في كتابه السودان إقتصاد الإنقاذ والإفقار الشامل والذي تم نقاشه أمس 7/فبراير/2004 في ندوة بلندن
(وفي صفحات من 71 الي 75) كتب الاستاذ/ محمد أبراهيم عبده (كبج) عن الإفقار الشامل وعلاقته بأزمة دارفور حتي يتضح للجميع ماهي بعض الاسباب الاقتصادية التي أدت الي الحرب الحالية في دارفور، ويحمد له أمانته وشجاعته في زمنا ندرت فيه هذه القيم.
وكتب (كبج):
الذين يعيشون تحت خط الفقر عام 1968 كانوا 52% من سكان السودان وفي عام 1993 كانوا 91% من السكان فماهي النسبة الان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
الذي يهمنا هنا أن هناك تطورا غير متساو لجميع أنحاء السودان ولابد لنا من تقصي الحقائق. هنا سنأخذ دارفور الكبري (3 ولايات) كأمثلة للظلامات التي تبدو صغيرة ويتنامي حجمها ثم تؤدي الي الحرب والعنف. دعنا نبدأ بالتعليم: السكان في سن تعليم الاساس (6-13 سنة) في دارفور الكبري في العام 99/2000 يساوي مليون و 350 الف طفل، والذين تم استيعابهم من هذا العدد يساوي 400 ألف طفل، وهذا يعني أننا استوعبنا في تعليم الاساس أقل من 29% من الذين في سن التعليم لمرحلة الاساس. هذا يعني دون رتوش أن أكثر من 70% ممن هم في سن تعليم الاساس أما يساعدون أهلهم في الانتاج الزراعي والرعي ويذهب عدد مقدر منهم ليصبح في زمرة المشردين (الشماسة) والكل يعلم أن السودان مرتبط بالمعاهدات الدولية التي تمنع أستخدامم الاطفال. ويمكن مقارنة هذه النسبة بالولايات الجنوبية حيث ميدان الحرب الاهلية والمستوعبون هناك يساوون نسبة لاتقل عن 21% وهي لاتقل كثيرا عن دارفور. أما نسبة الاستيعاب في السودان فأعلاها في المديرية الشمالية وهي 95% تليها الخرطوم 86.5% ثم نهر النيل 81% ثم الجزيرة 76.8%. أما نسبة الاستيعاب بالتعليم الثانوى للعام 99/2000 وكما جاء في التقرير الاستراتيجي لعام 2000 فإن نسبة المستوعبين في هذه المرحلة مقارنة مع عدد السكان في سن التعليم الثانوي (14-16 سنة) فأنها في كل دارفور الكبري كانت 11.3% وفي كردفان الكبرى 12.1% وفي ولايات الشرق (كسلا + القضارف + البحر الاحمر) كانت 12.1% أيضا. أما في الولاية الشمالية فهي 36.5% وبنهر النيل 35.7% و 35.1% في الخرطوم و 24.4% في سنار. ومن المدهش أن تنخفض هذه النسبة الي 13.1% في الجزيرة. اما في الجنوب نتيجة للحرب تنخفض هذه النسبة الي 3.1% وفي غرب دارفور الي 5.1% ياللهول!!!. ماهي قراءة نتيجة الشهادة السودانية؟ في الشهادة السودانية لعام 2000 نجد أن ولاية الخرطوم بكل الذين هاجروا اليها يحتشد فيها حوالي 15% من سكان السودان، و إن دارفور بكل ولاياتها وبكل الذين هاجروا لخارجها تساوي 18% من سكان البلاد. ولكن هذه ال 15% من سكان السودان نجح منها في الشهادة السودانية 32% من جملة الناجحين علي مستوي القطر. في حين أن ال18% التي تقطن دارفور الكبري قد نجح فيها 5.9% من جملة الناجحين ليس هذ فقط وبالاحصاء الذي تصدره وزارة التربية والتعليم فإن 100 ألف الاوائل في الشهادة السودانية ليس بينهم سوي النذر القليل من طلاب دارفور وكردفان. ونضيف أن الناجحين في العلوم (الكيمياء،الاحياء،الفيزياء والرياضيات الحديثة) ليس من بينهم إلا النذر اليسير من أبناء وبنات دارفور الكبري، وهذا يعني أن العشرين سنة القادمة ستخلو قائمتها من العلماء من أهل دارفور إلا الذين هاجروا الي الانحاء الاخري طلبا للرزق. ومع هذا ليس هنالك من يغالط في مساهمة دارفور الكبري في الدخل القومي. فهي المستودع الرئيسي للثروة الحيوانية وهي تنتج السمسم والفول السوداني والدخن. وصادرات الثروة الحيوانية تساوي ثلث صادرات السودان من غير البترول، فكيف تحكمون!!! إن أهل دارفور الكبري هم أهل إنتاج وعطاء ولكنهم لا يجدون عطاءا منا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أحمد أمين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست