|
Re: تقرير "التنمية الانسانية 2003 (Re: أحمد أمين)
|
التعليم والثقافة
ورغم التوسع الكمي في التعليم في البلدان العربية منذ منتصف القرن الحادي والعشرين، فإن الوضع العام للتعليم "لا يزال متواضعا مقارنة بمنجزات دول اخرى حتى في بلدان العالم النامي، وبالتأكيد مقارنة بحاجات التنمية الانسانية. فلا يزال التوسع الكمي في التعليم منقوصا بسبب ارتفاع معدلات الامية، خاصة في بعض البلدان العربية الاقل تطورا وبين الاناث، مع استمرار حرمان بعض الاولاد حقهم في التعليم الاساسي، وتدني نسب الالتحاق بالمراحل الاعلى من التعليم النظامي مقارنة بالدول المتقدمة، وتناقص الانفاق على التعليم خاصة منذ عام .1985
واخطر مشكلات التعليم في البلدان العربية تتمثل في تردي نوعيته، مما يقوض احد الأهداف الاساسية للتنمية الانسانية، وهو تحسين نوعية الحياة للبشر واثراء القدرة للمجتمعات، ويطرح ذلك تحديات خطيرة في وجه المكونات الرئيسية للنظام التربوي التي تؤثر في نوعية التربية. وتضم هذه المكونات السياسات التعليمية والمدرسين وشروط عمل المربين والمناهج الدراسية ومنهجيات التعليم".
ويرى احد المساهمين في التقرير عبد العزيز المقالح انه "لا يزال في استطاعة اي متطرف متعصب ان يعمل على تهييج عشرات الآلاف من الاميين ضد اي مستنير، وان يستثير الامية الواضحة والكامنة لتغدو سداً في وجه كل مشروع لتحديث التعليم والثقافة".
وتعتبر وسائل الاعلام من اهم آليات نشر المعرفة. ولكن لا يزال الاعلام العربي، ووسائط النفاذ اليه وبنيته التحتية ومضمونه، "يعاني الكثير بشكل عام، مما يجعله دون مستوى تحدي بناء مجتمع المعرفة. اذ ينخفض عدد الصحف في البلدان العربية الى اقل من 53 لكل الف شخص مقارنة لـ 285 صحيفة لكل الف شخص في الدول المتقدمة، و"الصحافة في اغلب البلدان العربية محكومة ببيئة تتسم بالتقييد الشديد لحرية الصحافة والتعبير عن الرأي. وتكشف الممارسات الفعلية في العديد من البلدان العربية انتهاكات مستمرة لهذه الحرية سواء باغلاق الصحف او ضبطها ومصادرتها او تعطيلها".
غير ان العامين الماضيين شهدا حركة ملموسة في الحياة الاعلامية العربية. ورغم استمرار هيمنة الاعلام الرسمي ذي الرأي الواحد على الساحة الاعلامية، انعكاسا لهيمنة الرأي السياسي الواحد، دخلت وسائل الاعلام العربية مرحلة جديدة تتميز بعنصر المنافسة لصحف ووسائل اعلام تمتعت لحقب طويلة باحتكار القارئ والمشاهد العربي، و"اصبحت قنوات عربية خاصة قادرة على منافسة اعتى المؤسسات التلفزيونية العالمية في السبق على الخبر والصورة، وعلى بث روح جديدة في الشاشات العربية". ومن اهم مزايا هذه الحركة الاعلامية انها تعتمد اللغة العربية وتخاطب بالتالي الشريحة الاوسع من المواطنين العرب.
واذا كانت بعض الدول العربية قد قطعت شوطا لا بأس به بالنسبة الى وسائط الاتصال الاحدث، فإن السمة العامة تظل محصورة في المؤشرات الادنى على المستوى العالمي. اذ لا يصل عدد خطوط الهاتف في الدول العربية الى خمس نظيره في الدول المتقدمة. ووجود اقل من 18 كومبيوتر لكل الف شخص في المنطقة، مقارنة بالمتوسط العالمي وهو 78.3 كومبيوتر لكل الف شخص، واقتصار عدد مستخدمي الانترنت على 1.6 في المئة فقط من سكان الوطن العربي بالكاد يعتبر نقطة انطلاق لاستخدام المعلوماتية كأداة لنشر المعرفة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|