يا أخونا: هل الدكتور حسن الترابى بديري أم صليحابى!

Quote: مضوي الترابي في حوار مفتوح مع الناس أنا ما جنجويد والحزب الاتحادي كان طيارة مخطوفة بعد الانقلاب قلت للترابي اطلع اتولى مسئولياتك اجرته: سلمي عبد القادر مضوي الترابي سياسي وباحث استراتيجي معروف مشغول طوالي.. حاولنا تحديد موعد معه ونجحنا بعد اسبوع من الملاحقة وفي اللقاء طرحنا تساؤلاتنا لنروي سويا قصة باحث استراتيجي. * قبل ما نبدأ نعرف مضوي الترابي ده منو؟ - انا قروي كبيراسمه مضوي محمد حمد الترابي. * قروي؟؟ قال (بسرعة) انا جواي قروي ما قدرت كل المدن العملاقة الزرتها تمسحو وبصراحة القروي اعلي مرتبة من الانا فيهو حاليا وانا بديري دهمشي. * البديري الدهمشي ده ذاتو منو؟ - ماعارف ليهم تاريخ مقروء او متواتر قبل سنة 1611م وده التاريخ الادعي فيهو الشيخ حمد النحلان البنرمز ليهو في العائلة بي حمد الكبير المهدية. * ادعي المهدي؟ - نعم.. ودي كانت حسب ما قال ابوسليم والشيخ ود ضيف الله اول دعوة للمهدية في العالم العربي والافريقي. * ادعي المهدية وين ومتين..؟ - في مكة وحارب الاشراف وانتصروا عليه ورجع بلده واقام مع اسرته الصغيرة في المنطقة المعروفة ببحري الجزيرة وكان اسمها في التاريخ السناري (الغابة العيدوية) حسب ود ضيف الله. * وخلي قصة المهدية؟ - لا بالعكس واصل كفاحه السياسي والعسكري ضد المتسلطين من سلاطين السلطنة الزرقاء. وعمل ليهم كمين وهزم قائدهم التمامي ويقال والعهدة علي الراوي انو منطقة الكاملين اسمها جاء من كمين حمد الكبير لجيش التمامي. * تقصد بقت الكامنين؟ - نعم والعهدة على الراوي. * وبعد ما انتصر؟ - اتخذ نهجا صوفيا والتقي بالشيخ عبد القادر الجيلاني العراقي البغدادي في الحج واخذ منه الطريقة القادرية. وكان مع الشيخ ادريس ود الارباب المحسي اول من ادخل الطريقة القادرية للسودان كطريق مشارقية بعد ما كانت كل الطرق مغاربية الاصل والمنشأ. * وسلاطين السلطنة الزرقاء؟ - بعد ما انتصر علي قائدهم التمامي عملوا اتفاق معاهو وادوهوا حسب الروايات اقطاعية صغيرة هي الغابة العيدوية القديمة. ولانها ما بتدفع ضرائب ولا جزيه كان الرعاة والاعراب الساكنين في المنطقة يلجأون اليها اذا حاق بهم ضيم لانهم لما يدخلوا المحمية يصبحوا خارج النظام الاداري للدولة السنارية ومن هنا جاء المثل البقول (انا واقع على ود الترابي) * درست وين؟ - اتعلمت في العهد الذهبي للدولة.. نحن اولاد الحكومة قرينا تعليما نظاميا داخليا من المرحلة الوسطى في ابو عشر. * كنت متفوقا؟ - بسرعة، بشهادة الناس الدرسوا معاي في اواخر العهد الذهبي. * نسأل منو يعني؟ - البروف حسن مكي والبروف الامين دفع الله ودكتور احمد الترابي وكثيرين من قادة الفكر والسياسة وجنرالات الامس من قادة المؤسسة العسكرية. * والسياسة لاقيتها وين؟ - انا اتربيت في بيئة وسطية فيها رجال ادارة اهلية لامعين. وفي عهد الادارة الاهلية الذهبي وكانوا من ركائز حركة ثورة اكتوبر للحزب الوطني الاتحادي. ولم يعرف لي انتماء غير الانتماء لتيار الحركة الوطنية الوسيطي بعيدا عن تطرف اليسار وغلواء اليمين وشوفينية الفكر القومي.. رغم انه في دواخلي انا عروبي حتي النخاع بدون الغاء الآخر. * السياسة اثرت على تحصيلك الاكاديمي؟ - ابدا.. انا اتحصلت علي الدرجة الثانية في امتحان الشهادة السودانية. وكان ممكن ادخل جامعة الخرطوم. * وما دخلت جامعة الخرطوم ليه؟ - اتقرر اني اسافر للدراسة بالخارج ضمن ثمانية افراد والكلام ده كان سنة 1968م. * القرر منو؟ - الشريف حسين الهندي. * ليه..؟ - ليه شنو...؟ * قررتسافر تدرسوا بره ليه؟ - ماعارف والله.. * ما حاولت تعرف..؟ - يمكن بسبب شرارة التحديث. * سافرتو وين؟ - علاقات السودان كانت مقطوعة مع العالم العربي نتيجة لهزيمة يونيو 1967م عشان كده رسلونا دول شرق اوروبا. وكان نصيبي ادخل اكاديمية العلوم الاقتصادية في جامعة الملك ياقيلون في مدينة كراكوف في بولندا. وهي جامعة عريقة من العهد الملكي البولندي والشيوعيين كانوا بيطلقوا عليها مجازا جامعة الشيطان. * ليه؟ - لانها خرجت بيتر كيري مخترع الراديولوجي زوج مدام كوري. وكوبر نيكس استاذ علم الفلك وقولدا مائير وابا ايبان وزراء خارجية اسرائيل السابقين. * منو الكان بيصرف عليكم؟ - بعد ما غادرت السودان بي سنة حصل انقلاب مايو وطلع الشريف حسين بره البلد وبقي بصرف علينا لغاية ما اتخرجنا. * وبعد التخرج؟ - الشريف حسين كان عايزني اتعلم من الحياة فارسلني سنة 1973 متعاقدا مع عملاق الصناعة اليابانية سوميتومو كوبريشن الى العراق. * اشتغلت شنو؟ - مدير تسويق في بغداد وبيروت.. وسافرت اميركا. وحصلت علي درجة الماجستير في الادارة ومسكت منصب نائب رئيس مكتب الحزب في بغداد وانتقلت للندن. * ليه..؟ - الشريف حسين قرر سنة 1980م نمشي انا ودكتور جلال الدقير نعمل شركة واجهة في فرنسا. * واجهة لي شنو؟ - لعمل مهمته تمتين علاقات الحزب مع الاحزاب الاوروبية في وقت كان فيهو الغرب منحازا تماما لحكومة جعفر نميري. وكنا كجبهة وطنية مصنفين من القوى الراديكالية. * ليه؟ - لوجود تحالف مع اثيوبيا بقيادة منقستو وليبيا بقيادة معمر القذافي. وعندنا علاقات مع البعث في سوريا والعراق. * ودرست علوم عسكرية؟ - نعم.. * ليه؟ - برغبة من الشريف حسين الله يرحمه، كانت عندو فكرة انو عايز سياسيين عندهم انضباط عسكري وعسكريين عندهم افق سياسي في ظل تشابك بين السياسة والمؤسسة العسكرية في العالم العربي في الوقت داك. * وفاة الشريف حسين اثرت فيك؟ - «توقف للحظات.. وقال»: الشريف شجرة ظليلة اتكأت عليها سنوات طويلة كمعلم وقائد.. ووفاته كانت نقطة فاصلة في حياتي.. اصابتني بحزن لم يفارقني طيلة ربع القرن الماضي والي اليوم. * استندت بعده علي من في الحزب؟ - ما كانت عندي ثقة في من ارادوا قيادة المسيرة. * لانك كنت بعيداً عنهم؟ - ابدا.. ما عندهم السمت ولا الكاريزما ولا الاخلاق والنظرة الثاقبة والروح الابوية والتجرد الوطني الكان عند القائد الاسطورة. * وعملت شنو؟ - شعرت اني يتيم وانو حلمي بدأ يتلاشى لغاية ما قابلني صديقي القائد الفسطيني المعروف ابو موسى في باريس بعد ثلاثة ايام من وفاة الشريف. واتذكر انو الراجل قعد قدامي بدون ما يتكلم وطلع صندوق سجائر من جيبه وقال لي أبيات شعر مشهورة لنزار قباني.. * بتذكرها؟ - قال لي: بموتك ماتت كل الأساطير وانتحرت شهرزاد قتلناك يا آخر الانبياء قتلناك يا آخر قنديل زيت يضئ لنا في ليالي الشتاء وبعد ما انتهي من الابيات دي مشي واختفي في زحام شارع الاوبرا. * فهمت شنو؟ - هزّ كتفه وقال.. لكن اتصل بي المساء وطلب مقابلتي في فندق جورج الخامس. وقال لي انو عندو اصدقاء سعوديين بيفتشوا عن شاب يدير ليهم شركة جديدة. * شغالة شنو؟ - عطور وفاشون ولها فرع يدير وكالة عملاقة للسيارات هي مارسيدس وجنرال موتورز. * قبلت العرض؟ - نعم وبقيت شغال موزع بين باريس وديترويت وجدة وشتوتغارد. * علاقتك بالاتحاديين كانت مقطوعة؟ - لا.. صلتي باخواني المجاهدين القدامي ضد نظام نميري التسلطي كانت قائمة. وعملنا جبهة المقاومة الشعبية. وكانت عندنا معسكرات في الخارج وتحالفات مع من تبقي من الحلفاء والاصدقاء. * ما فكرت تجي السودان؟ - اول حضور لي كان بترتيبات خاصة مع اللواء عمر محمد الطيب في وفاة والدي يوم 14 نوفمبر 1984م. * كنت محظور؟ - نعم.. والتزموا معاي في الدخول والخروج. * والتزاماتك..؟ - انا برضو التزمت باداء العزاء والخروج. * وتاني رجعت متين؟ - سنة 1985م. * مع الانتفاضة.. - نعم.. واجتمعنا كقيادات بجبهة المقاومة الشعبية قبل الحضور وقررنا انو نحنا هدفنا كان عودة الديمقراطية وعادت بانتفاضة شعبية.. * قبيل قلت كانت عندكم معسكرات؟ - نعم.. وسلمنا سلاحنا للمؤسسة العسكرية * المعسكرات كانت وين؟ - في اثيوبيا وليبيا... * ورجعت الاحزاب..؟ - طبيعي وقررنا نمارس العمل السياسي عبر وعائنا السياسي. * الاتحادي الديمقراطي؟ - طبعا.. * لاقيت الشريف زين العابدين الايام ديك؟ - علاقتي بيهو ما انقطعت اصلا.. وكنت بلاقيهو من خلال المقاومة عشرات المرات في السعودية واثينا ولندن، ولاقيتو في السودان في بيت الاخ عمرحضرة بشمبات. * وقال ليك شنو في اللقاء ده؟ - وجدته حزين... * ليه.. - قال لي ان الفرحة الشايفه في وجوه الناس دي حا تتحول قريب جدا الي ركام واحزان وحسرة لانو الثورة الكنا بنحلم انها تنظف البيت السياسي السوداني تم اختطافها.. * والاختطفها منو؟ - الحجازة * وديل منو؟ - ديل الناس الوقفوا بين الشعب والثورة وسمحوا بخروج أفاعي الماضي من جحورها بي ثوب جديد، وما كان مخطئ في رأيه رغم اني وبحكم العمر والتجربة كنت متحمسا وبدافع عن التجربة (تجربة الانتفاضة).. * وبعدين؟ - الشريف زين العابدين قال لي كلام لازلت اتذكره. قال لي نحن يا ولدي بنعيش في ظلام دامس وان الفجر الموعود اتجمد عند الشروق.. تلزَّج بماضٍ لم يمت تماما وتعلق بمستقبل لم يأت بعد.. كان متشائما جدا؟ * رغم ان الفترة كانت ديمقراطية؟ - دي قصة... * نسمع؟ - القوى الحقيقية للثورة جاءت اما من السجن او المنفي . * وده معناهو شنو؟ - يا محطمة او مفلسة.. ورجال مايو نفسهم قلعوا ثوب الاتحاد الاشتراكي ولبسوا ثوب حزب الامة والاتحادي الديمقراطي وبي قروشهم العملوها ايام مايو اصبحوا رجال الحزب والاحزاب الاخري ورجال الدولة الجديدة. * وانت عملت شنو؟ - اهلي اصروا وهم في اغلبهم اتحاديين بالنشأة والاشواق، اصروا انزل الانتخابات واكون مرشح الدائرة «83» للجمعية التأسيسة. * وافقت؟ - طلبت اذن من اصدقائي في جدة لخوض التجربة ولسذاجة ما كنت عارف انو الحزب الاتحادي الديمقراطي بقي طائرة مخطوفة. * طائرة مخطوفة؟ - نعم. * كيف؟ - الربابنة القاعدين في كابينة القيادة ما عندهم علاقة بمقاومة النظام المايوي وماعارفين قيمة الاختزان الطويل لحلم لم ير النور بعد.. * الربابنة ديل منو؟ - الجماعة ديل جو من مايو.. احمد الميرغني والسيد محمد عثمان الميرغني اعضاء في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، تبقي دي طائرة مخطوفة ولا لا... * رشحوا زول تاني في دائرتك؟ - نعم. * ليه؟ - الحاجة دي حصلت برضو في «40» دائرة اخرى، كانوا عايزين يتخلصوا من الدوائر ومن كوادر الشريف حسين. * الآراء في الحزب كانت متبانية؟ - مافي كلام.. * نرجع للدائرة «83» ؟ - فقدتها بي ستمائة صوت. * لصالح منافسك من الحزب الاتحادي... - لا فاز بيها مرشح الجبهة الاسلامية الاستاذ الجليل الراحل محمد حامد التكينة. * منافسك في الحزب الاتحادي كان منو؟ - ما في داعي لذكر اسمه.. * عملت شنو بعد ما عرفت النتيجة؟ - لاقيت الشريف زين العابدين مرة ثانية ورأيت الحزن علي وجهه بعد النتيجة الكارثية الحصل عليها الحزب الاتحادي الديمقراطي مش في دائرتي بس، لكن في دوائر السودان كله.. وبدت لينا المؤامرة واضحة. * وعملتو شنو؟ - قررنا مع آخرين من رجال الحركة الوطنية اننا خسرنا جولة وعلينا الاستعداد لجولة 1990م. * استقريت في السودان؟ - لا.. رجعت السعودية وواصلت شغلي واتواصلت مع ما تبقى لنا من رجال وسجلت للدكتوراة.. في العلوم السياسية في الولايات المتحدة الامريكية وحصلت عليها من جامعة هارفورت. * وما جيت السودان؟ - كنت بجي بكثافة قبل ما تقضي علي النظام المتهالك ثورة 30 يونيو. * كان شعورك شنو؟ - بقدر ما لم اكن حزينا.. وبقدرما في دواخلي من تعاطف كان ولازال مع المؤسسة العسكرية السودانية، بقدر ما اصابتني نوبة من الحزن بان ما كنا نعد له من ثورة اسماها الشريف زين العابدين بالثورة الانسيابية قد قُطع الطريق امامها مرة ثانية. * الثورة الانسيابية دي شنو؟ - ثورة تستخدم فيها الوسائل السلمية فقط لاصلاح الحزب والدولة. * كنتو شغالين عليها؟ - كنا عملناها وخلصنا، ولو ما الانقلاب ده قام كانت معايير الحزب انقلبت. * كيف؟ - كنا شغالين ترتيبات تنظيم للحزب.. عندنا قاعدة ضخمة جدا، صحيح الفترة الانتقالية كانت ضيقة جدا ما بتخليك تنفض غبار الـ 16 سنة كله عن الحزب، لكن عموما الاربع سنوات كانت فترة كويسة.. اللجان القامت تحت تحت ولجان الدوائر والمحافظات والاقاليم كانت قيادات حقيقية.. وكنا منتظرين المؤتمرالعام لكن الانقلاب قطع الطريق. * كنت زعلان من الانقلاب؟ - نعم.. خاصة ان النظام الجديد جاء بدثار عقائدي حزبي. وكنت اري واعتقد انه لا بد ان ينتهي الي نظام احادي سلطوي ستؤدي به التوازنات السودانية الى التمحور حول نفسه. * وده حصل؟ - نعم.. هذا ما حدث. * واتصرفت مع الثورة كيف؟ - الشريف لم يكن موجودا للتشاور معاهو ولقيت روحي في المعتقل ضمن من دخلوا. * كان معاك منو في المعتقل؟ - كان معاي حسن الترابي والاخ الصديق العزيز محمد ابراهيم نقد. وكنت في سرير بين الاثنين، وما كنت لغاية الوقت داك بعرف نقد عن قرب. * واتعرفت عليهو؟ - وجدته رجل وطني لا يشبه ما يحوم حوله من شائعات تصفه بجمود الفكر وتحجر المنهج. ولقيت انو في صداقة قديمة منذ حنتوب الثانوية في الخمسينات بين حسن الترابي ونقد. * شعرت انو الترابي عندو علاقة بالانقلاب..؟ - «صمت لفترة وقال»:.. رغم ان المجالس اسرار لكن انا امضيت ما لا يقل عن «600» ساعة في الحوار المتواصل مع الدكتور الترابي بصورة انفرادية وشعرت ان لديه علاقة بالسلطة الجديدة. * قال ليك عندو علاقة بالانقلاب؟ - لا شعرت ضمنا.. وهو لم ينكر ولم يدع كعادته. * قلت ليهو شنو؟ - قلت ليهو يطلع لتولي مسؤولياته لو كانت عنده علاقة بالبيحصل في الخارج. * وغادرت المعتقل بعد داك؟ - نعم .. وقرر التنظيم الداخلي ان اغادر للحاق بالشريف زين العابدين الهندي، خاصة اننا رأينا من الميثاق الذي وقع باسم ميثاق التجمع، ان الاخوة في اليسار يريدون تكرار تجربة جبهة الهيئات عام 1964م. * وغادرت السودان..؟ - مشيت القاهرة لاول مرة رغم اني طفت القارات الخمس. * ليه كانت اول مرة؟ - كنا ممنوعين نهائيا. * برضو ليه؟ - «ضحك».. القاهرة كانت متحالفة مع جعفر نميري * ووصلت القاهرة؟ - نعم.. وهناك قابلت الشريف. وقررنا ان التيار الاتحادي الوطني لازم يشق طريقه لوحده بعيدا عن القيادات الطائفية وبعيدا عن خطط قوى اليسار لاحتواء التجمع والطائفية والحركة الشعبية. * وبدأت التنفيذ؟ - المعركة بيننا وبين التجمع بقت اشرس من معركتنا مع نظام الخرطوم. وقررنا نعمل مؤتمر الحركة الاول. * سنة كم؟ - 28 سبتمبر 1991م وعرف باسم مؤتمر الاسكندرية الاول وكان لي شرف صياغة الميثاق. * الميثاق تحدث عن شنو؟ - اردنا ان نجدد الفكر الاتحادي ونقوِّم بالنقد تجربتنا السابقة خلال الديمقراطية الثالثة. وننظم علاقات الحزب مع الحلفاء والاصدقاء في العالم. * فكرتو في شنو الوقت داك؟ - التفكير استمر والسؤال كان كيف نجد مخرجا بين سياسة النظام الاقصائية وبين سياسة التجمع الاستئصالية. * ناس التجمع كانوا بيقولوا لابد من استئصال الجبهة الاسلامية، والسلطة قامت باقصاء اي شخص ما ينتمي للجبهة الاسلامية من الخدمة العامة ومن اي حاجة.. وكان لازم نوجد حاجة بين الاثنين. - ووصلتوا لي حل؟ - الفكرة ولدت كمبادرة في رسائل ومقالات صحفية كان الوسيط فيها الاخ جمال عنقرة، توجت بلقاء البشير والشريف الهندي يوم 23/6/1996 علي هامش مؤتمر القمة. * ونتيجة اللقاء؟ - كانت النتيجة ميثاق دمشق. * وبقيت متحالف مع الحكومة...؟ - أنا شخص مؤسسي مرتبط بتنظيم منذ نعومة اظافري.. ولم اخرج علي الاجماع فيه ولم اكن من الراكبين علي طرفه.. انا جزء من فكر الحركة وحركي من قياداتها الميدانية والعلمية. * عندك علاقة وثيقة بالتخطيط الاستراتيجي والمجالات البحثية. - مازلت من المهتمين بالبحث والبحوث على المستوى الشخصي. واتمتع بعضوية عدة مراكز دولية، اضافة الى مساهماتي المحلية في مراكز البحث العلمي والجامعات والاعلام. وارأس امانات البيئة الفكرية والدفاع والامن والتخطيط. * مجال البحوث عنده علاقة بالأمن واجهزة المعلومات.. - لا لا انا اقوم بدور التوجيه العام.. ولما تلقي في الحزب الاتحادي الديمقراطي امانة متخصصة في الامن والدفاع ده ما بيعني ان لدينا في الحزب جهاز مخابزات وامن .. دي ما مهمة الاحزاب. * الحاصل شنو في السودان؟ - من اولي ركائز التنمية في اي بلد في العالم الاستقرار والرضاء الاجتماعي عما تقوم به الدولة تجاه مواطنيها، والسودان يمر حاليا بمرحلة مفصلية وحالة مخاض لتكوين الدولة الحديثة التي يتراضى فيها الناس علي قواسم عليا. * والمستقبل..؟ - انا ما متشائم واعتقد انو الوعي الاجتماعي اصيب بنقلة نوعية للمخاطر المحيطة بامننا القومي وخطواتنا نحو المستقبل كدولة.. ورغم ده انا شايف بعض القنابل الزمنية الموقوتة. * وين؟ - في بؤر احتقان اجتماعي تتطلب منا كسودانيين جهاز انذار مبكر. * عشان يعمل شنو؟ - يتعامل علمياً مع المسائل دي وبتجرد وموضوعية.. ودي مهمة المجتمع قبل ما تكون مهمة الدولة. * مستقبلنا مرتبط بجهاز الانذار ده؟ - شوفي أنا بتطلع لليوم البتكون فيهو الدولة خاضعة ومعبرة عن ارادة المجتمع، مش العكس زي ما حاصل عندنا في السودان وفي غيره من الدول الافريقية والعربية. * مضوي الترابي من المساندين للجنجويد؟ - ظاهرة مساندتي للجنجويد فرية. وانا لغاية اللحظة دي ما عارف الجنجويد ديل منو.. والبقودهم منو.. وهل هي ظاهرة حقيقية واللا فقاعة صنعها الاعلام الغربي زي القاعدة.. وانا قلت رأيي بوضوح في مشكلة دارفور. * قلت شنو؟ - المشكلة ما وليدة اليوم بل تمتد جذورها الى «30» سنة ماضية. واسهمت فيها الحروب التشادية - التشادية والحروب الليبية التشادية والتداخل القبلي بين تشاد والسودان والتنافس على الموارد الشحيحة الموجودة في الاقليم، وغنى الاقليم بالثروات الطبيعية كالبترول والغاز واليورانيوم والنحاس، بالاضافة الى النظام الاداري المتوارث في دارفور (الدار والحيكورة) وخلافه. وده استمر لمدة 600 سنة. ودخول دارفور للدولة السودانية كاقليم لم يتجاوز الـ 100 سنة، بالاضافة الى تكتيكات الحركة الشعبية بقيادة قرنق. تكتيكات الحركة الشعبية؟ - نعم وهي تتحدث عن مفهوم السودان الجديد الذي كنت ولا ازال اري انه يقوم علي الحلف بين المناطق التي ضمت للسودان القديم العروبي الاسلامي المتمثل في الدول السنارية القديمة وما الحق به من اجزاء لاحقة، اضافة الى تطلعات بعض النخب من ابناء دارفور المنقسمة على نفسها جغرافيا بين القبائل الافريقية في الشمال والقبائل العربية في الجنوب التي تحول دون التقاء الافارقة في شمال دارفور مع العناصر الافريقية في الجنوب جنوب بحر العرب، كل هذه العناصر ان جمعت مع بعضها البعض يمكن ان تسبب مشكلة في اي مكان في العالم، او حتي في اية ولاية من الولايات المتحدة الاميركية. * الحل شنو للمشكلة دي؟ - المشكلة ليست مستعصية على الحل وهنالك 4 مسارات لابد من المضي فيها. المسارالاول: الادارات الاهلية في شمال دارفور وجنوبها والثاني: خط ابوجا في التعامل مع من سيس المشكلة والثالث: تحييد قوى غربية دخلت المشكلة باجندة خاصة بها والرابع: التعامل بافق سياسي مفتوح مع من يحملون السلاح في الميدان. واعتقادي الشخصي انهم ينقسمون الي قسمين. * القسمين شنو؟ - قسم لديه اجندة سياسية كحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان. والقسم الثاني مليشيات قبلية اخرى حملت السلاح دفاعا عن الارض العرض عندما انفلت حبل الامن في دارفور. وهي ليست ذات اجندة سياسية. * والمشكلة حا تتحلا؟ - يجب السير في الاربعة مسارات وعدم اغفال اي مسار حتي تحل المشكلة. * رأيك شنو في مقولة انو السياسيين السودانيين ما شغالين؟ - السياسة لم تكن في الماضي مهنة وليست مهنة في الحاضر. ولكنها واجب تطوعي نقوم به حسب قناعاتنا. ولكن عندما صارت هنالك منظومات سياسية تسمي الاحزاب تعبر عن تطلعات الجماهير مرتبطة بهذا الفكر او ذاك، اصبحت لبعض الاحزاب مجموعات متفرغة تصرف عليها المؤسسة الحزبية.. اما اذا كنت تقصدين ان العمل السياسي فيه مكاسب اقولها بالفم المليان بانها من اتعس المهن في العالم. * اتعس المهن عديل كده؟ - ايوه .. فقد دخلت السياسة بعد الانتفاضة وانا رجل غني والحمد لله. ودخلت السجن وخرجت من السودان الى مصر سنة 91م وفي جيبي 50 دولارا فقط. وكنت اعيش في لندن واكسب قوتي وقوت اولادي من عملي الاعلامي والبحثي. وكانت اسرتي تعيش حياة مريحة.. وعدت الى السودان وانا والحمد لله اسكن في بيت بالايجار. * على ذكر لندن واولادك يُقال ان الحزب لم يكن راضياً عن زواجك من الفرنسية. وطلب منك الانفصال عنها وهو ما كان؟ - لا. لا.. هذا الكلام غير صحيح ولا دخل للحزب بزواجي، انا تزوجت في 1982م من سيدة فرنسية فاضلة ذات اصل فرنسي. وعاشت معي في السعودية وفي السودان وفي اثيوبيا. وتسودنت وانجبت منها ابنتي البكر هندان تيمنا باستاذي وقائدي الهندي، الا ان زوجتي لم تستطع تحمل اسفاري المتواصلة والعمل العام الذي يأخذ من وقتي 15 - 17 ساعة من جهدي اليومي، فانفصلنا في عام 1991م. * اتزوجت تاني؟ - تزوجت في 1992م من الأستاذة خضرة عباس كروم، وهي من اصول شايقية جعلية ومسيسة، كانت في السابق ضابطة في الهجرة والجوازات وتحمل درجة قانونية.. وانجبت منها ابنائي الذكور الاثنين صائل وابني الاصغر محمد الناصف. * هل تتوقع حكومة تحالفات في الفترة القادمة؟ - اتفاقية نيفاشا والبروتكولات دللت علي ذلك. ولكنني مثلما انا كاره بالفطرة والنشأة للحكومات السلطوية، الا انني ارى ان اخطر منها هي حكومة كل الاحزاب، اذ لابد من وجود حكومة ومعارضة يعملان معا بالطرق السياسية لتصحيح مسار بعضهما في ما هو متفق عليه من قواسم عليا. * بتسمع لمنو من الفنانين؟ - بعض الاغاني لمحمد الامين ومصطفى سيد احمد ومحمد وردي. وأطرب لمحمود عبد العزيز وحسين شندي. واستمع للمبدعين من الشباب في الفرق الكورالية الذين اضافوا للموسيقى السودانية الهارموني والميلودي. * بتشجع ياتو فريق؟ -الاتحاديون بصورة عامة اكثر ميولا نحو الهلال. ولكنني لست متعصبا كرويا. واجد نفسي برازيلي الهوى واميركيا لاتينيا في الوجدان الكروي والموسيقي.