .. فقد كبير الشيخ .. ربنا يرحمه ويحسن اليه يارب ..
Quote: أيا عينِ جودي بالدموعِ الذوارفِ *** لفقدِ ربيبِ العلمِ عندَ القضارفِ
أبعدَ نعِيِّ الشيخِ من بعدِ هجعةٍ *** نؤمِّلُ خيرًا في رنينِ الهواتفِ !
هتفْنَ بموتِ الحِبِّ موتِ محمّدٍ *** فضاعفْنَ تقريحَ الكُبودِ التّوالفِ
فكادت شغافُ القلبِ تنماعُ حسرةً *** و ينسدُّ بطناه بحزنٍ مضاعَفِ
فقد غاب من كنا نرجِّيه عالمًا *** يجودُ على محْلِ النفوسِ بواكفِ
يُقسّمُ ميراثَ النبيينَ بينها *** لكي يستظلَّ الناسُ من حـرِّ صائفِ
أسيارةً بالبَرِّ ، لا الجوِّ سعيُها *** أ حقًّا حملتِ البحرَ نحو المتالفِ !
نفرْتِ كمُهْرٍ لم يُروِّضْه سائسٌ *** و لم تسكني مثلَ البُراقِ لعارفِ
ألم تعلمي أن الذي عُفْتِ حملَه *** و ألقيتِه للموتِ بين التنائفِ
جوادٌ كريمُ النفسِ هَيْنٌ مهذّبٌ *** على خُلُقٍ كالنسْمِ أو ظلِّ وارفِ
تربّى على التوحيدِ مُذ كان يافعًا *** و شبَّ على التقوى و نشرِ المعارفِ
وفي خدمةِ الإخوانِ أفنى حياتَه *** بلى ، كان مرتادًا لبادٍ و عاكفِ
لقد كان دُكّانًًا و مُشرعَ واردٍ *** و ملجأَ ملهوفٍ و بحرًا لغارفِ
أحاط بسورِ المجدِ من كلِّ جانبٍ *** و حاز علاه من تليدٍ و طارفِ
أبا جعفرٍ ، حلّقتَ بالروحِ عاليًا *** و أبقيتنا للحزنِ بين الخوالفِ
سموتَ كنجمٍ لاح في الأفقِ غابرًا *** فنفسُك قد تاقت لأسنى الوظائفِ
وظيفةِ خيرِ المرسلينَ محمّدٍ *** لتِبيانِ منهاجٍ و كشفٍ لزائفِ
إهابُك غضٌّ فيه نفسٌ أبيةٌ *** و همّتُك الكبرى كشُمِّ السوالفِ
فلهْفي على زُغْبٍ صغارٍ تركتهم *** كأفراخِ مرْخٍ صابهم ودْقُ واكفِ
ولهفي على شيخينِ أوفيت برَّهم *** كيعقوبَ غشّى عينَه حُزنُ آسفِ
وزوجينِ كالأختينِ أُيِّمْنَ بعدكم *** و قد عدت محمولاً لها في اللفائفِ
وربُّك مخلافٌ على كلِّ فاقدٍ *** و في اللهِ خيرُ الخُلْفِ من كلِّ تالفِ
لقد كان فقدُ الشيخِ فاجعَ أمةٍ *** و ثُكلاً لرباتِ الخدورِ العفائفِ
فقد فتحت أخلاقُه غُلْفَ أنفسٍ *** بغيرِ رصاصٍ أو سيوفٍ رواعفِ
يُشيّعُ بالإجلالِ ما راح أو غدا *** و يُتبعُ محفودًا و لا كالخلائفِ
فهذي النفوسُ الكُمْدُ من حول نعشِه *** تناوَبُه قبلَ الأكُفِّ الرواجفِ
قضى داعيًا لله عمْرًا مباركًا *** بدعوةِ حُسنى للرضا و المخالفِ
بصوتٍ كترتيلِ المزاميرِ صادقٍ *** و رعدٍ بأذنِ الشركِ والظلمِ قاصفِ
ومِقوَلُه يسبي العقولَ حلاوةً *** و يُسْلِسُ قوْدَ النافراتِ العنائفِ
فمن بينِ منقولِ الأدلةِ ناصعٍ *** إلى منطقٍ جزلٍ و خيرِ الطرائفِ
سيبكيه طلابٌ ، و تبكي منابرٌ *** و تبكيه إذ أودى جليلُ المواقفِ
تراه إلى العلياءِ دومًا مشمّرًا *** و يُحجمُ عن فعلِ الأمورِ السفاسفِ
يسارعُ للخيراتِ حتى كأنه *** يُطالعُ شخصَ الموتِ خلفَ السجائفِ
ويسعى لإصلاحٍ و يرأفُ بالعِدا *** و ليس على الخصمِ الألدِّ بحائفِ
