الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
مذبحة الجبلين 28/ديسمبر/1989
|
حدث في مثل هذا اليوم ================================================== الجبلين مدينة هادئة تقع في جنوب النيل الابيض وتبعد حوالي 60 كيلو متر من مدينة ربك من الغرب يحيطها النيل الابيض ومن الشرق يحيطها جبلين لا يذيد أرتفاعهما عن 300 قدم من سطح الارض، تاريخيا المنطقة الواقعة جنوب ربك الي مدينة الرنك تسكنها قبائل الشلك والنوير تتباين الروايات عن التاريخ الحقيقي لبداية هذه القرية التي أذدهرت لتصبح شبه مدينة أو مدينة بنهاية القرن العشرين، الجبلين تم تأسيسها بمجموعة من ما تبقي من قوات الدولة المهدية بعد هزيمة كرري ومعظمهم من قبيلة التعايشة، الرواية تقول أنه بعد مقتل الخليفة عبدالله التعايشي في أواخر عام 1899 فضلت هذه المجموعة من قبائل اليقارة أن تستقر بمنطقة الجبلين، الجبلين تمدت وأتسعت خلال فترة الادارة البريطانية وهاجرت اليها مجموعات مختلفة من القبائل الاخري من الدينكا والهبانية والحسانية والصبحة والجعليين والفلاتة والبرون والنوبة والشلك والنوير حيث بلغ عدد سكانها في الثمانينات ال 10 الف نسمة، العلاقات القبلية فيها متسامحة بدرجة عالية، وإن كانت أحيانا لم تكن تخلو من بعض المناوشات التي تنشأ من وقت الي اخر بين الأطراف المختلفة من هذا الخليط الثقافي، لكن الشاهد إن كل هذه الاشكالات كانت تحل بالحكمة وبعقد مؤتمرات الصلح التي برعت فيها الادارة الاهلية في تلك المنطقة.
الجبلين منذ نشأتها عاشت حياة اجتماعية هادئة ومملة وروتينية ، حيث يعمل معظم سكانها بالزارعة علي شواطئ النيل الابيض أو بالزراعة الموسمية المطرية، لكن من أشهر الاحداث التي حدثت بها طوال هذه الفترة هو إسقاط الصادق المهدي في إنتخابات عام 1966 وترشيح محمد داوؤد بدلا عنه.
لكن فـي صبيحة يوم 28/ديسمبر/1989 قــدم مزارع من قبيلة الصبحة التي تسكن في قرية أم كويكــــة الواقعة شــــرق الجبلين علي بعد 4 أميال الي حلة الشلك الواقعة جنوب الجبلين لأخذ 11 عامل زراعي يعملون في حصاد زراعته الالية، رفض العمال الذهاب بحجة أنهم لا يزالون يحتفلون بأعياد الكريسماس ودارت مشادة كلامية حادة بين المزراع وسائق اللوري الذي معه والعمال وأثناء هذه المشادة، والتي بعدها كان رد فعل العمال الشلك بالهجوم عليه وقتله وهرب سائق اللوري متجها الي أم كويكة. شيخ الشلك رجل حكيم جمع كل المشتركين في الحادث وقادهم الي نقطة البوليس حيث ُفتح عليهم بلاغ بقتل المزارع الصبحي الذي اخذت جثته الي المستشفي.
ذهب معظم أعضاء قبيلة الشلك الي نقطة البوليس لطلب الحماية ولمعرفة ما الذي سيحدث لل 11 شخص الذين قاموا بقتل المزارع الصبحي، في هذه الاثناء وصل فوج عربات من حلة الصبحة (يحملون مختلف أنواع الاسلحة النارية جيم3 ، كلاشنكوف) الي حلة الشلك حيث قام بضرب إي كائن حي يتحرك في الحلة وقاموا بعد ذلك بحرقها، من ثم إتجهوا الي وسط المدينة وحاصروا مركز البوليس حيث يحتمي مايقارب ال 2000 من الشلك، حيث أنسحب جنود الشرطة من المركز وتركوا الشلك وحدهم يواجهون الموت وأنطلق الرصاص من كل إتجاه يحصد أرواح الشلك البريئة من نساء وا طفال ومسنين ورجال. في تقرير منظمة حقوق الانسان Africa Watch ذكرت أن الحكومة السودانية في البداية أعترفت بأن عدد الضحايا يبلغ 181 شخص، من ثم إرتفع إلي الي 214 شخص، لا توجد معلومات كافية عن العدد الكلي للذين ماتوا في تلك الاحداث لكن شهود العيان أحصوا مايقارب ال500 جثة من بينها 100 طفل، معظم التقارير المستقلة الاخري تؤكد إن أعداد الذين ماتوا في هذه الاحداث يتجاوز ال700 شخص معظمهم من الشلك، والنوير،والدينكا والبرون. في اليوم التالي حضرت قوات من كوستي والرنك وتم إعتقال 17 شخص. حتي الان لا تعرف أسباب واضحة لماذا قام الصبحة بهذه المجذرة، و قبيلة الصبحة قبيلة عربية الاصول وهم بكل المقاييس لم يكونوا جزء من مسببات المشاكل القبلية في المنطقة، أكثر من ذلك انهم كانوا يعدون من أكثر القبائل تسامحا في المنطقة، حيث أن احتكاكهم بالقبائل من جنوب السودان كانت محدودا جدا، لكن يروي إنه إبان حكومة الصادق الاخيرة تم تسليحهم والضابط المسئول مـن ذلك كان الزبير محمد صالح عضو مجلس قيادة الانقاذ يونيو 1989، كيف حدثت هذه العلاقة أمر لازال في إطــار التخمين لكن ربما نشأت نتيجة سياسة حزب الامة بتسليح قبائل التماس في تلك المنطقة. وبتدخل مباشر من نائب رئيس الجمهورية الزبير محمد صالح ومن موسي المك كور جبهه اسلامية من قبيلة الشلك (والذي صار محافظا بعض ذلك) تم عقد مؤتمر صلح وبعده تم أطلاق كل الجناة من قبيلة الصبحة واعطاء رث الشلك بعض الهدايا والمنح وتعويضات رمزية لضحايا أحداث الجبلين من الشلك.
|
|
|
|
|
|
|
|
|