|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
• فقد أرخ المؤرخون، مثلاً، أن واضع حجر أساس علم الاجتماع هو العالم أوغست كونت ( 1798-1857) بنحته لكلمة (سوسيو) وكلمة (لوجي) وهو فيلسوف اجتماعي فرنسي ، أعطى لعلم الإجتماع الاسم الذي يعرف به الآن ، أكد ضرورة بناء النظريات العلمية المبنية على الملاحظة ، إلا أن كتاباته كانت على جانب عظيم من التأمل الفلسفي ، ويعد هو نفسه الأب الشرعي والمؤسس للفلسفة الوضعية. • إلا أن كونت لم يضف حرفاً واحدا لعلمه غير الاسم المنتحت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
ونسبة لأن المعرفة المتأخرة حمل لواءها المفكرون الغربيون فقد حددوا أطر بحثها ومادتها بعيداً عن أي جهود أخرى غير غربية مما أسفر عن ناتج لونه الغالب غربي ، فيبدو علم الاجتماع أن بدأ من الصفر وترقى في مدارج التجربة، وأما محصلته الطاغية شبه أحادية إن لم ينقصها تكامل الكتلة البشرية.
بينما يرى آخرون أن هذا العلم تحديداً قد ازدهر على يد ابن خلدون (1406) ميلادي.
يمكنك عزيز القارئ مقارنة اسم (علم الاجتماع Sociology) عند أوغست وعند ابن خلدون(علم العمران البشري) وتواريخ تواجدهما!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
[B] اتفق أغلب العلماء الاجتماعيين لشروط سبر النفس الاجتماعية البشرية ينبغي للدارس التخلي كلية عن المحدود والذاتي والماورائي من أجل الحيدة العلمية - ولتدرك عزيز القارئ- فإن هذه الشروط لا تبتعد كثيراً عن البحث في متون المعرفة كليةً بعيداً عن الماورائيات سواء أسطوري أو ديني ( بأن كل شئ يكون تجريبي) مما أضفى للبحث العلمي صفة الحيادية و أفقده حال تنكبه ( إ ذا افترضنا سيصيبه العي) في امتشاق الحقائق إلى متاهات أكثر في الإجابات حيال الموضوعية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
الاخ ادم صيام
تحية طيبة
قراءة ممتعة جدا وعرض شيق لاسياسيات هذا العلم الذى يتدخل فى شئوننا الخاصة ويحلل سلوكياتنا وكيف اكتسبناها
ارجو ان تواصل سيدى ..
ولكن فى قولك هذا :
Quote: يمكنك عزيز القارئ مقارنة اسم (علم الاجتماع Sociology) عند أوغست وعند ابن خلدون(علم العمران البشري) وتواريخ تواجدهما! |
كانما تفترض اننا جميعا قد درسنا علم النفس حتى نستطيع المقارنة بين النظريات العلمية وبين اراء العلماء وذلك بعيد عن شواربنا طبعا والبركة فيك تعطينا خلاصة ذلك وتثقفنا فى هذا الجانب الهام ولك من الله الاجر والثواب ولك منا الشكر الجزيل ...
مع خالص مودتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: قرشـــو)
|
الاخ ادم صيام
تحية طيبة
قراءة ممتعة جدا وعرض شيق لاسياسيات هذا العلم الذى يتدخل فى شئوننا الخاصة ويحلل سلوكياتنا وكيف اكتسبناها
Quote: ارجو ان تواصل سيدى ..
ولكن فى قولك هذا :
Quote: يمكنك عزيز القارئ مقارنة اسم (علم الاجتماع Sociology) عند أوغست وعند ابن خلدون(علم العمران البشري) وتواريخ تواجدهما!
كانما تفترض اننا جميعا قد درسنا علم النفس حتى نستطيع المقارنة بين النظريات العلمية وبين اراء العلماء وذلك بعيد عن شواربنا طبعا والبركة فيك تعطينا خلاصة ذلك وتثقفنا فى هذا الجانب الهام ولك من الله الاجر والثواب ولك منا الشكر الجزيل ...
مع خالص مودتى |
الحبيب الأريب قرشو، لكم المحبة وخالص الإخاء شكرا لتنكبكم المرور والإفادة
سوف اجتهد -بمشيئة الله- والمتداخلون لكشف المزيد عن مدارس علم النفس الاجتماعي.
إنما كان تركيزي في بداية تاريخ علم النفس وليس تفصيله أرجو أن أقدم مادة نافعة للمتقدمين لدراسة علم النفس الاجتماعي وللافراد والأسر والمكونات السياسية والأمة لكم خالص المنى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
• المجالات الفرعية في علم النفس
o .1 علم نفس الشواذ o .2 علم النفس البيولوجي o .3 علم النفس المعرفي o .4 علم النفس المقارن o .5 علم النفس الإرشادي o .6 علم النفس الإكلينيكي o .7 علم النفس النقدي o .8 علم نفس النمو o .9 علم النفس التعليمي o .10 علم النفس التطوري o .11 علم النفس الشرعي o .12 علم النفس العالمي o .13 علم نفس الصحة o .14 علم النفس الصناعي/التنظيمي o .15 علم النفس القانوني o .16 علم نفس الصحة المهنية o .17 علم نفس الشخصية o .18 علم النفس الكمي o .19 علم النفس الاجتماعي o .20 علم النفس المدرسي يتضح من القائمة عاليه أن علم النفس الاجتماعي هو جزء فقط من علم النفس ولدراسته ينبغي الإلمام بعلم النفس ونشأته ومدارسه.
بينما يركز علم النفس الاجتماعي على دراسة السلوك الاجتماعي والعمليات العقلية للإنسان، ويركز بشكل خاص على طريقة تفكير كل شخص في الآخر وكيفية ارتباطهما ببعضهما البعض. ويهتم علماء النفس الاجتماعيون بشكل خاص بردود الأفعال التي يبديها الأفراد حيال المواقف الاجتماعية التي يتعرضون لها. وتتم دراسة هذه الموضوعات في إطار تأثير الآخرين على سلوك الفرد (مثل، الامتثال والإقناع ...إلخ) وتكوين الفرد للمعتقدات والاتجاهات والأفكار النمطية عن الأشخاص الآخرين. هذا، وتجمع المعرفة الاجتماعية ما بين عناصر علم النفس الاجتماعي وعلم النفس المعرفي من أجل استيعاب كيفية تعامل الأفراد مع المعلومات الاجتماعية وتذكرهم أو تشويههم لها. تكشف دراسة ديناميات الجماعة عن المعلومات المتعلقة بطبيعة وإمكانية تفعيل وتحسين دور القيادة وعمليات التواصل وغيرها من الظواهر التي تحدث ـ على الأقل ـ على نطاق اجتماعي ضيق. في السنوات الأخيرة، ازداد اهتمام العديد من علماء النفس الاجتماعيين بعمليات القياس الضمنية والنماذج التوسطية وتفاعل الفرد مع المتغيرات الاجتماعية ومدى تأثيرها على سلوكه.
يبدأ علم النفس الاجتماعي من الفرد (الدائرة المحورية الصغيرة) وارتباطه بالآخرين (الدائرة الثانية) من الداخل إلى البيئة التي حواليه في (الدائرة الخارجية الأخيرة)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: Abdlaziz Eisa)
|
1-الهو:
• الهو هو الجزء الأساسي الذي ينشأ عنه فيما بعد الأنا والأنا الأعلى . • يتضمن الهو جزئين: o جزء فطري: الغرائز الموروثة التي تمد الشخصية بالطاقة بما فيها الأنا والأنا الأعلى. o جزء مكتسب: وهي العمليات العقلية المكبوتة التي منعها الأنا (الشعور) من الظهور. • ويعمل الهو وفق مبدأ اللذة وتجنب الألم. • ولا يراعي المنطق والأخلاق والواقع. • وهو لا شعوري كلية.