حييّاً عفيفًا لا يُذمُّ بشائنٍ *** من الفعلِ أو هُجْرٍ من القولِ جائفِ
ويلهجُ بالإخلاصِ دومًا لسانُه *** و يُثني على المولى بإخباتِ واجفِ
ويدحضُ شُبْهاتٍ شتيتًا دروبُها *** بأنوارِ علمٍ ساطعاتٍ كواشفِ
يغوصُ بأعماقِ المحيطات ينتقي *** لآلئَ علمٍ من دقيقِ اللطائفِ
سيبكيه إخوانٌ و أنصارُ سنةٍ *** و طلابُ حقٍّ من جميعِ الطوائفِ
و تبكيه آثارٌ عظامٌ صوالحٌ *** عن اللهِ لم يقطعْه شغلُ الصوارفِ
على صائمٍ تالٍ مُصلٍّ مُـمجِّدٍ *** و معتكفٍ بالبيتِ ساعٍ و طائفِ
فللهِ ماذا ضمّ قبرٌ مطيرةٌ *** رُباه ببحري من عظيمِ العوارفِ!
فحُييِّتَ من مثوًى و حُييِّتَ روضةً *** و سُقِّيتَ من صوبِ الحيا المترادفِ
وندعوك يا اللهُ يا خيرَ سامعٍ *** و خيرَ مجيبٍ للدعاءِ الموالفِ
وعبدُك لم نعهدْه للهِ عاصيًا *** و ليس بجافٍ عن هدًى متجانفِ
فرحماتُك اللهمّ تغشى محمدًا *** و عفوُك لا يحصيه وصفٌ لواصفِ
فكن جارَه ، نعمَ الجوارُ ابنَ سيِّدٍ *** فقفْ طامعًا في الفضلِ يومَ المخاوفِ
فأجرُك عند اللهِ - إن شاء - ثابتٌ *** و ربُّك للموعودِ ليس بخالفِ
خرجتَ إلى أهلِ القضارفِ داعيًا *** فكان حِمامُ الموتِ أسرعَ خاطفِ
وإنا لنرجو أنْ ستغدو منعّمًا *** هنالك في الجناتِ بين الوصائفِ
وتأمنُ في قبرٍ و من هولِ موقفٍ *** و بشراك في الميزانِ بيضُ الصحائفِ
عبد الرحمن الطقي
[email protected]
جوال : 009745432475
الدوحة – قطر |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالصورة و القلم : ملف متكامل ورصد موثق لرحيل العلامة الشيخ محمد سيد رحمه الله.... (Re: شرفى عبدالقادر)
|
صفحات مشرقة من حياة فقيد الأمة محمد سيد حاج ووصايا لطلابه ومحبيه علي الشايب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلو عباده أيهم أحسن عملا، والصلاة والسلام على رسول الله الذي اختار الآخرة على الأولى، وقال في آخر لحظات حياته بل "الرفيق الأعلى" وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد: فإن موت العلماء رزية كبيرة ومصيبة جليلة،
لعمرك ما الرزية فقد مال ** ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد شيخ ** يموت بموته خلق كثير وموتهم نقص للأرض من أطرافها،قال تعالى(أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) قال ابن عباس في رواية عنه: خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهل الخير منها. وكذا قال مجاهد أيضا: هو موت العلماء.وموتهم خرق في سفينة الدعوة، وثلمة في الدين، وجرح غائر في جسد الأمة؛ إذ هم قلبها النابض، ولسانها الناطق، وملاذها في المدلهمات، ونور ضيائها إذا احلولكت الظلمات يبددون بنور علمهم ظلمات الجاهلين، ويزيلون بحجج الحق شبهات المطلين، وتحريفات الغالين وانتحالات المبطلين.
فقدت الأمة الإسلامية في ليلة الأحد العاشر من جمادى الأولى من سنة إحدى وثلاثين بعد الأربعمائة والألف علماً من أعلامها ورمزاً من رموز الدعوة المباركة، وركناً من أركان العلم في بلاد السودان، الشيخ الداعية /محمد سيد حاج رحمه الله رحمة واسعة ورفع درجته في المهديين، ونور له في قبره وفسح له فيه مد بصره. قد دأب أهل العلم قديما وحديثا بالتأليف في حياة العلماء وذكر أعمالهم وبرامج حياتهم وتدوين علمهم ونشر فضائلهم، ولهم في ذلك أغراض كثيرة منها: *إظهار الجوانب المشرقة من حياتهم ليقتدي بهم من بعدهم إذ هم ورثة الأنبياء، فكم ذكّرت حياتهم من غفلة، ورققت من قلوب أهل القسوة والجفوة. *تذكير الناس بحقهم العظيم على الأمة؛ ليكثروا من الاستغفار والدعاء لهم وقد وصى كثير من الأئمة بالدعاء لهم خاصة من انتفع بشيء من علومهم، كما قال أحدهم في آخر بيت من منظومة له في العقيدة: أبياتها يسر بعد الجمل*** تاريخها الغفران فافهم وادع لي *نشر علومهم التي بثوها، ولهذا فكم من عالم عاش في عصور الإسلام الأولى ولا زال حيا بين الناس بعلمه، ألسن الناس رطبة بذكر مناقبه وبالاستغفار له صباحا ومساء........ ونحن إذ نعزي إخواننا في وفاة الشيخ لا نقول إلا ما يرضي ربنا ونعلم يقينا أن ما عند الله خير له وأبقى، ونرجو أن يكون ممن بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه، وسيقدم على رب كريم رؤوف رحيم يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، ويتجاوز عن الزلات، والدنيا ليس فيها ما يحزن عليه ولا ما يسر به ولو كان البقاء فيها خيرًا لخلد فيها سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد خير فاختار لقاء ربه، والموفق فيها من هداه الله لعمل صالح ثم توفاه عليه أحسب الشيخ كذلك. وقد قال ابن المبارك رحمه الله: (اعلم أخي أن الموت كرامة لكل مسلم لقي الله على السنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فإلى الله نشكو وحشتنا،وذهاب الإخوان، وقلة الأعوان، وظهور البدع). فليست هذه الدنيا بشيء *** تسوؤك حقبة وتسر وقتا وغايتها إذا فكرت فيها *** كفيئك أو كحلمك إذ حلمتا وهذه إشارات قليلة في جوانب مشرقة من حياة الشيخ ووصايا مهمة لطلابه ومحبيه أسوقها تذكرة لنفسي ووفاء له ومواساة لأهله وطلابه المكلومين بفقده.أولاها/ إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع، المؤمن الحق لا يقول إلا ما يرضي الرب؛ فإن أفعال الله كلها متضمنة حكما عظيمة، وكلها خير إذ الشر ليس إليه، فيجمع المؤمن في مثل الحال بين التسليم التام لقضاء الله وقدره وبين اعتقاد أن أمر الله كله خير، ولا يضر بعد ذلك ما يصيب النفس من حزن وأسى. وهذه أكمل الأحوال عند المصائب وهي حال النبي. ثانيها/ عرفت الشيخ منذ ما يزيد على اثني عشر عاما وهو في آخر أيامه الدراسية الجامعية فأحببته من أول يوم عرفته فيه،وحضرت بعض دروسه ومحاضراته، وقد شهد له الكثير بحسن الأسلوب وتبسيط المعلومة، ولين الجانب والقرب من جميع الناس، إضافة إلى غزارة العلم وتنوع المعرفة، مع دماثة خلق وابتسامة لا تكاد تفارق محياه رحمه الله. ثانيها/ تميز الشيخ بالهمة العالية والعزيمة الصادقة والإرادة القوية، مع بساطة حياته وقلة ذات يده، فلم تكن له -في تلك الأيام- سيارة يركبها، بل كان يكابد تعب المواصلات من مكان