|
Re: انا رئيس جمهورية نفسى . (Re: shaheen shaheen)
|
ومن غمار الناس .. هناك ناس خلال شهر (فبراير) من العام 2004 , رحل عنى صديق عزيز وجميل , المغفور له (حمدى محمد على تبد) . واصبح شهر (فبراير) هو شهر الكوارث بالنسبة لى , فيه ولدت , وفيه مات (حمدى) .. بينما كان من المفترض ان يكون (مارس) هو شهر الكوراث , لكنه الأحتباس الحرارى يقوم بتغيير المناخات والأزمنة ومزاج الناس . هو صديق سرقته من أخى الأصغر , كان كل ما بيننا قبل السرقة , ان أفتح له الباب - أزيك يا حمدى , اتفضل . - أزيك يا أستاذ , شاكر فى ؟ . تفصل بيننا خمسة سنوات من مساحات العمر الزمنية , ما تبادلنا غير حديث المجاملات العادى , والتحيات المباركات العابرة فى لقاءات الشارع بالصدفة , هو صديق أخى الأصغر , وانا شقيق صديقه الاكبر . وبعد ذلك حدث التراكم الكمى للمعرفة , فتم سحب لقب أستاذ من أسمى , جردنى من الأستاذية الفخرية - شاهين , كيفك . وفى السنة قبل الاخيرة له على سطح الارض قبل بطنها , تحولت الى ابو الشوش , يقولها بعذوبة ومودة أنسانية حقيقية .
1 وحمدى من غمار الناس مثله مثل عشرات الملايين , اصحاب الوجوه المجهدة الصابرة فى درب النبى أيوب , وهم ملح الارض لو كانوا يعلمون .. هم بسطاء الناس دون ضجة او طنين , دون عبارات طنانة , ما استخدام مصطلحات المنعطفات الخطيرة فى الزوايا الحادة الخطرة للمسيرة الشعوبية المباركة , أمثال مثقفى ومتثاقفى الزمن الاغبر . بسيط , مثل بساطة اهله فى جزيرة (صاى) .. ابن نكتة من الطراز الرفيع , نوبى حقيقى , أشاغبه دوماً اننا نحن أبناء حلفا من نشرنا العلم والمعرفة فى انحاء السكوت والمحس . فى أيامه الأخيرة ركبه عفريت الهجرة المقدسة الى الأراضى الاقدس .. وهم كذلك أهل السكوت والمحس , اما انهم يدرسون فى السلالم التعليمية المختلفة , او انهم مغتربون , او ان اوراقهم فى السفارة السعودية تنتظر التأشير , عكسنا نحن ابناء (حلفا) المشغولين بمعارضة الأنظمة العسكرية والدخول والخروج من الأحزاب اليسارية العلمانية المختلفة , فكانت النتيجة اننا ورثنا الفقر والفاقة وفصاحة اللسان , وكسب ابناء السكوت والمحس زبدة القصور الملكية , وما ادراك ما القصور , ونحن ابناء حلفتنا الجديدة شعب القصور فى الكلى بسبب ماء مواسير الاسبستوس . هذه مشاغبة خفيفة للطرف الآخر من شعبنا النوبى الفضل , لو كان هو على قيد الحياة لرد عليها ضاحكاً .
2 لان أكل العيش البلدى مُر , ولان المعايش جبارة كما يقول اهل الوسط , سافر شقيقى الأصغر الى عروس البحر الأحمر , طالباً ثم أستاذاً فى هيئة التدريس بعد ذلك , فتوطنت صداقتى بالراحل , توثقت بحبل حكايات غليظ . ما مر يوم دون ان نتقابل , نحكى ونحكى ونحكى .. ونحكى ونحكى ونحكى , هاتفنى صديق فى يوم 17 ان حمدى فى (مستوصف الشهيد) بسبب الملاريا, وللأسم دلالة وتبشير للمريض واهله , فانظر حتى للفجاجة فى أختيار أسم المؤسسات الصحية ! . كان الاتصال فى الساعة الثانية عشر مساءً , قلت له سوف أذهب اليه فى الصباح الباكر فالوالدة مريضة ايضاً , وفى يوم 18 فى الساعة الخامسة صباحاً , هاتفنى نفس الشخص بان (حمدى) مات , قلت فى بلاهة - حمدى منو ؟ . - حمدى صحبك . لن احكى لكم عن بكائى الحارق فى مقابر (الكلاكلة شرق النموذجية) , فهو مصدر ألم , وأحباط , وتعاسة شخصية .. نحكى , ونحكى , ونحكى . وهم هكذا أهل صاى يتركون فى القلب حسرة الرحيل , وما ادراك ما اهل (صاى) , ومن لم يعشق فى حياته واحدة من نساء جزيرة (صاى) فان علية مراجعة طبيب نفسى فى الحال . (وللحديث بقية) شاهين.
|
|
|
|
|
|