2-الأنـــــــــــا:
• الأنا كما وصفها فرويد هي شخصية المرء في أكثر حالاتها اعتدالاً بين الهو والأنا العليا، حيث تقبل بعض التصرفات من هذا وذاك، وتربطها بقيم المجتمع وقواعده، حيث من الممكن للأنا ان تقوم باشباع بعض الغرائز التي تطلبها الهو ولكن في صورة متحضرة يتقبلها المجتمع ولا ترفضها الأنا العليا. • مثال: عندما يشعر شخص بالجوع، فان ما تفرضه عليه غريزة البقاء (الهو) هو أن يأكل حتى لو كان الطعام نيئاً أو برياً، بينما ترفض قيم المجتمع والأخلاق (الأنا العليا) مثل هذا التصرف، بينما تقبل الأنا اشباع تلك الحاجة ولكن بطريقة متحضرة فيكون الأكل نظيفاً ومطهواً ومعد للاستهلاك الآدمي ولا يؤثر على صحة الفرد أو يؤذي المتعاملين مع من يشبع تلك الحاجة. • يعمل الأنا كوسيط بين الهو والعالم الخارجي فيتحكم في إشباع مطالب الهو وفقا للواقع والظروف الاجتماعية. • وهو يعمل وفق مبدأ الواقع. • ويمثل الأنا الإدراك والتفكير والحكمة والملاءمة العقلية. • ويشرف الأنا على النشاط الإرادي للفرد. • ويعتبر الأنا مركز الشعور إلا أن كثيرا من عملياته توجد في ما قبل الشعور ،وتظهر للشعور إذا اقتضى التفكير ذلك . • ويوازن الأنا بين رغبات الهو والمعارضة من الأنا الأعلى والعالم الخارجي، وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن طريق الحيل الدفاعية.
3-الأنــــــــــــا العليا
• الأنا العليا كما وصفها فرويد هي شخصية المرء في صورتها الأكثر تحفظاً وعقلانية، حيث لا تتحكم في أفعاله سوى القيم الأخلاقية والمجتمعية والمبادئ، مع البعد الكامل عن جميع الأفعال الشهوانية أو الغرائزية • يمثل الأنا الأعلى الضمير، وهو يتكون مما يتعلمه الطفل من والديه ومدرسته والمجتمع من معايير أخلاقية. • والأنا الأعلى مثالي وليس واقعي، ويتجه للكمال لا إلى اللذة – أي أنه يعارض الهو والأنا.
• إذا استطاع الأنا أن يوازن بين الهو والأنا الأعلى والواقع عاش الفرد متوافقا ،أما إذا تغلب الهو أو الأنا الأعلى على الشخصية أدى ذلك إلى اضطرابها. • أنظمة الشخصية ليست مستقلة عن بعضها ،ويمكن وصف الهو بأنه الجانب البيولوجي للشخصية، والأنا بالجانب السيكولوجي للشخصية، والأنا الأعلى بالجانب السسيولوجى للشخصية.
الحبيب المفضال عزيز شكرا لمروركم والحبور يمكنكم أخي التفضل باختيار إحدى الأنات والانبساط داخلها!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
Solomon Asch
Solomon Asch was a very distinguished psychologist who was a member of the Swarthmore Psychology Department for many years. The award, which was established in his honor by friends and former students, recognizes the most outstanding independent work in psychology at Swarthmore.
About Solomon Asch Solomon Asch joined Swarthmore's psychology department in 1947 and for the next 19 years produced the work that would confirm his place among the field's leading innovators. Working with fellow psychologists Wolfgang Köhler and Hans Wallach, he established the department as a premiere center of Gestalt psychology.
In 1951, Asch began the experiments for which he is now best known. Those taking part in his studies found themselves sitting alongside several other people. They were all shown a line of a certain length and asked to state which of three other lines matched it. Unknown to the subjects, all the other people in the room were stooges who gave blatantly wrong answers. Yet such was the power of conformity that three-quarters of them went along with the obviously false consensus at least once. This technique was a powerful lens for examining social influence and gave rise to decades of research on conformity.
Award Recipients
Award Recipients 2009 Jessica Leigh Hamilton, Patrick F. Rock 2008 Lisa Benson, Mark Dlugash 2007 Kristina D. Simmons 2006 Paul Thibodeau 2005 Daniel Keys 2004 Samantha A. Crane, Corey E. Pilver 2003 Laura Frances Fox 2002 Jeffrey Ebert, Matthew S. Oransky 2001 Eve Manz, Jessica Schwartz 2000 Nia Wright 1999 Rachel Goldmann, Aarti Iyer 1998 Nancy Koven, Kimberly Lombardo, Elizabeth Wiles 1997 Benjamin Salter, Sarah Wolfe 1996 Tim Gasperoni, Alexander Huk 1995 David Seligman 1994 Renée Schettler '95 1993 Natalie Hopfield 1992 Danielle Adler, John Monterosso
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
أقام صلمون أش تجربته لأول مرة عام 1951م وسط طلابه ، وكان هدفه الأول أن يتعرّف على مدى تأثير الجماعة على موقف الفرد!
العـــــــــــــرض:
عرض في داخل الفصل قائمتين (أولى) و(ثاني) القائمة (الأولى) تحتوي على ثلاثة أعمدة(A,B,C) رأسية متباينة في طولها القائمة الثانية تحتوي على عمود واحد يقارب طوله لعمود واحد فقط في القائمة (الأولى) المطلوب هو الإجابة على سؤال بسيط: ما هو العمود في القائمة (الأولى) الذي يقارب في الطول العمود الوحيد في (الثانية)؟
كان قد خُطط للاختبار بأن يتألف من الخبير (أش)، المشاركون مجموعة طلاب (من 7 إلى 8) يقع ترتيبهم مقدماً في صف الإجابة وكلهم يتفقون على اختيار الإجابة الخطأ. عينة الاختبار ( فرد يُستدعى للتجربة عبر إعلان و يطلب منه أن يقف في الخانة قبل الأخيرة في صف الاختبار ولا يعلم العلاقة بين الخبير والمشاركين ومدى اتفاقهم على الإجابة الخطأ. ثم تتوالى هذه المجموعات حتى تصل إلى 50 عينة خاضعة للاختبار. يمكن متابعة التخطيط أدناه لمعرفة الفكرة والعمل على تجريبها على أي عدد من الناس والتدرب على معرفة اتجاهات المجتمع العامة، ففي المدرسة أو أي تجمع يمكن إجراء هذه التجربة البسيطة وتدوين الخلاصة.
النتيجــــــــــــــــــة:
النتيجة حسب تجربة صلمون أش التي خضع لها 50 مختَبر أن: 37 من 50 اختاروا الإجابة الخطأ فإذا كان عدد ال(50) يساوي 100% فإن 37 تساوي 74%
أي: 74% من المجتمع يسير مع الخطأ! 74% من المجتمع يعرف الحقيقة ولا يختارها! 74% من الناس الراشدين غير المقهورين يحيد عن الحقيقة البلقاء! أغلبية المجتمع إمعة ، اتباعيون، نمطيون. إذاً المجتمع مجتمع نمطي
عندما تم مقابلة هؤلاء المختبرين بعد التجربة أغلبهم قال إنه لم يكن حقيقة يؤمن بصحة إجابات الذين سبقوه. وإنما اتبع المجموعة خوفاً من السخرية أو وصفه بالشاذ عن المجتمع.
أقلية من المختبرين قالت إنها صدّقت المجموعة. أما بالنسبة لي : فإن ظني عند رؤية المجموعة والغة في الخطأ قد تنتابني بذور شك من أن المجموعة قد تحيك مؤامرة، لذا لابد من اتباعهم حتى لا أتورط فيها.
اتضح أن الأفراد يتبعون الجماعة لسببين:- أ- لعدم الخروج والشذوذ عن الجماعة . ب- لاعتقادهم أن معلومات الجماعة أفضل من معلومات الفرد.