إلى مكان متعلماً ومعلماً واعظاً ومربياً، مدرساً ومناظراً، لم تفتر له عزيمة، وتلك والله علامة التوفيق، كان يجوب بلاد السودان الواسعة طولا وعرضا وشرقا وغربا، حتى صار علما يعرفه الجميع، وكتب الله محبته في قلوب كثير من عباده حتى أحبه بعض من يخالفه في العقيدة والمنهج، أذكر أني صليت يوما صلاة الظهر في مسجد الخرطوم الكبير وبعد الصلاة أعلن عن محاضرة له فما استطعت أن أخرج من المسجد فانتهت المحاضرة مع صلاة العصر وكانت الجو حارا، ثم ذهبت بعد العصر إلى مدينة بحري فصليت المغرب في أحد المساجد وبعد الصلاة أعلن عن محاضرة له كذلك، فسلمت عليه وقلت له حضرت محاضرة المسجد الكبير فتبسم. ثالثها/ تميز الشيخ بسعة الأفق وحسن التعاون مع إخوانه الدعاة، فما يُدعى لخطة تعظَّم فيها حرمات الشرع، ويؤمر فيها بالمعروف وينهى فيها عن المنكر إلا كان من أوائل المبادرين إليها والمشاركين فيها، لا يسأل عن القائمين عليها ولا يشكك في نوايا الداعين إليها وهذا دليل الإخلاص (أحسبه كذلك) إذ لا يهمه أن يظهر الحق وينتشر الخير على يد كائن من كان، بعكس من ضاقت أفقهم وساء ظنهم فلا يعترفون بفضيلة لغيرهم ولا يقبلون الحق إذا دعا إليه غيرهم! كما كان الشيخ واعيا بواقع مجتمعه وبلده يعالج كثيرا من مشاكل المجتمع في دروسه وخطبه. رابعها/ بث الشيخ علوماً كثيرة نافعة ومواعظ جليلة، ظهر أثرها في حياته، فمن حقه على طلابه أن ينشروا علمه بجميع الوسائل المتاحة،ليكتمل بذلك ما بدأه واستمر عليه في حياته، وليكون صدقة جارية تجري عليه في قبره ونرجو أن يتحقق فيه قول النبي صلى الله عليه و سلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث،وذكر منها:" علم ينتفع به" ) خامسها/ من حقه كذلك الدعاء له بالمغفرة والرحمة، والصدقة عنه ولو باليسير؛ إذ هذا شيء يسير من الوفاء له،وأداء بعض حقه على من انتفع بعلمه، فلم يبخل على الناس في حياته بعلمه ووقته وقد أصبح رهين قبره، والصدقة والدعاء من الأعمال النافعة الواصلة للميت بعد موته، وقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يحسن إلى قريبات خديجة وصديقاتها وربما ذبح الشاة ووزعها في ذلك..... ومن الوفاء له صلة أهله ومواساتهم، وقد قال: (اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم) أخرجه الخمسة إلا النسائي. سادسها/ إبراز منهجه الوسطي والاستفادة من طريقته المثلى في الدعوة والتربية والتعليم. هذا ما جادت به النفس المصابة وجرى به القلم وهو قليل من كثير، وقد كتب عنه أئمة العلم وكبار الدعاة كتعزية شيخي أبي عمر وفقه الله ونفع به. وبعد: فما كان هلك أبي جعفر هلك واحد*** ولكنه بنيان قوم تهدما والحمد لله رب العالمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
من المدينة طابة كتبه /علي الشايب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالصورة و القلم : ملف متكامل ورصد موثق لرحيل العلامة الشيخ محمد سيد رحمه الله.... (Re: شرفى عبدالقادر)
|
السلام عليه فتى فى السابقين قليل
