|
Re: قصة حب تنتهى لأسباب غير وجيهة (مطلوب تضامن). (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)
|
وصل عبده وابنا عمه الى القرية وكان الحفل يلملم اطرافه. ذهب الى داره فخلع ملابسه التى تعفرت بالتراب بعد المطاردة التى انتهت بإعادة الثور الى الزريبة وعمليات الحفر التى قاموا بها لإعادة اعواد الزريبة التى دهسها الثور . دخل الى الحمام ,, ثم خرج وقد انعشه الماء الدافئ واتجه الى الغرفة التى يحفظ فيها اغراضه فعمد الى الهاند باق خضراء اللون فحشر فيها مايمتلك من ملابس ولم ينس ان يدس فى احد جيوب الهاند باق شهادة الميلاد وشهادة الجنسية وشهادة اكمال المرحلة الإبتدائية. ثم قام بحشر الهاند باق تحت سريره واتجه بعد ذلك الى بيت العرس حيث كانت الشمس قد طلعت الا قليلا , وكان الناس يتجمعون حول اوانى الشاى وصحون اللقيمات والمشبّك. جلس غير بعيد فإذا بأبيه يدخل صحبة جده فما ان وقعت عينا الأب حيث يجلس عبده بادره قائلا: عبده انت هنا من متين? فأجابه عبده: دى دخلتى يابوى. وجيت من الجزيرة متين وسويت شنو? نحن رجعنا الصباح ,, الليل كلو نحن نجرى ورا التور وبعد داك شلنا جنبة الزريبة الشرقية كلها وغيرناها بى حطب جديد نقلناه من الحطب الـ فى زريبة جدى ,, وكبرنا شوك كتر زربنا بيه الجنبة الشرقية ,, تانى التور ده الا يبقى دبابة حتان يكسرها. الله يباركك ياعبده ياولدى ,, عافى منك عفويا يخدر ضراعك. عبده ده من يومو مبروك قال جده. فرغ الناس من تناول الشاى وقام والد العريس معلنا انهم سيغادرون الى العاصمة الآن وطلب من عبده ان يحث النساء على الإستعداد والتوجه الى البصين ولكن قبل ان يقوم عبده لتنفيذ الطلب نهض جد العروس: ده كلام شنو ياحاج ,, داير الناس تقول علينا شنو? يقولوا مرقو نسابتن غليانين حرم ماتمرقو من هنا قبل ماتفطروا ,, لاحولا ياحاج الحرام لزومو شنو ,, نحن والله كرمكم وصلنا وزيادة بس ورانا مصالح لازم نلحقها فى باقى اليوم ده. مصالح شنو ياحاج ,, هى الدنيا طارت. مابنأخركم ,, الفطور هسع يجى . ثم خرج الجد متجها الى النساء اللائي كن فى حركة دائبة يجهزن فطور الصبحية. يانسوان فطوركن ده مرق ولا دايرات تشيلن حالنا مع نسابتنا. تجيب ام العروس ,, افو ياحاج عمر انا بتك يا ابنعوف. يمين قبل ماتتم كلامك الفطور يكون جاهز. تناول الضيوف الطعام فى الصباح الباكر كما وعدت بت ابنعوف ,, وأخذوا فى التجمع حول البصين واخيرا قدم العريس يقود عروسه وكانا اول الصاعدين الى احد البصين ومن بعدهم بعض كبار السن من النساء والرجال ثم بعد ذلك تبعهم بعض الفتيان والفتيات من اقرباء واصدقاء العريس. وكان عبده قد اسرع الى داره حيث عاد محتقبا الهاند باق الخضراء واستقل تدافع الناس حول البص الذى يقل العريس وعروسه وانسرب فى البص الآخر وجلس فى المؤخرة مسدلا المشمع على زجاج النافذة حتى لايراه احد. امتلأ بص العريس واتجه الآخرون الى البص الذى يجلس فيه عبده وهم يصعدون اليه كانوا يصفقون ويغنون والبنات يزغردن ويلوحون بشارات الوداع لاهل العروس فلم ينتبه احد الى وجود عبده فى مؤخرة البص . تحرك بص العريس اولا فتبعه البص الثانى وسط مظاهر البهجة والزغاريد والتلويح بشارات الوداع ورويدا رويدا اخذت معالم القرية تتلاشى ليفتح عبده ستارة المشمع وينظر خارجا ويأخذ نفسا عميقا يتبعه بزفرة وكأنه يلفظ معها الماضى ثم يشهق أخرى وكأنه يدخل المستقبل دفعة واحدة, ويحتويه صدره الذى طالما تاق الى النزوح بعيدا عن القرية التى لم ير نفسه فيها الا ثورا فى ساقية جده وابيه. يتبع ,,, بحول الله.
|
|
|
|
|
|