|
Re: الأطباء .. ملائكة رحمة أم بشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق (Re: Elrasheid Ahmed)
|
الأخ الرشيد أحمد
ســــــلامات... نفس القصة أخي فلي أخ نائب اخصائي تخرج من كلية الطب جامعة الجزيرة أقل ما يقال عنه بين دفعته انه متفرد ومتميز وشاطر قضى جل وقته في قراءة الكتب كانت الاسرة تتنظر تخرجه بفارغ الصبر ولكنه عندما تخرج بقي لمده عام بدون عمل ينتظر دوره في وزارة الصحة لكي يتعين وقد قالوا له ابحث لك عن خانة شاغرة أو رقم وظيفي وسيتم تعيينك فيه لم تنفع كل الوساطات في ايجاد مخرج لأزمته الى ان تم الحاقه بأحد المستشفيات لأداء الخدمة الالزامية وبعد الانتهاء من الالزامية عاد ليحمل لقب عاااااااطل عن العمل ، فاتجه اخي الى التخصص والقراءة مرة أخرى وجلس لامتحانات التخصص التي نجح فيها دون اية مشاكل ومن الوهلة الأولى واصبح نائب اخصائي ولا زال ينتظر التعيين او التوظيف ولكن لا حياة لمن تنادي.. ظل على هذه الحال لمدة تزيد عن الثمانية أشهر الى أن جاء دوره في التعيين وتم تعيينه وظل يعمل بجد لمدة سنة كاملة بدون مرتب .. حتى هذا المرتب الهزيل الذي يبلغ حوالي (500,000 جنيه) لم يستلمه الى يومنا هذا وظل اخي نائب الاخصائي يعتمد على والدي وبقية اخوانه في الخارج لكي يجودوا له بما تيسر لهم لكي يبقى على قيد الحياة ويقابل مصاريفه اليومية لم تثني اخي كل هذه العقبات وظل مواصلا في عمله على أمل ان يكمل تخصصه وقد عرضت عليه عدة مرات أن اشتري له فيزا في السعودية لكي يأتي الى بيئة أفضل ومكان يجد فيه التقدير والاحترام ولكنه كان مصرا على البقاء في السودان ، برغم كل الإحن التي يواجهها وفي مرة من المرات كان مع الاخصائي يعالجون مريضا مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي واصيب بجرح خفيف من حقنة أو مشرط لا أدري فاصيب بذلك الداء عن طريق العدوى ولجهلنا وجهل الوالدة فقد اظلمت الدنيا في اعيننا وظننا اننا سوف نفتقده في لحظة من اللحظات وهذا من مخاطر العمل ولم تذق الوالدة ولا الوالدة طعم النوم بعد هذه الاصابة لم يجد إلا أهله واسرته لتقف بجانبه وخضع لعلاج مكثف الى أن شفاه الله من التهاب الكبد الفيروسي بعد رحلة علاج صرفنا فيها ما صرفنا ، وبعد شفائه جددت له عرضي بشراء فيزا في اية دولة يختارها ولكنه كرر رفضه السابق. اخي الذي تخرج قبل اربعة اعوام او تزيد نائب الاخصائي المميز الذي تشهد له كلية الطب جامعة الجزيرة وأبناء دفعته مع الاسف عاطل اليوم ويعمل للدولة بالمجان منذ ما يقرب العام وأنا هنا اسجل لنواب الاخصائيين صبرهم كل هذه المدة فلو كنت مكانهم لما صبرت مثل ما صبروا ، لقد اعيتنا الحيلة معه ذهبت وزارة الصحة السعودية للسودان للتعاقد مع اطباء ولكن رفض التقديم وكان مصرا على مواصلة بقائه في السودان رغم كل شئ ، يا الرشيد الكمساري بتاع الحافلة الذي يعمل لدينا يصرف أكثر من اخي الطبيب نائب فهل تراه قد ضيع مستقبله في دراسة الطب؟ اسف للاطالة ولكن يا أخــوي الوجيع والمعاناة هي التي دعتني للكتابة وتوثيق هذه التجربة في بوستك هذا ، حقوق النواب ومطالبهم ليست منه ولا صـــدقة من أحــد فهؤلاء يبذلون قصارى جهدهم في تطبيب المرضى ويتعرضون للمخاطر فينبغي مقابلة مطالبهم بأذن صاغية ولا أعتقد انهم يطلبون المستحيل..وإن ضاق بهم السودان فليعلموا بأنهم قد درسوا في الجامعات بحر مالهم بعد الغاء مجانية التعليم وأن الدولة ليس لها فضل عليهم في تعليمهم وهذا واجبها وأوجب واجباتها وكذلك هم مميزون ويعدون من صفوة المجتمع وليتأكدوا من انهم مرحب بهم في كل اصقاع الدنيا وان الرازق هو الله وحده وليس البشير او وزارة الصحة أو تابيتا بطرس.
مودتي
|
|
|
|
|
|