الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
سـياحه مع الشاعره السمراء
|
الشاعرة السمراء .. روضة الحاج ومحاورات في الفكر والأدب سمراء اللون .. سمرة غالب أهل السودان ..الدم يختلط بهجين من ربوع كردفان حيث أتي أجداد أمها ..ومن دار جعل حيث سلالة الأب في (التراجمه) بشمال شندي .. والمنبت والنشأة في (كسلا ) درة شرق السودان .. السمراء روضة الحاج تجذبك وهي تلقي الشعر في محفل عام.. تلقيه بنبرات صوت يتسم بوقع موسيقي مريح علي الأُذن .. تخاطب فيك عقلك قبل أحاسيسك .. وحيث ما تذهب يظل البعض يقاطع فعالياتها.. ذلك لأن مبدأ المقاطعة أصبح أمراً قطعياً يحاصر وجدانهم .. فلا يستطيعون منه فكاكاً .. وهم مقتنعون بذلك تماماً.. وهناك من يرغب في رؤيتها وهي تلقي الشعر.. والبعض الآخر يعرف سلفاً أنها الشاعرة روضة الحاج صنيعة إعلام النظام الحاكم في بلادها السودان .. لكنه يذهب ليري الشاعرة الظاهرة.. وبعضهم يريد بقناعة تامة الإستمتاع الحقيقي بالشعر الجميل من صاحبة الإلقاء الأجمل.. فلا يحسب حسابات السياسة الحادة القطعية ..ولايُحمِّل الشاعرة الشابة أخطاء تيارها السياسي العجوز .. لذلك فهو يتحرك لمشاهدة ندواتها دون حصار أيديولوجي ونفسي مضروب عليه.. كما نجد هناك أيضاً من يعتز بها كمبدعة موهوبة خرجت من عباءة فكره السياسي.. فيحدث التوافق والإعتدال المزاجي لديه.. وهكذا هي الحياة.. تمور أحداثها بتلك الأصناف والأيدولوجيات والأمزجة من البشر. لكن في نهاية الأمر .. تبقي روضة الحاج – كواقع إجتماعي - شاعرة سودانية عربية لديها خطابها الشعري بلغتها المميزة .. وبإلقائها الفريد .. فالإلقاء الشعري فن قائم بذاته.. وهي التي أصبحت تتم دعوتها في المحافل العربية في عدة دول ، بعد أن أثبتت حضوراً بائناًً في المهرجانات الثقافية العربية مؤخراً – حضوراً لا يمكن تجاوزه – مهما كانت المبررات الأيدولوجيه ومستوي قسوتها أو إعتدال نبرتها علي النطاق السوداني.. فهي تبقي إنتقادات محلية سودانية بحتة لا شأن لفعاليات الثقافة في المنطقة العربية بهذا التقوقع الداخلي المحدود .. بل وقد دخلت تلك الشاعرة السمراء إلي المجال الدولي مؤخراً و ذلك من خلال دعوتها لإلقاء إبداعها الشعري في معهد العالم العربي التابع لليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس في مارس 2002م .. ولقد إمتدت محاوراتنا مع تلك السمراء خلال مشاركتها لفعاليات مهرجان الدوحة الثقافي ..في نقاشات لا تخلو من الصراحة حول الخلفيات السياسية التي يري البعض أنها وراء لمعان الشاعرة بتوظيف الآلة الإعلامية الرسمية للدولة لصالحها .. بمثلما لاتخلو أيضا محاوراتنا معها من سياحة جمالية في عالم الكلمة المموسقة الساحرة .. ولنا عودة مطولة معها ..تلك الشاعرة السمراء ( روضة الحاج ) والتي قالت في مقطع جميل من إحدي قصائدها: خطأئي أنا ... أني لك إستنفرت َ ما في القلب.. مافي الروح.. منذ طفولتي.. وجعلتها وقفاً عليك خطأئي أنا .. أني علي... لا شيءَ .. قد وقـّعت ُ لك فكتبت أنت طفولتي وأحبتي .. ومعارفي .. وقصائدي وجميع أيامي .. لديك واليومَ .. دعنا نتفق.. أنا قد تعبتُ .. ولم يعد في العمر ِ مايكفي الجراحَ إنفقت ُ كل الصبر عندكَ والتجلد ِ.. والتجملِ .. والسماح ***** ولنا عودة .. قريباً جداً .. في ميادين الفن والأدب مع مفاصل تلك المحاورات بما تكتنزه من قسوة ووضوح .. ومن خطوط إبداع أيضاً تسد عين الشمس.. فنحن لا نخلط الأوراق .. وإلي اللقاء
|
|
|
|
|
|
|
|
|