|
Re: جريمة قتل في بفرلي هيلز (Re: adil amin)
|
لحظات وانطلقت السيارات كالسهام المارقة وبدا السباق الرهيب واستقل بعض الاصدقاء الطائرة الى المكسيك حيث كان ينتظرهم مارك ومعه كل المستندات اللازمة من جواز واوراق تخص صديقهم حامد ....
فاز الصديقان بالمركز الأول في السباق من جراء الرعب الذي كان يسيطر عليهما وكلاهما يعرف القانون جيداً تحققت امنية مارك ولوو بالفوز بالرالي وبعد احتفال رائع ودع الاصدقاء زميلهم حامد الذي استقل الطائرة المتجهة الى القاهرة أولاً , جلس حامد في صالة مطار القاهرة الدولي يتامل المسافرين ويقرا الصحف وعقله زاخر بالذكريات والشجن واحاديث والده عن مصر وجمالها وطيبة اهلها ......... مضت ساعات ثم تم النداء على ركاب الطائرة متجه الى الخرطوم .. وصل حامد ليلاً وتخطى اجراءات المطار بيسر بفضل جوازه الامريكي , استقل سيارة اجرة اتجهت به الى ضواحي أم درمان غرب العاصمة حيث كان معسكر النازحين , كانوا يجلسون حول حلقات النار التي تدفع عنهم غائلة ليالي يناير الباردة , نهضوا يحدقون في الزائر الغريب الذي ترجل من السيارة التي هربت بعيداً بعد ان لفظته بين حطام أهله الطيبين .
كان يبدو غريبا بملابسه الثقيلة لكنهم عرفوا فيه أبنهم حامد لان البسطاء يرون بقلوبهم , عرفوا ابنهم الذي عاد بعد سفر وغياب طويل , اقترب حامد من حلقة النار واخرج من جيب معطفه الاوراق والجواز والدولارات والقي بهما في النار ثم جلس بينهم وهمهمات الاهالي تتردد في أذنه باصداء مؤلمة "عاد أبن المرحوم الحاج هارون نادوا أمه فاطمة تسلم عليه ". انحدرت دمعة ساخنة على خده " اذا توفي والده الشجاع " ..... تداعى الى اذنه صوت امه الاليف الواهن .. " ابني حامد عاد الحمد الله على السلامة .اين هو ؟؟؟" . تجمع حوله أطفال المعسكر العراة ينظرون اليه في فضول برىء باعينهم الواسعة التي تلمع ذكاء وكروشهم المتدلية .. واصابعهم النحيلة التي تشبه أعواد الكبريت تتحسس أكتافه ووجهه الذي أكتسي بالمرارة الشديدة ..وشبح أمه الهزيل يدلف نحوه ببطء .. 1984 جامعة الخرطوم/ داخلية القاش
|
|
|
|
|
|