|
Re: ما الذي يستوجب الاستقالة في السودان ؟ (Re: اسعد الريفى)
|
نعود لحجوة أم ضبيبينة، الفساد. لقد أصبح الحديث عن الفساد مثل الضرب على الميت، حرام.
Quote: فالسودان رغم تربعه على عرش الفساد متقدما كل دول العالم، إلا القلة القليلة، لم يدفعه ذلك لكي يعمل في اتجاه المعالجة بقدر ما دفعه لإسراع الخطى في ذات طريقه السابق. |
Quote: ومن أكثر العوامل التي تشجع على الفساد، اهتمام الحكومة بستر الفاسدين قبل اهتمامها بمحاربة الفعل. |
Quote: ولعل الجميع لاحظ ان تقارير المراجع العام وفى كل عام، ظلت تشير إلى الفساد بأرقام وتتجنب الكشف عن الذين اعتدوا على تلك الأرقام . |
Quote: ولا ندرى ان كان المراجع العام مطالبا بتلك التغطية على الفاعلين أم ماذا؟ |
إذ ظللنا نقرأ عن الاعتداء على المال العام، دون ذكر للمعتدى، رغم ان المواطن يشاهد نتائج ذلك الاعتداء عمارات شاهقة بكل الأحياء الراقية بالولاية، كما ولم نسمع بان المال المنهوب قد تم استرداده من أي منهم. وان تمت معاقبة المعتدى أم مكافأته؟
Quote: وآخر ما تفتقت عنه عبقرية المعتدين على المال العام، ما كشفت عنه مراجعة ولاية الخرطوم التي بلغ الاعتداء على المال العام بها، أكثر من ثلاثة مليارات من الجنيهات. ومن ثم تمكنت مؤسسات الولاية من منافسة المؤسسات الاتحادية وربما تفوقت عليها، حيث كشفت المراجعة أن هنالك قوائم بأسماء وهمية لعاملين، يتم بموجبها صرف مرتباتهم لصالح المعتدين، إضافة إلى قصة المسئول الذي ضرب المثل للآخرين بتعيينه لسبعة أشخاص بمكتبه العامر، ورغم ان تهمة هذا المسئول مباشرة، ولا تحتاج إلى لجان لكشف أبعادها، فقد ظل سيادته مجهولا لدى المواطن الذي تنهب أمواله جهارا نهارا دون ان يعرف الجناة، كما ظل بموقعه الذي قام فيه بذلك الفعل، ما دامت المراجعة لم تشر لغير ذلك. |
لقد تم تكوين لجنة لمحاربة الفساد من بين عضوية المجلس الوطني، وبعد خراب مالطا، رغم ذلك فان تأتى أخيرا خير من ألا تأتى أبدا. فما رأى هذه اللجنة في العمل على إغلاق الباب الذي يتسرب عبره الفساد، والذي يمثله ستر عورات الفاسدين، التي تغرى الآخرين بالسير في طريقهم، ومن ثم ان يتم الإعلان عن اى معتد على المال العام، بالاسم والصورة. وحبذا لو بدأت اللجنة بالتعرية الاقتصادية للحكام الجدد حتى يعرف المواطن حدودهم في ذلك الاتجاه، ومن ثم يتعرف على كل جديد يطرأ عليهم.أما إذا عاد الحكام القدامى فلا بأس على الأقل شبعوا.
_______________________
د.سعاد ابراهيم عيسي في الشأن العام -الصحافة 17-فبراير-2010 العدد:5963
|
|
|
|
|
|
|
|
|