|
Re: ما الذي يستوجب الاستقالة في السودان ؟ (Re: اسعد الريفى)
|
وقصة النفايات الالكترونية التي ملأت الأجواء خوفا ورعبا، مما يمكن ان تسببه لصحة المواطن ان صحت تلك التهمة، فما كان لها ان تصل تلك المراحل من الجدل والاتهامات المتبادلة ان كانت الدولة تعتمد سياسة المكاشفة والمصارحة مع المواطنين وفى حينها. لكن المشكلة ان كل من تحوم حوله تهمة من مؤسسات الدولة أو مسئوليها، لا تسرع الدولة بتبيان الحقائق كاملة لهذا الشعب المسكين، بل تبدأ أولا في إخراس صوت الصحف التي تحاول إجلاء تلك الحقائق نيابة عنها، أو في الإنكار أو التقليل من شأن المشكلة.أو الخطأ، وحتى تصل المشكلة قمتها ويتضاعف ضررها ماديا كان أو معنويا، حتى تبدأ مرحلة البحث عن الحلول والمخارجة. فقد قيل إن الذي اخرج تلك الشائعة، حول استيراد بعض الدستوريين لكميات كبيرة من أجهزة الحاسوب المسرطنة، قد تم تقديمه للمحاكمة، وهذا جميل ان تأخذ العدالة مجراها، ونسأل ان كان ذلك الشخص هو اللاعب الوحيد في هذه القضية، وكيف له بكل تلك الموهبة التي مكنته من إخراجها بمثل تلك الحبكة الناضجة؟ وقبل ان تهدأ عاصفة تلك الالكترونيات، خرجت علينا نفايات أخرى قيل إنها وجدت مخبأة بالصحراء بالولاية الشمالية، وقطعا اتجه خيال المواطنين وتفكيرهم، خاصة الكبار منهم، إلى ما أشيع من قبل عن دفن نفايات بتلك المناطق على عهد حكومة مايو. ورغم النفى الذي أصدرته السلطات وسريعا حول تلك الشائعة حاليا، وتأكيدها على عدم وجود أية نفايات في تلك المنطقة. وان ما تم اكتشافه مجرد براميل مصنعة بصورة محددة، مليئة بالحجارة، تم وضعها بتلك الصورة لاستخدامها كمواقف للشاحنات أو العربات الثقيلة. إلا أن ذلك القول لا ولن يقنع الجمهور بصحة فحواه، ومن ثم لا زال الكثيرون بين الشك واليقين حول صحته. فلماذا لا يتم تصوير تلك البراميل التاريخية، وما تحمل بداخلها، نفايات كانت ام حجارة، ومن بعد عرضه بأجهزة الإعلام المختلفة ليطمئن قلب المواطن، وحتى يتم إغلاق هذا الملف الذي ظل يطفو على السطح بين حين وآخر، وكلما جاء ذكر للنفايات أو تزايد أمراض السرطان، خاصة إذا تمت عملية التصوير والكشف، عن طريق جهة محايدة جدا، لقطع قول كل خطيب.
_______________________
د.سعاد ابراهيم عيسي في الشأن العام -الصحافة 17-فبراير-2010 العدد:5963
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|