كرر صلمون أش اختباره بعدد أقل للمشاركين(3-4) فكانت النتيجة خائبة و انحدرت النسبة من 74% إلى الثلث ، وذلك لقلة عدد المجموعة، فكلما كانت المجموعة المضللة الضلالية كبيرة كلما كان انجراف الأفراد أكبر. ثم كرر التجربة بعدد مشاركين أكبر أيضاً فوصل إلى أن نسبة فاقت النسبة المركوزة أولاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
الاختبار الثاني (اختبار الطاعة Obedience)
اختبار ملغرام اختبار مشهور في علم النفس الاجتماعي يعنى بدراسة مدى الانصياع للسلطة. كان ستانلي ملغرام أول من شرحه في مقالة تحت عنوان (دراسة سلوكية للطاعة) عام 1963، ومن ثم وبشكل مطول قدمها في كتاب نشر عام 1974 تحت عنوان: (الطاعة والسلطة؛ نظرة خارجية). كان الهدف من الدراسة قياس مدى استعداد المشاركين لإطاعة سلطة تأمر بتنقيذ ما يتناقض مع ضمائرهم. أراد ملغرام من الاختبار أن يجيب على السؤال التالي: هل يعقل أن دور الجنود الذين نفذوا الهولوكوست لم يتعد تنفيذ الأوامر؟ هل يمكن أن يكونوا شركاء في الجريمة؟
Stanley Milgram
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
طريقة إجراء الاختبار
تم جمع المشاركين من خلال إعلان نشر في جريدة يطلب أفراداً للمشاركة في دراسة تجريها جامعة ييل. أجريت الاختبارات في غرفتين في قبو تابع للجامعة. نصَّ الإعلان على أن التجربة تستغرق ساعة واحدة مقابل 4.5 $ (تعادل 20$ عام 2006). كان المشاركون رجالاً ما بين 20 ـ 50 عاماً ينتمون إلى مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية، منهم من لم ينه تعليمه الثانوي، وآخرون أتموا الدكتوراه.
قبل دخول غرفة الاختبار يتقدم المشرف من (المشارك) و(الممثل) ويخبرهما بأن الاختبار يهدف لقياس أثر العقاب في التعلم (وهو أمر غير صحيح ـ فالتجربة في واقع الأمر تهدف إلى قياس مدى انصياع المشارك لأوامر المشرف، لكن إخفاء حقيقة الهدف ضروري لنجاح التجربة). يجري المشرف قرعة (وهمية) بين (المشارك) و(الممثل) تؤدي دائماً لنتيجة واحدة وهي أن يكون (المشارك) معلماً، وأن يكون (الممثل) متعلماً. لكن (المشارك) يظن أن القرعة حقيقية وأنه بمحض الصدفة احتل دور المعلم، وأن الصدفة وحدها أيضاً قادت المشارك الآخر (الممثل) ليكون متعلماً. يتم وضع المشارك والممثل في غرفتين متجاورتين بحيث يتواصلان بالكلام فقط، دون أن يشاهدا بعضهما. ((أثناء الاستعداد للتجربة يصرح (الممثل) بأنه يعاني من مشاكل قلبية، لكنها ليست خطيرة)).
يتم تعريض المشارك لصعقة كهربائية بشدة 45 فولت كنموذج للصدمة التي سيوجهها للمتعلم (الممثل) عندما يخطئ. جلس (المشارك في غرفة أخرى) وأمامه على الطاولة جهاز الصدمات الكهربائية وله عدد من المفاتيح يشير كل منها إلى شدة محددة للتيار، تتدرج من 30 حتى 450 فولت. يقدم المشرف للمشارك ورقة تحوي مجموعة من الكلمات المتقابلة وهي التي يجب على المتعلم أن يحفظها. وتقتضي حيثيات الاختبار أن يقوم المعلم بقراءة الكلمات المتقابلة كلها، وعندما ينتهي من قراءتها، يعود ليقرأ الكلمة الأولى ويقدم أربع احتمالات للكلمة المقابلة لها. المتعلم (الممثل) سيقوم بضغط زر أمامه يمثل اختياره، فإذا أخطأ الاختيار فإن على (المشارك/ المعلم) أن يقول له بأنه أخطأ، ويخبره بشدة الصعقة التالية، ثم يضغط على الزر الخاص بالصعقة الكهربائية المناسبة، أما إذا كانت الإجابة صحيحة يقوم المعلم بقراءة الكلمة التالية وإعطاء الاحتمالات الأربع لها. وهكذا حتى تنتهي القائمة، ثم يعيدها من البداية إلى أن يتمكن المتعلم من حفظ كل الكلمات.
المشاركون يظنون إذن بأنهم يوجهون صعقات كهربائية للمتعلم. لكن في واقع الأمر لم تكن هناك أي صعقات كهربائية، بل كان هناك تسجيل صوتي معد مسبقاً بصوت الممثل (المتعلم) يصدر فيه صرخات بالتناغم مع صوت الصعقات الكهربائية. بعد عدة زيادات في شدة الصعقة يبدا الممثل (المتعلم) بالضرب على الجدار الفاصل بينه وبين المشارك عدة مرات ويشتكي من الوضع الصحي لقلبه. عند هذه النقطة عبّر عدد من المشاركين عن رغبتهم في وقف الاختبار وتفقد وضع المتعلم. كثير من المشاركين توقفوا عند الشدة 135 فولت مشككين في مغزى الاختبار. آخرون استمروا بعد أن تلقوا تطمينات تعفيهم من أي مسؤولية. بعض المشاركين راحوا يضحكون بانفعال شديد لدى سماعهم صرخات الألم الصادرة عن المتعلم (الممثل).
إذا أبدى المشارك في أي مرحلة من مراحل الاختبار رغبته في التوقف، كان (المشرف) يوجه إليه سلسلة متتابعة من التنبيهات، وفق التسلسل التالي:
1 ـ الرجاء الاستمرار.
2 ـ الاختبار يتطلب منك أن تستمر، استمر رجاء.
3 ـ من الضروري أن تستمر.
4 ـ ليس لديك خيار، يجب عليك الاستمرار.
إذا ظل المشارك عند رغبته في التوقف بعد ذلك، يتم وقف الاختبار، وإلا فإن قيامه بتوجيه الصعقة ذات الشدة 450 فولت يعتبر جرس النهاية للاختبار، ومع تنفيذ المشارك لها يتم التوقف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
نتائـــــــــــــــج
قام ملغرام بإنتاج فلم وثائقي حول الاختبار ونتائجه تحت عنوان (الطاعة)، قد يصعب الآن العثور على نسخ شرعية منه، إلا أن ملغرام أنتج لاحقاً أيضاً سلسلة من أ فلام أخرى ركزت على علم النفس الاجتماعي. أجرى ميليغرام قبل بدء الاختبار استبياناً وزعه على مجموعة من علماء النفس حول توقعاتهم لنتائج الاختبار. لقد غلب على أكثرهم الظن بأن قلة قليلة فقط 1 بالألف تقريباً، ستصل إلى مرحلة إعطاء الصعقة القصوى. في أولى مجموعة تجارب أجراها ميليغرام وصل 65% من المشاركين (27 من أصل 40) إلى الصعقة القصوى (450 فولط)، رغم كون كثير منهم غير مرتاح لهذا الأمر. كل واحد تقريبأً توقف لبرهة وأبدى شكوكاً تجاه الاختبار، حتى أن البعض عبر عن رغبته بإرجاع النقود. لكن، لم يعلن أي مشارك قبل مستوى 300 فولت عن رغبة حاسمة في التوقف عن الاختبار.
تم إجراء نسخ عديدة من الاختبار في مختلف بقاع العالم وقد أدت إلى نتائج مشابهة. وبالإضافة إلى تأكيدها لنتائج ملغرام فقد قاست تلك الاختبارات دور بعض المتغيرات على سلوك المشاركين. بين الدكتور توماس بلاس أن عدد المشاركين المستعدين للاستمرار في التجربة حتى بلوغ حد الصعقة القاتلة يتراوح ما بين 61% و 66% بغض النظر عن مكان وزمان الاختبار. وهناك ملاحظة إضافية مفادها أن أحداً من كل المشاركين الذين رفضوا الاستمرار في الاختبار لم يبادر إلى المطالبة بإلغاء الاختبار ووقفه نهائياً، كما لم يقم أي واحد بمغادرة الغرفة للتحقق من سلامة الشخص الآخر بدون أن يطلب الإذن بذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
.. هل نحن بهذه البشاعة؟!
١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨بقلم رانية عقلة حداد
في ستينات القرن العشرين، وبينما كانت الولايات المتحدة منهمكة بالدراسات العلمية، والبحوث في مختلف الميادين، كان أحد الإعلانات في واحدة من الصحف الأمريكية، يتضمن دعوة إلى الراغبين بالمشاركة في تجربة علمية - هدفها الأول والأخير خدمة العلم - للحضور إلى المقر الذي ستجري فيه التجربة، لقاء أجر مادي بسيط يدفع لهم. تهافت الناس للمشاركة ولا أحد يعلم ما إن كانت الدولارات القليلة - التي سيحصلون عليها - هي التي تتصدر سلم أولوياتهم أو هاجس خدمة العلْم.