محمدسيدحاج لن انسى لشيخنا فضله على شخصى وعلى عدد مقدر من شباب السودان فقد اخذ بيدنا من ضيق المصاطب وستات الشاى والنميمه الى رحاب مدارج السالكين ومضى بنا من رمضاء التسكع واصوات المغنيات الى عليل اسحار ابن القيم وهو يشرح الآية الكريمة: مازاغ البصر وماطغى ولماذا لم يتلفت النبى ص وهو الاعرابى الذى قضى حياته فى الصحراء عند سدرة المنتهى فى السماء السابعة وامامه كل هذه الكواكب والانوار البهية والثريات فقال القلب كان بحضرة مولاه لذلك لم تلتفت الاعين . وعبر سلسلة القدوات حلق بنا هذا الشاب المذهل من مزالق ويل سميث وكريغ ديفيد الى عوالم ابي بكر وعمر وجعفر الطيار رضوان الله عليهم اجمعين وفى محاضرته القيمة سير العظماء شعرنا بالخجل امام الله لتقصيرنا بعد ان سار بنا العالم النحرير فى دروب سيرة السلف الصالح واخبرنا عن بردة الصريمية التى كان اخوها غائبا سنين عددا وحين عودته فرحت البلدة كلها وحين بحثوا عن بردة وجدوها تبكى فقالوا مالذى يبكيك فاليوم يوم فرح قالت: ذكرنى قدوم الفتى يوم القدوم على الله . وعرج بنا نحو زوجة حبيب العجمى وهى توقظه لصلاة الفجر بكلمات بسيطات لكنها كفيلة بايقاظ حجر وليس ايقاظ حبيب : قوافل الصالحين مضت، وزادنا قليل لايبلغنا ، والنوم الذى ينتظرنا فى القبور طويل !! قم يا حبيب نصلى لله ! لن انساك وانت تعلمنا كيف نوظف الوقت فى مدارسة الدين والشرع الحنيف وانت تخبرنا بانك اكملت قراءة كتاب صيد الخاطر مع كباية شاى الصباح واللقيمات وزوجتك الكريمة تقرأ وانت واطفالك تسمعون لن ننسى يا شيخنا تلك الايام العامرات بمسجد السلام بالطائف وتلك العشيات المبللة بحب الله بمسجد مربع 41 العمارات ، ولن انسى تلك المحاضرة الرائعة بذلك العنوان الاخاذ: ان تقول نفس واحسرتاه على مافرطت فى جنب الله اذكرها جيداً بمسجد على بن ابى طالب باركويت مربع 68 واذكر كيف كنا نغرق فى خشوع وتذلل أمام العلى القدير فى صلوات العشاء بعد ان يشحننا الشيخ بسحر وعذب حديثه . لن ننسى طرفتك الحاضرة الراقية بدون تجريح أو إساءة لأحد . أيهذا الفتى بالله عليك كيف لم يرهقك هذا التسفار والتسواح بين المساجد من منبر الى منبر ساعياً فى سبيل الدعوة إلى الله دون كلل أو ملل داخلاً بطلعتك البهية وابتسامتك الساحرة إلى كل قرية و كل حله وكل فريق على امتداد هذه البلاد بالله عليك علمنا كيف تحتمل سيل الزوار الذين يدخلون منزلك المتواضع ليلاً ونهارا يدخلون عليك وقد ضاقت عليهم الارض بما رحبت ويخرجون أناسًا اخرين ممتلئين أملاً فى روح الله بعد مجرد كلمات تذكرهم بقيم الدين و تنصحهم بما قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم . بالله عليك كيف لم تتبرم من ذلك الشاب الذى طرق باب بيتك عند الفجر بل فتحت له الباب وابتسامة تبدو على محياك وخرج من عندك إنسانًا آخر ؟! بالله عليك أخبرنا كيف تصبر على هاتفك الجوال الذى لايصمت من طالب فتوى أو لجنة مسجد أو طالب إحسان ؟! كيف وقع خبر رحيلك الفاجع على تلك الوجوه التى أينما ذهبنا خلفك فى محاضرة وجدناها ؟! والله نفس الوجوه تلقاها حاضرة أينما يممنا خلف محاضرات الشيخ التى تدلنا عليها بوسترات الإعلانات بالمساجد . كيف أمسى ذلك الفتى الذىأظن أن اسمه عادل أينما ذهبنا لمحاضرة أو خطبة لشيخنا الراحل وجدناه حاضرا ومعه الديجتال ريكوردر ! أناشدك ياعادل أن توثق لتلك الكنوز من القيقابايت وتنشرها عبر المواقع ليعلم الناس عن إنسان يسمى محمد سيد حاج .
أيها المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها .. خالص عزائى لكم اللهم عوّض محمد سيد شباباً أنضر وخلوداً أبر
| |
|
|
|
|
|
|
|