هل وقفنا قليلا وتأملنا موضوع إصدار صحيفة ناطقة باسم حزب ما!!! فى التجربة الديمقراطية الثالثة اصبحت هذه الممارسة الرئجة للكثير من الاحزاب السياسية ودون تفكير او تامل او نقد له. وفى تقديرى أنه كان لها دور سالب فى الاداء الصحفى بشكل خاص ودور معوق لتعميق وتجذير مفهوم الديمقراطية بشكل عام، للاسف تجربة الصحف الناطقة باسماء احزاب اعتقلت الكثير من الاقلام الذكية والجيدة لخدمة الخط السياسى فقط وليس الخط المهنى الصحفى وهى كما هو متعارف عليه عالميا تعمل على كشف "الحقيقة" ومسآئلة من هم فى مواقع اتخاذ القرار "حزبى أو الحكومى...الخ".
فالحزب له اشكال كثيره يمكن عبرها توصيل وجهة نظره للجماهير: كالبيان، النشرات الصحفية، الندوات، (اجهزة الاعلام الاخري (كالاذاعة والتلفزيون......بعد فك احتكارها من حزب المؤتمر الوطنى) والانترنت والمواقع الالكترونية.............الخ. لماذا يحتاج لصحيفة تخدم خطه السياسى ؟ وعلينا نطرح الاسئلة التالية:
الا يتناقض مفهوم الصحيفة الناطقة باسم حزب مع مفهوم حرية العمل الصحفى؟ حيث تتحول الجريدة الى الة بربوقاندا حزبية! اليس هذا شكل من أشكال الشمولية؟ ماهى مساحة الحرية التى يمتلكها الطاقم الصحفى الذى يعمل فى الصحيفة الناطقة باسم الحزب؟ هل من حق المحررين توجيه انتقادات اساسية لسياسة الحزب وبرامجه السياسية؟ هل من حقهم الاختلاف أو منع نشر خبر او تعليق خاص بالحزب؟ هل يمكنهم التستر على كشف جريمة فساد او خلافه قام بها عضو حزب او قيادى؟ ماهى شكل العلاقة التى تربط بين الطاقم الصحفى و قيادة الحزب؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة