|
رغم كل شيء ... ما أحلي الرجوع إليه
|
تزداد ضربات نبضات قلبي الذي كم أضناه الترحال من مهجر إلي آخر .. من دولة غنية إلي أخري متواضعة .. من متواضعة الحال إلي ثراء من نوع جديد .. تنقلنا في زمن التواصل بالكتابه للأهل والأحباب عن طريق البريد .. وشهدنا عصر التلكس ثم الفاكس .. إلي أن سيطرت تكنولوجيا الإتصال علي الموقف .. فكان الهاتف ... جوالاً أم منزلياً .. وكانت أجمال لحظات التواصل مع الأهل والأحباب في كل الدنيا عن طريق السمنجر والهيدفون وكاميرا النت والنت تو فون والآن ... إزدادت الخطي في سرعتها نحو الوطن .. نعم الوطن الحدادي مدادي .. نعم إني عائد .. عائد عائد يا أبوالباشا فقد ظللت لمايقارب الثلاثين عاماً .. أي منذ التخرج وأنا أكابس في بلاد الله .. إلي أن كبر العيال وبعضهم تخرج والآخرين بالجامعة والثانوية .. فإنتقلوا إلي داخل الوطن الحبيب منذ عامين ونيف .. تصحبهم وتحرسهم رفقية دربي الطويل الممتد السيدة - أم عمرو - فارسي الوحيد مع أربعة زهرات .. وهو يدرس الهندسة الآن بجامعة السودان ، لعله ينوي إقالة عثرة الكهرباء في بلادنا .. إنه يحلم .. فلنتركه يحلم .. ربما زمانه يكون أجمل من كل أزمنتنا ذات الإنتكاسات المتلاحقة .. إنه جيل لايتحدث كثيرا مثلنا .. لا يكتب .. وربما قليل القراءة أيضا .. فزمانهم تكسوه السرعة في كل شيء حتي في تناولهم لساندوتشات البيرقر التي ملأت شوارع مدن السودان منذ عدة سنوات مضت وأصبح الفول والبوش حال الكسالي الذين لديهم متسع من الوقت لتصليح صحن الفول وإضافة لوازمه المعروفة وإنني إذ غادر إلي وطني .. أحبتي .. فقط أرجو دعواتكم لنا أن تتواصل في أن نوفق فيمانصبو إليه في تأسيس شيء ما ثقافي ليعكس أجمل الأشياء في تاريخ الكتابه الإبداعية السودانية التي تنقصها الميديا في بلادنا وأنا من جانبي ساكون وفيا في التواصل معكم من داخل الخرطوم لعلنا نساعد في تبيان صورة صحيحة تعطي أملا دفاقاً للتفكير في عودة معظم الناس إن لم يكنوا كلهم دعنا من إسقاطات السياسة .. فإن الركون إلي عودة كل المفقودات جرعة واحدة لا يمكن أن يأتي .. ولكن بالصبر والعمل الدؤوب سيتحقق كل شيء وبإنسياب تام نكاد نراه أمامنا ولو أنه يأتي حبوا وليس علي عجل .. وعلي كل فإن اليوم خير من الأمس لكم كل المني ووداعاً يا دوحة الخير والمحبة فأنا راجع إلي الوطن بعد أيام أقل من أصابع اليدين إنشاء الله ... وأخيرا نقول .. ورغم كل شيء .. ما أحلي الرجوع إلي الوطن بكل سحره المخفي عنا وإلي القاء صلاح الباشا [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
|