هذه التجربة والتي قام بها الباحث الاجتماعي (ميلغرام)، والتي سميت باسمه، تم تسجيلها على شريط سينمائي، عُرف فيما بعد هذا الفيلم باسم (ميلغرام)، وقد حافظت الحكومة الأمريكية على إبقائه طي الكتمان، ولفترة زمنية طويلة، نظرا لخطورة الفكرة _ موضع الدراسة - والنتائج المتعلقة بها، وباعتباره أحد البحوث السرية التي تقوم بها لدراسة، ورصد أنماط سلوك الناس إزاء المهام الموكلة إليهم، وفي رؤية اعمق إزاء إطاعة السلطة.
(ميلغرام) فيلم تسجيلي مهم، بالأبيض والأسود، غير أن أهميته لا تنبع من الأسلوب السينمائي الجديد، او من التقنية الفنية العالية المستخدمة - لم تستخدم فيه زوايا تصوير او لقطات متنوعة، اقتصر التصوير على فضائين؛ قاعة الانتظار، وغرفة التجربة، الأسلوب الفني تقليدي - فلم يُعنَ الفيلم بهذا على الإطلاق، إنما بالفكرة التي هي مثار البحث، والتي على أساسها يمكن تصنيف الفيلم على انه من نوع سينما الحقيقة، وسينما الكوميديا السوداء حيث وبأسلوب الكاميرا الخفية تم تسجيل، ورصد ردود أفعال المشاركين إزاء المهمة الموكلة إليهم دون علم منهم؛ فجاءت عفوية دون رتوش، لتغدو عين الكاميرا جسر عبورنا إلى أعماق الذات الإنسانية، ودليلنا لنبحث من خلالها عن ردود أفعالنا، عن ذواتنا نحن، فتضعنا في مأزق امتحان الصور، لا نعرف فيه أي تلك سنختار لتكون مرآتنا. تستعرض الكاميرا وجوه المشاركين كل في انتظار دوره، لتنتقل بعدها إلى غرفة التجربة، حيث يدخل المشترك برفقة أحد القائمين على البحث، يغلق الباب ليجد نفسه أمام طاولة مليئة بالأزرار، و فوقها مجموعة من الأسئلة، ومهمة موكلة إليه تتعلق بشخص آخر - حيث تم إفهام المشاركين انهم ليسو موضع التجربة إنما ذاك الشخص المتواري خلف الجدار في الغرفة المجاورة - عليهم مساعدتهم لدراسة ردود أفعاله، وعليه يبدأ المشترك بقراءة الأسئلة الموجودة على الورقة عبر الميكرفون، ليرد عليها ذاك البعيد خلف الجدار المقابل، فتصل الإجابة للمشترك عبر السماعة، فإذا كانت إجابته صحيحة تم الانتقال إلى السؤال التالي وهكذا، ولكن ماذا لو كانت الإجابة خطأ؟ هنا وبأمر من المرافق على المشترك أن يضغط على الزر الأول، والذي يتم إعلامه مسبقا بان جميع الأزرار مرتبطة بتيار كهربائي، مرتبط بدوره بجسد الشخص الآخر، الزر الأول بمقدار فولت معين، فأي إجابة خاطئة جديدة يترتب عليها الانتقال إلى زر آخر جديد بفولتية أعلى وهكذا … وهنا تأتي الفكرة الخطيرة واللافتة للنظر في الفيلم، والتي تسترعي الاهتمام، وبحسب النسب التي خلص إليها الفيلم؛ قلة من المشاركين اقل من 25% رفضوا تنفيذ الأوامر من البداية، وأقل منهم بكثير انسحب منها بعد أن قطع شوطا بسيطا، في حين ان الغالبية العظمى من المشاركين بما يقارب 70%، قبلوا بداية بالتجربة ثم استمروا بها للنهاية، بالرغم من إدراكهم بانهم يقومون بتعذيب، وبقتل شخصا ما على الجانب الآخر، لا يرونه لكنهم يسمعون صوت صراخه عبر السماعة؛ يزداد علوا وألما، بازدياد التيار الكهربائي الى ان يختفي ذلك الصوت بموت صاحبه، وبهذا تأتي التجربة على نهايتها، فقد كانوا يملكون خيار الانسحاب، ورفض الأوامر لم يكن هناك ما يرغمهم على ذلك إلا انهم لم يفعلوا. فجاءت تلك النسب لتجيب عن السؤال، ما الذي يمكن ان يفعله الإنسان لمجرد ان يطلب منه تنفيذ أمر -أي كان هذا الأمر - بوجود سلطة تحمل عنه عبء المسؤولية؟
فقد انتابت تلك الغالبية لحظات تردد عند سماعهم صرخات الألم، لحظات أدركوا فيها هول ما يقومون به، فكروا بالانسحاب بعدها، لكنهم سرعان ما تراجعوا عن الفكرة إزاء صوت المرافق المطمئن لهم دائما بأنه، والجهة القائمة على البحث يتحملون المسؤولية عنهم، فليس هناك ما يستدعي قلقهم، فقط استمروا بالتنفيذ بضغط الزر ونحن المسؤولين عن ذلك، فيهدأ ضميرهم ويستكين، وكما يقول ممدوح عدوان في هذا الصدد " هكذا نفعل حين نقصف مدنا آهلة بسكانها، و حين نرتكب، او ننفذ، او نساعد في تنفيذ مجازر جماعية، وهكذا نفعل حين نمارس التعذيب، نغافل أنفسنا بالادعاء اننا لا نتحمل المسؤولية، ونُحيل المسؤولية الى صاحب القرار الشرعي … متجاهلين الضحية ". وها هي كلمات ضابط البحرية الأرجنتيني المتقاعد أدلفوا سيلينغو تأتي لتأكد هذه الفكرة فيقول " أنا مسؤول عن قتل ثلاثين شخصا بيدي الاثنتين، أكون منافقا إذا زعمت أني نادم على ما فعلت، أنا لا أشعر بالندم لاقتناعي بأن ما قمت به كان تنفيذا لأوامر، ولأننا كنا آنذاك نخوض حربا ".
ما الذي يدفع الإنسان الى اختيار طاعة السلطة أي كانت، وما الذي يدعوه الى تنفيذ الأوامر مهما كانت أهدافها، ونتائجها بمجرد وجود جهة تحمل المسؤولية؟ فهل الإنسانية كما يتساءل ايريك فروم مكونة من ذئاب تشكل أقلية، ونعاج تشكل الأكثرية، تعيش جميعها جنبا الى جنب، حيث الذئاب بحاجة دائما الى جريمة، والنعاج الى الطاعة، والى من يقودها فيحمل عنها عبء المسؤولية والحرية، فيصور العنف لها على انه واجب مقدس. أم ان الإنسان يروض على الطاعة، فيتحول الى جلاد للحد الذي يتلاشى معه صوت الضمير؟ وبين هذا وذاك أين يقع خيارنا وارادتنا ان نحن وعينا تلك الفكرة؟
فما الذي كان وراء اختيار ذلك الجندي البسيط - لعب دوره الفنان احمد زكي في فيلم البريء إخراج عاطف الطيب - الذي أمن بواجبه المقدس ضد أعداء الوطن، والمعارضين، وكل من يحاول ان يعبث بأمن البلد، كما صورته له السلطة كان جنديا مطيعا لها، ومنفذا رائعا لأوامرها، وثق بما تقوله حد العماء، الى ان آتى ذلك اليوم الذي طُلب منه تنفيذ العقوبة بشاب من أعداء الوطن، ليتفاجأ بان لم يكن ذلك الشاب سوى ابن عمه الطيب الشهم المحب للوطن؛ فيصاب بصدمة المعرفة لتهتز ثقته بالسلطة، فيرفض تنفيذ الأمر، ويختار التمرد عليه، فينتقل من أداتها التي تضرب بها الى أحد أعدائها المطلوب تصفيتهم.
