Quote: «حقوق الخروف» الأسترالي تكلف المصريين غالياً «لو لم أكن مواطنا مصريا لوددت أن أكون خروفا أستراليا». بهذه العبارة تندر الكاتب المصري الساخر أحمد رجب في عموده اليومي «نصف كلمة» بجريدة «الأخبار» على أحد الأسباب الرئيسية لقلة الماشية والأغنام في السوق المصرية وبالتالي ارتفاع أسعارها مع قدوم عيد الأضحى. وبدأت القصة بمقطع فيديو من عشر دقائق التقطته سائحة أسترالية، في مصر في عيد الأضحى الماضي، واحتوى مشاهد لذبح الأضاحي اعتبر نشطاء أستراليون في مجال حقوق الحيوان أنها تشكل «مخالفات لمواثيق الرفق بالحيوان» . وتضمنت المشاهد نقل الخراف بكميات ضخمة في الصناديق الخلفية لسيارات قديمة، والذبح الجماعي وسط تصفيق الصغار والكبار، وذبح الأضاحي أمام المنازل وليس في المجازر، وسلخ الخراف بنفخها بعد الذبح لفصل الجلد عن اللحم. واعتبرتها جمعيات الرفق بالحيوان الأسترالية انها تندرج تحت القسوة في التعامل مع الحيوان، ونظمت سلسلة من المظاهرات احتجاجا على الطريقة التي يتعامل بها المصريون مع الخراف المستوردة من أستراليا. واستجابة لضغوط جمعيات الرفق بالحيوان، قررت السلطات الأسترالية التضحية بالمكاسب الاقتصادية مقابل الانتصار لحقوق الحيوان، حيث أعلنت رفضها تصدير الخراف إلى مصر .وتحول الموقف الأسترالي إلى مادة للتندر بين المصريين، خاصة من خلال عقد مقارنات بين تضحية كانبيرا بالمكسب الاقتصادي دفاعا عن حقوق الخراف، وبين التقارير المتواترة لمنظمات حقوق الإنسان التي تتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان بحق مواطنين عاديين على يد السلطات. وبعدما فقدت مصر أهم مصدر تعتمد عليه في توريد الخراف الحية، التي يبلغ استيرادها السنوي نحو 30 ألف رأس، لجأت إلى مصدري التوريد اللذين يأتيان في المرتبة الثانية، وهما السودان والصومال. لكن هذه المحاولة اصطدمت في السودان بمرض الحمى القلاعية الذي ظهرت عدة بؤر له مؤخرا؛ مما أثار مخاوف من استيراد ماشية مصابة.وفي الصومال حال الاضطراب والفوضى دون تمكن السلطات المصرية من إبرام صفقات لاستيراد الماشية. وبسبب قلة المعروض من الماشية والأغنام في السوق، انفردت الأضاحي المحلية بالسوق وارتفعت الأسعار بشكل كبير، حيث وصل سعر الكيلوغرام من الخراف الحية إلى 21 جنيها (8,3 دولارات) بزيادة 40٪ عن العام الماضي، وتجاوز سعر الكيلوغرام من لحم البقر 35 جنيها (3,6 دولارات). وهذه الأسعار تفوق إمكانيات العديد من المصريين الذين ذكرت دراسة حديثة للبنك الدولي أن 20٪ منهم يعيشون على أقل من دولارين في اليوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة