الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: لا لتهجير النوبة: أنا أحد المهجرين وعشت مرارة المأساة (Re: Biraima M Adam)
|
لحمكة يعلمها الله، فقد كان أهلنا لهم قرية فى تخوم خور أبوحبل شمال مدينة الدلنج، وهى منطقة أمنة تماماً فى ذلك الوقت، تلك القرية تسمى "البقلتى". تعتبر قرية البلقتى حاضرة البقارة بعد الدلنج أبان عهد الأستعمار وهى فى حقيقتها أشبه بالمركز الحربى للبقارة، فكانوا منها يدبرون كل الخطط لضرب قوافل الحملات العسكرية والتجريدية التى تغزوا الجبال فى ذلك الوقت. فقد أمتعط المستعمر من تجمع البقارة فى تلك البقعة. فى ذلك الوقت صادف أن هناك خلافات قبلية داخل قبائل الحوازمة وكان الطرف المعتدى فيها هم أهلى. فقرر المستعمر تهجيرنا إلى منطقة كركراية التى ولدت بها.
الهجرة الأولى كانت غصباً كالأخيرة فى عهد الحركة الشعبية. فالمستعمر كان يستعمل العنف مثله مثل الحركة الشعبية. فأوسعوا أهلنا الرافضين ضرباً وسجناً وتعذيباً وأخذوا بقية القبيلة قسراً ورموا بنا فى أدغال الجبال .. مناطق وعرة تفوق أعشابها قامة الأنسان ويتكاثر فيها الباعوض بصورة وحشية، بالأضافة إلى الذباب مثل التسى تسى وذابة النوم وغيرها من الحشرات الضارة، منطقة موبوعة بالأمراض. حفر أجدادنا على الصخر ليجعلوا من تلك المنطقة، التى تخلوا من أى أثر للسكان، منطقة أهلة وفى النهاية أصبحت حاضرة شرق كادقلى، لا ينقطع رقيص النقارة بها وصوت النحاس وسباق الخيل وألعاب الفروسية الأخرى.
ولد هناك حوالى جيلين أو ثلاثة أجيال، وأنقطعت علاقة أهلنا بقريتهم البقلتى، وكبرنا لا نعرف غير قرانا التى هجرنا منها التمرد.
نواصل ..
بريمة
|
|
|
|
|
|
|
|
|