وعودة لفيلم (ميلغرام) حيث يشترك المشاهدون مع الباحثين القائمين على الدراسة بمعرفة حقيقة، انه لا وجود لشخص آخر خلف الجدار، كما انه لا وجود لتيار كهربائي موصول به، ليس سوى شريط مسجل لصوت تأوهات، وصرخات إنسان متألم تتناسب شدة صوت الألم طرديا مع مقدار شدة التيار الكهربائي المفترض، والذي تم إيهام المشاركين بوجودهما لدراسة أنماط سلوكهم واستجابتهم لإطاعة، وتنفيذ الأوامر في حال تحمل السلطة او جهة ما المسؤولية عنهم، فتقودنا المفارقة للضحك، والسخرية والبكاء في آن معا، فهولاء المشتركين هم عينات الدراسة لا ذاك الشخص الوهمي؛ فنضحك ونضحك حد البكاء على جهلهم، على ردود أفعالهم، وكأن هناك مسافة تفصلنا عنهم فلا مجال لان نتبادل المواقع، وفي الحقيقة لا نعلم إن كنا نضحك عليهم أم أننا نضحك من أنفسنا ونبكي على صورتنا المتجسدة فيهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
العنف في تراث علم الاجتماع أسماء جميل* حظي موضوع العنف باهتمام الكثير من الباحثين في الحق الاجتماعي، ابتداءً من ابن خلدون– مؤسس علم العمران- وانتهاءً باللحظة العلمية الراهنة، ومنذ ذلك الوقت، يساور الشك الفلاسفة الاجتماعيين، بشأن طبيعة السلوك العنفي وهل أنه متأصل في الطبيعة البشرية، أو أنه دافع مكتسب من البيئة المحيطة بالإنسان؟
مفهوم العنف في الفكر الاجتماعي
لقد اعتقد ابن خلدون أن العنف نزعة طبيعية (ومن أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان، بعض على بعض، فمن امتدت عينه إلى متاع أخيه امتدت يده إلى أخذه إلى أن يصده وازع) (1)، وقد تعرض له في نظريته عن الصراع عندما عرف الأخير بأنه هجوم البدو على الحضر وتأسيس الدولة، أما أسبابه، فيردها إلى العصبية، وتعني عنده: (الالتحام الذي يوجب صلة الأرحام حتى تقع المناصرة) (2)، وأساس العصبية عند ابن خلدون هو الاستعداد الفطري الذي يدفع الفرد إلى نصرة قريبة بالدم والدفاع عنه.
كم ورد العنف في شكله المؤسسي (جزءا من ممارسات السلطة الحاكمة) في الخطاب السياسي الخلدوني، إذ يلاحظ أن هناك حضوراً مكثفاً لمفاهيم العنف **، والمفاهيم الدالة على الاستبداد (3).
وفي أوربا، عكست الأفكار التي سادت في القرون الثلاثة الأخيرة اهتماماً واضحاً بالطبيعة البشرية، وعلاقة الفرد بالدولة لتشمل ضمناً موضوعة العنف والطبيعة النزاعية للإنسان.
ويعد (هوبز) أبرز المعبرين عن أفكار تلك المرحلة، إذ يرى أن الطبيعة الإنسانية مشبعة بالعنف، فالناس يتحركون بواسطة الرغبات نفسها، وهذه الرغبات عادة ما تكون مستبدة وملحة، إما لأنها البديل الذاتي للحاجات البيولوجية الجامحة وإما لأن إشباعها يشكل بحد ذاته سبباً كافياً للسعي إلى تجديدها، غير أن الإشباع الشخصي أو الجماعي محدود دائماً؛ وذلك لأن الأغراض القابلة لإشباع هذه الرغبات تشكل كمية محدودة، ويترتب على مركب الرغبة والندرة، هذا تنافس دائم بين الناس، وبما أن أياً من الأفراد ليس قوياً بما فيه الكفاية ليفرض هيمنته بصورة دائمة فإن عدم استقرار التنافس بين الناس يعرضهم (للمأكلة العالمية) (4)، أو (حرب الجميع ضد الجميع).
وعلى خلاف (هوبز) يرى كل من (جان جاك روسو) و (كارل ماركس) أن العنف لا يمثل حالة طبيعية، فقد وجد (روسو) أن الطبيعة البشرية أصيلة وخيرة، وإن فسادها أمر تقرره الحضارة الإنسانية (5).
بينما وجد (ماركس) أن العنف هو سمة للحالة الاجتماعية التي أفسدها الاستئثار بوسائل الإنتاج، فالتنافس بين الناس ذو أصل اجتماعي، يتعلق بملكية وسائل الإنتاج، لذلك فإن الصراع ليس بين الجميع ضد الجميع كما ذهب (هوبز) وإنما هو صراع بين الطبقات (6).
وجدير بالذكر إن اهتمام (ماركس) قد انصب على العنف الثوري والذي يقع بين الأنظمة الاجتماعية والحضارية، وخلال تناوله للصراع ربط (ماركس) بين كل من التغير والصراع والعنف مؤكداً الدور الإيجابي الذي يؤديه العنف في حركة التاريخ، فالصراع يشير إلى وجود خلل في البنى الاجتماعية، أما العنف فهو شرط أساسي لتجاوز هذا الخلل ولإحداث التغيير فهو (مولد كل مجتمع قديم يحمل في طياته مجتمعاً جديداً كما أنه الأداة التي تحل بواسطتها الحركة الاجتماعية مكانها وتحطم أشكالاً سياسية جامدة وميتة)7.
أما (دوركهايم) فقد وجد في أثناء بحثه في التبديات الموضوعية لإشكاليات القهر والتسلط في الحياة الاجتماعية أن العنف ظاهرة ثقافية أتت مع رياح التطور الاجتماعي، ومع تحول المجتمعات الإنسانية من مجتمعات بسيطة إلى مجتمعات مركبة (8).
وأكد (سمنسر) في تصوره للنزاع والعنف: أنه قائم بين الجماعات بسبب الاختلاف في طرائقها الشعبية وأعرافها. في حين اختلف (كمبلوفتش) عن (سمنسر) في اعتقاده بأن النزاع متأصل في طبيعة المجتمع الإنساني، وهو يبدأ من الجذور الأولى للنشأة الإنسانية؛ إذ أن الرسوس Races ذات نشأة جينية متعددة، وهذا يعني وجود عدائية موروثة في الرسوس البشرية ضد بعضها مما يحول هذه الحالة إلى وضع مستمر وصيغة للتعامل على المستوى الإنساني (9).
ويعد (زيمل) أبرز من تعامل مع ظاهرة العنف– بمستواه الاجتماعي- كما يتبدى على شكل تعبيرات عدائية تصدر عن الأفراد، إذ وجد أن هذه التعبيرات تؤدي وظائف إيجابية للنظام الاجتماعي؛ إذ أنها تعمل على استمرار العلاقات تحت ظروف التوتر والضغط، ومن ثم تحول دون انحلال المجموعة وتفككها بانسحاب المشاركين فيها، بمعنى آخر: إن معارضة زميل أو شريك –كما يرى (زيمل)- تكون الوسيلة الوحيدة لجعل التعايش ممكناً مع أناس لا يمكن تحملهم، فهي تشبه صمامات الأمان، وفي حالة غياب هذه المعارضة فإن عضواً من أعضاء الجماعة قد يتخذ خطوات انفصالية وينهي علاقته بالجماعة (10).
ويعزو (توينبي) ظاهرة العنف في المجتمعات الحديثة إلى انعدام الذاتية الفردية وانسحاق الفرد في آلية الحياة الميكانيكية من جهة، وفي آلية الحياة الاجتماعية من جهة أخرى. ويتهم كلاً من الرأسمالية (بتأكيدها القيم التنافسية)، والشيوعية (بتغييبها للفردية وتأكيدها على الجماعة) بأنهما سبب في ظهور العنف بالكثافة التي تشهدها المجتمعات الحالية(11).
ودرس (بارسونز) العنف الاجتماعي في إطار العلاقات النظامية التي تحددها القوانين المدونة أو المتعارف عليها، ففي هذه العلاقات يتوقع كل شخص فيها سلوكية وأخلاقية الشخص الآخر، ومثل هذا التوقع يفهمه الشخص الذي يكون العلاقة الاجتماعية ويساعده في تحقيق أهدافه وطموحاته، لكن كل علاقة اجتماعية معرضة لاحتمالين، الاحتمال الأول هو عدم قدرة الشخص على معرفة توقع سلوك الشخص الآخر الذي يدخل في علاقة معه، والاحتمال الثاني هو معرفة الشخص توقع سلوك الشخص الآخر، بيد أن هذا التوقع لا يساعده في تحقيق طموحاته وأهدافه، وفي هذه الحالة تتحول العلاقة إلى صراع بين الطرفين ويصبح العنف حتمياً (12).
مشكلة العنف الاجتماعي
ينطوي مفهوم العنف على مشكلة تتعدد أبعادها، ويتداخل فيها العامل النفسي والبيولوجي والاجتماعي، كما يضم سلسلة من الأفعال التي تتراوح ما بين الضرر المادي والجسدي والإهانات النفسية وغيرها من أشكال الإيذاء التي تنبسط على سلم طويل من الدرجات، يبدأ بالتهديد والمساومة ماراً بالتجريح والتجويع والكسر والإسكات والتكذيب والسب ثم القتل.
ومع أن العنف قديم قدم البشرية، إلا أن ظهوره بالمستوى والشدة التي نشهدها اليوم، إنما يأتي نتيجة لسياقات وظروف اجتماعية معينة سمحت بذلك، ولعل في الظرف الاقتصادي الضاغط وما يتعرض له المجتمع العراقي من أزمات وما يتبعها من تغيرات عميقة تركت آثارها في بنية المجتمع ومنظومته القيمية والمعيارية ما يمثل بيئة مناسبة لتنامي العنف بكل مستوياته، وفي المجالات كافة التي يتفاعل في إطارها الأفراد. ابتداء من الأسرة وانتهاء بالمجتمع– بوصفه بنية كلية تعتريها مجموعة من الاختلالات- إذ أصبح العنف سيد الموقف وبات اللجوء إليه أو التهديد به لفض المشكلات البسيطة أو المعقدة أمراً محتوماً، إلى الحد الذي غدا يهدد فيه بتغيير طبيعة العلاقات القائمة، فلا يكون هناك مجال للتعاون وتنتفي عمليات الأخذ والعطاء، وتصبح القوة أو التلويح بها هي اللغة السائدة.
هذا ويظهر العنف الاجتماعي نتيجة لمجموعة من العوامل التي تضغط على الفرد وتعمل على تقليص قدراته في توجيه سلوكه بصورة ذاتية كما تجعله عاجزاً عن تقبل الضوابط والأحكام في مجتمع متأزم ومن نتائج هذا الوضع أن أصبح الفرد غير قادر على ضبط ذاته ويميل على التمرد والتهكم كما اتسم تفاعله بالخشونة والقسوة، على الأصعدة كافة، فعلى صعيد الأسرة حل الإكراه والقسر والصراخ بين أعضائها بديلاً عن التفاهم والحوار الهادئ في علاج بعض المشكلات.
كما تعكس العبارات النابية التي يطلقها الباعة وسائقو المركبات في الشارع ما يسميه بعضهم (اجتماعية نفورة من المجتمع)***، أو انحراف عن معيار العلاقات الإنسانية الرقيقة.
إن ظواهر من هذا النوع– تقع من جانب الأفراد، أو تمارسها المؤسسة الاجتماعية خلال محاولاتها لإخضاع أعضائها، عندما تفشل طرائق الإقناع الأخرى– هي شاهد ومؤشر على وجود تناقضات كامنة في بناء المجتمع تضغط على الفرد، وتؤدي إلى أن ينحرف الفعل الاجتماعي عن المنظومة المعيارية التي تحكم مساره، فيتخذ شكل خروقات تهدد النظام الاجتماعي وتبتدئ في ارتفاع معدلات الجريمة، أو في ظهور أنماط إجرامية لم يشهدها المجتمع قبلاً، أو قد تتمثل في ارتفاع حوادث العنف التي ترتكب للتفريج عن التوترات المختزنة لشرائح سكانية تعطي أكثر مما تأخذ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
.. يا سلام ، حباب النافع (قول للعبيد ود ريا)
عرج بينا و ميل : نحو العمق الفسيولوجي للظاهرة النفسية (مادية و ماركسية فرويد اللي ما قدر يفهما الطاغية ستالين) اوع لا تنسى : التحليل النفسي : The Psychoanalysis theory
.. عشان نقدر نفهم على نحو علمي فوضى السلوك ( قولا و تصرفا و مواقفا ) الحاصل في الشارع السوداني و نصيغ بالتالي مشروع المعالجات بعيدا عن التهريج، و الإجتزاء، و التكسب الايدلوجي - السياسي
* كلمنا برضو عن ( الليبدو - الجنسي ) بتاع فرويد .. عشان نقدر نقهم الليبدو السوداني المنفجر تاريخيا بسبب الازمة الإجتماعية - الإقتصادية الليبدو المتمظهر في تسليع النساء الكريمات الواقفين على اطراف و اركان شارع الخوف و الحوجة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
علم النفس الإيجابي وسعادة الإنسان
فرج عبد القادر طه - أستاذ علم النفس - كلية الآداب- جامعة عين شمس
ملخص : البحث عن السعادة: إن تحقيق السعادة سواء أكان للإنسان الفرد، أم للجماعة.. المجموعة، أم للفئة المحددة، أم للمجتمع المعين، أم للبشرية ككل، كان، وسيظل، الهدف الأسمى الذي يسعى لتحقيقه المبدعون، من فلاسفة ومفكرين، وعلماء وفنانين. هذا، وفي مقال تحت عنوان طريف يقول: "إذا كنا إلى هذا الحد أغنياء، فلماذا لسنا سعداء؟ If we are so rich, why aren't we happy?" يطرح كاتبه ميهالي شيكزينتميهالي Mihaly csikszentmihalyi رؤيته للإجابة عن هذا التساؤل المحوري في أحد أعداد العام الأخير من القرن الماضي لمجلة الاختصاصي النفسي الأميركي American psychologist الصادر في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 1999 (ص 821- 827).
وفي التمهيد لمقاله يشير الكاتب إلى أن إجابات هذا التساؤل قد تراوحت بين طرفي نقيض: أحدهما هو الطرف المادي الصرف Materialist extreme والذي يرى أن السعادة تتحقق من خلال الظروف المادية الخارجية، بينما الطرف الآخر هو الطرف الروحي الخالص Spiritual extreme وهو الطرف الذي يرى أن السعادة إنما تتحقق عن طريق اتجاه الفرد العقلي Mental attitude كما يضيف الكاتب أن علماء النفس قد اكتشفوا حديثا هذا الموضوع ومدى أهميته لعلمهم (بصفته أحد هؤلاء العلماء)، وأن البحوث العلمية في هذا الشان تؤيد كلا من الموقفين (الماديين والروحيين)، وإن كانت النتائج تؤيد الجانب الروحي بدرجة أقوى وأشد...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
- (اختبار الإنقاذ السودانية) أو اختبار سجن ستانفورد
يعتبر اختبار سجن ستانفورد دراسة نفسية هامة عنيت بالاستجابات الإنسانية للأَسْر، واهتمت بالظروف الحقيقية لحياة السجن. تم إجراء الاختبار في العام 1971 تحت اشراف فريق من الباحثين يقوده فيليب زيمباردو من جامعة ستانفورد. وقد قام بأداء دور الحراس والسجناء متطوعون وذلك في بناء يحاكي السجن تماماً. إلا أن التجربة سرعان ما تجاوزت حدود السيطرة وتم إيقافها باكراً. كثيراً ما أحيطت هذه التجربة الشهيرة بشكوك من وجهة نظر أخلاقية وشبهت باختبار ميلغرام الذي أجري في العام 1963 في جامعة ييل بإشراف الدكتور ستانلي ميلغرام، وقد كان من زملاء زيمباردو في المرحلة الثانوية.
الأهــــــــــــــــــــداف
قامت البحرية الأمريكية بتمويل الدراسة لفهم الصراعات في نظام السجن عندها. تم الإعلان عن التجربة في الجرائد للحصول على مشاركين مقابل 15$ كل يوم للمشاركة في ((محاكاة لسجن)) مدتها أسبوعين. استجاب للإعلان 70 شخص، اختار زيمباردو منهم 24 كانوا الأكثر ملائمة من حيث الاستقرار النفسي والصحة البدنية. غالبيتهم كانوا من البيض، الذكور، ومن الطبقة الوسطى، وهم جميعاً طلاب في المرحلة الجامعية. قسمت المجموعة عشوائياً إلى اثنتين متساويتين مساجين وحراس. من المثير أن المساجين قالوا فيما بعد أنهم كانوا يظنون أن اختيار السجانين تم بناء على أجسادهم الأكبر. لكن الواقع أنهم فرزوا بالقرعة باستخدام قطعة نقود، ولم تكن هناك أية فروق موضوعية من حيث البنية بين المجموعتين.
السجن أعد في قبو جامعة ستانفورد، وقد وضع زيمباردو مجموعة من القيود على المشاركين أملاً في أن تمنع الهذيان والاختلالات في الشخصية، وانتفاء الهوية الفردية.
تسلم الحراس عصي شرطة، وبزات اختاروها بأنفسهم من محل أزياء عسكرية، وتم تزويدهم بنظارات عاكسة لتجنب التواصل البصري مع المساجين (زيمبارو قال بأن هذه الفكرة جاءته من أحد الأفلام). وعلى عكس المساجين تمتع الحراس بدوام على شكل دوريات، يعودون إلى بيوتهم بعد انقضاءها، لكن عدداً منهم صاروا يتطوعون أحيانا لساعات إضافية رغم أنها بدون أجر. كان على المساجين أن يلبسوا رداءً فضفاضاً من دون ملابس داخلية وصنادل مطاطية، وهو أمر رجح زيمباردو أنه سيجبرهم على التأقلم مع عادات ووضعيات جسمانية غير مالوفة ومزعجة. وقد رمز إلى كل سجين برقم عوضاً عن اسمه، وقد خيطت الارقام على ملابسهم، وكان عليهم أن يعتمروا قبعات ضيقة من النايلون لتبدوا رؤوسهم كما لو أنها محلوقة تماماً. كما وضعت سلسلة صغيرة عند الكاحل كمنبه دائم على أنهم مسجونون ومضطهدون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
قبل بدء الاختبار بيوم واحد، تم جمع الحراس لحضور جلسة تمهيدية، لكنهم لم يتلقوا أية خطوط أو توجيهات، باستثناء عدم السماح باستخدام العنف الجسدي. قيل لهم بأن إدارة السجن تقع على عاتقهم، وان لهم أن يديروه كما يشاؤون. قدم زيمباروا الجمل التالية للحراس خلال ملخص: « 'يمكنكم أن تولدوا إحساساً بالخمول لدى السجناء، ودرجة ما من الخوف، من الممكن أن توحوا بشيء من التعسف يجعلهم يشعرون بأنكم وبأن النظام وبأننا جميعاً نسيطر على حياتهم، سوف لن تكون لهم خصوصيات ولا خلوات. سنسلبهم من شخصياتهم وفرديتهم بمختلف الطرق. بالنتيجة سيقود كل هذا إلى شعور بفقدان السيطرة من طرفهم. بهذا الشكل سوف تكون لنا السلطة المطلقة ولن تكون لهم أي سلطة.'» في المقابل قيل للسجناء بأن ينتظروا في بيوتهم حتى يحين الموعد ويتم استدعاؤهم. بدون أي تحذير تم اتهامهم بالسطو المسلح واعتقالهم من قبل قسم شرطة حقيقي، قدم مساعدته في هذه المرحلة فقط من الاختبار. تم إخضاع السجناء لإجراءات الاعتقال التقليدية بما فيها التسجيل، وأخذ البصمات، والتقاط الصور، كما تليت عليهم حقوقهم تحت الاعتقال. ثم نقلوا إلى السجن المعد للاختبار حيث تم تفتيشهم عراة، و((تنظيفهم من القمل)) ومنحهم هويات جديدة.
النتائــــــــــــــــــــــــــج:
سرعان ما خرج الاختبار عن السيطرة. فعانى السجناء واحتملوا ممارسات سادية ومهينة على أيدي الحراس، بدت على عدد منهم علامات الاضطراب العاطفي. فبعد اليوم الأول الذي مر دون ما يستحق الذكر، اشتعل عصيان في اليوم الثاني، وتطوع الحراس للعمل ساعات إضافية للقضاء على التمرد، دون أي إشراف من قبل الطاقم المشرف على الاختبار. بعد ذلك، حاول الحراس أن يفرقوا السجناء ويحرضوهم ضد بعضهم البعض من خلال تقسيمهم إلى زنزانتين واحدة ((للجيدين)) والآخرى ((للسيئين))، ليوهموا السجناء من وراء ذلك إلى أن هناك مخبرين تم زرعهم سراً بين السجناء. لقد نجحت الخطة وآتت الجهود أكلها، فلم يظهر بعد ذلك أي تمرد كبير. وقد ذكر بعض المستشارين بأن هذه الخطة تستخدم بنجاح في السجون الحقيقية في أمريكا.
نعم! وفي سيرورة الحياة العادية في السودان!!!
سرعان ما تحول السجن إلى مكان منفر وغير صحي. وصار الدخول إلى الحمامات امتيازا، قد يحرم منه السجين، وكثيراً ما حصل ذلك. وقد أجبر بعض السجناء على تنظيف المراحيض بأيدهم المجردة. وتم إخراج الفرش والوسائد من ما سميت زنزانة ((السيئين))، وأجبر السجناء على النوم عراة على البلاط. أما الطعام فكثيراً ما حرم السجناء منه كوسيلة للعقاب. لقد فرض العري على السجناء وتعرضوا للتحرش الجنسي والإذلال من قبل السجانين.
زيمباردو قال بأن السجناء استجابوا بأحد ثلاث طرق: إما المقاومة بنشاط، أو الانهيار، أو بالرضوخ والطاعة وهي حالة ((السجين النموذجي)). كما أن زيمباردو نفسه أخذ بالنغماس والتورط في الاختبار شيئاً فشيئاً. ففي اليوم الرابع، وعلى أثر سريان إشاعة عن خطة فرار يعدها السجناء، حاول الدكتور زيمباردو والحراس أن يحولوا التجربة إلى حقيقة، فأرادوا استخدام بناء غير مستخدم من سجن حقيقي تابع للشرطة المحلية، ونقل السجناء إليه بهدف ضمان ((الأمن))، لكن قسم الشرطة رفض طلبهم بهذا الخصوص. ويتذكر زيمباردو لاحقاً أنه كان غاضباً ومستاءاً من شح التعاون من قبل الشرطة المحلية وعدم وضع مرافقها في خدمة الاختبار. مع تقدم التجربة، ازداد السلوك السادي عند بعض الحراس ـ وخاصة خلال الليل حيث ظنوا أن الكاميرات كانت مطفأة. قال المشرفون على الاختبار بأن واحد من كل ثلاثة حراس تقريباً أظهر ميولاً سادية حقيقة. معظم الحراس انزعجوا عندما تم إجهاض التجربة قبل الوقت المحدد لها.
وقد أثار زيمباردو فكرة مفادها أن المشاركين تقمصوا أدوارهم تماماً، وبدى ذلك واضحاً عندما عُرض على السجناء أن بإمكانهم تقديم طلبات "لتخفيض" في المدة مقابل إلغاء الأجر المتفق عليه، فوافق غالبية السجناء على هذا العرض وتقدموا بطلبات خفض مدة السجن مقابل التنازل عن مستحقاتهم كاملة. وعندما رفضت طلبات تخفيض المدد، لم يقرر أي منهم الانسحاب من الاختبار. وهو ما أثار الاستغراب، فالانسحاب لم يكن ليكلفهم أكثر مما قبلوا بالتنازل عنه سلفاً وهو الأجر الذي سيتقاضونه. بدأت إضطرابات عاطفية حادة بالظهور على سلوك السجناء. أحدهم أصابته ارتجافات في جسمه عندما علم بأن طلب تخفيض المدة الذي تقدم به قد تم رفضه (وكان الدكتور زيمباردو قد رفض الطلب بعدما ظن أن هذا السجين يتظاهر بالمرض لتمكن من الخروج من السجن). شاعت بين السجناء مظاهر البكاء والاضطراب في التفيكر. عانى اثنان من السجناء من صدمة شديدة في مراحل مبكرة من الاختبار بحيث لزم إعفاؤهما من الاستمرار واستبدالهما.
أحد السجينين البديلين، السجين رقم 416، أصيب بالرعب بسبب معاملة السجانين وأعلن إضراباً عن الطعام للاحتجاج. وقد أجبر على البقاء في الحجز الانفرادي داخل خزنة صغيرة لمدة ثلاث ساعات. وقد فرض عليه السجانون أن يحمل خلال احتجازه النقانق التي امتنع عن أكلها. بعض السجناء الآخرين اعتبروا أنه يفتعل المشاكل. وقد استغل الحراس هذا الأمر فخيروا السجناء ما بين أمرين: إما أن تؤخذ منهم الأغطية، أو أن يحتجز السجين 416 في الحجز الانفرادي طوال الليل. السجناء فضلوا الاحتفاظ بالأغطية. وفيما بعد تدخل زيمباردو وأعاد 416 إلى زنزانته. أخيراً قرر زيمباردو إجهاض الاختبار قبل الموعد. قبل بدء الاختبار حضرت الباحثة كريستينا ماسلاتش المقابلات الأولى مع المشاركين، ولم تكن على علم سابق بالاختبار، إلا أنها أبدت صدمة كبيرة من الوضع السيء للسجن. هي حالياً زوجة زيمباردو، وكانت على علاقة به آنذاك رغم أنها إحدى تلاميذه. وقد نبه زيمباردو إلى أنها كانت الوحيدة (من بين 50 شخصاً لاعلاقة لهم بالاختبار شاهدوا السجن) التي ناقشت أخلاقية إجراء مثل هذا الاختبار. بعد انقضاء 6 أيام فقط تم إيقاف الاختبار الذي كان من المفترض أن يستمر لأسبوعين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
الخلاصـــــــــــــــــــة
يعتبر هذا الاختبار عرضاً لأنماط الطاعة والانصياع التي يبديها الناس عندما يتعرضون لنظام أيديولوجي يحظى بدعم اجتماعي ومؤسساتي. لقد تم توظيف هذا الاختبار لتوضيح وفهم معالم قوة (السلطة)، وتبدو نتائح هذا الاختبار متوافقة مع اختبار أخر أجراه (ميلغرام) وسمي باسمه، وهو كذلك من حيث أنه يدعم فكرة ((التنسيب المكاني)) التي تقول بأن الوضع أو الواقع هو الذي سبب سلوك الأفراد في الاختبار أكثر من أي شيء موروث في شخصياتهم.
نقد الاختبــــــــــــــــــــــــــار
تم توجيه نقد واسع النطاق لهذا الاختبار وتم اعتباره مناف للأخلاق وغير علمي في نفس الوقت. وقد بين بعض النقاد ومنهم (إيريك فروم) بأن من السهولة بمكان تعميم نتائج الاختبار. بدى من غير الممكن ضبط الاختبار بالضوابط العلمية التقليدية على اعتبار أنه (اخبتار حقلي) وليس (مخبري). كما أن زيمباردو لم يكن مراقباً محايداً، بل ساهم وأثر في اتجاه الاختبار كمشرف عليه. نتائج الاختبار والمراقبة لتي وضعها المشرفون كانت بعيددة عن الموضوعية وهو اختبار يعصب على باحثين آخرين تكراره بسهولة.
بعض النقاد جادلوا معتبرين أن المشاركين في الاختبار انتهجوا السلوك الذي يفترض بهم ان يسلكوه، أو قلدوا نماذج إرشادية مسبقة كانوا يعرفون أنها تحدد العلاقة بين الحراس والسجناء. بمعنى آخر فالمشاركون كانوا يلعبون أدوارهم ويلبسونها. ويجادل زيمباردو بالمقابل بأنه حتى لو كان هناك لعب أدوار فإن المشاركين انطبعوا بأدوارهم واستدخلوها أثناء مراحل الاختبار. تم انتقاد الاختبار أيضاً من ناحية (قسوة الظروف) فكثير من الظروف التي فرضت على الاختبار كانت متطرفة وقد لا تتوفر في ظروف السجون الحقيقية. بما فيها عصب أعين السجناء، أو إجبارهم على ارتداء ملابس نسائية، وكذلك حرمانهم من ارتداء ملابس داخلية، ومنعهم من النظر عبر النوافذ أو من استخدام أسماءهم. ورد زيمباردو بأن السجن يمثل تجربة مربكة ومهينة للسجين وكان من الضروري إضافة هذه الإجراءات لوضع السجناء في الإطار المناسب. على أي حال من الصعب توقع نتائج مثل هذه الظروف في سجن حقيقي، كما أن من الصعب إعادة إنتاج ظروف الاختبار بدقة حتى يتمكن آخرون من تجريبها. آخرون اعتبروا الدراسة (قطعية) على نحو مبالغ به، ففي حين أن التقارير وصفت اختلافات نوعية في السلوك القاسي للحراس، وأسوؤها صدر عن حارس سمي ((جون واين))، لكن حرساً آخرين كانوا ألطف وأسدوا خدمات للسجناء. زيمباردو لم يعلق على الأمر ولم يحاول تفسير الفروق. أخيراً، يعتبر حجم العينة صغيراً جداً، بوجود 24 مشاركاً فقط، في مدة قصيرة نسبياً.
(هاسلم) و(ريخر) عالما نفس من جامعتي إكستر والقديس أندرو قاما بإجراء تقليد جزئي للاختبار بمساعة هيئة الإذاعة البريطانية. التي قامت ببث مشاهد من الاختبار في برنامج من برامج (تلفزيون الواقع) تحت اسم (الاختبار) وكانت نتائجهما شديدة التباين مع نتائج زيمباردو. لم تكن الإجراءات التي اتبعوها استنساخاً لتلك التي اتبعها زيمباردو، وقد ألقت المزيد من الشكوك على إمكانية تعميم نتائجه.
الفرق الوحيد في اختبار استانفورد أنه محاكاة، ولكن له مايماثله واقعاً في قطر اسمه السودان منذ تسعينيات القرن المائت!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبر كُنه الإنسان بين الفردية و الجماعية (علم النفس الاجتماعىٍ (Social-Psychology) (Re: آدم صيام)
|
3- المحاكاة(Imitating)
المعني القاموسي:
1. To use or follow as a model. 2. a. To copy the actions, appearance, mannerisms, or speech of; mimic: amused friends by imitating the teachers. b. To copy or use the style of: brushwork that imitates Rembrandt.
3. To copy exactly; reproduce.
4. To appear like; resemble.
هو تقليد الغير بمحاولة أن تكون نسخة طبق الأصل له وذلك لكونه النموذج أو الأفضل أو الصحيح أو المتاح. ورغم أن علم نفس الطقل أثبتها كشرط ملازم في تكوين الطفل المعرفي إلا أنها تستمر بصورة أكبر عند الكبار ( الأطفال الكبار) بصور متعددة وغير معممة.
مثلاً أن يحاكي شخص عادي شخصية مرموقة وقد مرت على نفسي هذا الحالة لدرجة أن طلب مني الكثير من الزملاء محاكاة السيد الصادق المهدي في قوله( إن إخواننا في الاتحادي الديمقراطي قد زجوا بالدكطور أحمد السيد حمد، كالذي ألقاه في اليم مكتوفاً وقال إياك أياك أن تبتل بالماء) أو محاكاة الدكتور الترابي: ( تجولنا في كردفان ودارفور – بفرد اليدين وإصلاح الشال- فكنا نقذفهم بالحجة ويقذفوننا بالحجارة ، ألا ساء ما يفعلون – بفتح الفم وثني الرقبة وإظهار التأفف-) كما قلدت الفننان محمد الأمين في حفلة في نادي الأقباط – فنانها الأستاذ المرحوم/ مصطفى سيد أحمد- في الملحمة (منلوج شبيلي) لدرجة أن طالبني الجمهور بإعادة المقطع مرة أخرى- من ضمن مشاركات فرقة الرخازين المسرحية. أو أن يلبس شخص ما زي البلد الذي عاش فيه للإعجاب أو اتقاء شرهم أو أن يلبس موظف كرفتة أو طربوش لزوم تقمص المهنة و أصلها
إلا أن أعظمها مصيبة هو التقليد الأعمي الدائم وهذا ما طرحت له هذه النظرية ( إن اعتبرتموها نظرية رغم عدم التجربة) التي لم أجد لها في علم النفس تقعيداً
ملحوظة: يلتقي هذا الاختبار مع اختبار (الامتثال) في الرغبة لعدم مخالفة الأكثرية إلا أنه يختلف عنه في الهدف وهو بناء الشخصية من خلال محاكاة المثال.
ننبه الجمهور الكريم أن هذا الرسام استخدم نظريتنا مسبقاً لتعميم مفهوم عنصري!
| |
|
|
|
|
|
|
|