|
هل تفوه بها الرئيس حقـا
|
حديث المجالس بين النوبيين اليوم في تجمعاتهم، ومنتدياتهم، وعبر اتصالاتهم ومكالماتهم التلفونية حول رواية مفادها إساءة بدرت من السيد رئيس الجمهورية المشير عمر احمد حسن البشير للنوبيين أثناء اجتماعه بأعضاء المؤتمر الوطني من الولاية الشمالية وبحضور كل من الأساتذة فتحي خليل و د. سلاف الدين و د. عبدا لله شكوكو .حيث يقال انه خاطب المعنيين بقوله:- ( النوبة شالو حس الحكومة في الإعلام والانترنت ). وعلى اثر تعليق سيدة من الحضور أن المشاريع الزراعية في الشمالية قد انهارت نتيجة للغلاء والتهميش وان تطوير المشاريع بواسطة سد مروى سيشجع الملايين في المهجر والخرطوم على العودة لمناطقهم انفعل السيد رئيس الجمهورية وقال: إن الملايين الموجودة في مصر والدول العربية بوابين وطباخين وفى الخرطوم مجدوعين فى الكلاكلات .. هذه الرواية المتناقلة بين أواسط النوبيين. شيء خطير ولا يحمد عقباه والكرة في ملعب السادة المعنيين!! وقد تزامن هذا الطرح مع إرهاصات تلك الأفدنة التي فاقت المليون في ( أرقين ) غرب وادي حلفا التي هجر أهلهلها أبان قيام السد العالي . وتضارُبِ تصريحات المسئولين حولها، من بيعٍ أو استثمار أو استصلاح . ثم القرار الذي صدر من رئيس الجمهورية بنزع الأراضي لصالح سد مروي . وطريق شريان الشمال وما آلت إليه ليس ببعيد عن أذهان أبناء الشمال المغتربين الذي ساهموا (طوعا أو كرها..!) إلى جانب ما تناقلتها وكالات الأنباء حول قرارات أممية ، وتصنيف دولي معترف بتهميش النوبيين في الشمال .. هل لنا أن نتساءل عن المغزى!! وهل هنالك دخان كما يقال بدون نار !! على الجهات المعنية أن تبادر بالرد الشافي وتوضيح الأمور وهنالك سابقة خطيرة مازالت عالقة في أذهان النوبيين عندما تحدث السيد رئيس المجلس احمد إبراهيم الطاهر باستخفاف عبر جهاز إعلامي خطير ( الفضائية السودانية ) أبان المذكرة التي رفعتها مجموعة ( حسم النوبية ) وقد أثار ذاك التصرف الذي بدر من رئيس المجلس ضجر أبناء المناطق النوبية. ولم يبادر هو بالاعتذار العلني !! رغم أن الإساءة كانت (متلفزة ) واليوم يسري بينهم ما نقل عن السيد رئيس الجمهورية . والمجتمعات النوبية تئن من الظلم الواقع عليهم من كل النظم والحكومات التي تعاقبت. ولم تمارس الجموع النوبية في رفضها للظلم الواقع عليهم إلا ما هو مشروع وتكفله النظم والحقوق الدستورية وانتظمت في تجمعات مشروعة ومارست ما يكفل لها العرف والقوانين السائدة والمتعارف عليها ورفعت المذكرات في الوقت الذي رفع فيه سواهم السلاح .. ولكن كما اشرنا فيما سبق ، فأن في أذن السلطات صمم فهي لا تسمع إلا صوت المدافع والطلقات النارية .. وكان الأجدر بهم أن يقدروا مسلكهم الحضاري المتميز ويبحثوا الحلول معهم . فان في إغفال السلطات لمطالبهم والاستهانة بأمرهم بسبب معتقدهم الخاطئ سيكون سببا في دفعهم إلى ما لا يحمد عقباه . ولسنا في حاجة لتعريف الغافلين عن النوبيين وعن ارثهم التاريخي والحضاري .
وربما اعتادت النُظم المتعاقبة في تعاملهم مع النوبيين بالإجحاف المطلق . لذا اعتمد النوبيين منذ القدم على أنفسهم ومواردهم الذاتية وتولوا مهاما عجزت الدولة عن تنفيذها. فأقاموا المدارس والمستشفيات. في مناطقهم . وهم أول من ابتدعوا العون الذاتي . الذي صار وبالا عليهم . وجمعياتهم وروابطهم في الداخل والخارج تؤكد وبأرقام حقيقة مساهماتهم التي تفوق إنفاق الدولة في مناطقهم وفي شتى المجالات . بل أحيانا تفوق ميزانية الدولة بأكملها. ولا يستطيع أي عاقل أن ينكر فضل أبنائهم في دفع عجلة التعليم في شتى مناطق السودان ليس في مجال التعليم فحسب . بل كانوا في مقدمة من صنعوا الاستقلال ورفعوا علم السودان في المحافل الدولية وبذلوا الغالي والنفيس من اجل الوطن ولم يأثروا لأنفسهم أو لمناطقهم رغم توليهم مناصب رفيعة في كل الحكومات التي تعاقبت على السلطة !! فالنوبيون على وشك أن يفقدوا ثقتهم في ولاة الأمر الذين لا يعملون قي رفع الغُبن وحالة التردي التي تعيشها المناطق النوبية والمستبعدة تماما من أولويات الدولة في التعمير والإنماء. وفي الوقت نفسه يصلهم ما يفيد استخفاف من هم على قمة الأجهزة التشريعية والتنفيذية في الدولة بهم !! وبكيانهم النوبي . والجهات المعنية لم تعر اهتماما لما يدور ويتناقل وفي وقت عصيب وتزامن خطير ! فان في تأخر الجهات المعنية في اتخاذ ما يناسب لهو الخطر والطوفان .
|
|
|
|
|
|
|
|
|