|
Re: فلترق منا الدماء….أو ترق كل الدماء!!د.الشفيع خضر سعيد (Re: عاطف مكاوى)
|
الأخ عادل الوسيلة ... تسلم يابا,
كنت وقد دفعت بالمساهمة أدناه إلى بوست الأخ صلاح عباس, والذي هو حول نفس الموضوع.
Quote: .نعم ... هي مطالب مشروعة, لكن لم يوفق القائمين عليها في إختيار التوقيت المناسب, لهذا ... إنفتح باب التأويل وإضفاء لونية سياسية على إضراب الأطباء, وقد كان في الإمكان قفل هذا الباب, إذاما صبروا على مناقصهم لما بعد الإنتخابات. فربما يكون التغيير السياسي الناجم عن تلك الإنتخابات, وتثبيت مؤسسية الحكم والتداول السلمي للسلطة, له إنعكاسات تشير لإهتمام أكثر من المسئولين بقضايا الناس, طالما صار الناس هم الذين يختارون حكامهم. ثم أن طبيعة المطالب لا تنفصل عن معظم أحوال الشعب وبمختلف شرائحه, الأمر الذي يصم هذا التحرك بالأنانية, وإستغلال السلطة المهنية بطبيعة قوة الضغط الناجمة عن تلك المهنة. ثم أن الأمر في كلياته يعيد إلى الأذهان, تجربة الإضرابات التي صاحبت أوضاع ما بعد إنتفاضة أبريل, وحيث أسهمت هذه الإضرابات بشكل أو آخر في إضعاف النظام السياسي الذي كان قائما, بل أن بعضا من الناس { كره } الديمقراطية وأحكم الربط بينها وبين الفوضى وعدم الإستقرار. وبالطبع هذا ليس حكما صحيحا, لكن في ظل إضطراب الأولويات, وتداخل الأجندة السياسية مع الحراك المطلبي, وتغليب الحل الفئوي على العام, فهذه مما تدفع البعض للتفكير على الشاكلة آنفة الذكر... رغم خطلها. فالديمقراطية لا تعنى الإنتقال التلقائي لمجتمع الرفاهية والحرية, إنما هي فقط أفضل الوسائل التي تمخضت عنها التجربة الإنسانية للآن. وبالتالي تظل البرامج والأفكار والأولويات ومستوى الممارسة والتفهم الواقعي للوضع السياسي والإجتماعي, هي التي تحدد مصير الديمقراطية وجدواها... وبالتالي فإن هناك مسئولية سياسية وإجتماعية وأخلاقية تقع على عاتق الخارجين للعمل العام ببلادي, في إحسان تقدير أوضاع البلاد والشعب, وتحديد الأولويات لحسب ظروف ودواعي المرحلة, فالتمرحل هو قرين الديمقراطية, وهي التي تتيح فرصة التفكير والنظر فيما يحسن أحوال الناس, عبر برامج وأطروحات تنجز على مراحل. وتأسيسا عليه أتفق مع سابقه الوارد عن د. هشام آدم والأخ صلاح عباس, بأن الأولوية للإنتخابات وإنجاحها وليس إعسارها والتشكيك في جدواها... فلكل مقام ... مقال. هذا بالطبع لا يعفي المؤتمر الوطني من بطر وإستعلاء جعلاه لا يعبأ البتة, في نظر موضوعي لما وضعه الأطباء على طاولته, فإكتفى بالتأويل السياسي لهذا ا لحراك, وترك بقية الأمر للإعلام المتناصر معه. كما أن مسألة الفصل هذه تعيد للأذهان التاريخ البغيض للإنقاذ, وكأنهم يصرون على أن الأصل لديهم هو البطش والإقصاء والإعفاء.
شكرا أخي صلاح.
وحفظ الله بلادي |
وأضاف لي حديث الأخ د. الشفيع عمقا في إفتهام ما حدث, لكنه لم يرضي خاطري لجهة { توقيت } الإضراب. فما أزال أراه غير موفق, مع سلامة حديثه حول تفكيك دولة الحزب الواحد, لكنها بالطبع ليس عملية ميكانيكية, بقدرما هي سياسية تقترن بتوازن القوى الماثل, وضرور التأثير فيه حتى يتعدل لصالح مشروع التحول الديمقراطي, والذي هو جوهر عملية تفكيك دولة الحزب الواحد وإقامة البديل التعددي. وإذا إعتبرنا الإنتخابات هي المدخل الحيوي والإستراتيجي لأحداث تغيير نوعي في النظام القائم, فإن إضراب الأطباء جاء خصما على التحضير لهذه الإنتخابات, وحيث تعلمون أكثر من غيركم أن هناك أجندة طرحتها المعارضة وهي تتعلق بصميم المسألة الإنتخابية ومحاولة إحراز أكبر قدر من الإنجازات والتغييرات في المناخ السياسي والقانوني والإعلامي الذي يقتضيه النشاط الإنتخابي. فكل هذه الأجندة اليوم تكاد تكون وقد جمدت, وصارت قضية إضراب الأطباء وإضراب ناهد عن الطعام, هي القضية المتقدمة بين قوى المعارضة, وهي بالمنطق خصما على ما أنف ذكره من قضايا إستراتيجية عاجلة, لإنتخابات لم يتبق من عمرها غير ثلاثة أسابيع. صحيح أن قضيتي الإضراب وناهد تحقق مفعولا سياسيا يحاصر المؤتمر الوطني وربما يلقي ببعض ثمار في سلة المعارضة, لكنه محصول لا يوزاي مجمل العمل الضخم الذي كان ينبغي وأن يدور في شوارع البلاد وأركانها ومحل ما يجتمع الناس, وذلك في إطار الترويج المعارض والطامح لكسب الإنتخابات. بل أخشى وأن تكون المعارضة قد وقعت في فخ يشغلها بقضية الإضراب, ويصرفها عن الأولويات الإنتخابية الأخرى. وحيث لا أستبعد هنا أن يكون الحاصل تدبيرا مقصودا من المؤتمر الوطني, يستفز فيه المعارضة ويشغلها بتداعيات مستمرة وكما حدث في قضية لبنى, وحيث يعلم المؤتمر كيف { يتخارج } من هذه الأزمة في النهاية, وأظن أن سيناريو لبنى سوف يتم تطبيقه على ناهد. فيكون المؤتمر قد خرج بأقل خسائر ممكنة, فيما نجح في إرباك المعارضة وتحوير أولوياتها في عد تنازلي لزمن غالي. بالمقابل فبين صفوف المعارضة, ولا أجمل, من يحاول إستثمار هذه الأزمة في أحداث أزمة سياسية تغير المسار من العملية الإنتخابية إلى إحتمال إنتفاضة, غير مأذونة بالنجاح بحكم توازن القوى الراهن, فلا تحدث الإنتفاضة ولا يفلحوا في الإنتخابات. الأمر الذي يدفع المعارضة على السير في طريق ضيق بين جملة أجندات متقاطعة. فأرجو أن يتيسر طرفي الصراع لمساومة تحل المشكلة, في إطار مستحقاتها المهنية وبعيدا عن السياسة. لينصرف الجميع إلى الإنتخابات وهي التي تشمل كل الناس وضمنهم الأطباء, ليتقرر مشروعا قوميا لسلطة جديدة أو مؤسسات حكم جديدة على الأقل, وهذه بالطبع ظرفية أفضل مما هو كائن, وأكثر أهلية ومشروعية في التصدي لقضايا الناس العامة, والفئوية. أخيرا ... فإن الأخت الكريمة ناهد محمد الحسن, قد أجلستنا جميعا في قلب مشاعرها الوقودة, وهي تستضرم نفسها حمية وشجاعة وكرامة ومسئولية, تقتطع من جسدها وروحها لتؤكد على عزة شعبها وقدرته على مواجهة التحديات العظام... فقد بلغنا هذا الدرس المجيد, وقد وصلت الرسالة لأرجاء العالم وأباض التاريخ ذهبا, فكفي أيتها الجسورة.
شكرا أخي عادل, ويا ريت لو يحضر هذا الحوار أخونا د. الشفيع بما هو متاح من وسائل النقل والإتصال.
... مع وافر تقديري
|
|
|
|
|
|